جــيران العرب
جـــــــيران العرب
ان أهمية الجار معروفة على الصعيد الشخصي و الصعيد الدولي ، فعندما يؤمن جانب الجار ، فان كثيرا من المشاكل الخارجية ستنتهي ، أو يضعف تأثيرها .. و لما كانت رقعة الوطن العربي واسعة ، فان معرفة الجوار و أوضاعهم ، ستمهد لمعرفة ضرورية في كيفية التعامل معهم ، كجزء هام من مسألة ترميم و إعادة بناء الأمة العربية ..
وسنتعرض بهذه المحاولة المتواضعة لإلقاء الضوء على جارين هامين ، وهما ايران و تركيا ، وهما بالإضافة لكونهما دولتين اسلاميتين ، فانهما كذلك رافقتا صناعة التاريخ العربي الحديث ..
وعليه فاننا سنلقي الضوء على تاريخهما الحديث ، دون الغوص الى العصور الغابرة ، التي تمتد الى آلاف السنين .. تاركين لمن يطلع على التاريخ الحديث الحرية في الاستزادة في الاطلاع على ما يريد ..
ايران
العهد الصفوي 1501 ـ 1722 م
الأوضاع السياسية قبل قيام الدولة الصفوية :
لم تأخذ إيران اسمها هذا الا بعد عام 1935م ، حيث كانت تسمى (بلاد فارس) . و قد كانت بلادا متسمة بعدم الاستقرار لتنازع زعماء القبائل عليها ، منذ الغزو المغولي في منتصف القرن السابع الهجري ( الثالث عشر الميلادي) .
فقد صارت ايران جزءا من الدولة ( الايلخانية) التي أقامها المغول ، والتي شملت آنذاك العراق وجزءا مهما من آسيا الصغرى ( الأناضول ) .. و بعد وفاة آخر سلاطين تلك الدولة (أبو سعيد) عام 1335 م .. دون وريث على العرش ، تنازعت القوى المحلية على السيادة على تلك البلاد .. فكان (الكرت) في الهراة ، والسربداريون في غرب خراسان ، والمظفريون في مقاطعتي فارس وكرمان ، والجلائريون في العراق و أذربيجان ..
وبعد حوالي نصف قرن تعرضت المنطقة لموجة مغولية ثانية بقيادة (تيمورلينك) .. حيث صارت إيران جزء من الإمبراطورية التي أقامها في المشرق الاسلامي .. وبعد وفاة تيمورلنك .. تم تقسيم الامبراطورية الى قسمين بين اثنين من أبناءه هما ( ميران شاه ) و أخذ على غرب ايران والمناطق المجاورة بما في ذلك بغداد و تبريز عاصمتي العراق و أذربيجان . أما الثاني فقد عزز سلطته على بلاد فارس و خراسان وبلاد ما وراء النهر .
لم تعمر مملكة ميران شاه ففي عام 1408 تعرض لهزائم على أيدي تركمان (القرة قوينلو )* التي سلبت منه الحكم أخيرا .. أما مملكة شاه رخ فقد عمرت زمنا أطول حتى عام 1447 م ثم تم تصفيتها على يد ( القرة قوينلو ) ..
في غضون ذلك ظهرت قوة أخرى من تركمان ( الآق قوينلو) .. الذين أسسوا أمارة قوية في ديار بكر ( آمد) .. و قد استطاع السلطان ( أوزون حسن ) أن ينهي حكم ( القرة قوينلو ) عام 1467 م .. و بعد وفاة السلطان عام 1478 م دب الضعف في الدولة حتى تم تصفيتها على يد الصفويين في مطلع القرن السادس عشر الميلادي ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القرة قوينلو : ( الخروف الأسود) قبائل موطنها تركستان ..
الآق قوينلو ( الخروف الأبيض) قبائل أيضا موطنها تركستان على خلاف دائم مع الأولى ..
ما وراء النهر : بلاد ما وراء نهر جيحون و أهم مدنها بخارى و سمرقند
__________________
ابن حوران
|