مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-02-2004, 09:00 AM
علي علي2 علي علي2 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 156
إفتراضي إصلاح التعليم لا يتم في ظل فساد كل شيء آخر-د.عبد الوهاب الأفندي

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...20شيء%20آخرfff
د. عبدالوهاب الافندي
في الاجتماع الاخير الذي انعقد في بيروت ولم اذهب اليه، اجتمع حشد لم يسبق له مثيل من المسؤولين والخبراء العرب في مجال التعليم، لم يبق وزير مسؤول، ولا صاحب قول مسموع في التعليم الا وشرف بحضوره، وكلهم يقول بصوت واحد ان حضورهم هذا لا علاقة له من بعيد ولا من قريب بالانذارات التي صدرت من الباب العالي في واشنطن دي سي، تدعو القوم لاصلاح التعليم والا فالمعاقبة بالفلقة وغيرها من انواع التأديب. فالعلم يرفعهم والضرب ينفعهم كما قال شاعرنا لا فض فوه.
القوم اذن لم يخرجهم الي محشر بيروت نافخ الصور من واشنطن، بل اجتمعوا بهاتف داخلي، وهم الصادقون، ولعلهم، مثل اهل قرية ود حامد في روايتي الطيب صالح بندرشاه سمعوا في رؤي متزامنة هاتفا من الغيب حشرهم علي غير ارادة، وجمعهم كاجتماع اهل ود حامد في مسجد القرية فجرا، فحضر الصلاة الجميع.
الاجتماع دعت اليه مؤسسة الفكر العربي وهي علامة اخري من علامات الصحة الصوفية الميتافيزيقية التي يشهدها عصر الارهاب والهزائم العربي الحاضر. القائمون علي المؤسسة كما هو معلوم هم قلة من اهل الفكر، وغالبية من اهل السلطان الذين كانوا وما زالوا يحرمون التفكير علي خلق الله، ومن ندمائهم الذين ما كان يتسني لهم ان يصبحوا ندماء الا اذا عطلوا عقولهم ودفنوا ضمائرهم تحت اكوام من المال الحرام، وهناك بالطبع ذلك الجمع من المتفائلين الذين يقولون، لعل الله تاب علي هؤلاء فأصبح الفكر الحر من همومهم، والاقل تفاؤلا يقول لنحمد الله علي ان القوم تركوا تكميم الافواه وتلفيق التهم لمخالفيهم في الرأي الي حشو افواه المفكرين بالمال وكلمات الاغراء بدلا من تراب القبور وسلاسل السجون.
سوي ان القوم لم يفعلوا شيئا من ذلك، حيث ما يزال صاحب السلطان منهم يقوم علي حراسة سجونه، وصاحب النفاق منهم يكرر سابق مقولاته، ومن كان يدعو الي تغييب مخالفه في الفكر في المقابر والسجون يفضل اليوم ان يتهمهم بتغذية الارهاب.
هناك حجة لاعتبار اجتماع بيروت وظاهرة الانتباه الي الفكر والتعليم التي تقف وراءه من علامات الصحوة العربية فلا يسع اي كان الا ان يرحب بقيام مؤسسات ترعي الفكر واجتماعات تتفاكر في اصلاح حال العلم. ولكن قليلا من التأمل يكشف ان هذه التطورات هي بعض من اعراض الازمة وعلامات استفحالها.
مؤسسة الفكر العربي تجسد تناقضات الواقع العربي وقصوره من اكثر من وجه. فهي مؤسسة نشأت بمبادرة وتمويل سعوديين، ولكنها لم تتخذ من المملكة مقرا، تماما مثل المؤسسات الاعلامية السعودية التي رضيت بالمنفي الاختياري، اولا في اعتراف واضح فان بيئة المملكة لا تسمح بازدهار الفكر ولا الاعلام، حتي عندما يكون خاضعا تمام الخضوع. وثانيا لكي يتحقق ما سماه الامريكان في ايام فضيحة ايران ـ والكونترا (وهذه فضيحة لم تكن السعودية بعيدة عنها) بـ امكانية الانكار القابل للتصديق او Plausible Deniability اي الاحتفاظ بمسافة بين السلطة وبين الجرم المشهود، وهو هنا جريمة التفكير الحر (المحتمل طبعا).
المبادرة كما قلنا هي اعتراف بخلل اخر، وهو ان كل ما تزخر به ارجاء الوطن العربي من مؤسسات كان ينبغي ان تتولي امر الفكر (من جامعة ومؤسسات بحثية واجهزة اعلام ونشر وفنون واداب وغيرها) قصرت في واجبها، بحيث اصبح من الواجب انشاء مؤسسة تتولي نيابة عن كل هؤلاء امر احياء الفكر وبعثه. والسؤال الذي يطرح نفسه هو اذا كانت كل المؤسسات والجهات الملقي علي عاتقها امر احياء الفكر العربي قد قصرت خلال عقود في اداء واجبها، فما الذي سيمكن هيئة جديدة كل القائمين عليها غير متفرغين، الي القيام بما عجزت عنه مئات المؤسسات المتخصصة كاملة التمويل؟
والاهم من ذلك، وهو ان الاسباب التي ادت الي عجز تلك المؤسسات عن اداء واجبها وهي معلومة لخص اكثرها التقرير الثاني للتنمية الانسانية في العالم العربي، ما تزال قائمة، واضافة مبادرة اخري ومؤسسة اخري لما هو قائم لن تقدم كثيرا وقد تؤخر. ويتأكد هذا الاحتمال من كون القائمين علي المؤسسة هم نفسهم القائمون علي المؤسسات الاخري او مخضرموها. ولهذا العامل اهمية مضاعفة في حال اجتماع مسؤولي التربية العرب، فحتي مع افتراض صدق الهاتف الرباني الذي ايقظ القوم من سباتهم الذي طال، وانهم رأوا ما رآه القديس بولس في الطريق الي دمشق (القريبة جدا من بيروت!) وانهم فعلا اكتشفوا ان نظامنا التعليمي كان تجسيدا لمفاسد الدنيا كلها، فكيف نثق بأن نفس القوم المسؤولين عن كل ذلك الفساد سيكونون انفسهم اداة الاصلاح؟
حتي لو ان نفس الانظمة ونفس الاشخاص ونفس المؤسسات تابت الي الله توبة نصوحا فان هناك تساؤلات كثيرة تطرح نفسها حول صلاحية سدنة الفساد للاضطلاع بواجب الاصلاح. فكيف يكون الحال اذن والكل يعرف ان القوم لم يتعلموا شيئا ولم ينسوا شيئا، وانهم ماضون علي نهجهم القديم؟
الشواهد كلها تشير الي ان الاصلاح المقصود في التعليم ما هو الا استمرار النهج القديم بوسائل مستحدثة. فرغم ايماننا بالغيب والرؤي الصادقة وامكانية ان يفتح الله علي كل الحكام العرب، بالهام رباني يجعلهم يؤمنون بوقت واحد بضرورة اصلاح نظم التعليم المتباينة عندهم في وقت ونهج واحد، الا ان الارجح هو ان القوم يريدون التقرب الي واشنطن لا الي الله تعالي بما يفعلون. ومثلما اكتشف البعض ان منح المرأة حق الانتخاب وتعيين امرأة او اثنتين في مناصب عليا في بلاد حق الانتخاب فيها لا قيمة له والمناصب جوفاء مما يزيد الانظمة القمعية حظوة عند الباب العالي، اصبحوا يتسابقون علي هذه الفضائل تسابقهم علي سن القوانين المضادة للارهاب فالامر اذن لا علاقة له بالتعليم واصلاحه من قريب ولا بعيد. وعلي كل فان اصلاح التعليم هو جزء من كل، كما ظهر من تجربة العراق. فلا يعقل ان يكون الحكم كله يقوم واعلامه وخطابه علي تأليه الحكام وتنزيههم عن كل خطأ وعلي تزيين الباطل، واسكات صوت الحق، ثم تصبح المدارس والجامعات واحات معزولة يعلم فيها التلاميذ الحق والفضيلة، وحتي لو فرضنا امكانية قيام مثل هذا الوضع الشاذ فان مثل هذا التعليم لن يؤهل اصحابه للاندماج في الحياة العملية القائمة علي النفاق وطمس الحقائق واعلان شأن الباطل.
البعض يريد ان يمزج بين الفضيلتين، فيقرب بين التعليم والواقع بصورة عكسية، فهناك دول تدرس تلاميذها عدم التساهل في مباديء العقائد الاسلامية وتعاليم الدين، وحكامها يفعلون العكس تماما في حياتهم الخاصة وسياساتهم العامة. وهناك دول تتسمي بالاشتراكية وينص دستورها علي مباديء يحسدها عليها لينين، وتطبق في واقع الامر سياسات تحسدها عليها السيدة مارغريت ثاتشر. وهناك دول تدعي قيادة الثورية في العالم وتمارس الانبطاح بما لا يحسدها عليها اي مخلوق. ولعله يكون من الفضائل في حق هذه الانظمة ان تدرس العلمانية والنفاق بدل الاسلام، والرأسمالية وفضائلها بدل الاشتراكية، وتؤكد علي المرونة والتعامل مع الواقع بدل ان تبشر بالثورة عليه.
ولا شك ان مثل هذا التوجه سيحظي بتأييد واشنطن، ويحقق الغرض المطلوب، ولكن رضا واشنطن لا يعني بالضرورة ان تحقق امريكا ما تريده من هذه التعديلات، الحديث عن تغيير مناهج التعليم يخفي وراءه كما هو معلوم امورا لا علاقة لها بالبحث عن نهضة عربية تقوم علي تعليم سليم، بل المراد تدجين الاجيال القادمة وتطويعها للهيمنة الاجنبية. ولا يعتقد انصار هذا التوجه ان هذا الامر يمكن ان يتم بتوسيع معلومات التلاميذ، وانما بحجب العلم المكروه عنهم، سواء اكان هذا العلم آيات قرآنية تحرض علي العنف والكراهية او كتابات ادوارد سعيد، بمعني اخر ان الاصلاح عند القوم يتم بتعميم الجهل لا زيادة العلم، وكفي به اصلاحا!
وراء كل هذا كما لا يخفي الحذر مما يسمي بالاصولية الاسلامية المتهمة بدورها بتفريخ الارهاب، بعض المحللين الغربيين اختصروا هذه السلسلة بالتأكيد علي ان العلة في الاسلام نفسه، ووافقتهم في هذه طائفة من الحكام والمفكرين العرب هم اليوم في طليعة من ينادي باصلاح التعليم، ويريدون بذلك ان تكون تنشئة الصغار علي ايدي امثالهم تحصينا لهم من موبقات الاصولية والفكر الديني المتخلف.
ليس هنا مجال الخوض في صواب هذه الآراء من عدمه، ولا نريد كذلك الاشارة الي تجارب تاريخية من ايام فرعون وهيرود وما كان يقوم به الرومان من جهود يحسدها عليهم اليوم اهل اصلاح التعليم لاستئصال الدين المسيحي، لكي نقول ان هذه الوسائل في محاربة الاديان والعقائد ليست ذات جدوي، ولكن يكفي ان نشير هنا الي ان كلا من حركة الاخوان المسلمين في مصر والجماعة الاسلامية في الهند نشأتا في بلاد كانت تحت الاستعمار البريطاني وان لغة التدريس في الهند والمخاطبة لم تكن العربية ـ كذلك فان حركة حماس لم تنشأ في مكة وانما في الاراضي الاسرائيلية المحتلة، وجبهة الانقاذ الجزائرية قامت في كنف دولة اشتراكية اللغة الفرنسية فيها ما تزال الغالبة في التعليم رغم جهود التعريب المستبسلة.
خلاصة الامر ان الاصلاح لا يمكن ان يقوم عليه من يعترفون علي انفسهم بالمسؤولية في الفساد الماثل، واصلاح التعليم لا يتأتي بتعميم الجهل، كما انه لا اصلاح التعليم ولا غيره يمكن ان يتم، في ظل فساد كل شيء اخر، من الحكم والسياسة الي الاقتصاد والحياة الاجتماعية. ومن باب اولي فان محاربة العنف والارهاب لن تتيسر بمزيد من العنف والارهاب، فلتصلحوا انفسكم رحمكم الله اولا، حتي يقتدي النشء بأفعالكم لا أقوالكم!
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م