سألوا عن الأرض السليبة، شعر خطيب المسجد الأقصى

[صلاح الدين]

قصيدة (سألوا عن الأرض السليبة) للدكتور الشيخ المبعد، محمد صيام، خطيب المسجد الأقصى:

سألوا عن الأرض السليبة، والتشرذم والضياع٭
عن الاحتلال والانتفاضة والتصادم والقراع٭
وثرى الجدود، وما يمارسه اليهود من ابتلاع٭
والأهل والتشريد بينهم، ونيّة الاقتلاع٭
والقدس، وهي تعجّ بالآهات، والأقصى المضاع٭
والحفر، والتهويد، والأنفاق، والأرض المشاع٭
وعن التفاوض، والتنازل، والخضوع والانصياع٭
وعن انتخابات الثعالب والتنافس والنزاع٭
قلت القراصنة الغزاة، سعوا بمختلف المساعي٭
ليرشّحوا بطلين في الإجرام والقتل الجماعي٭
وسلوا ربوع الضفّة الغرّاء أو مدن القطاع٭
يخبرن بالحال الممضّ، وبالأسى وبالارتياع٭
ويصحن في فزع من القوم الطغاة وفي اندفاع٭
لا فرق بين المجرمين، كلاهما سمّ الأفاعي٭
باراك أو شارون أيّهما عريق في الخداع٭
هذا سليل بني نضير وذاك مجرم قينقاع٭
وكلاهما نهم لنهش لحومنا نهش الضّباع٭
وكلاهما لدمائنا عطش بقدر المستطاع٭
وله على طول المدى في شربهنّ طويل باع٭
ولذا فأيّن منهما يأتي، فنحن على اقتناع٭
أن السلام مضى، وأن الجوّ يخلو للصراع٭
فإلى بني شعبي الكرام الصيد، في تلك البقاع٭
لكتائب القسّام في وطني، لكل فتى شجاع٭
لا تتركوا تلك الذئاب تعيث في أرض السّباع٭
وتشيد أوكارا لمن يستوردون من الجياع٭
يا قوم فانتفضوا، كمثل السّيل، من غير انقطاع٭
أو كالزلازل وهي تهدم ما بنوه من القلاع٭
لا تتركوا تلك الذئاب تعيث في أرض السّباع٭
تعدوا هنا، تلك الذئاب، تعوي هناك في الوهاد وفي التلاع٭
يا قوم فانتفضوا كمثل السّيل من غير انقطاع٭
وردوا حياض الموت، تحظوا بالسموّ والارتفاع٭
وذروا الألى، يتنازلون، فإنهم سقط المتاع٭