مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 29-01-2007, 11:36 PM
كريم الثاني كريم الثاني غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 150
Post صراع السنة والشيعة المفتعل والتنازع علي مقاعد التايتانيك

* الزملاء الأفاضل القائمين على المنتدى لكم كل التحية والإحترام ،،، على هذا المنتدى المميز وإنني إذ أطمع بكرمكم وحسن إدراتكم للمنتدى وحرصكم على مصلحة الأمة ،،، فإنني أطلب تثبيت هذا الموضوع ولو لفترة قصيره حتى يتسنى لكافة الزملاء الإطلاع عليه .

واعتقد أن هذا المقال يؤسس لأرضية صلبه ننطلق منها للحوار وفهم ما يجرى بعيدا" عن التعصب وحمية الجاهلية التي نهانا عنها رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام .

ولكم جزيل الشكر والإمتنان .




صراع السنة والشيعة المفتعل والتنازع علي مقاعد التايتانيك


د. عبدالوهاب الافندي



في منتصف الثمانينات، حينما كانت حرب الخليج بين العراق وإيران في أوج اشتعالها، دخلت الولايات المتحدة طرفاً في تلك الحرب بدعوي حماية دول الخليج من الخطر الإيراني. وأذكر وقتها حواراً دار بيني وبين مفكر إسلامي كان يدعم الموقف الخليجي ـ العراقي بقوة بحجة أن الشيعة أصحاب عقائد منحرفة وهم خطر يجب محاربته حتي إذا استدعي ذلك ممالأة أمثال صدام وريغان. فقلت لصاحبي: هل نفهم من ذلك أن الأساطيل الأمريكية قد جاءت إلي المنطقة لمحاربة البدع وإقامة السنة الصحيحة؟ أجاب الرجل قائلاً إنه لو كان له جيش لكان يومها في الخنادق مع صدام أو في البحر مع الأمريكان لمحاربة الشيعة المبتدعة، فليس هناك جهاد أولي من هذا الجهاد، ولا حتي الجهاد في فلسطين!


دارت الأيام وعادت الأساطيل الأمريكية إلي الخليج، ولكن هذه المرة لمحاربة صدام الدكتاتور المارق. ولا يمكن أن ألوم صديقي المجاهد في ثبات موقفه، لأنه كان أيضاً يقف وراء الأساطيل الأمريكية، ولكن هذه المرة لمحاربة صدام العلماني المعادي للإسلام والناقض للعهود. وفي الحالين كان هناك دعاة وأئمة يطوفون الآفاق ويعتلون المنابر في دعم الموقف إياه، والوقوف وراء ولي الأمر. وكانت الولايات المتحدة تهش لهؤلاء الدعاة وتطرب لمقولاتهم المؤيدة لصحيح العقيدة، والمحاربة لبدع الشيعة التي كانت تري فيها أكبر خطر علي الأمن والسلم في العالم، حتي أن ال دعاة إياهم أصبحت لهم مكاتب في واشنطن ومساجد في كل مدينة أمريكية كبري.



ثم جاءت أحداث ايلول (سبتمبر) فغزو العراق، فانقلب كل شيء. الآن أصبح دعاة التوحيد المحاربون للبدعة وهابيين خارجين عن الملة، يطاردون في كل مكان ويلعنون من علي كل منبر. أما الإسلام الشيعي الذي كان يوصف في الماضي بـ الخمينية ويهاجم من كل موقع، فإنه أصبح اليوم عنوان الاعتدال ومفتاح الديمقراطية. وأصبح اليوم يدعي للإمام علي السيستاني رضي الله عنه من علي منابر واشنطن وصفحات نيوزويك والواشنطن بوست.



ومن يستمع إلي بعض مقولات المهللين لهذا الفتح الأمريكي المبين يكون معذوراً لو اعتقد أن الرئيس جورج بوش قد بعث بين يدي المهدي المنتظر ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً، ويعجل بفرج آل البيت ويكبت عدوهم. وهكذا أصبح الجهاد اليوم كتفاً بكتف مع المارينز علي مشارف كربلاء وعلي بعد خطوات من مراقد الأئمة هو الجهاد الأكبر الذي يأثم تاركه ويفوز من يتولاه. وأنعم بمن فتح الله عليه حتي يكون من جند الشيطان الأكبر الذي أصبح بقدرة قادر نصير الأئمة وسند أهل البيت.


تكفي نظرة عجلي علي مثل هذه المصائر والمنقلبات حتي يري من رزقه الله من العقل أقل نصيب أن الوقت حان للتوقف وللتأمل في حال هذه الأمة، ومسارعة كبار قادتها إلي التهلكة. فمن الواضح أن هناك خللاً كبيراً في التفكير يدفع الناس إلي ورود موارد لا يقترب منها عاقل. وكل ذلك نتيجة العكوف علي النظرات الطائفية الضيقة، وعدم التدبر في العواقب.


ولا نريد هنا للحظة أن نقول أنه لا يوجد خلاف حقيقي بين الشيعة والسنة، فالخلاف موجود، وهو خلاف ليس باليسير. وهناك مفكرون يقللون من شأن هذا الخلاف، مثل الشيخ حسن الترابي الذي يقول إنه ليس بسني ولا شيعي. وإذا كان هذا الموقف النظري له ما يبرره كما سنوضح لاحقاً إن شاء الله، فإنه لا يحل المشكلة فيما يتعلق بالاستقطاب الطائفي القائم، لأن طرفي هذا الاستقطاب لا يقبلان الحياد، وسيتساءلان: هل أنت شيعي محايد أم سني محايد؟ (ويذكرني هذا بطرفة رواها سفير هندي سابق في بغداد عن أطفاله الذين أتوه بعد أول يوم لهم في المدرسة في بغداد يتساءلون: يا أبي، هل نحن هندوس شيعة أم هندوس سنة؟).
ولكن الخلاف شيء والصراع شيء آخر. فليس هناك ما يدفع المختلفين إلي الصراع، خاصة إذا لاحظنا في حالات الخلاف التي أشرنا إليها أن كلا الفريقين لم يكن فقط مستعداً للتعايش مع غير المسلمين ممن يخالفونه العقيدة إضافة إلي مناصبته العداء، بل كان مستعداً للقتال جنباً إلي جنب معهم. أفلا يسع إذن هؤلاء مع إخوانهم المسلمين ما وسعهم مع العدو البعيد، خاصة وأن المطلوب منهم ليس القتال إلي جانبهم، بل مجرد الكف عن قتالهم؟


وهذا يقودنا إلي نقطة افتعال الصراع الدائر اليوم والذي يكتسي طابعاً طائفياً عقائدياً. فنحن نقول بأنه صراع مفتعل لأنه لوكان هناك صراع ديني أو مذهبي لكان من هم أولي بالقتال هم المخالفون في الدين. ولكن الطائفية اليوم افتقدت تماماً أي بعد ديني، وأصبحت ظاهرة قبلية. فالانتماء الطائفي كما يتبلور في هذه الصراعات لا علاقة بالعقيدة من بعيد أو قريب. ذلك أن الشيعي (بمعني من انتمي آباؤه إلي الطائفة وتربي في كنفها) يعتبر في عرف هؤلاء المتقاتلين جزءاً من الطائفة حتي وإن كان ملحداً لا يؤمن بالله ورسوله، فضلاً عن أن يكون من مساندي إمامة أهل البيت. أما السني (بمعني الآخر) فهو مرفوض حتي وإن كان مؤمناً محباً لأهل البيت (ولا يوجد مسلم سني لا يحب أهل البيت ويتبرك بهم). وبالمثل فإن الصف السني يشتمل في عرف متولي كبر هذا الصراع علي من انتمي إلي المعسكر المعني حتي وإن كان متطرفاً تكفيرياً، أو ملحداً أو علمانياً. وفي الحالين يتغاضي عن جريمة المجرم من أهل الصف ويغفر ذنبه، بينما تعظم جريمة الآخر مهما صغرت وتحمل طائفته كلها الجرم بحيث يستحل القتل لمجرد الانتماء لتلك الفئة. وهكذا يرتكب الكل الجرائم التي يخلد صاحبها في النار وهم يدعون اتباع منهج الدين.


يضاف إلي هذا صحة ما لمح إليه الشيخ الترابي في أن الخلاف القديم الذي أسس للانقسام السني الشيعي لم تعد له علاقة بواقعنا اليوم. فلا يوجد بيننا حالياً أئمة من أهل البيت ينتظرون دورهم في الحكم، كما لا يوجد أدعياء خلافة من بني أمية أو بني العباس يناصبونهم العداء أو يتولون اضطهادهم. وبنفس القدر فإن الروايات التاريخية عما ارتكب من كبائر في حق هذه الفئة أو تلك لم يعد بذي موضوع، وأن اجترار تلك الأحداث والمرارات كان له في الماضي دور في الدعاية الحزبية، ولكن لم يعد له اليوم دور أو وظيفة.


لقد اندثر اليوم ملك قريش بأميتها وعباسها وهاشمها، ولم يعد هذا أمراً يستحق الالتفات له أو النبش في خفاياه إلا للمؤرخين. وما يواجه السنة والشيعة معاً هو واقع جديد لاعلاقة له بذلك الماضي. فالصراع علي السلطة في الدول الإسلامية هو بين مجموعات عرقية أو تيارات سياسية، أو بين المتدينين والعلمانيين. أما الصراع الأهم فهو صراع الاستقلال وتحرير إرادة الأمة، وهو صراع تساهم النزاعات الطائفية في خسارته، حتي وإن لم تؤد هذه الخلافات إلي انحياز هذا الطرف أو ذاك إلي المستعمر والمحاربة في صفه.


وإن من الانصرافية ما يقوم به البعض من تبشير طائفي لكسب الأنصار هنا أو هناك، لأن الأمر كما ذكرنا غير ذي موضوع. فالولاءات التي تتبلور ليست ولاءات دينية، وإنما هي عصبيات طائفية، والتزيد فيها يؤدي إلي المزيد من الاستقطاب وشق الصف. ولو كان الأمر أمر دين، لكان الأولي بالدعوة القسم الكبير من الشيعة في إيران والعراق ممن أداروا ظهرهم للدين، وهم يوشكون أي يصبحوا غالبية في إيران، وهم بالقطع الغالبية في المهجر، خاصة في الولايات المتحدة. والأقربون أولي بالمعروف.


إن التحديات التي تواجه الأمة أكبر من أن يتم الانشغال عنها باهتمامات انصرافية، وأمور تعمق أزمة الأمة وتخلق في وسطها انشقاقات جديدة نحن في غني عنها. هناك خطر يتهدد اليوم إيران، وأخطار تتهدد السعودية وبقية دول المنطقة. ويجب كذلك أن ما سماه الكاتب ولي نصر النهضة الشيعية هي ظاهرة مهددة بدورها، لأنها جاءت علي حراب الأمريكان، وهم أول من تنبه لخطرها. وستكون خطوتهم التالية هي العمل علي تحجيمها، لأن مخططهم في ضرب إيران لن ينجح بغير ذلك. والمخطط الآن هو استخدام الشيعة لإخضاع العراق، ثم التحول لتحجيمهم. وفي الماضي كان الاستهداف والاستنصار يأتي علي موجات. وهكذا كان هناك عهد طغي فيه الحديث عن خطر شيعي إيراني، ويستنجد فيه بالخارج ضد إيران، ثم تلا عهد أصبح الشيعة فيه هم من حباهم الله بنعمة رضي أمريكا وأصبحوا يتقربون إليها بسب الوهابيين المغضوب عليهم. ولكننا نشهد اليوم اندماج المرحلتين. فالأصوات تتصاعد مستنجدة بأمريكا من الهلال الشيعي، في نفس الوقت التي تتصاعد فيه أصوات أخري تحرض أمريكا علي الخطر الوهابي. ولا شك أن المدعو الأمريكي يرحب بإجابة هذه الدعوات، ولكنه سيختار بنفسه ترتيب الأولويات، وبمن يتغدي وبمن يتعشي، وبمن يفطر في اليوم التالي.

هناك مثل إنكليزي مشهور يقول عمن يشتغل بأمور انصرافية في وقت الشدائد: هذا كمن يرتب المقاعد علي ظهر التايتانيك . و التايتانيك التي اشتهرت مؤخراً بالفيلم الذي صور كارثتها هي بالطبع تلك السفينة الضخمة التي غرقت في مطلع القرن الماضي بعد اصطدامها بجبل جليدي وهي في طريقها من بريطانيا إلي أمريكا، وكان علي متنها قرابة ألف شخص لمن ينج منهم إلا القليل. وما نراه اليوم من صراع واستهداف طائفي هو أسوأ، لأنه تنازع علي مقاعد السفينة الغارقة التي تقصف ليل نهار. فأي فائدة من غنائم كهذه؟


ليس هذا مجال الوعظ وتنبيه الغافلين والتذكير بقيم الإسلام والأخوة، لأن مثل هذا التذكير في الغالب لن ينفع. ولكن فقط نذكر بعاقبة من انتهج هذا النهج في السابق وما حاق به من خسار وندامة، وما أمر صدام منكم ببعيد. فمراعاة المصلحة الذاتية قبل مراعاة حقوق الله والعباد توجب الانتهاء عن هذا النهج الذي يجمع بين الإثم والضلالة، وضيق الأفق وقصر النظر، لأنه عاقبته الخاسرة تأتي بأسرع مما يتصور من يتورط هذه الورطة.


كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن .

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...0&storytitlec=
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م