مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-03-2005, 12:40 PM
tijani tijani غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: Netherlands/Marocco
المشاركات: 32
إفتراضي ثقافة الحوار أساس التعايش الإيجابي بين كل مكونات المجتمع الجزء 1

بقلم: التجاني بولعوالي
شاعر وكاتب مغربي مقيم بهولندا
tijanib@yahoo.com
الموقع الشخصي: http://www.rezgar.com/m.asp?i=612

كيف نفهم الحوار؟
بواسطة الحوار يمكن أن يفهم بعضنا البعض، ولما يتسنى الفهم السليم لقضايا الواقع الذي ننخرط عبر أرجائه، نتمكن بلا ريب من تحقيق ولو جانبا من مفهوم التعايش في بعده الإيجابي الذي يتسع لكل الشرائح الاجتماعية، بغض النظر عن لغاتها وثقافاتها وعقائدها وأعراقها وغير ذلك. مما يسعفنا على تخطي العوائق والمثبطات التي ينصبها بين أفراد المجتمع الواحد وبين مؤسساته المختلفة ذلك الانغلاق الذي لا يؤمن ممارسوه ومسببوه بالحقيقة إلا في بعدها الأحادي، فينفون بذلك باقي الحقائق، وهم بذلك ينفون الآخر، وثقافة الآخر، فلا يعترفون إلا بأنفسهم، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه الأنانية الفكرية التي تهاب النقد الذاتي فكيف لها أن تتقبل النقد الصادر عن الآخر.

والحوار في حقيقة الأمر يعتبر من أرقى الآليات التواصلية التي يستخدمها الإنسان في كل جوانب حياته، وحتى في حالة انعزاله عن العالم الخارجي واختلائه إلى نفسه، يحاول التحاور مع كائناته الداخلية عن طريق محاسبة النفس، أو ترتيب ملفات تاريخه الشخصي المودعة عبر دهاليز ذاكرته، أو جس درجة حرارة أو برودة مشاعره، أو مجرد السكون إلى كوامنه، حيث يلقى الراحة النفسية التي بها يشحن كيانه الذي أنهكته متاعب الحياة وهمومها وفتنها، وهذا النوع من الحوار الداخلي الخفي يطلق عليه المونولوج monologue في مقابل الحوار الخارجي الذي يدعى الديالوج dialogue.

والحوار في الاصطلاح ليس هو النقاش أو الجدال الذي يراد من خلاله ثبت وجهة نظر ما أو دحضها، أو تمرير فكرة ما أو إلغاؤها، فيتخذ في الغالب أبعادا احتجاجية أو إقناعية أو جدالية أو نحو ذلك. وإنما يقصد به تلك المحادثة الحميمية التي تتم في جو من التلقائية والقبول، حيث الأخذ والعطاء، وتبادل الأفكار والآراء، وحيث يحاول المرسل بأسلوب مبسط ومباشر شرح فكرته للمرسل إليه، دون ركوب صهوة الإقناع الذي يزين به وجهة نظره (كما يزين التاجر بضاعته!) ويبررها حتى تلقى آذانا صاغية، أو استخدام آلية الجدال الذي يوفر كل الحجج والمبررات لتعضيد رأيه وتقويته. وفي المقابل يضع المرسل إليه أسماعه على كلام مخاطبه، ساعيا إلى فهمه وإدراك فحوى خطابه دون خلق اعتراضات أو مجادلات تتخذ منحى لا حواري، إذ يتغير الحوار إلى نقاش، فيصبح الفضاء الذي ننخرط فيه مبنيا على التواصل النقاشي الذي يحاسبك على كل فكرة أدليت بها، لا الحواري الذي يحاول فهم كل فكرة ألقيت بها، ومن ثم يسعى كل مناقش حثيثا لإثبات صواب ومصداقية الحقيقة التي يؤمن بها.

عندما ندرك أن أفراد المجتمع الواحد يمارسون الحوار بشكله الإيجابي في أغلب النشاطات التي يزاولونها والسلوكات التي يصدرونها والأخلاق التي يتحلون بها، حينئذ يتأكد لنا أن أولئك الأفراد الذين استطاعوا أن يتواصلوا فيما بينهم عبر آليات الحوار المتبادل بشكل تلقائي وحميمي، إنما يسهمون بلا وعي منهم في تشكيل قسمات ثقافة التسامح التي تحضن كل مكونات المجتمع وعناصره، وبهذا يسهمون بلا وعي منهم كذلك في بناء حضارة الاختلاف التي تؤلف بين مكوناتها المتباينة وأحيانا المتضادة آلية الحوار.

استنادا إلى هذا التفسير التقريبي لمصطلح الحوار، يمكن أن نخلص ليس كما هي العادة إلى استنباط خلاصة ما، وإنما إلى إثارة مساءلة هامة، تتعلق بمدى حضور الحوار بشكله الصحيح والإيجابي سواء في مجتمعاتنا الأصلية؛ العربية والإسلامية ذات الطابع الأبيسي، حيث تغيب تعددية الرأي أمام رأي الأب أو رأي الحاكم المطلقين، وتنتفي تلقائية وحميمية الحوار أمام خشونة الأوامر وقسوتها، أم في مجتمعاتنا التي شكلناها في المهاجر، حيث نتوارث عن أوطاننا كل شيء، حتى ما يمنعنا من أن نتحاور في سلم مع ذواتنا أو أبنائنا أو غيرنا. رغم أننا أصبحنا نحيى في عالم الحرية والديموقراطية والعدالة الذي يهيئ لنا كل أجواء الحوار، واكتسبتا من الآخر طرائق التحاور بل وتعلمنا حتى كيف نتحدث بهدوء ورزانة ورباطة جأش! رغم ذلك إذن، تظل حليمة على عادتها القديمة، وتظل صورة الأب في هولندا وغيرها من البلدان الغربية نفسها صورة الأب في العالم العربي والإسلامي، ويظل أسلوب كلامنا هو نفس الأسلوب السائد في أوطاننا؛ إما أن نتكلم كلنا أو أن نصمت كلنا! ويظل الحوار بين شرائح الأقليات التي نكونها غائبا أو مستبدلا بغيرها من آليات التواصل كالنقاش والجدال والاعتراض والاحتجاج والإقناع وغير ذلك، وهي كلها آليات تستخدم لثبت الذات لا لفهم الآخر، لتمرير وجهة نظر ما لا لتفسيرها، لدحض رأي ما لا لاحتضانه.

كيف نستثمر الحوار؟
إن تعميم ثقافة الحوار عبر مكونات المجتمع لا يقتضي ميزانية مادية هائلة كالتي تصرف في المؤتمرات والندوات والسهرات، بقدرما يتطلب ميزانية معنوية تصرف بواسطة شتى الأساليب، ابتداء من جلسات البرلمان الموجهة عبر الأقمار الاصطناعية، مرورا بالمقررات المدرسية المشحونة بالأدبيات المختلفة التي لا تمت بصلة إلى هويتنا ومشاكلنا المعيشة، وصولا إلى المسجد الذي تلقى فيه خطب الجمعة كل أسبوع. هذه العناصر الثلاثة وغيرها تستقطب عددا غفيرا من الناس، لكن لا تعرف كيف تستثمر خطاباتها في إيصال الأفكار والمضامين التي من شأنها خدمة الصالح العام، وتوعية المواطنين، وتهيئة عقول النشء وما شاكل ذلك. وفي هذا النطاق يمكن أن تتم الدعوة إلى الحوار الذي يشكل الإسمنت المسلح الذي يوفق بين لبنات المجتمع وأجزائه، فإذا ما هو انتفى انهار بناء المجتمع، أو تخلخلت مرتكزا ته وأعمدته. وفي هذا النطاق يمكن كذلك الاستفادة من تجارب الآخرين، الذين سبقونا في هذا المجال.

حينما أتصفح جانبا من التجارب التي حققها الإنسان في شتى الميادين، وأخص هنا بالذكر التجارب الغربية، أتساءل بغرابة؛ ألم يسبق للكثير من أعضاء الأنظمة والحكومات التي تسود العالم العربي والإسلامي أن عاشت ردحا من الوقت في الغرب، وتلقت عنه العلوم والخبرات المختلفة، واكتسبت منه العديد من التجارب و السلوكات الإيجابية بل ومنهم من عاد إلى بلاده ومعه زوجة أجنبية؟ لكن، لماذا لم يتعاملوا في إدارة بلدانهم، وتسيير الأجهزة التي يشرفون عليها بهذا الإرث العلمي والثقافي والسلوكي الذي اكتسبوه في الغرب؟ لماذا لم يستثمروا المعارف التي تلقوها من أجل نهضة مجتمعاتهم وتوعية شعوبهم؟

إنها والله! لمفارقة غريبة تجعلنا نستحضر قول الإمام محمد عبده الذي يقول فيه ما معناه؛ تخلى الغرب عن المسيحية فتقدم، وتخلينا نحن عن الإسلام فتأخرنا! هذا هو ،إذن، مفتاح فهمنا لذلك التناقض الغامض الذي يتخبط فيه المسلمون، حيث مكمن قوتنا في ديننا وليس في سواه، لكن ليس الدين في جانبه السطحي وإنما في مستواه العميق حيث الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، وحيث التجارب والخبرات المعرفية والسلوكية التي توصل إليها الآخرون ووظفوها بشكل يساير مقتضيات السياق المكاني والتاريخي الذي ينتظمون فيه، قد حققها أجدادنا منذ قرون طويلة واستطاعوا بواسطتها أن يبنوا حضارة متميزة تلتقي فيها كل الثقافات على أساس الحوار والانفتاح والتفاعل والتثاقف، لكن للأسف جعلنا ذلك الإرث النفيس حبيس الرفوف والمتاحف والقراطيس...

هذا لا يعني أننا يجب أن نكتفي بأدبيات التركة التي تناقلناها عن أسلافنا، وإنما يعني أننا كلما كنا صادقين مع كل العناصر التي تشغل حيزا من ذواتنا أو حياتنا كالدين والهوية والثقافة والآخر وغير ذلك، كلما حققنا التوافق مع تفكيرنا، وتقلصت شقة التناقض الذي يعتري ممارساتنا وسلوكاتنا، لكن كيف الوصول إلى اكتساب الصدق الذي تفتقده الكثرة الكاثرة من المسلمين؟ هنا يكمن التحدي الحقيقي الذي ينبغي أن يرفعه كل واحد منا في وجه الشيطان الذي يسكنه، هنا يتجلى ذلك الجهاد الأكبر الذي دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة وكسر شوكة المشركين وهنا تسري الآية الكريمة التي تحيل على أن التغيير يبدأ داخليا من النفس، ثم يتدرج بعد ذلك - بحول الله وقوته- إلى الخارج. هكذا يتأكد أن العيب ليس في ديننا أو حضارتنا وإنما فينا، فالرسالة التي جاء بها الإسلام هي ،أولا وقبل كل شيء، رسالة مبنية على التعارف مع الآخر والاعتراف به، والحضارة التي أنتجها المسلمون هي حضارة مرتكزة بالأساس على الحوار مع كل الحضارات الأخرى واحتضانها وتقبلها. لذلك ينبغي أن يستثمر هذا المعطى في كل الأمكنة والأزمنة، حتى نستفيد من الغير الذي استفاد من أسلافنا.
__________________
التجاني بولعوالي
شاعروكاتب مغربي مقيم بهولندا
  #2  
قديم 27-03-2005, 02:39 PM
موهند موهند غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2005
الإقامة: بغداد - العراق
المشاركات: 47
إفتراضي

أهمية الحوار وفوائده وفعاليته ....... ولتكن بنبينا الكريم(ص) اسوة حسنة..
لنتذكر تحاوره مع الاعرابي الذي جاءه (ص) ليستأذه ويسمح له بالزنا ...
نعم تلك الكبيرة ... هل نهره؟ ... هل ضربه؟ ... هل طرده؟ ...
كلا
بل حاوره
فقال له (ص) هل تقبل ذلك لامك؟ أو لاختك؟ ...
فلم يرضى ذلك
نعم لم يرضى ذلك بأقتناع .. وأستحى من سؤاله .... وأتعض.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م