ديموقراطية مبارك

[الهلالى]

تعيش الحريات الديمقراطية في مصر حالة من التراجع تثير القلق، وتذكر عمليات الاعتقال المتصاعدة للرموز والجماعات السياسية بالفترة التي سبقت اغتيال الرئيس الراحل انور السادات.

الحكومة المصرية اعتقلت ايمن نور عضو مجلس الشعب، ونزعت عنه الحصانة، وهو الذي لم يرتكب اي جريمة يعاقب عليها القانون، ولكنه ارتكب خطيئة مست رأس النظام، وتجاوزت كل خطوطه الحمراء، وهي معارضة توريث الحكم.

السيد ايمن نور كان يمكن ان يستمر عضوا طليقا من اعضاء مجلس الشعب، يغرف من الامتيازات والاموال ما شاء، شريطة ان يلغي ضميره، ويتخلي عن ثوابته، ويخون قيمه، تماما مثله مثل مئات من الاعضاء الآخرين الذين احترفوا النفاق وأثروا من الفساد، وامتهنوا التصفيق للحكومة، والمداهنة للأسرة الحاكمة، ولكنه اراد ان يضع مصلحة مصر وشعبها فوق كل الامتيازات الشخصية. فاستحق الاعتقال والسجن.

ومثلما لفقوا تهما لاعلاميين وسياسيين آخرين، كان سهلا عليهم ان يلفقوا تهمة للسيد نور، وتهمته هذه المرة انه زور اوراقا وتوقيعات اثناء تقدمه للحصول علي ترخيص بتأسيس حزب الغد الذي يتزعمه.

انه امر مؤسف ان يقال انه قام بتزوير الف توقيع. فأي عابر سبيل في احد شوارع مصر يستطيع ان يجمع هذه التوقيعات وما هو اكثر منها في دقائق معدودة.

المؤسف ان القضاء المصري يساير هذه المسرحية غير الموفقة، والمكتوبة بشكل رديء. وهو قضاء كان في يوم ما مضرب المثل في الاستقلالية والنزاهة، والانحياز الي القانون ومصالح الشعب.
الحكومة المصرية ترتكب خطأ كارثيا بلجوئها الي مثل هذه الاساليب القمعية في محاولاتها لاسكات معارضيها. ومثلما تراجعت بشكل مخجل، وتحت ضغوط امريكية، عن اتهاماتها للدكتور سعد الدين ابراهيم ستضطر للتراجع عن اعتقالها ومحاكمتها الملفـــقة للسيد نور في الايام المقبلة.

نشعر بالحزن لان المتحدث باسم البيت الابيض الامريكي احتج بشدة علي هذا الاعتقال، لاننا لا نريد اي ظلال من الشك او التشويه علي شخصية السيد نور وماضيه النضالي المشرف، واستقلاليته الراسخة.

وكنا نتمنى لو ان الشعب المصري قد نزل الي الشوارع بالآلاف في مظاهرات صاخبة تطالب باطلاق سراحه، لانه ابن الشعب، واعتقاله بهذه الطريقة المخجلة هو اهانة لهذا الشعب وتراثه المشرف في التصدي للظلم والممارسات القمعية.
============================================
(( وهو قضاء كان في يوم ما مضرب المثل في الاستقلالية والنزاهة، والانحياز الي القانون ومصالح الشعب ))
أنى له أن يكون كذلك و هو يحكم بما لم ينزل الله


((وكنا نتمنى لو ان الشعب المصري قد نزل الي الشوارع بالآلاف في مظاهرات صاخبة تطالب باطلاق سراحه، لانه ابن الشعب، واعتقاله بهذه الطريقة المخجلة هو اهانة لهذا الشعب وتراثه المشرف في التصدي للظلم والممارسات القمعية.))

و كيف يتجرأ هذا الشعب و هو مسكين كباقى شعوب المنطقة قد تم تدجينهم من كافة النواحى ....

هذا الطاغوت الجاسم على شعب أرض الكنانة يوحى إلينا أن لن تأتى أرحام النساء بمثله فلن يحكم مصر غيره ... و لقد فضح نفسه حين قال لكلب أمريكا أنه لو اعطى الحرية للشعب لسيطر على الحكم الأرهابين ...

أى أن الشعب أرهابى لا يحب إلا الأرهابيين

إنا لله و إنا له راجعون