بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ أسامة بن لادن حادب أم غاضب
صوت السودان - للحسبة :
الرسالة الصوتية التي بثت قناة الجزيرة مقاطع منها ونشرت نصها على موقعها ، لزعيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن حملت في طياتها نذير شؤم على القوات الدولية الموجودة بالخرطوم والسودان ككل ، فالقوات التي تخشى أن يقلب عليها ظهر المجن ، حصنت قواعدها وأماكن تواجدها بصورة منيعة وصرنا نراها وكأننا في بغداد أو المنطقة الخضراء فكتل الخرسانة الضخمة تحيط بمبانيها وقواعدها وأسوارها ، وحقيقة أضحك من هذا المنظر فالقوات التي جاءت تحفظ السلام باتت تريد من يحفظ لها السلام في قواعدها وحولها ، وحين أنظر للكتل والمتاريس عند مروري لمكان عملي أو عند دخولي لوسط العاصمة الخرطوم أسأل نفسي سؤالاً كبيراً هل نفعت هذه المتاريس أمريكا بكل قوتها في العراق ؟؟؟ وهل حفظت لها أرواح جنودها وقواعدها وعتادها ؟؟؟ وهل تمنع هذه المتاريس عناصر القاعدة إن هي دخلت إلى السودان من تفجير هذه القواعد بكل بساطة لا أظن ذلك ، فلقد رأيت على قناة الجزيرة مشهداً لسيارة تقتحم قاعدة عسكرية متمترسة خلف هذه الكتل إلا فتحة صغيرة لدخول السيارات للقاعدة ، فجاء المجاهد و فحط ودخل إليهم ولم يطلقوا عليه طلقة حتى دمر القاعدة ، ومشهد آخر لعربة خلاط خرسانة تفتك بمبنى يتدرع بالكتل الخرسانية .
هذا هو معنى رسالة زعيم القاعدة ، وحين تكلم عن دارفور تكلم عن أشياء حتى أدق المحللين وأبعدهم نظراً لم يضعها في حسبانه أن الاحتلال تأخر لأن الخريف على الأبواب وأرض دارفور رملية طينية يصعب الحركة عليها في الخريف ، وفوق هذا نوع السلاح الذي ينفع في تلك القفار والصحارى المجدبة أو الجبال والتلال والغابات المتناثرة هنا وهناك ، مثل الأسلحة القنص والألغام فهو من تشرف السودان باستضافته يوماً قبل أن يغدر به البشير ويسرق أمواله وساوموه بين أن يعطوه ذرة وقمح بدل أمواله أو أن يعطى 10% منها ثم يتكل على الله ، والعجيب أن زعيم القاعدة يحث الناس ويأمرهم بالاستعداد في فترة أربعة أو خمسة شهور ، هذا النداء أصاب الحكومة بصدمة فلم يدري عرابو النظام أيفرحون بهذه الدعوة أم يتبرأون منها كوالد الموؤدة ، فبعضهم صمت وبعضهم قال لا تعنينا رسالة بن لادن ونحن ملتزمون بالمواثيق الدولية ، أما الشعب فلقد أعجبه ذلك على خوف مما تبثه السنة المرجفين بأن القاعدة ستأتي لتقتل الناس وبالأخص شيوخ الطرق الصوفية لأنها تنتشر في السودان بكثرة .
أما رسالته للحركة الشعبية واتفاقية السلام الخاصة بها ، فكانت هي الضربة فالكلام صريح أن الحرب ستعود للجنوب حتى يتحرر ولا يعني اتفاق السلام الذي وقع إلا من وافقوا عليه فهو لا يسوى ثمن الحبر الذي كتب به ، وهذا أرعب قيادات حركة التمرد ، فبادر بعضهم بالقول
( أن الجنوب لم يكن أرضا إسلامية في يوم من الأيام )
وآخر قال أن
على أسامة أن يحمل سلاحه
ويبتعد عن الجنوب فنحن لا ينقصنا مشاكل
وأجمل تصريح هو لنائب البرلمان السوداني
التابع للحركة الشعبية حيث قال
( إن السودان سيكون قبراً للقاعدة إذا دخلت إليه )
وهم يدعون صراحة لدخول أمريكا وقوات حفظ السلام ، فلماذا لا تدخل القاعدة لتحفظ السلام وتحفظ العرب والمسلمين من كيد النصارى واليهود هي معادلة صعبة ولكن لابد أن تجرى جميع عملياتها الحسابية حتى تحل والقاعدة ليست غريبة عن السودان فما يزال الناس يذكرون شيخ أسامة ومساجده التي يصلي فيها ويتفاخرون بذلك بأنه كان يصلي معنا في مسجدنا ويضحكون حين يقولون أن الناس كانت تحمل المسبحة وبن لادن يحمل الكلاشن وشعب السودان فرح فرحاً شديداً بضربة 11/9 لأن أمريكا قصفت مدينة الخرطوم بحري في ليلة ظلماء ودمرت أكبر مصنع للأدوية بالسودان لا يزال الناس يعانون من فقده إلى الآن ، وفرحوا أكثر بوجود القاعدة في العراق لتأديب أمريكا وهم سيرحبون بها إن جاءت لتدافع معهم عن أعراضهم وعن أرضهم ضد المحتل الغاصب ولكن الإعلام والعلمانيون يحاولون تشويه صورتها حتى لا تجد التعاطف المطلوب
إن الشيخ أسامة برسالته حير الناس فبعضهم يقول الشيخ تسرع بهذه الرسالة وكان عليه أن يرسل رجاله ثم يعلن الجهاد ، وبعضهم يقول بل الوقت مناسب فسلام دارفور لم يكن ليوقع لو لم يتدخل وطبعا هذا تهويم فالشيخ لا أظنه يرضى أن تدخل حركة شيوعية عنصرية لتقتسم السلطة والثروة وهي تبغض إسلام الشعب وأحد مكوناته العرقية وهي العنصر العربي ، وفوق هذا سيدخل وراءها جيش الصليب ليحتل أرض القرآن ، والبعض الآخر يقولون تأخر جداً فهذه الرسالة كانت يجب أن تكون من زمن ، فلقد سبقه الشيخ أيمن ذراعه الأيمن في التنظيم يوم أعلنت بريطانيا عن اعتزامها إرسال 5000 جندي إلى دارفور فصرح الشيخ قائلاً
وليعلم بلير أن القوات البريطانية إذا
دخلت إلى دارفور فسندخل نحن
أيضاً ولن نأخذ الإذن من البشير
هذا التصريح جعل بلير يحمل قائد الجيوش المسئولية ويقول أنه لا يحق له أن يصرح بمثل هذه التصريحات وإنما هي من حق الجهات السياسية وتراجع عن هذه الفكرة ومضى على هذه التصريحات قرابة العامان
ولكن من الواضح الآن أن عهد التصريحات والتهديد قد ولى فعنان طالب بعشرين ألفاً من الجنود فصححت كوندليزا بل أربعون ولا ندري كم سيأتي من جنود الاحتلال ليكملوا المهمة ، ولكن الشيء المهم هو أن أمريكا لن تخاطر بجنودها ، فأمريكا على امتداد سلسلة تصريحات مسئوليها تخبر العالم بأنها ستقدم الغطاء الجوي للقوات التي على الأرض ، والتي على الأغلب ستتكون من فرنسا ومن ألمانيا والأحد عشر دولة إفريقية من دول الساحل والصحراء المرتبطة مع أمريكا بحلف لمكافحة الإرهاب والجماعة السلفية للدعوة والقتال والجماعة الليبية المقاتلة ، وأما أمريكا فستبقى تتفرج على طحن جنود الدول الأخرى بعدما ذاقت ويلات العراق ، وهذه القوى ستجد الدعم والمساندة من قوة الردع والتدخل السريع الأمريكية التي تتمركز في جيبوتي باعتبارها مركز القرن الإفريقي لمكافحة الإرهاب ومراقبة تنظيم القاعدة والتي تتحدث بعض التقارير عن بلوغها أو وجود النية لبلوغ هذه القوة تعداداً يبلغ 25000 ألف جندي من مشاة البحرية بكامل عدتهم وعتادهم ، و لكن بين الفينة والفينة نسمع أن هنالك شركات حماية خاصة من التي تعمل بالعراق عرضت المساعدة باستجلاب مرتزقة للعمل في دارفور لمجابهة أي صعوبات تواجه تحقيق السلام كما يدعون كما أن وثيقة صدرت بواشنطن تطالب بالدعوة لتجنيد متطوعين لمدة سنتين على أن يتم تدريبهم لمدة ثلاثة أشهر ، وبعدها يرسلون إلى دارفور ، ولكن موقف الحكومة المخزي والمنبطح والذي جعل البشير كمن يغرد خارج السرب رغم تأكيداته أنه لن تدخل أي قوات إلى دارفور ، سيعقد المسألة فلقد اصدر حلف من ثمانية عشرة قبيلة عربية بياناً أن سلام دارفور لا يعنيهم وقد تجاوزهم مع أنهم يمثلون 60% من الإقليم وأنهم سيقاتلون أي قوة تدخل للإقليم ، كما أن تنظيم جهاد دارفور الذي يقوده أبو جهاد جعل الباب مفتوحاً للتكهنات فمن هو أبو جهاد هذا ، بعض المتشائمين يقول أنه صنيعة حكومية كرجل القش لإخافة القوات الدولية رغم نبرة التحدي للحكومة التي يتحدث بها ، والمتفائلين ينظرون لحديثه المتزن المدعم بالآيات والأحاديث ، ويقولون ربما هي فاتحة الخير لأهل السودان رغم أنه لم يعلن تأييده الواضح لتنظيم القاعدة ، وأمر آخر أن كل القوى السياسية ومن يقف خلفها ترحب بهذا التدخل نكاية في الحكومة وتصفية للحسابات بل ويطلعون العدو على عورات البلد والحكومة والجيش ، وموقف الحكومة جعل معنويات الشعب المسلم تنزل للحضيض بعدما كانت النساء تتحدث عن وجوب جهاد الأمريكان ، وصحيح أن الحق لا يغلب بالكثرة ولكن تبقى قضية النصرة والإيواء هي الأهم وهو ما يحتاجه المجاهدون وهذه لا تكون إلا عند اقتناع الشعب المقاتل على أرضه أن هذا الأمر واجب عليه ، فغالبية الناس يخافون من بطش الحكومة التي تقتل الناس وتنتزع حقوقهم بالقوة كما حصل مؤخراً في شمال السودان عند منطقة سد الحماداب وأمري
__________________
ننقل لكم أخبار المسلمين في السودان
مع تحليل أبعادها بنظرة إسلامية
.. قسماً ستهزم في السودان جيوشهم ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،