علاقتها الحميمة بصديقتها

يتيم الشعر · #1 18-05-2005, 12:55 AM

لدي مشكلة منذ الصغر وهي بعد الأهل عني وخصوصاً أمي التي أحبها جداً رغم شدتها في تعاملها معي حتى أنها أحياناً تعترف بذلك في قرارة نفسها وأحياناً تعتذر لي إذا ظلمتني، المشكلة ليست هنا، المشكلة أني من طبعي أحب التصرفات العاطفية، أحب أن يقبلني أو يحتضنني من يكبرني سناً ودائماً ما أذهب لأمي أطلب منها هذا الشيء حتى بدأت هي بالملل والتضايق.. قابلت صديقة ذات دين وحافظة للقرآن وهي مثلي تحتاج للعاطفة والآن أصبحت أنا وهي نأخذ من بعضنا القبلات والاحتضان فقط لنعوض ما انتقصنا من عاطفة ولي معها الآن أكثر من سنة على هذه الحال لم نزد عنه.. لكن قبل فترة سمعنا أن في ذلك مخالفة فأشارت علي أن أرسل لهذا المنتدى لنرى إن كان هناك مخالفة فنمتنع عن ذلك ووافقتها لأن الله فوق كل شيء حتى وإن كان ذلك يوافق هوانا لكن المشكلة أني حين حاولت الابتعاد عن ذلك أحسست بإحساس الطفل الذي فقد أمه فعلاً فهي تعاملني كأم ولا أشبه أحداً بأمي، نحن والله لسنا معجبات ولا نفكر في بعضنا دائماً بل نحتاج لبعضنا حين تضيق بنا الدنيا وقد ساعدتني على حفظ القرآن وقربتني من أمي لأني وبصراحة لدي إحساس في نفسي أني لم أزل طفلة بل أحتاج أكثر من الطفل عاطفة وحباً وصديقتي هذا طبعها مع أخوتها وإخوانها وأهلها عامة أن تقبلهم وتحتضنهم وأنا طبعي مع أخواتي وقريباتي كذلك لكن إن كانت هناك مخالفة فأشيروا علي بطريقة لتجنب هذا الأمر أنا وهي لأن ذلك صعب علينا؟..

إلى الأخت السائلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد:
فأسأل الله تعالى أن يمنَّ عليك بالسعادة والتوفيق في الدنيا والآخرة.
وقد قرأت سؤالك بتدبر فوجدته ينبع بالعاطفة والأنوثة التي طبع الله تعالى عليها بنات حواء: وفطرهن على ذلك: (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) فالجنوح إلى المشاعر العاطفية, ومنه الرغبة في الاحتضان والتقبيل ونحوها أمور مشتركة في الإنسانية وخصوصاً من الصغار والفتيات في عمر المراهقة ومقتبل الحياة.
كما أنكِ – يا ابنتي ـ فتاة موفقةـ إن شاء الله ـ فأنت تعرفين نفسك جيداً وتعرفين مشكلتك، بل وتعرفين حلَّها، وإذا هُدي الإنسان لمعرفة حقيقة مشكلته فإنه سيكون بإذن الله قريباً من الحل.
كما أنك لم تشيري في سؤالك إلى عمرك، والذي يظهر لي أنك في سن العشرين أو قبلها. عموماً كان ينبغي عليك مصارحة والدتك في كل ما يجول بخاطرك، وبمقدار حاجتك إليها, وأنك لا تحتاجين منها فقط الرعاية الخدماتية من إعداد المطعم والملبس ونحوها، وإنما تحتاجين إلى رعايتها العاطفية والإحساس بك.
يا ابنتي.. إنك لو بحثت في هذه الدنيا كلها فإنك لن تجدي أحبَّ وأحنَّ عليك من أمك، إن حبها لك لا يساويه أي حب في الكون، إنه حبَّ فطري لا ينظر إلى مصلحة, أو تحقيق هدف, أو وصول إلى غاية، ولا يمكن أن يعدله حب صديقة أو زوج.. أو حتى ولد، فحب الأم ـ بلا شك ـ أعظم من حب الولد لأمه؛ لأن حب الولد لوالديه - في الغالب - حب حاجة ورحمة وردَّ لمعروف.
وهنا أقول لك ـ يا ابنتي ـ إن ما تفعليه من تبادل القبلات والاحتضان مع صديقتك خطأ سلوكي جسيم، وقد يكون بداية انحراف وشذوذ، ألا ترين ـ يا ابنتي ـ أنه لا يمكن لكما أن تقوما بهذا الفعل أمام أحد من الناس!! بل ولا ترغبان إطلاع أحد عليه، لماذا؟ لأنه سيفسر بتفسيرات خاطئة، ويؤدي إلى الشك والريبة وفي أقل الأحوال أن يقال: إنه إعجاب!
لقد أعطانا نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم قاعدة في مثل هذه الأمور الخفية فقال: (الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس).
وقد ذكرت – حفظكِ الله تعالى من كل سوء – أنكِ حاولت الابتعاد عن هذا العمل فعزَّ عليك فقده، وهذا هو الشأن في كل ما ألفه الإنسان وأعتاد عليه يتعب إذا ابتعد عنه حتى إذا أيـسَ نفسه منه واستعان بالله، فإنه ينساه وتنقطع علاقته به، وهذا ليس كلاماً نظرياً، بل قاعدة صحيحة تقع في حياة الناس كثيراً.
ابنتي.. كما أسلفت لك إنكِ فتاة موفقة حيث وجدت صديقة ذات دين, حيث دلتكِ على التدين وحفظ القرآن، وسؤال أهل العلم عما يشكل، ولكن الشيطان الرجيم لم يرضَ عنكما فأراد إغواءكما بأمر تشعران به كما يشعر به كثير من الناس ـ خصوصاًـ الفتيات من الشحنة العاطفية والرغبة بحب الآخرين واهتمامهم, وأرد أن يحوِّل صداقتكما إلى علاقة شاذة.. فالحذر الحذر من كيد الشيطان؛ فإنه دائماً يرضَى من الإنسان القليل حتى يجرَّه إلى الموبقات العظيمة.
وأخيراً ـ يا ابنتي ـ إذا أردت ألا يستجريك عدوك إبليس إلى أمورٍ لا تحمد عقباها، فعليك بما يلي:
أولاً: التوقف عن هذا العمل، ولو أدَّى ذلك إلى قطع علاقتك مع هذه الصديقة مؤقتاً أو دائماً.
ثانياً: أن ترجعي إلى ربك خالقك المطلع عليك، الرحيم بك، الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء عن عباده، فاسأليه تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا: أن يرحمك وأن يحببك إلى أمك، وأن ييسر لكِ فرجاً، وأن يقرب أهلك منك، وأن يجمع شملكم على الخير.
وعليك بالاستزادة من حفظ القرآن وتدبره، والقراءة في تفسيره, وفي الكتب الدينية فهي تزيد الإيمان، وإذا حَزَبَكِ أمر أو اشتدت عليكِ الأمور فافزعي إلى الصلاة ومناجاة الله تعالى, وسؤاله والتوبة إليه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، فكان إذا حزبه أمر فزِع إلى الصلاة، فتقر عينه صلى الله عليه وسلم بها، ويأنس بربه جل وعلا، ولنا به أسوة حسنة.
ثالثاً: ينبغي لك مصارحة أمك بما تشعرين به حيالها، وتطلبي منها ما تريدين من احتضان ونحوه، فهذا أمر مشروع وفطري بين الأم وابنتها.
رابعاً: إن كنت في سن الزواج، ويناسبك الزواج الآن فعليك به إذا تقدم لخطبتك من يرضى دينه وخلقه، فالزواج هو أعظم وسيلة لإشباع العاطفة، والسكن النفسي، والهدوء والطمأنينة كما قال تعالى: (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) فالزوج يسكن لزوجته وهي تسكن إليه، قال تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ).
وأنا على يقين أنك إذا وفقت بزوج صالح حنون, من أصل طيب أنك لن تحتاجي عاطفياً إلى أحد غيره حتى أمك، وإذا رزقت بأولاد ستتوجه عاطفتك إلى محبتهم والعناية بهم.
أسأل الله تعالى أن يوفقك، وأن يهدِ قلبك إلى الهدى والحق، وأن يجعلك من الهداة المهتدين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الوردة الندية · #2 19-05-2005, 08:48 AM

<******>drawGradient()

يتيم الشعر · #3 20-05-2005, 11:41 PM

أختي الكريمة

فهل ما تفعلانه برأيك ( أمر طبيعي ومستساغ ) ؟ وإلى أين تقود هذه العاطفة ؟

الوردة الندية · #4 21-05-2005, 04:56 AM

<******>drawGradient()