المستحيل في نظر بوش!!..

[أحمد ياسين]

المستحيل في نظر بوش!!
د.عوده بطرس عوده



في الزيارة السرية الخاطفة التي قام بها بوش الابن الى بغداد يوم الثلاثاء الماضي برزت مؤشرات بالغة الأهمية يمكن التقاطها من أقواله وتصريحاته تدل على بوادر (الرحيل الانهزامي) للقوات الامريكية من العراق قبل نهاية اقامته في البيت الأبيض!!.
أول هذه المؤشرات قوله لرئيس الوزراء في العراق: "أمن العراق والشعب العراقي الآن بين يديك".

ومعنى هذا القول أن القوات الأمريكية ستبدأ بتخفيض اعدادها تدريجيا واعادتها الى أمريكا، واستغلال هذا الانسحاب الجزئي - الذي سيتم بعشرات الآلاف من الجنود قبل شهر نوفمبر تشرين القادم - في الدعاية لمرشحي الحزب الجمهوري في الانتخابات التشريعية النصفية للكونجرس بشقيه النواب والشيوخ، وحكام الولايات التي ستجري يوم أول ثلاثاء من ذلك الشهر أي بعد أقل من خمسة أشهر!!.

وهناك تقديرات صحفية أمريكية بأن عدد الذين سيتم سحبهم من جنود أمريكا من العراق سوف يتراوح بين ثلاثين ألفا وخمسين الفا، وهؤلاء يشكلون ما بين ربع وثلث قوات الاحتلال الامريكي للعراق!!.

وبموازاة ذلك سوف يتم سحب نسبة قد تصل الى ربع القوات البريطانية، وتبعا لذلك سوف يتم ايضا سحب القوات اليابانية، وقد أكد ذلك وزير خارجية اليابان يوم الجمعة الفائت بتصريح صحفي أعلن فيه أن قوات بلاده ستسحب مبكرا من العراق..

وقبل هؤلاء هناك قرار ايطالي بسحب جميع القوات الايطالية قبل نهاية العام الجاري، والبقية تتبع!!... ما دامت زعيمة العدوان الاجرامي بدأت على لسان رئيسها التمهيد للانسحاب على الرغم من (توسلات الأتباع العملاء) الذين هم الآن في حالة سباق في السلب والنهب استعدادا لركوب الدبابات الأمريكية المغادرة!!.

ثاني هذه المؤشرات ما أعلنت عنه الحكومة التابعة من أنها تتوقع أن يتم الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية قبل نهاية العام 2008. والأغلب فان هذا الانسحاب سوف يتم قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجري في أول يوم ثلاثاء من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام النهائي لولاية بوش الابن الثانية.

والمرجح ان يتم الانسحاب النهائي - والأدق أن نستخدم تعبير (الانسحاب الانهزامي)!! - قبل موعد الانتخابات الرئاسية ونصف التشريعية، قبيل هذه الانتخابات المقبلة بعدة أشهر ليتسنى استغلالها في الحملة الدعائية لا سيما وأن الرأي العام الأمريكي معبأ ضد بوش وحزبه الجمهوري المتخوف من نتائج الانتخابات نصف التشريعية التي ستجري في مطلع الخريف القادم، وترجح استطلاعات الرأي العام بانه سيفقد أغلبيته الراهنة في مجلس النواب والشيوخ وحكام الولايات!!.

ثالث هذه المؤشرات أن بوش رد على سؤال في المؤتمر الصحفي الذي عقده في طائرته للصحفيين الامريكان الذين رافقوه في زيارته السرية - التي لم يكن رئيس الوزراء في العراق نوري المالكي يعلم بها الا قبل خمس دقائق من استدعائه لمقابلة بوش؟!! - رد بوش على سؤال الصحفي بقوله: "اذا كنت تعني بالنجاح في الحرب انتهاء العنف في العراق، فهذا مستحيل"!!.

هذا التصريح لكل من يتمعن بكلماته القليلة يحمل كل معاني (الاعتراف بالهزيمة)!!.

فما يسميه بالعنف هو (المقاومة العراقية البطولية) التي واجهت الحملة العسكرية الامريكية المزودة بأحدث الاسلحة المتطورة من صواريخ كروز وتوماهوك وطائرات الشبح والمقاتلات وقاذفات القنابل التدميرية والذكية F16، ومعها الدبابات الثقيلة وقوات المارينز وجماعات العملاء الذين تدفقوا من قطر جواً ومن البحرين بحراً ومن الكويت وايران براً!!.

هذه الحملة الارهابية - التي لا تقوى أية دولة أوروبية على مواجهتها ربما باستثناء روسيا التي بدأت تستعيد قوتها السوفياتية - لم تقوَ على مجابهة مقاومة الشعب العراقي التي سوف تسجل في (انصع صفحات التاريخ) بأنها المقاومة التي هزمت أكبر حملة عسكرية أمريكية في مطلع القرن الحادي والعشرين الميلادي!!.

والأسابيع القليلة القادمة سوف تحمل انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر الامريكية الكثير من ملامح ومؤشرات (هزيمة أمريكا) مدوية في ارجاء العالم ومفرحة لشعوبه!!.

العرب أونلاين

[أحمد ياسين]

استمع رحمك الله كلمة في غاية الاهمية من طرف الشيخ حارث الضاري