صفعتك يدك وهذا دليل على عجزك

[أحمد ياسين]

وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ

سورة ابراهيم

في بداية حديثي يجب اولا ان نعترف بان من لايؤمنون بالله واليوم الاخر
قد تقدموا وتاخرنا في مجالات كثيرة
اقصد المجالات العلمية
من بحث ومن تصنيع ومن تكنولوجيا
ويجب في المقابل ان نقر وان نعترف باننا اهملنا العقل تماما
وبقينا سنين بل قرونا طوالا
نبحث في امور فرعية من الا سلام
ليست ركنا من اركانه
فالفت فيها المؤلفات
وضاعت جهودنا واوقاتنا في الاختلاف
ووصل الحد ان قامت مجازر وابيدت قرى ومداشر
من اجل اشياء اضرت بالاسلام بل ضربته في المقاتل
وحيث تقدم غيرنا فوصلوا الى الفضاء وغاصوا في اعماق البحار والمحيطات
وخاضوا في البراري والصحاري وابدعوا في كل مجال من مجالات الحياة
واصبحنا نردد حينا من الزمن
وكاننا طيور ببغاء
فكلما اكتشفوا شيئا جاء من يقول لنا
هذا موجود في ديننا منذ اربعة عشر قرنا
وكان لسان حالنا يقول
نحن من اكتشف هذا
فسبحان الله ماالطفنا
لكن الغريب في الامر
انقلب السحر على الساحر الان
فهاهي العلوم والتكنولوجيا لم تعد حكرا على من قاموا بالبحث والتصنيع فيها
واصبحت سلاحا يطاردهم
حيث ماثقفوا
فها هي مثلا الانترنت او القنوات الفضائية او الهواتف النقالة
بعدما استعملها اعداء الله والانسانية لتدمير شبابنا وشيبنا
واستعملوها كنوع من انواع الغزو الفكري الفتاك
من فسخ وانحلال
والى ماشابه ذالك
من مغريات
اصبحت الان كمن قام بصفع خده بيده
فهاهي القنوات الاسلامية رغم ندرتها
والمواقع الاسلامية رغم قلة نوعيتها
تدوس اقدام اعداء الله
وتكسر الحدود وتعبر القارات التي اجبرنا عليها ردحا من الزمن
وتصل الى البيت الاسود والى استراليا
فبالامكان الان ان تتحدث مع من تريد وفي اي مكان تختاره بالصوت والصورة
فتنقل الاخبار وتنشر الاسرار وتدعوا الى الله جهارا نهارا
وما بقي الا المحسنون واصحاب النوايا الحسنة
او الذين يريدون وجه الله
ان يستغلوا هذه التجارة فيبدعوا فيها
فيحولوا العالم الى وجهة اخرى ان احسنوا استعمال هذا السلاح
فهبوا يامن اعطاكم الله الموهبة
في الكتابة او في الاعلام او لكم افكار تخدمون بها دينكم
ان انشروا الاسلام
لكن انشروه على بصيرة وعلى علم
وخاطبوا الناس قدر عقولهم
فهناك المنفرون وهناك المغرضون
وهناك المكفرون
وهناك وهناك فاحذروهم
وهلموا لنصرة قضاياكم لدحر الاحتلال
والى الله جميعا ايها الاخوة الاحباب في الله
وياايها الاصحاب
نتوجه الى الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا هداة مهتدين
وان يجعلنا سببا لمن اهتدى
فكونوا عباد الله اخوانا

واعود من حيث ابتدات
حيث العلم والتكنولوجيا
فالسحر كما قلت من قبل انقلب على الساحر
واصبح الذي كان يبحث بغية استعمال هذه التكنولوجيا كمن صفع خده بيده
وهذا في الحقيقة عجز لهذا الانسان
وهو موضوع عقائدي
ليس الحديث بصدده
انما بالاشارة يفقه اولو الالباب
فالله سبحانه وتعالى وهو العليم الخبير

اذا اراد شيئا انما قوله بين الكاف والنون
(كن )
اما العاجز
اقصد الذي يريد ان يصل الى شيئ ما بالبحث او باي وسيلة علمية فهو اذن
عاجز مهما اوتي من العلم ووصوله الى اي حاجة يبقى نسبيا
لانه لم يصل الى الكمال
ببساطة لانه اخرته نهاية بعدما انطلق من بداية
واما الاول والاخر والظاهر والباطن
هو على كل شيئ قدير

(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)


اللهم صلي على محمد وال محمد
كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم
انك حميد مجيد
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه تجدوه غفورا رحيما
ولاحول ولاقوة الا بالله