مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة بوح الخاطر
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-11-2001, 11:02 PM
محمد ت محمد ت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 21
إفتراضي الفن الأصيل والفن "المثقفي"

الفن الأصيل و الفن "المثقفي":
(بمناسبة استعادة خيال الظل)-
شاهدت في القناة الفضائية السورية مقابلة مع مسرحيين هما "دلال مقاري" و "زكي كردلو" و هما يقومان بعمل أثار اهتمامي هو محاولة بعث فن "خيال الظل" بعد أن توفي الفنان الأخير الذي كان يمارس هذا الفن و هو المرحوم "عبد الرزاق الذهبي"، و قد قام المرحوم "عبد الرزاق" بتدريب الفنان "زكي" على هذا الفن. و على أرضية من معرفة أصول المسرح الحديث يريد المسرحيان المذكوران بعث تجربة "خيال الظل". و البعد الجغرافي يحول مع الأسف بيننا و بين التتبع العياني لهذه التجربة و النصوص المعروضة لإجراء المقارنة بين الأصل و التجديد و لمعرفة إن كان الأمر يتعلق بتجديد تأصيلي لخيال الظل أم هو يتعلق ببساطة بزركشة عربية لفن المسرح المتغرب عندنا لغة و مواضيع و تقنية تغربا يكاد يكون ميؤوسا إصلاحه، و هو التغرب الذي جعل المسرح و ابنته السينما من مداخل الغزو الثقافي المعتبرة عندنا.
على أن المقابلة تجعلني أتأمل في ماهية الفن الأصيل الذي لا أشك في أهمية تطوير الأجنة الموجودة منه و إبداع أشكال جديدة فيه. و يبدو لي أن من المهم للنقد الفني التأصيلي، الذي يجب أن يقوم بدور القاعدة النظرية المؤسسة و الموجهة للفن الأصيل المنشود أن يبحث في نقاط أساسية خطر على بالي منها و أنا أتابع الحوار ثلاثا:
أولا: ما هو "الفن الأصيل"، و هل من الضروري له أن يتبنى الأشكال التراثية أم له أن يخلق أشكالا جديدة؟.
و هذا السؤال له علاقة بمفهوم جوهري في النظرية التأصيلية في الثقافة العربية و هو مفهوم "التجديد التأصيلي"، و كنت سابقا قد تبنيت صيغة للتجديد التأصيلي صاحبها هو الأستاذ "محمود شاكر" و قد وردت هذه الصيغة في مقدمة كتابه "المتنبي": "التجديد لا يمكن أن يكون مفهوما ذا معنى إلا أن ينشأ نشأة طبيعية من داخل ثقافة متكاملة متماسكة حية في أنفس أهلها، ثم لا يأتي التجديد إلا من متمكن النشأة في ثقافته، متمكن في لسانه و لغته، متذوق لما هو ناشئ فيه من آداب و فنون و تاريخ، مغروس تاريخه في تاريخها و في عقائدها، في زمان قوتها و ضعفها، و مع المتحدر إليه من خيرها و شرها، محسا بذلك كله إحساسا خاليا من الشوائب، ثم لا يكون التجديد تجديدا إلا من حوار ذكي بين التفاصيل الكثيرة المتشابكة المعقدة التي تنطوي عليها هذه الثقافة، و بين رؤية جديدة نافذة، حين يلوح للمجدد طريق آخر يمكن سلوكه، من خلاله يستطيع أن يقطع تشابكا من ناحية ليصله من ناحية أخرى يجعله أكثر استقامة و وضوحا، و أن يحل عقدة من طرف ليربطها من طرف آخر ربطا يزيدها قوة و متانة و سلاسة".
و هذه الصيغة، كما يرى القارئ، تضع أولا شروطا للمجدد التأصيلي فهو يجب أن يكون متمكنا، "متمكن النشأة"، نشأة طبيعية داخل الثقافة الحية الأهلية، متمكنا من لسان هذه الثقافة متذوقا لأدبها و فنها، منغرسا في تاريخها و عقيدتها.
و هي ثانيا تعرف طبيعة التجديد فهي الحوار بين تفاصيل الثقافة و بين الرؤية الجديدة التي تربط ربطا جديدا بين تفاصيل هذه الثقافة. حوار داخلي إذن يأخذ بعين الاعتبار الحاجات الداخلية لهذه الثقافة و يطرح الحلول التي تنسجم مع البنية العامة لها.
و نعود إلى السؤال بعد هذا: هل من الضروري للفن الأصيل أن يتبنى الأشكال التراثية المألوفة، فلا يكتب الزجال إلا "دلعونا" و لا يكتب الشاعر بالفصحى إلا شعرا عموديا و لا ننشئ من أشكال عرض الفرجة الحواري إلا "خيال الظل" و "كركوز و عيواظ"؟
وفي الحقيقة، إن الاعتراض التأصيلي الذي هو لم يزل يتكرر منذ نهاية القرن الماضي على الأشكال الفنية المستوردة لم يكن يتعلق فقط بغرابة الشكل وغربته وإنما كان يتعلق أكثر برأيي بغربة المضامين والمفاهيم العقائدية والاجتماعية والأخلاقية التي كانت تهدد البنية الثقافية الأهلية بالتفكك والتحلل. وإلا فإن الحضارة الإسلامية شهدت تغيرا مستمرا في الشكل والمضمون لأنواع الفن الإسلامي، الشعر والأدب النثري والعمارة وفنون الرسم وأشكال الفرجة وحين كان أجدادنا يعترضون على التجديد، فما كانوا على كل حال يعترضون لأن المجددين يقومون بدور العميل الثقافي لثقافة غازية تريد اقتلاع المجتمع الأهلي من جذوره.
من هنا، أقول أن الفن الأصيل فيما أرى يمكن أن يأتي بأشكال جديدة على أن أهم ما يميزه هو انطلاقه من رؤية فلسفية للعالم هي رؤية المجتمع المحلي بثوابتها الكبرى.
ثانيا: سؤال يتطلب بحثا دؤوبا صبورا عن الفن العربي المعاصر: ما هي الاتجاهات الأصيلة في هذا الفن وما هي الاتجاهات المصطنعة الغريبة. ويجب لمثل هذا البحث أن يتضمن دراسة بعض التجارب الأدبية التي حاولت اقتباس أشكال تراثية (مثل تجارب "جمال الغيطاني" و"أميل حبيبي" ومثل نتاجات ما سمي بالشعر الشعبي -فمنه ما كتبه مثقفون حديثون من الشعر مستعيرين اللهجة العامية، وكل ما فيه شكلا ومضمونا لا يمت بصلة إلى الشعر الشعبي الحقيقي). أكانت هذه التجارب تحتوي حقا فنا أصيلا أم كانت الفن المغترب إياه بثياب محلية؟ (من أهم المحاولات التأصيلية كانت محاولات المعماريين، أمثال "حسن فتحي" وغيره).
ثالثا: السؤال عن الفن الأصيل وما أدعوه الفن "المثقفي" (نسبة إلى "المثقف"- أي المثقف العربي الحديث الذي يشكل اغترابه عن المجتمع الأهلي أهم ما يميزه في نظري)
لقد شهدنا تجارب حاول فيها المثقف مخلصا الاقتراب من الشعب- في الأغنية وغيرها- غير أن الفن ظل في حقيقته "فنا مثقفيا" لا فنا شعبيا حقيقيا .
وفي رأيي، فإن الفنان التأصيلي الذي يبتدئ نشاطه من موقع المثقف يجب عليه أن يخوض تجربة فكرية (بل تجربة روحية) شاقة هدفها العودة إلى استبطان المجتمع الأهلي الذي غربته ثقافته عنه وهذه التجربة يمكن تقسيمها إلى تجارب مترابطة نذكر منها اثنتين هنا:
أولا: تجربة لغوية: لا يخفى أن اللغة تحتوي رؤية للعالم والمجتمع، واغتراب المثقف عن مجتمعه هو في بعد من أبعاده-المترابطة- بعد لغوي إذ أن لغة المثقف هي في حقيقتها وببساطة لغة مترجمة! إن كل المفاهيم الغربية عن الكون والمجتمع والإنسان، بل أيضا، وللمفارقة، مفاهيمها عنا نحن بالذات، استعملناها، واستبطناها بالتالي خالقين لأنفسنا فصام الشخصية المميز للمثقف العربي (انظر مثلا ،في ما يتعلق بالمفاهيم الغربية عنا استعمالنا لمصطلحات مثل: "الشرق"، "الشرقيون"، "المجتمع الشرقي"، "التخلف"، "التقدم"، "الساميون و الآريون"، والقائمة تطول وجردها وتسليط الضوء عليها مهمة أساسية من مهام النقد التأصيلي المستمر بلا تركيز ولا تنسيق بين النقاد منذ نهاية القرن التاسع عشر)
"فالحفر اللغوي" داخل الذات لإعادة اكتشاف لغتنا المنسية، وهذا الحفر داخل الذات يعني العودة إلى التواصل الثقافي-اللغوي مع المجتمع الأهلي، مهمة لا بد منها للفنان التأصيلي.
ثانيا: تجربة فلسفية-محاولة الوصول إلى الرؤية العامة : إن رؤية المجتمع الأهلي للكون والإشكاليات التي تطرحها الجماعة الأهلية على نفسها تختلف عن إشكاليات المثقف. هذا هو الوضع المستمر منذ نشوء المثقف العربي عبر مؤسسات التعليم ذات المنهج الأجنبي وعبر التثقيف الحديث منذ نهاية القرن الماضي.
وهذا لا يعني تبني كل الرؤى السائدة في المجتمع الأهلي بل يجب إحداث "التجديد التأصيلي" في هذه الرؤى وتصحيح ما هو غير واقعي فيها وما هو ناقص .
في مكان آخر كنت قد تحدثت عن تجربة تحول المثقف من "الأصل" إلى "التأصيل" و هذه التجربة تتضمن المرور بمرحلة الاغتراب إذ لم يبقى في مجتمعنا "مثقف أصلي" و الرهان الآن هو على ظهور "المثقف التأصيلي"، في حالة الفن ثمة أيضا تحول نراهن عليه من حالة "الفنان المغترب" إلى حالة "الفنان التأصيلي" غير أن الوضع هنا في اعتقادي أفضل لأن "الفن الأصلي" و "الفنان الأصلي" لم يختفيا بعد كليا كما جرى مع "الثقافة الأصلية" و "المثقف الأصلي".
هذه هي التأملات التي خطرت لي و أنا أرى المقابلة مع القائمين بتجربة مسرح "خيال الظل"، و في رأيي فإن من الممكن كتابة نصوص حوارية لا تكون ساذجة، بل تكون غنية بالمضمون الفكري العميق و المهم، دون الانزلاق في "الفن المثقفي" المتوهم للشعبية، و بالذات عبر أخذ الأصل الحكائي لهذا المسرح ثم التماس الحكايات و الحوارات الدالة التي تعطي المضمون الذي يهم الأهالي و الذي يتكلم "باللغة الأهلية الممكنة" (و نعني بها اللغة الفعلية الموجودة زائد اللغة المجددة تجديدا تأصيليا) و بهذا فقط نثق أن خيال الظل الجديد هو حقا فن أصيل و ليس زركشة مثقفية- كما قلنا- للمسرح المتغرب إياه.
__________________
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 17-11-2001, 01:27 PM
الصمصام الصمصام غير متصل
ذهـَــبَ مـَــعَ الرِيحْ
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,410
إفتراضي

أخي محمد:
جهد تشكر عليه ونظرة تحليلية متمكنة تتميز بها وعين ثاقبة تسبر بها
الأغوار زادك الله من علمه
و أعتقد أن حديثك هنا ماهو إلا إمتداد لحديثك عن الموسيقى والتذوق
فلو وضع في الخيمة الأدبية لكي ينضم للكتابات السابقة ولا ينفصل عنها
أو إذا جمعت المواضيع في موضوع واحد متسلسل لأنها مكملة لبعضها
وبذلك لا تنقطع الفكرة ولا تتشعب في أكثر من إتجاه وتكون كمرجع مهم
لحديثك عن التطوير وماهيته وكيف يجب أن يكون وأثر التغريب على ثقافتنا
وفنوننا بكافة أشكالها كما أن بعض التساؤلات والإجابات في ما سبق
يمكن الإستفادة منها هنا
كما يمكن أن نختار شكلا من أشكال الفن ونتابع تطوره عبر الحقب التاريخية إلى يومنا هذا لنحدد ما هو التجديد الطاريء
عليه ونحدد الدخيل من غيره
عموما أخى الكريم ما قلته رأي خاص بي أتمنى أن لا يزعجك
يبقى لدي سؤال
لماذا ارتبط المثقف العربي بالإغتراب؟
وهل هذا الترابط أشد إلتصاقا مما مضى أم أنه الآن في مرحلة إنحسار؟
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 17-11-2001, 11:36 PM
محمد ت محمد ت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 21
إفتراضي

أخي الصمصام
شكراً على الثناء الذي لا أستحقه وإنما هي روحك الطيبة المجاملة
هناك استمرار بالفعل في هذه المقالات رغم وجود كاتبين هما محمدب ومحمدت ولكن الخبيث محمدب يسرق أفكاري حتى قبل أن أكتبها وكم عثرت عليه متلبساً بسرقة فكرة لم تخطر على بالي بعد
أما وضعي للمقال هنا فكان لأسباب منها أن في المكان "شعراً شعبياً" وأنا أريد طرح مسألة مدى "شعبية" هذا الشعر إلى غير ذلك
وتجميع المقالات في مقال واحد يا سيدي هي بعد أمر سهل..
ولي عودة إن شاء الله أبدي فيها الرأي بسؤالك
مع التحية
__________________
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها

آخر تعديل بواسطة محمد ت ، 17-11-2001 الساعة 11:37 PM.
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 19-11-2001, 02:28 AM
منال درويش منال درويش غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 399
إفتراضي

أخى محمد ت

تحياتى اليك ،،
وتحية كبيرة الي هذا المجهود الرائع الذي يلقي الضوء علي بعض الفنون الاصيلة ..
وأشكرك علي هذه المقالة الثرية بمختلف الافكار


ونحن بانتظار المزيد والمزيد
لاثراء هذه الخيمة التى لن تكون الا بكم وبكتاباتكم


تحياتى للجميع وارق المنى
__________________
تصاريف درب الهوى مرةٌ .....وأكثر منها صروف الحياة
http://abersabeel.maktoobblog.com
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 20-11-2001, 03:03 AM
محمد ت محمد ت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 21
إفتراضي

شكراً أختي منال

مع تمنياتي بالتوفيق
__________________
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م