مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-12-2005, 12:54 PM
aaidoon aaidoon غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 46
إفتراضي من ينسج أكاذيب الحرب الامريكية ؟! - جيمس بامفورد

قادت الطريق المفضية إلى حرب العراق إلى أماكن غير متوقعة. إحدى هذه الاماكن كان فندقا أنيقا تحتضنه سلسلة بارات التعري وبيوت الدعارة التي خصصت لإرضاء الأجانب في مدينة بتايا على خليج تايلند .

جيمس بامفورد

في 17 ديسمبر 2001 م وفي غرفة صغيرة وعلى صوت اصطدام أمواج المد ، ربط موظف وكالة المخابرات الأمريكية CIA القطب الكهربائي المعدني بإصبع السبابة وخاتم في يد رجل مستغرق في التفكير يجلس على كرسي مبطن ذو مسند . بعدها مد الموظف صماما بلاستيكيا أسودا و سميكا و مطويا كآلة الأكورديون الموسيقية حول صدر الرجل و صماما آخر حول بطنه , أخيرا لف قطعة سميكة حول شريان الرجل العضدي من أعلى ذراعه.

كان هذا الرجل الموصل لجهاز كشف الكذب هوالعراقي عدنان إحسان سعيد الحيدري ، البالغ من العمر3 4 عاما والذي فر من بلاده كردستان وقرر الآن إسقاط نظام صدام حسين . لساعات ، وخلال ما كان الجهاز يطبع خطوطا دقيقة على طيات من الأوراق البيانية كان الحيدري يفتري قصة ملغومة .

وبالإجابة بنعم أو لا على سلسلة من الأسئلة ، أصر على تكرار أنه كان مهندسا مدنيا ساعد رجال صدام على دفن أطنان من الأسلحة النووية والكيميائية و الحيوية بسرية تامة . واستنادا إلى رواية الحيدري فإن هذه الأسلحة الغير شرعية قد دفنت في آبار خفية تحت الأرض مخبأة في فلل خاصة ومخفية حتى تحت مستشفى صدام حسين أكبر مؤسسة طبية في بغداد .

لقد كان أمرا تافها وفظيعا ذلك الدليل الذي كانت إدارة بوش تبحث عنه .و لو كانت الاتهامات صحيحة لأعطت البيت الأبيض سببا مقنعا لغزو العراق وإسقاط صدام .، لهذا السبب أوفد البنتاجون خبيرا في جهاز كشف الكذب من وكالة المخابرات الأمريكية CIA إلى بتايا ، وذلك لاستجواب الحيدري واثبات بشكل نهائي أن صدام كان يخزن أسلحة الدمار الشامل سرا .

كان هناك فقط مشكلةُ واحدة: هو أن الأمر كله كان عبارة عن كذبة .فبعد مراجعة القُمَمِ الحادّةِ والوديان العميقةِ على مخططِ جهاز كشف الكذبَ، استنتج ضابطَ المخابرات بأنّ الحيدري قد لفق القصة كاملة، على ما يبدو, على أمل ضمان الحصول على التأشيرة.

كان يمكن أن تنتهي القصة المفبركة إلى هذه النقطة,، حكاية اللاجىءِ السياسيِ الذي يحاولُ شق طريقِه إلى حياة أفضل ,لكن كون أن القصّةَ لم تكن حقيقيةَ لا بعني بأنّها لا يُمْكن الاستفادة منها. فالحيدري، في الحقيقة، كَانَ نتاج عملية سرية جزء منها جاسوسية وآخر حملة إعلامية .مموّلة من قبل وكالة المخابرات المركزيةِ ووزارة الدفاع الأمريكيةِ لغرض واضحِ وهو تسويق حرب للعالم. والرجل الذي كَانَ لِفترة طويلة مسئولا عن التسويق لهذه الحرب كَانَ شخصا سرّيا وغامضا مِنْ مؤسسةِ واشنطن سَمّى جون رندون .

رندون هذا كان رجلا يَمْلأُ حاجة , قلة من الناسِ يجيدونها في هذا الزمن.. فقبل شهرين من إخضاع الحيدري لاختبار كشف الكذب، منحته وزارة الدفاع الأمريكية سرَّاً 16 مليون دولار كعقد لاستهداف العراق وخصوم آخرن بالدعايةِ.

كأحد أقوى الناسِ في واشنطن، فإن رندون يعتبرزعيما في الحقلِ الإستراتيجي المعروف بإدارةِ الفهمِ،أو مُعَالَجَة المعلوماتِ والتلاعب بها.، وصولا إلى وسائل الإعلام الإخبارية للوُصُول إلى النتيجة المنشودة وراء هذا التلاعب. من خلال شركته،( مجموعة رندون - Rendon Group)، حصد رندون الملايينَ مِنْ عقودِ حكوميةِ منذ 1991، عندما استأجرته وكالة المخابرات المركزيةِ للمُسَاعَدَة في تهيئة الظروف لإزالةِ صدام حسين مِنْ الحكم.

ولقد استطاع رندون باستخدام قدرته و سلطته الغير عادية في جمّعَ مجموعة المعارضين المعاديين لِصدام، أسمَاهم هو شخصياً-- المؤتمر الوطني العراقي -- وعَملَ على رعايتهم إعلاميِا وكان مستشارا كبيرِا لهم للعمل على تأسيس انتفاضة ضدّ صدام. تماما كما لو أنّ الرّئيس جون كندي كَانَ قد أوكل عملية خليج الخنازيرَ إلى شركةِ العلاقات العامةَ والإعلان المملوكة لوالتر ج. تومسون .

"إنهم متحفظون حول ما يَعملونَ، هكذا"يَعلق كيفن ماكولي ، المحرّر في الصحيفة الإقتصادية والتجارية O'Dwyer's PR Daily اليومية , ثم يكمل قائلا: إنها أنشطة سرية وغامضة.

بالرغم من أن رندون يُنكرُ أيّ تدخّل مباشر مَع الحيدري فإن


ففي عمليةِ وجّهتْ مِن قِبل أحمد الجلبي – وهو الرجلُ الذي ساعده رندونعلى
الظهور كزعيم للمؤتمر الوطنيِ العراقي –تم إحضار الحيدري الهارب إلى تايلند، حيث كوّمَ في غرفة فندقِ لأيامِ مَع ناطق بلسانِ المجموعةَ، يدعى زاب سثنا.
إن هذا الحزب يقوم بتدرّيب َالمعارضين بشكل دوري على رواية قصصِهم الكاذبة ،و يُجهّزُهم لإمتحاناتِ جهاز كشف الكذبِ، و سثنا كَانَ بالتأكيد مناسبا لهذه المهمّةِ - حيث حَصلَ على تدريبه في فَنِّ الدعايةِ في مجموعةِ رندون.
طبقاً لفرانسيس بروك رجل المؤتمر الوطني العراقي في واشنطن وموظف سابق في مجموعة رندون ، فإن هدف عمليةِ الرندون كَانَ بسيطَا وهو : الضْغطُ على الولايات المتّحدةُ لمُهَاجَمَة العراق وإسقاط صدام حسين.

بينما عادَ مسؤولُ وكالة المخابرات المركزيةَ بالطائرة إلى واشنطن بمخطّطاتِ
كاشفِ الكذب الفاشلةِ في حقيبتِه، لم يتردد الجلبي و سثنا, حيث رَفعا سماعة
الهاتف، واستدعيا صحفيين اثنين من الذين لديهم تاريخ طويل في مساعدة المؤتمر الوطني العراقي على الترُوّيجُ لقضاياه , وعرِضا عليهما معلومات حصرية عن أسلحة الدمار الشامل المرعبة لصدام حسين.

ولضمان حقوقِ النشرحول العالم ِ، إتّصلَ سثنا ، ببول موران الصحفي المستقلّ الأسترالي الذي عَملَ كثيراً لهيئة الإذاعة الأسترالية. "أعتقد أني عِنْدي شّيء سَتُهتَمّ ُ به"، هكذا خاطب سثنا بول موران الذي كَانَ يعِيشُ في البحرين.


بول موران

عَرفَ سثنا بأنّه يُمْكِنُ أَنْ يَعتمدَ على الصحفي المنظم ذي الثمانية والثلاثون عاما والذي كان أيضا مستخدما سابقا في الشرق الأوسطِ للمؤتمر الوطني العراقي ، وَ أيضاً موظفا سابقا في مجموعة رندون لسَنَواتِ في مجال معالجة المعلوماتِ، وعَمَل مَع سثنا في مكتبِ الشركة في لندن في كاثرين بليس ، قُرْب قصر بكنغهامِ.

نحن كُنّا نُحاولُ مُسَاعَدَة الأكراد والعراقيين الذين يعارضون صدام وذلك بإنشاء
محطة تلفزيون، هكذا استذكرَ سثنا في مقابلة نادرة أذيعتْ على التلفزيونِ
الإستراليِ. ثم يكمل قائلا:" إن مجموعة رندون جاءتْ إلينا وقالتْ، ' عِنْدَنا عقد
لَعمَلُ دعايةُ معادية لُصدام نيابةً عَنْ المعارضةِ العراقيةِ. ' ثم يستطرد : ما لم نكن نعلمه-- وهو الذي لَمْ تُخبرْنا عنه مجموعة رندون -- كان في الحقيقة
استئجار وكالة المخابرات المركزيةَ لهم للقيام بهذا العملِ."

إن اختيار المؤتمر الوطني العراقي لنشر المعلومات حصريا كَانت مهمة سهلةَ على حد سواء: حيث إتّصلَ الجلبي بـجوديث ميلر من النيويورك تايمزِ. وكانت ميلر ، مقربة من لويس ليبي وأخرين من المحافظين الجدد في إدارة بوشِ، وكانت واجهة موثوق بها لدى المؤتمر الوطني العراقي في المواجهة الإعلامية المعادية لَصدام لسَنَواتِ .

بعد وقت قصير من سحب خبيرِ جهاز كشف كذبِ وكالة المخابرات المركزيةِ الأشرطةَ والأقطاب الكهربائية مِنْ الحيدري وإعلانه كذابا ، حتى طارت ميلر َ إلى بانكوك لمُقَابَلَته تحت الإشرافِ اليقظِ للمؤتمر الوطني العراقي . بعد ذلك أجرت ميلراتصالات سطحية لاحقاً بوكالة المخابرات المركزيةِ ووكالة الاستخبارات العسكريةِ، لكن على الرغم مِنْ مصادرها الإستخباراتية التي كانت تتبجح بها، إلا أنها أنكرت معرفة نَتائِجِ إختبار كشف كذبِ الحيدري . و بدلاً مِن ذلك، ذَكرتْ بأنّ خبراء حكوميين مجهولين وصفوا معلومات الحيدري . بالموثوقة والهامّة -- وبذلك فقد أضافت غشاء الحقيقةِ إلى الأكاذيبِ.

خبر الصفحة الأولى، الذي تصدر الأخبار في 20 ديسمبر/كانون الأول 2001، كَانَ بالضبط الغرض الذي استؤجر له رندون ليقدمه للعالم. وكان العنوان البارز للخبر:
( مناهض عراقي يكشف عن العمل في 20 موقع سري للأسلحة على الأقل.) وكتبت ميلر وصف مناهض عراقي عرف نفسه على أنه مُهندس مدني، و أنه عَملَ شخصياً على ترميم الوسائلِ السريةِ للأسلحةِ النوويةِ والكيميائيةِ والحيويةِ في الآبارِ تحت أرضيةِ فيلات خاصّة وتحت مستشفى صدام حسين في بغداد مؤخراً منذ ما يقرب العام " ثم أكملت كاتبة" إذا تم التحقق من إدعاءاته فإن مساعديه سوف يقدمون نماذج من هذه الذخيرة للمسئولين ضمن إدارة بوشِ التي تُجادلُ بأنّ السّيدِ صدام حسين يَجِبُ أَنْ يُقصى من السلطة جزئياً بسبب إحجامِه عن التَوَقُّف عن تصنيع أسلحة الدمار الشاملِ، على الرغم مِنْ وعودِه للعَمَل ذلك."

على مدى شهور كان الصقور في داخل وخارج ادارة بوش ِيضْغطون ُللقيام بهجوم وقائي على العراق. أما الآن، فالشكر لقصّةِ Miller ، حيث يُمْكِنُ أَنْ يُشيروا بها إلى "برهانِ" على تهديد صدام النووي."

والقصّة، قد عزّزتَ بمقابلةِ مصورة قامت بها موران مَع الحيدري في هيئة الإذاعة الأسترالية الضخمة. ، وبسرعة تمت صياغتها مع تلفيقات البيت الأبيضِ وتكراّرهاَ بالصُحُفِ والشبكات التلفزيونيةِ حول العالمِ .لقد كانت هذه القصة هي الأولى من سلسلة القصص المبالغ فيها والملفقة والتي روّجَ لها لتَدْفعُ الولايات المتّحدةَ في النهاية إلى حرب مَع العراق – الحرب الأولى التي إستندتْ تقريباً كليَّاً على حملة دعائية سرية استهدفُت أجهزةَ الإعلام والرأي العام.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م