مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة بوح الخاطر
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 17-01-2007, 12:55 PM
خاتون خاتون غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
الإقامة: المغرب
المشاركات: 246
إفتراضي ذات حزن، جلست إلى بيلسان

في لحظة من لحظات جنون بيلسان، جلست إليها معاتبة وكنت أسأل نفسي لم كل هذا الحزن من امرأة تحمل اسما نورانيا ... ألم يستطع نور اسمها أن يمحو سواد حروفها؟ أليست هناك ألوان أخرى غير السواد ترتديها؟ أليست هناك شموس تشع من بريقها؟
ثم ترددت واختلطت مشاعري وارتبكت حروفي فتساءلت : لم لا أعانقها وأنصت إلى وشوشاتها؟ ولم لا يكون الحزن شيئا جميلا حين يتحول إلى حروف قرمزية؟ أليس الحزن لون البوح الجميل؟
حاولت أن ألاعبها بمفردات اللغة فعجزت أن أخرجها من عالم أسرني أنا أيضا. ثم طلبت منها أن تكتب لتلقي ما علق بها في غياهب الاوراق، فأجابت وكأنها تتبرأ من تهمة.


اكتب؟ ولمن؟ حين أكتب يحل السواد في دنياي، لأني أعيش أحزاني كلها في الكتابة فيصفر وجهي وقد ابكي، فتتودد إليّ الورود بالتوقف حتى لا تنقلب فصولها. وانت يا خاتون متفائلة عكسي تماما، لم أتوقع أن تكوني بهذا الحجم من الفرح. الكتابة يا صديقتي جرح غائر في الضمائر.
أخبريني.. بماذا أكتب؟ بقلم المرارة أم بدمع الألم، أم بقراطيس اليأس؟
وعلى ماذا اكتب؟ على جدران الصمت؟ أم على بوابة الغثيان ؟
ولمن اكتب؟ لماضي دفين أم لحاضر غائب؟
وبأي لون اخط عمري؟ بلون الدم ام بلون الليل؟
كيف اكتب وأنا مبتورة الإحساس؟
وعن ماذا اكتب؟ عن صومعة الحب الأزلي؟ أم عن محراب عشقه الأبدي؟
دليني يا خاتون.. فلقد تعبت النفس وازدادت حزنا علي... دليني علي أقف يوما عند ناصية العمر واكتب ثم أكتب. وأي قارئ يستطيع قراءة الموت؟ وأي كتاب سيتسع لوجع حروفي؟ وإن استطاع فما العلاج من داء الكتابة؟؟
لذلك كله، حلفت أن لا اكتب حتى لا أموت ببطء. فما أصعب الموت بحرارة الألم


كنت دائما أقول إن الكتابة حياة، وكلما أحسست أن الموت يقترب مني، إلا ولذت بركن شديد واختليت بقلم لأخط به موتي، فأظل أصارعه ويصارعني إلا أن يمتص هواجسي وسمومي... فينفث سوادي في الأوراق البيضاء فتموت لتحييني. ثم أتسلل هاربة وأنطلق إلى فضاء آخر وكأني تطهرت من أدراني.

أما أنا، فكلما كتبت زاد ألمي، أموت بقلمي يا خاتون وتقتلعني جذور الألم من موتي، فأعود لأحضر كفني من أمسي المنسي، وأعود ثم أعود فأجده كفنا تلطخ بلون أحزاني، واقسم أني أراه يبكي على أروقة طرقات الروح، فتتشعب البسمات وتموت أمام أحزانه، واجلس انتظر لعلي أجد كفنا آخر، فأحاول أن أرى البياض فيه فيذوب لونه الناصع بسواد أيامي، ويصبح كآلامي أسود قاتما، بل يتحول دمعه على جسد متهالك إلى أحمر قرمزي، فاضطر إلى اللجوء إلى دفة المقابر لأمسك قلمي... تزداد ضربات الحياة في ذاك القلب، فيصرخ من داخلي: اكتبي... اكتبي لنموت معا، فأعود إليه وأقول: آه يا قلبي، قتلوني منذ الصغر، صلبوني منذ أيام العمر الأولى، أحرقوك قبل أوانك. فيرد قائلا: لذلك اكتبي، لأنني أنت... تأتيني شجاعتي في قمة ضعفي واخط الكلمة الأولى، فتأتي دون سابق إنذار متوشحة بسواد أهداب العرائس من بلادي، وأكمل فيجف حبري الأحمر، وتتوقف الأيام في ثواني، وأتمنى أن أعيد الكتابة من جديد. وبعد مشوار طويل، أتمنى أن لا أتمنى. وتنهدت: أيها القلب النقي كم داستك وجوه، وكم اقتلعتك نساء، وآه من روح تنتشر بين صوامع عذابات النفس المتهالكة.

اقسم ان لقلمك سحرا، ليتني أظل هنا لأقرأ لك، ولأموت مليون مرة على عتبتك فأحيى على صومعة أفكارك. فضحِكت ساخرة من جنونها وأعلنت: أنا مجنونة حد الهذيان. وما أجمل الجنون حين تصير بيلسان جزءا منه، ولو كان جنونها عيبا لما ترددت في ارتدائه، ولو كان خزيا لرجوت أن ألعن به، ولو كان ذنبا في نظر الأشباح لما تبت منه ولمتّ مصرة على ارتكابه.
أخاف عليك من إيماني المطلق بحبي لك، وأخاف أن أدنس المرفأ الذي جمعنا، أخاف عليك من قلمي،اخاف عليك يا صغيرتي من جٌملي، بل من نبض عروق الحرف في حياتي
وانا أخاف على نفسي إن تركت قلمك ينزف دما فلا أكون ممن يغترفون منه لون الحياة، ومن نبض حرفك سأستمد أنفاس الحياة
أخاف ان تصبحي قديسه، أن ترتادي الكنائس فقط، أخاف عليك من نوبات الجنون في معاقل الذكريات، وأخاف عليك مني فكيف تحتمين بي.
حين تصير حروفك كنائس، سأكون أول السالكين، وسأقف على عتبتك ليلا و نهارا علني أحظى بالقبول.
وهل تموت الأيام في فرحك وأملك بين شظايا يأسي وألمي؟ كيف تستمرين مع اللون الأسود؟
كم أحببت أن أرتشف الحياة من حد السيف، وكم أحببت أن أستمتع بها حين أكون على شفا جرف هار، فينهار بي في منابعك.
كيف سأسامح نفسي إن أغرَقَتكِ كآبة الروح، وبأي صك غفران ستقبلين؟ بأي لغة ستطرقين باب الآمال؟ لا استطيع أن أجعلك ترتشفين من كأس نصفه ألم والآخر حرمان؟
سنصنع صكوكا جديدة بألوان الحياة كلها، وسنوزعها لمن أراد حياة أو أراد حلولا.
لا استطيع ان أخربش لونك الأبيض بحبري الأسود يا صديقتي، أنت بالنسبة لي كالحياة كالموت والميلاد، إن فقدتك، كيف أستعيدك، كيف؟؟
لا عزيزتي .. لن تفقديني يا محيرتي. حين تمتزج أفراحي بآلامي سأعلن أني انسان
لا تساليني أين حرفك، فهو جرح غائر، لذا ابقي معي لكن لا تسالينني الكتابة.
اما هذا فلا أستطيع أن أعدك به.
كلما امسكت القلم أحسست أني اكتب بالملح، ليتك تعديني حتى لا تقتلي فيّ أواخر الفرح، بل بواقي الابتسام، أي روح يا خاتون!!! روح ذابت من آلام الآخرين، آه يا خاتون في كل يوم لي حكاية مع الألم.
سأنشر عقيدتك وسأؤمن بها إلى حدود الموت وستبتسمين حين تجدين الحيارى يسلكون دربك وآلاف المريدين يعتقدون بدينك.
سيجلدونك بألسنتهم ويلعنوك بأعينهم
ليتهم يفعلون فأكون بذلك من الشهداء، ولن أموت إلا واقفة مفتوحة العينين، ولو عشت مرة أخرى لفعلت نفس الشي ولسلكت نفس الدرب.
سيغتصبون فرحك المطلق فلا تفعلي.. ارجوك لا تفعلي، دعيني ارسم ليلة حلمك دون أحزاني، دعيني اشاطرك حياتك دون آلامي، لا تجعليني اموت، فأنا جئتك للحياة، جئتك لانني قاربت على الانتهاء فلا تقتليني.
للموت يا حبيبتي طعم البرتقال، وكم أحب طعم البرتقال، حلو قليلا ومز قليلا
جميل هذا الطعم، ولكن به مرارا غريبا، مرار الجذرالمغروس بالتراب
هو طعم الحياة حتى لا أغتر أنا ولا تحزني أنت.

كنت أنتشي بكل كلمة تبوح بها وأتنعم بعطر حروفها حتى خفت أن تفضحني نشوتي فيخطر ببالها إني أرقص على ألمها. وحين اشتدت آلامها وأوشكت أن تنهار، سألتني أن نخرج من الحرف حتى لا يزداد تعبها، فكان أن تركتها متوعدة نشر سرها على عتبات خيامكم.


بيلسان: أسيرة ترجو الانعتاق
خاتون: جالسة تسترق السمع

آخر تعديل بواسطة خاتون ، 17-01-2007 الساعة 01:17 PM.
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 17-01-2007, 02:10 PM
خاتون خاتون غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
الإقامة: المغرب
المشاركات: 246
إفتراضي

شكرا ملاك على لحظات الود التي جمعتنا.. شكرا على حروفك التي ظلت ترفرف حوالي بأجنحتها الحريرية. كنت أرجو أن تكوني هنا فتسمعي رقصة القلم بين أصابعي.
وأعتذر منك، لأني أذعت ما دار بيني وبينك.. فما أتفه أجمل منظر في الدنيا إذا لم نجد من نقول له: ما أجمل هذا المنظر.. لم أستطع أن أستمتع بروعتك لوحدي ورأيت أن يشاركنا الزائرون فرحتي في هذا اليوم الجميل.
قمت بتعديلات طفيفة لأننا كنا نتحاور بتلقائية ولم نكن نخمن أن همساتنا قد تسافر إلى الخيمة.
اعذريني مرة أخرى



تقبلي حبي لك وعشقي لبوحك.
إليك مني مليون قبلة على عجل




مع حبي
خاتون
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 17-01-2007, 02:43 PM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
إفتراضي

وااااااااااااااو جميل فعلا ما كتبتيه أختي خاتون،
وآسفة فالآن فقط علمت أنك فتاة رائعة
من الاسم إعتقدت أنك ذكر وليس أنثى..
من بيلسان تقصدين؟؟؟
ملاك؟؟؟ إن كانت هي فهي فعلا رائعة
وكلماتها هي والعنود تعجبني كثيرا كثيرا
أدامهما الله لنا على خير

أشكرك مرة أخرى عزيزتي
دمت بألف خير ..
__________________

لا تُجادل الأحمـق..فقد يُخطـئ الناس في التفريـق بينكمـا
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 17-01-2007, 02:49 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

في سواد الحزن تتلألأ حروف خاتون كنجوم لامعة في السماء

كنت أشعر أني لاأقرأ الحروف بل أتنفسها بعمق وأحبسها داخلي للحظات , .. لم يكن في حروفك ذرات من الهواء والأكسجين ...!!! لكن فيها مايبعث على الحياة في منعطفات جانبية..........


تقبلي مروري ولك ِ مني عطر التحية
__________________









الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 18-01-2007, 12:13 AM
بيلسان بيلسان غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
الإقامة: في جسد امرأة خرافية
المشاركات: 2,221
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة خاتون
في لحظة من لحظات جنون بيلسان، جلست إليها معاتبة وكنت أسأل نفسي لم كل هذا الحزن من امرأة تحمل اسما نورانيا ... ألم يستطع نور اسمها أن يمحو سواد حروفها؟ أليست هناك ألوان أخرى غير السواد ترتديها؟ أليست هناك شموس تشع من بريقها؟
ثم ترددت واختلطت مشاعري وارتبكت حروفي فتساءلت : لم لا أعانقها وأنصت إلى وشوشاتها؟ ولم لا يكون الحزن شيئا جميلا حين يتحول إلى حروف قرمزية؟ أليس الحزن لون البوح الجميل؟
حاولت أن ألاعبها بمفردات اللغة فعجزت أن أخرجها من عالم أسرني أنا أيضا. ثم طلبت منها أن تكتب لتلقي ما علق بها في غياهب الاوراق، فأجابت وكأنها تتبرأ من تهمة.


اكتب؟ ولمن؟ حين أكتب يحل السواد في دنياي، لأني أعيش أحزاني كلها في الكتابة فيصفر وجهي وقد ابكي، فتتودد إليّ الورود بالتوقف حتى لا تنقلب فصولها. وانت يا خاتون متفائلة عكسي تماما، لم أتوقع أن تكوني بهذا الحجم من الفرح. الكتابة يا صديقتي جرح غائر في الضمائر.
أخبريني.. بماذا أكتب؟ بقلم المرارة أم بدمع الألم، أم بقراطيس اليأس؟
وعلى ماذا اكتب؟ على جدران الصمت؟ أم على بوابة الغثيان ؟
ولمن اكتب؟ لماضي دفين أم لحاضر غائب؟
وبأي لون اخط عمري؟ بلون الدم ام بلون الليل؟
كيف اكتب وأنا مبتورة الإحساس؟
وعن ماذا اكتب؟ عن صومعة الحب الأزلي؟ أم عن محراب عشقه الأبدي؟
دليني يا خاتون.. فلقد تعبت النفس وازدادت حزنا علي... دليني علي أقف يوما عند ناصية العمر واكتب ثم أكتب. وأي قارئ يستطيع قراءة الموت؟ وأي كتاب سيتسع لوجع حروفي؟ وإن استطاع فما العلاج من داء الكتابة؟؟
لذلك كله، حلفت أن لا اكتب حتى لا أموت ببطء. فما أصعب الموت بحرارة الألم


كنت دائما أقول إن الكتابة حياة، وكلما أحسست أن الموت يقترب مني، إلا ولذت بركن شديد واختليت بقلم لأخط به موتي، فأظل أصارعه ويصارعني إلا أن يمتص هواجسي وسمومي... فينفث سوادي في الأوراق البيضاء فتموت لتحييني. ثم أتسلل هاربة وأنطلق إلى فضاء آخر وكأني تطهرت من أدراني.

أما أنا، فكلما كتبت زاد ألمي، أموت بقلمي يا خاتون وتقتلعني جذور الألم من موتي، فأعود لأحضر كفني من أمسي المنسي، وأعود ثم أعود فأجده كفنا تلطخ بلون أحزاني، واقسم أني أراه يبكي على أروقة طرقات الروح، فتتشعب البسمات وتموت أمام أحزانه، واجلس انتظر لعلي أجد كفنا آخر، فأحاول أن أرى البياض فيه فيذوب لونه الناصع بسواد أيامي، ويصبح كآلامي أسود قاتما، بل يتحول دمعه على جسد متهالك إلى أحمر قرمزي، فاضطر إلى اللجوء إلى دفة المقابر لأمسك قلمي... تزداد ضربات الحياة في ذاك القلب، فيصرخ من داخلي: اكتبي... اكتبي لنموت معا، فأعود إليه وأقول: آه يا قلبي، قتلوني منذ الصغر، صلبوني منذ أيام العمر الأولى، أحرقوك قبل أوانك. فيرد قائلا: لذلك اكتبي، لأنني أنت... تأتيني شجاعتي في قمة ضعفي واخط الكلمة الأولى، فتأتي دون سابق إنذار متوشحة بسواد أهداب العرائس من بلادي، وأكمل فيجف حبري الأحمر، وتتوقف الأيام في ثواني، وأتمنى أن أعيد الكتابة من جديد. وبعد مشوار طويل، أتمنى أن لا أتمنى. وتنهدت: أيها القلب النقي كم داستك وجوه، وكم اقتلعتك نساء، وآه من روح تنتشر بين صوامع عذابات النفس المتهالكة.

اقسم ان لقلمك سحرا، ليتني أظل هنا لأقرأ لك، ولأموت مليون مرة على عتبتك فأحيى على صومعة أفكارك. فضحِكت ساخرة من جنونها وأعلنت: أنا مجنونة حد الهذيان. وما أجمل الجنون حين تصير بيلسان جزءا منه، ولو كان جنونها عيبا لما ترددت في ارتدائه، ولو كان خزيا لرجوت أن ألعن به، ولو كان ذنبا في نظر الأشباح لما تبت منه ولمتّ مصرة على ارتكابه.
أخاف عليك من إيماني المطلق بحبي لك، وأخاف أن أدنس المرفأ الذي جمعنا، أخاف عليك من قلمي،اخاف عليك يا صغيرتي من جٌملي، بل من نبض عروق الحرف في حياتي
وانا أخاف على نفسي إن تركت قلمك ينزف دما فلا أكون ممن يغترفون منه لون الحياة، ومن نبض حرفك سأستمد أنفاس الحياة
أخاف ان تصبحي قديسه، أن ترتادي الكنائس فقط، أخاف عليك من نوبات الجنون في معاقل الذكريات، وأخاف عليك مني فكيف تحتمين بي.
حين تصير حروفك كنائس، سأكون أول السالكين، وسأقف على عتبتك ليلا و نهارا علني أحظى بالقبول.
وهل تموت الأيام في فرحك وأملك بين شظايا يأسي وألمي؟ كيف تستمرين مع اللون الأسود؟
كم أحببت أن أرتشف الحياة من حد السيف، وكم أحببت أن أستمتع بها حين أكون على شفا جرف هار، فينهار بي في منابعك.
كيف سأسامح نفسي إن أغرَقَتكِ كآبة الروح، وبأي صك غفران ستقبلين؟ بأي لغة ستطرقين باب الآمال؟ لا استطيع أن أجعلك ترتشفين من كأس نصفه ألم والآخر حرمان؟
سنصنع صكوكا جديدة بألوان الحياة كلها، وسنوزعها لمن أراد حياة أو أراد حلولا.
لا استطيع ان أخربش لونك الأبيض بحبري الأسود يا صديقتي، أنت بالنسبة لي كالحياة كالموت والميلاد، إن فقدتك، كيف أستعيدك، كيف؟؟
لا عزيزتي .. لن تفقديني يا محيرتي. حين تمتزج أفراحي بآلامي سأعلن أني انسان
لا تساليني أين حرفك، فهو جرح غائر، لذا ابقي معي لكن لا تسالينني الكتابة.
اما هذا فلا أستطيع أن أعدك به.
كلما امسكت القلم أحسست أني اكتب بالملح، ليتك تعديني حتى لا تقتلي فيّ أواخر الفرح، بل بواقي الابتسام، أي روح يا خاتون!!! روح ذابت من آلام الآخرين، آه يا خاتون في كل يوم لي حكاية مع الألم.
سأنشر عقيدتك وسأؤمن بها إلى حدود الموت وستبتسمين حين تجدين الحيارى يسلكون دربك وآلاف المريدين يعتقدون بدينك.
سيجلدونك بألسنتهم ويلعنوك بأعينهم
ليتهم يفعلون فأكون بذلك من الشهداء، ولن أموت إلا واقفة مفتوحة العينين، ولو عشت مرة أخرى لفعلت نفس الشي ولسلكت نفس الدرب.
سيغتصبون فرحك المطلق فلا تفعلي.. ارجوك لا تفعلي، دعيني ارسم ليلة حلمك دون أحزاني، دعيني اشاطرك حياتك دون آلامي، لا تجعليني اموت، فأنا جئتك للحياة، جئتك لانني قاربت على الانتهاء فلا تقتليني.
للموت يا حبيبتي طعم البرتقال، وكم أحب طعم البرتقال، حلو قليلا ومز قليلا
جميل هذا الطعم، ولكن به مرارا غريبا، مرار الجذرالمغروس بالتراب
هو طعم الحياة حتى لا أغتر أنا ولا تحزني أنت.

كنت أنتشي بكل كلمة تبوح بها وأتنعم بعطر حروفها حتى خفت أن تفضحني نشوتي فيخطر ببالها إني أرقص على ألمها. وحين اشتدت آلامها وأوشكت أن تنهار، سألتني أن نخرج من الحرف حتى لا يزداد تعبها، فكان أن تركتها متوعدة نشر سرها على عتبات خيامكم.


بيلسان: أسيرة ترجو الانعتاق
خاتون: جالسة تسترق السمع


حبيبتي خاتون....

بداية اشكرك...على ما كتبتيه هنا (وهو حوار دار بيني وبينك)...وصراحه لم اكن اتوقع انك ستنشريه والاهم انك نشرتيه بحذافيره الصغيره بل نقلتي معه دقات قلبي....وارجو ممن يقرأ احرفي هنا وهو جزء من البوح..الكامن بالداخل ..ان يعجبه....وفعلا اقف الان عاجزه عن كتابة ولو كلمة واحده.....

خاتون

لا ادري باي لغة اوفيك حقك..فانتي انثى بجميع اناث الارض ...

سلمت يمناك واكتفي بالصمت لعله ينقل لك شكري وعرفاني وامتناني بل حبي واحترامي
__________________

سيدي البعيد جداً من موقعي,,

القريب جداً من أعماقي,,لا أعلم

هل تضخم بي الحزن فأصبحت أكبر من الوجود

أم ضاق بي الوجود.. فأصبح أصغر من حزني

النتيجة واحدة يا سيدي

فبقعة الأرض هذه، ماعادت تتسع لي

فبقعة الأرض التي كنت أقف عليها,,أصبحت الآن تقف علّي






الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 18-01-2007, 03:11 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

أم خالد ....

حبرك الأسود تلألأ في غياهب الليل والنهار وأصبح كالنجوم في صفاء صيف .... وقلبك النقي الطاهر المخدوش عبراته من الأيام والسنون نفض جراحه ليصور لنا آهات بكلمات رائعة حتى أنها أخذتنا معكِ إلى ناصية العمر والجرح الغائر وبواقي الإبتسام ...

أم خالد ... ثقي دائماً أن قلمكِ يلمع ذهباً ليدر لنا ألماساً ويرسم لنا لوحات ومعجزات ... وكلماتك هي أكبر واوسع من الأرض ...

لكن كوني حسنة الظن في الخالق جل وعلا ... وثقي أن الله لطيف خبير ...

كما نشكر الأخت خاتون على فضح ونبش ما في ملاك المنتدى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________


آخر تعديل بواسطة النسري ، 18-01-2007 الساعة 03:18 AM.
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 18-01-2007, 03:31 AM
خاتون خاتون غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
الإقامة: المغرب
المشاركات: 246
إفتراضي

عزيزتي أوركيدا

مرحبا بك ضيفة في صفحة من صفحات بيلسان الخيمة
صاحبة القلم العنيد والاحساس العميق...
جلست إليها بالأمس وحرضتها على البوح إلى أن ارتويت
وأعدك يا وردتي
أن أظل أطاردها إلى أن تخلف وعدها وتكتب من جديد

دمت وردة فواحة

تحياتي
خاتون
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 19-01-2007, 11:44 AM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي

ماشاء الله عليك ياخاتون
أخذتينا معكما إلى حيث الآلام والأحزان ..
وهذا الذي لا أفضله أبداً ..

واسأل الله أن يبدل الإحزان أفراحاً
وأن نرى الوجه المشرق لأختنا بيلسان ..

الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 19-01-2007, 11:22 PM
بيلسان بيلسان غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
الإقامة: في جسد امرأة خرافية
المشاركات: 2,221
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة النسري
أم خالد ....

حبرك الأسود تلألأ في غياهب الليل والنهار وأصبح كالنجوم في صفاء صيف .... وقلبك النقي الطاهر المخدوش عبراته من الأيام والسنون نفض جراحه ليصور لنا آهات بكلمات رائعة حتى أنها أخذتنا معكِ إلى ناصية العمر والجرح الغائر وبواقي الإبتسام ...

أم خالد ... ثقي دائماً أن قلمكِ يلمع ذهباً ليدر لنا ألماساً ويرسم لنا لوحات ومعجزات ... وكلماتك هي أكبر واوسع من الأرض ...

لكن كوني حسنة الظن في الخالق جل وعلا ... وثقي أن الله لطيف خبير ...

كما نشكر الأخت خاتون على فضح ونبش ما في ملاك المنتدى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي النسري::

دائما جراحات الايام تترك بصماتها في ذاك الفكر المتشعب...تتركز في محيط القلب الاسير باحزانه تاره وافراحه تارة اخرى...لذلك هي خربشات سريعه..ويشهد الله انها جاءت في لمحات سريعه..ولم اكن انوي الكتابه..لكن تحريض الغالية خاتون اغراني...

اخي النسري

مهما كتبت لن اصل الى مستوى الرومانسية التي تتمتع بها...

فشكرا لقلمك الذي يكتب الجميل دوما
__________________

سيدي البعيد جداً من موقعي,,

القريب جداً من أعماقي,,لا أعلم

هل تضخم بي الحزن فأصبحت أكبر من الوجود

أم ضاق بي الوجود.. فأصبح أصغر من حزني

النتيجة واحدة يا سيدي

فبقعة الأرض هذه، ماعادت تتسع لي

فبقعة الأرض التي كنت أقف عليها,,أصبحت الآن تقف علّي






الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 19-01-2007, 11:28 PM
بيلسان بيلسان غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
الإقامة: في جسد امرأة خرافية
المشاركات: 2,221
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة دايم العلو
ماشاء الله عليك ياخاتون
أخذتينا معكما إلى حيث الآلام والأحزان ..
وهذا الذي لا أفضله أبداً ..

واسأل الله أن يبدل الإحزان أفراحاً
وأن نرى الوجه المشرق لأختنا بيلسان ..



اخي دايم العلو:

اولا اعتذر انني اخذتك معي الى عالم الاحزان والالام...لكنها لحظات باكيه مره وضاحكه في ثواني اخرى....وتاكد ان بداخلي غدا مشرق.......فلولا الحزن لما ولد الفرح..وما اجمل ان تشق الابتسامه طريقها في وسط بحر من الدموع..

وكم شرفتني بقرائتك لهذياني الكتابي هنا...

ولك مني كل الاحترام والتقدير


والشكر موصول للرائعة خاتون
__________________

سيدي البعيد جداً من موقعي,,

القريب جداً من أعماقي,,لا أعلم

هل تضخم بي الحزن فأصبحت أكبر من الوجود

أم ضاق بي الوجود.. فأصبح أصغر من حزني

النتيجة واحدة يا سيدي

فبقعة الأرض هذه، ماعادت تتسع لي

فبقعة الأرض التي كنت أقف عليها,,أصبحت الآن تقف علّي






الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م