فى رحاب العيد

[baridy]

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ،

السيد الأستاذ الفاضل المشرف على الموقع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهديكم عظيم سلامى وأرق تحياتى واحر اشواقى وتمنياتى بدوام النجاح والإزدهار وتقديم كل ماينفع المسلمون .....اهدى لسيادتكم هذا المقال والذى هو بعنوان .."فى رحـــــاب العيــد" راجياً من الله تعالى ان ينال إعجابكم

فى رحـــــاب العيــد
هاهى الأيام تمر تتبعها الشهور فالسنين ومنذ ايام قليلة كنا نستقبل ايام الشهر الكريم شهررمضان المعظم ،واحتفلنا بليلة القدر وقرأنا القرآن الكريم ووفقنا الله بعونه ومنّه لصيامه وقيامه..وها نحن الآن نحتفل بالعيد وجعل الله يوم العيد يوم فرحة وبهجة وسرور ولهذا سمى العيد من العّود الى الفرح والسرور ،وقال بعضهم سمى كذلك لأنه يوم شريف كريم فعلينا ان نستقبله بالتعظيم والتبجيل لله تعالىبكثرة الذكر لله،لأن يوم العيد كيوم البعث يسمع فيه النفخة والصعقة ،فضرب الطبول تذكرة لها،والنفخ فى البوق تذكرة للنفخ فى الصور ،وإجتماع الناس فى المصلى تذكرة لها بالإجتماع فى البعث وإختلاف أحوالهم ،فمنهم لابس أبيض وأخر لابس أسود ومنهم راجل واخر راكب ومنهم سعيد واخر حزين ،ومنهم من يتقلب فى نعمة وغيره فى نقمة ،وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال "يحشر الناس ثلاث أثلاث :ثلث على الدواب ،وثلث يمشون على اقدامهم وثلث يسحبون على وجوههم ".
وشرع العيد للترويح عن النفس والمرح الحلال البعيد عن المحرمات فقد روى ان السيدة عائشة رضى الله عنها –ان الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله فى يوم عيد فتطلعت من فوق عاتق النبى فطأطأ منكبيه فجعلت تنظر اليهم حتى شبعت ثم انصرفت ..
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه"رواه البخارى
ويوم العيد هو يوم الجائزة قال النبى "اذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على ابواب الطرق فنادوا:اغدوا يامسلمون الى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه بالجزيل ،لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم وأمرتم بصيام النهار فصمتم وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم ،فإذا صلوا نادى مناد:ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين الى رحالكم فهو يوم الجائزة ،ويسمى فى السماء يوم الجائزة ..رواه الطبرانى فى المعجم الكبير.
وعن انس رضى الله عنه قال :قدم رسول الله الى المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فى الجاهلية ،فقال "ان الله أبدلكما خيراً منهما ،يوم الفطر ويوم النحر"رواه احمد والنسائى وابوداوود
قال وهب بن منبه رضى الله عنه :خرج ثلاث أحبار الى العيد فقال احدهم :اللهم إنك أمرتنا فيما أنزلت علينا ان نعتق العبيد فى هذا اليوم ،ونحن عبيدك فاعتق رقابنا من النار ،وقال اخر:اللهم إنك أمرتنا فيما أنزلت علينا ألا نرد المساكين ونحن مساكينك فلا تردنا ،وقال الآخر:اللهم إنك أمرتنا فيما أنزلت علينا أن نعفو عمن ظلمنا ونحن عبيدك قد ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا وارحمنا إنك أنت ارحم الراحمين...
فعلى المسلمون فى هذا اليوم ان يتواصلوا وأن يهنئ بعضهم بعضاًقائلاً"تقبل الله منا ومنكم"وللمسلم ان يعتمر فى شهر رمضان فهى تعدل حجة ،وللمسلم أيضاً ان يصوم ست أيام من شهر شوال كما قال النبى "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر"رواه مسلم
يقول الإمام على كرم الله وجهه "اليوم لنا عيد ،وغداً لنا عيد ،وكل يوم لا نعصى الله فيه فهو لنا عيد..
فعليك اخى الحبيب ..ان تداوم على الإلتزام بالطاعة دوماً والتقرب الى الله تعالى وان تكون ملتزماً بالأداب الإسلامية والإستقامة ،واحذر ان يغرك الشيطان بالضلال والغواية..وألا تكون مثل المسلمون الذين يتمسكون بالطاعة فى شهر رمضان فقط فإذا انقضى رمضان فلا صلى ولا صام ،بل يعود لما كان عليه من الإنفلات وإرتكاب المعاصى وهذا ما وصفه أمير الشعراء احمد شوقى فى بيت الشعرى الذى يقول فيه:
رمضان ولىّ هاتها يا ساقى مشتاقة تسعى الى مشتاق
نسأل الله الكرم ان يعيد علينا وعلى المسلمون جميعاً هذة الأيام بالخير واليمن والبركات وان يجعل أيامنا كلها أعيادا بطاعته وإجتناب معاصيه ..آمين
بقلم /محمد السيد حافظ باريدى
ليسانس الحقوق

..