مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-11-2003, 07:23 AM
salim3344 salim3344 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 263
Post لمعلوماتك الإسلامية

الإمام محمد بن عبد الله الخليلي – رحمه الله

نسبه
هو الإمام العلامة المحقق محمد بن عبد الله بن العلامة المحقق سعيد بن خلفان بن أحمد بن صالح بن أحمد بن عامر بن ناصر بن عامر بن بوسالم بن أحمد من نسل الإمام الخليل بن عبد الله بن عمر بن محمد بن الإمام الخليل بن العلامة شاذان بن الإمام الصلت بن مالك بن بلعرب الخروصي.
هو خليلي من بني خروص وبنو خروص قبيلة ذات شهرة وصيت مشهورين فمنها معظم أئمة عمان خلال جميع فترات الإمامة بعمان.

قال أبو مسلم ذاكرا لشرف هذه القبيلة:
لا ينكر الناس ما للقوم من قدم *** وكيف يلحق عين الشمس نكران
فوالد الإمام هو الشيخ عبد الله بن سعيد الخليلي وهو شيخ فضل وكرم ، وعالم جليل ، كثير الاطلاع على فنون العلم ، كثير قيام الليل ، وهو الأمير والسيد على وادي سمائل ، كان عمره وقت وفاة أبيه العلامة سعيد بن خلفان 9 أو 10 سنوات ، وقد تميز بالشعر الذي يذوب لطافة وتنجذب إليه القلوب وتهفو إليه ، فمن شعره :
زجرت شبابي والشبيبة تزجر *** ووقرت شيبي والمشيب يوقر
سواي بنيران الغرام معذب *** وغيري بأذيال الصبا متعثر
وله أيضا من الفخريات :
لعمرك إني لا أبالي بحاسدي*** ولو كثروا ما هم لدي كواحد
فلا ظفرت مني الأعادي بعورة *** وإني على عوراتهم خير شاهد
توفي هذا الشيخ الكريم في جمادى الثانية عام 1332هـ وعم الإمام هو الشيخ العلامة المحقق أحمد بن سعيد ، عاش فقيها ورعا ، عليه مدار الفتيا والقضاء بوادي سمائل ، كان عمره وقت وفاة أبيه سعيد بن خلفان 6 سنوات ، كان شهما جريئا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ابتلي بمرض الصرع ، خرج ليغتسل أو يتوضأ من نهر السمدي بسمائل فهاجمه الصرع فسقط به فغرق في يوم 11 من ذي الحجة 1324هـ -رحمه الله- وعمره آنذاك 42 سنة.
وجدُّ إمامنا هو العلامة المحقق الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي ولد عام 1236هـ ، كان عالما فقيها ورعا كثير الخلوة ، كثير الإطلاع والتدقيق في فنون العلم ، أصبحت إليه مدار الفتيا في عمان ، نصب الإمام عزان بن قيس البوسعيدي إماما على عمان في عام 1285هـ ، وكانت هذه أمنيته ولكن قدر الله على انتهاء هذه الإمامة فقتل الإمام في سنة 1287هـ ، ومن ثم من بعده كان وفاة هذا العالم الجليل في شهر ذي القعدة عام 1287هـ على يد السلطان تركي بن سعيد دفنه وابنه محمد حيين.
كانت له كتب كثيرة في فنون شتى وله قصائد جمة فمن كتبه :
1- ألفية في الصرف شرحها وسماها مقاليد التصريف.
2- كتاب مظهر الخافي بنظم الكافي في علم العروض والقوافي.
3- كتاب النواميس الرحمانية في تسهيل الطريق إلى العلوم الربانية.
4- رسالة في زكاة الحيوان.
5- تمهيد قواعد الإيمان.
6- فتح الدوائر (في اللغة).
7- سمط الجوهر الرفيع في فن البديع (في اللغة).
8- إغاثة الملهوف بالسيف المذكر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
9- كرسي الأصول (أصول الدين).
10- رسالة في علم التجويد.
وله ديوان شعري ينبض بروح القرآن ويتنفس من عمق الإيمان حتى لقبه العلماء (أشعر العلماء وأعلم الشعراء) وهو لقب حصل عليه ثلاثة وهو ثانيهم.
فمن شعره قوله :
عرّج على باب الكريم المفضل*** والثم ثراه ساعة وتذلل
فلئن رزقت لدى حماه وقفة*** تربت يداك بنيل ما لم تأمل
ومن شعره :
أعاين تسبيحي بنور جناني *** فأشهد مني ألف ألف لسان
وكل لسان اجتلي من لغاته *** إذا ألف ألف من غريب أغان
ويهدى إلى سمعي بكل لغية *** هدى ألف ألف من شتيت معاني
وفي كل معنى ألف ألف عجيبة***يقصِّر عن إحصائها الثقلان
ولم أذكر الأعداد إلا إشارة***كأني في أوصاف ميططران

مولده ونشأته
ولد إمامنا - رضي الله عنه - عام 1299هـ ، ونشأ في حجر والده العلامة عبد الله بن سعيد الخليلي وقرأ النحو والصرف على الشيخ محمد بن عامر الطيواني ، وأخذ العلم عن عمه العلامة الشيخ أحمد بن سعيد وأبيه الشيخ عبد الله بن سعيد ، وبعد وفاة عمه هاجر إلى القابل بالشرقية ليتلقى العلم عن الذي انتهت إليه رئاسة العلم في ذلك الوقت وهو العلامة نور الدين السالمي.
فأكب على العلم إكبابا شديدا فقرأ على نور الدين التفسير والحديث والأصول وفنون العلم ، فصار أكبر علم في عمان بعد ذلك وإليه انتهت رئاسة العلم.

توليه الإمامة :
في ليلة الخامس من شهر ذي القعدة عام 1338هـ كان الإمام سالم بن راشد الخروصي في سبات المؤمن المطمئن لقضاء الله وقدره ، امتدت يد شقي تعيس أغراه من كره العدل اغتاله هذا التعيس الشقي ويا لها من شقاوة.
مات الإمام سالم مخلفا وراءه تركة ثقيلة لا تقدر على حملها الجبال الرواسي ولكن خلفها وقد استبد الأمن وانتشر العدل بها وأوفى إلى ربه راضيا مرضيا.
وفي اليوم الثاني عشر من نفس الشهر والسنة السابقين عقد العلماء والقضاة والرؤساء اجتماع أهل الحل والعقد لنصب إمام يخلف الإمام الراحل يسير على نهج السنة والخلفاء الراشدين وتم إجماعهم على شخص أتى ليبايع من يبايعوه فرفض رفضا لما فيه من تحمل لمسؤولية كبيرة وحاجوه ودحض حججهم وحاجهم لأنه كان أعلمهم وعجزوا عن مناظرته ولكنهم ألزموه ورفضوا حججه فلم ير إلا القبول والانصياع.
في ضحى اليوم الثالث عشر من شهر ذي القعدة سنة 1338هـ اجتمع العلماء والأعيان وأرباب الحل والعقد بجامع نزوى وأجمعوا على مبايعة الإمام محمد بن عبد الله بن سعيد الخليلي.
تولى الإمامة فلنعم بيعة أعطت لصاحبها ، وسلمت الأمور له جلها وسار بالناس سيرة حسنة كسيرة الخلفاء الراشدين.

صفاته :
كان أبيض اللون ، جميل الخلق ، حسنُ الخُلُق ، مدور اللحية نحيف البنية.

أخلاقه :
لا نجد فيما يصف أخلاق هذا الإنسان العظيم مثل ما قاله عنه من عاصره ، وهو الشيخ الأديب العلامة محمد بن نور الدين السالمي في كتابه (نهضة الأعيان) فلنرى ما قال فيه : " بعيد من الصلف ، بعيد الغضب ، لا نراه غضبان أبدا إلا إذا انتهكت محارم الله ، دائم الفكر ، حمول للأذى ، واسع الصدر ، أكثر دهره صامتا ، فإذا تكلم تكلم بعلم ، وإذا سكت فعن أدب ، أعطاه الله التوسم ، فإذا دخل عليه الزائر وجه نحوه شعاعا قويا من عينيه فاستخرج بتوسمه ما أكنه بين يديه فعبر له عن فكره قبل أن يفوه بمراده ، بعبارة وجيزة لا يحسنها الزائر وأعرب له عن قصده الذي جاء إليه ، إن خيرا أو شرا ، فيتحقق بعد الفحص صدق حدسه حتى أن بعض الوفود يرتج عليه أن يفوه عنده بشيء ، يباسط الناس الخاصة والعامة ، ويقص لهم القصص الدينية ، والآداب الدنيوية ، أحرز الحالتين ، يسلي المتوجع ، لا يرد سائلا ولا مسترفدا ، ولا يملك ما بيده ، أكرم أهل زمانه كأنما عناه القائل :
ولو لم يكن في كفه غير نفسه*** لجاد بها فليتق الله سائله
يجلس إلى الناس الخاصة والعامة ، يباسطهم ويعلمهم أمر دينهم ودنياهم ، يقضي نهاره في خدمة المسلمين ، يجره المرأة والخادم والصغير والكبير والضعيف والقوي ، لا يأنف من أحد فيقضي حاجتهم ويرجع إلى مجلسه ، حتى أنه في بعض الأوقات يتولى بيده علاج بعض المرضى من الضعفاء ويتولى كل أمور المسلمين حتى بروات(1) الطعام لدواب الضيوف ودواب الدولة.
ملك روح الشعب بالمحبة والسياسة واللين ، لا بالقوة والجبروت ، عظمه الناس لصغر الدنيا في عينيه فلا يرى لها قدرا ، كان قبل ارتقائه عرش الإمامة في رغد من العيش وتألق من اللباس لأنه كان غنيا ، فلما ولي الأمر رغب عن ذلك مع كثرة غناه فكان يطوي الأيام والليالي ، ويفطر على التمر والعوال(2) كثير صيام التطوع ، حتى ابتلي بنقصان في بصره لكثره صيامه وتقشفه في المعيشة ، بقي خمسة أشهر مكفوفا فاحتاج إلى علاج الدكتور ، فأرسل إلى (تومس الأمريكي)(3) من مسقط فلبى دعوته فعالجه فأبصر من إحد عينيه.
كان لا يلوم أحدا على ما يكون العذر في مثله ، يلتمس العذر لإخوانه والتخلص له من العثرة ، لا يشكو وجعا ولا صاحبا ولا ينتقم من الولي على العدو ، ولا يغفل عن الولي ، لا يخص نفسه دون إخوانه بشيء من اهتمامه ، لا يتبرم ولا يضجر ، تأتيه الحوادث وتطرقه الكوارث فلا يتغير ولا يتضعضع ، يتلقاها بصدر أوسع من الدهناء ، فإذا جاء الجد فهو الليث عاديا ، كانت له ثروة خاصة عدا بيت المال وهي مما ورثه من آبائه الكرام فباع أصولها بمائة وخمسين ألف قرش (4) أنفقها في سبيل الله لإعزاز الكلمة وأن تكون له ذخرا عند الله ، وتوفي ولم يعقب ولدا ولا مالا فهو -رحمه الله- منقطع القرين.

كيف يقضي الإمام ساعاته :
وهنا نورد أيضا ما كتبه عنه الشيخ أبو بشير السالمي صاحب كتاب " نهضة الأعيان " يقول :
"كان يقيم بحصن نزوى واتخذه مقرا له ، وفيه يستقبل الزوار والوفود ، ويشرف على أحوال الدولة وشؤون البلاد ، وينهض في الثلث الأخير من الليل ، بل لا يهدأ الليل إلا قليلا حتى إذا حضرت صلاة الفجر صلى بالناس جماعة ، فيقعد في مجلسه ذلك لتلاوة القرآن العظيم ، ويقعد من صلى بالجماعة عنده حتى مطلع الشمس ، ثم يؤتى بالفطور وهو الرطب في أوانه ، أو التمر والقهوة البنية ، فيلبث بعد ذلك نحوا من ساعة ثم يدخل مسكنه فيغير لباسه ويصلي ما شاء الله ، ثم يخرج للناس ، فيقعد في مجلسه ، ويُؤذن للخاصة والعامة غير محتجب ولا ممنوع فبابه مفتوح للضيف والمظلوم وماله مبذول للسائل والرافد والمحروم ، وسيفه مسلول للجائر الغشوم ، تكون الأحكام الشرعية بحضرته ، أكثر ما يفصلها القاضي بعد اطلاعه عليها ، أما أحكام الحدود فيتولى فصلها بنفسه بعد مشورة العلماء لما فيها من الخطر عند الله ، وللتنقيح في آراء العلماء والقضاة ، فيبقى في مجلسه ذلك إلى حضور صلاة الظهر ، وفي بعض الأحيان يقوم قبيل الظهر بمقدار نصف ساعة ، خصوصا وقت الصيف للاستراحة والقيلولة ثم يخرج فيصلي بالناس إما بالجامع أو في غرفة الصلاة بالحصن ، وبعد الظهر يبرز للناس خارج الحصن إلى حضوره صلاة العصر ، فيصلي بهم في الجامع ثم يدخل الحصن فيأمر بإخراج الطعام للناس والأضياف على قدر مراتبهم ثم يحضر لصلاة المغرب بغرفة الصلاة ، فيصلي بالناس ويقعد للمذاكرة والمباحثة في العلوم فيحضره جماعة من العلماء والطلبة ، وقد أفرد هذا الوقت لهم ، حتى تكون الساعة التاسعة مساء ، فيصلي بهم صلاة العشاء الآخرة ، فيدخل محله الخصوصي فيحيي ليلته قياما وقراءة لا ينام إلا خيالا".
وقد صدق فيه قول القائل :
إن يشرف الناس في الدنيا بثروته*** فثروة القوم إخلاص وإيقان
ملله ما جمعوا لله ما تركوا*** لله إن قربوا لله إن دانوا
أزكى الصنيعين ما كان الهدى معه*** لديهم وله في الحق رجحان
تراهمُ في ضمير الليل صيرهم *** مثل الخيالات تسبيح وقرآن

وفاته :
في يوم الإثنين بعد صلاة المغرب التاسع والعشرون من شهر شعبان سنة 1373هـ هاجرت إلى ميقات ربها الروح التي عكفت على الإرشاد في نصرة الدين الحنيف روح بين الجامع بين الحقيقة والشريعة.
ذابت نفسها حياء من الله عز وجل فأذابت من حولها ، وخشعت للحي القيوم ، فخشعت جوارح من يجالسها ، عرف نفسه ، وعرف ربه ، فعرف الحقوق الواجبة ولعمر الله قد صدق راثيه حين قال :
نبكِ الكمال ونفسا فيك كاملة*** نبك المحيا فكم بالمنظر ابتسما
ويلاه ويلاه ما يجدي البكاء وما*** يجدي الحداء لمودوع غدا رمما
قطب الأوان ويازين المكان ويا*** نور الزمان أخا الإيمان بدر سما
قربت سيرة أصحاب النبي هدى *** صافحتهم بيد ولو مضوا قُدُما
وما نظرت إلى الدنيا وزهرتها*** وكيف والنور جلاء الدجى ظلما
وما لبست سوى التقوى على حذر *** والله يخشاه من هذا الورى العلما
أقمتها مدة بالعدل سائرة *** بالحق ظاهرة حزما ومعتزما

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) البروات : جمع بروة وهي الرسالة الصغيرة القليلة الأسطر ، وهي لهجة عند العمانيين ويعني بها الأوامر إلى خازن بيت المال.

(2) العوال سمك يابس يدخره العمانيون.

(3) تومس الأمريكي : كان طبيبا في الإرسالية الأمريكية بمطرح أيام السلطان سعيد بن تيمور وعيادته هي التي يقال لها الآن مستشفى الرحمة.

(4) المراد به القرش النمساوي الذي كان مستعملا في عمان ، وزنه سبعة مثاقيل فضة ، ولا يزال موجودا لدى تجار العملة وبائعي صوغ الفضة ، وهذا المبلغ يساوي نصف مليون بصرف اليوم ، ولكنه في القيمة الشرائية يساوي أكثر من خمسة ملايين ريال عماني.

آخر تعديل بواسطة يتيم الشعر ، 27-11-2003 الساعة 01:47 PM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م