نقد نقد منهج الأشاعرة للحوالي الوهابي (1)

[أبوأحمد الهاشمي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
فقد كثر نشر نقد الحوالي ، وأنا حقيقة لا أدري ما الذي فيه حتى ينشر ؟! وما الذي فيه حتى ينخدع به المنخدعون ويخاف منه الخائفون ؟! أتراه كان ردا علميا بل واهيا هزيلا كما ستعرفون إن شاء الله .

وها أنا أشرع في الرد مستعينا بالله عز وجل :

قال الحوالي : إنها مسألة مذهب بدعي له وجوده الواقعي الضخم في الفكر الإسلامي حيث تمتلئ به كثير من كتب التفسير وشروح الحديث وكتب اللغة والبلاغة والأصول ، فضلاً عن كتب العقائد والفكر ، كما أن له جامعاته الكبرى ومعاهده المنتشرة في أكثر بلاد الإسلام من الفلبين إلى السنغال .
قال الهاشمي : الحمد لله أنه اعترف بذلك !! وحكمه بأن مذهب أهل السنة مذهب بدعي فشيء طبيعي منه . إذ كل من خالفه سماه مبتدعا !!

قال الحوالي نقلا عن الزعيم الروحي الشيخ ابن تيمية : وأيضاً فيقال لهؤلاء الجهمية الكلامية كصاحب هذا الكلام أبي محمد وأمثاله كيف تدعون طريقة السلف وغاية من عند السلف أن يكونوا متابعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ إلى أن يقول : (( وأبو محمد وأمثاله قد سلكوا مسلك الملاحدة الذين يقولون إن الرسول لم يبين الحق في باب التوحيد )) الخ
قال الهاشمي : أبو محمد الجويني العلم المشهور !! وعند الحوالي جهمي سالك مسلك الملاحدة !! والحوالي معروف بحقده وبغضه على أهل الله بل كل من خالف رأيه وهواه !!

قال الحوالي : بل هم –يعني الأشاعرة- خارجون عنه وقد نص الإمام أحمد وابن المديني على أن من خاض في شيء من علم الكلام لا يعتبر من أهل السنة وإن أصاب بكلامه السنة حتى يدع الجدل ويسلم للنصوص ، فلم يشترطوا موافقة السنة فحسب ، بل التلقي والاستمداد منها ، فمن تلقى من السنة فهو من أهلها وإن أخطأ ، ومن تلقى من غيرها فقد أخطأ وإن وافقها في النتيجة .

قال الهاشمي : القول بأن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة قول خصومهم . وخصومهم ليسوا من السلف إنما يدعون أنهم يتبعون السلف . فلما لم يجد الحوالي حكم السلف في الأشاعرة اتخذ من علم الكلام وسيلة !! ثم تعجب بعد ذلك كيف يدعون أن إمام أهل السنة أبا الحسن الأشعري رجع إلى مذهب أهل السنة !!!! مع أنه متكلم معروف رماه بالابتداع والشناعة بسبب الكلام وغيره شيوخ الحنابلة كالقاضي ابن أبي يعلي وأبي إسماعيل الأنصاري والموفق ابن قدامة وغيرهم . أما أنتم فقلتم ما لم يعهده شيوخكم فابتدعتم كلاما جديدا !!!
وأما قول الإمام أحمد الذي استدل به الحوالي يجعلنا نؤكد أن كتاب الرد على الجهمية موضوع عليه كما قال الحافظ الذهبي (السير 11/286)
ثم إذا استنتج الحوالي بإنكار السلف لكل من تكلم على خروج الأشاعرة من السنة فإن الاستناج هذا يمشي على ابن تيمية أيضا . فإن ابن تيمية ممن خاض في علم الكلام المذموم ويظهر هذا في كتبه مثل منهاج السنة والموافقة . قال تلميذه الحافظ الذهبي في زغل العلم ص42: وقد رأيت ما آل أمره من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل فقد كان قبل أن يدخل في هذه الصناعة –يعني الفلسفة- منورا مضيئا على محياه سيما السلف ثم صار مظلما مكسوفا … اهـ فهذا قول تلميذه أقرب الناس إليه !! ومهما دافعوا عنه وقالوا فلا عبرة بقولهم . فابن تيمية خاض في الفلسفة وكفى ، وما قوله بقدم العالم إلا لوثة من لوثات الفلاسفة أجارنا الله منها .

ثم استعرض الحوالي آراء أئمة المذاهب :
المذهب المالكي : ذكر الحوالي ابن خويز منداد
قال الهاشمي : وأما ابن خويز منداد فله اختيارت وتأويلات لم يعرج عليها حذاق المذهب وقد طعن فيه ابن عبد البر نفسه !! وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان 5/291: وقد تكلم فيه أبو الوليد الباجي ولم يكن بالجيد النظر ولا بالقوي في الفقه اهـ بل قال أبو الوليد الباجي إنه لم يسمع له في علماء العراق بذكر !! انظر ترتيب المدارك للقاضي عياض . فهل يعول على قول من هذا صفته ؟! عجبا !!
(زيادة) قال القاض عياض في ترتيب المدارك ما نصه : وكان ابن خويز يجانب الكلام جملة وينافر أهله حتى تعدى ذلك إلى منافرته المتكلمين من ((( أهل السنة ))) وحكم على الكل بأنهم من أهل الأهواء انتهى
قلت ولهذا زعم أن أهل الاهواء عند مالك هم أهل الكلام سواء كان أشعريا أو غير أشعري كابن تيمية !! فكلام ابن خويز حجة عليهم لا لهم !!

والآن دعونا نرى رأي الملقب عند المالكية بشيخ المذهب الإمام ابن رشد الجد المالكي رحمه الله تعالى في السادة الأشاعرة وحكم من ينتقصهم كما في فتاواه 2/802 وهذا هو النص : [ ما يقول الفقيه القاضي الأجل أبو الوليد وصل الله توفيقه وتسديده ونهج إلى كل صالحة طريقه في الشيخ ابي حسن الأشعري وأبي إسحاق الإسفراييني وأبي بكر الباقلاني وأبي بكر بن فورك وأبي المعالي .. ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام ويتكلم في أصول الديانات ويصنف للرد على أهل الأهواء ؟ أهم أئمة رشاد وهداية أم هم قادة حيرة وعماية؟ وما تقول في قوم يسبونهم ينتقصونهم ويسبون كل من ينتمي إلى علم الأشعرية ويكفرونهم ويتبرأون منهم وينحرفون بالولاية عنهم ويعتقدون أنهم على ضلالة وخائضون في جهالة فماذا يقال لهم ويصنع بهم ويعتقد فيهم ؟ أيتركون على أهوائهم أم يكف عن غلوائهم؟..
فأجاب : تصفحت عصمنا الله وإياك سؤالك هذا ووقفت عليه, وهؤلاء الذين سميت من العلماء أئمة خير وهدى وممن يجب بهم الإقتداء لأنهم قاموا بنصر الشريعة وأبطلوا شبه أهل الزيغ والضلالة وأوضحوا المشكلات وبينوا ما يجب أن يدان به من المعتقدات فهم بمعرفتهم بأصول الديانات العلماء على الحقيقة لعلمهم بالله عز وجل وما يجب له وما يجوز عليه وما ينتفي عنه إذ لا تعلم الفروع إلا بعد معرفة الأصول فمن الواجب أن يعترف بفضائلهم ويقر لهم بسوابقهم فهم الذين عنى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بقوله ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) فلا يعتقد أنهم على ضلالة وجهالة إلا غبي جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق مائل ولا يسبهم وينسب إليهم خلاف ما هم عليه إلا فاسق وقد قال الله عز و جل: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا } فيجب أن يبصر الجاهل منهم ويؤدب الفاسق ويستتاب المبتدع الزائغ عن الحق إذا كان مستسهلا ببدعة فإن تاب وإلا ضرب أبدا حتى يتوب كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ المتهم في اعتقاده من ضربه إياه حتى قال :يا أمير المؤمنين إن كنت تريد دوائي فقد بلغت مني موضع الداء وإن كنت تريد قتلي فأجهز علي ,فخلى سبيله , والله أسأل العصمة والتوفيق برحمته .قاله محمد بن رشد]
وقد غاب عن الحوالي أن الإمام ابن الحاجب المالكي أشعري وأن القاضي عياض المالكي أشعري !!

المذهب الشافعي : ذكر أبو الحسن الكرجي وابن سريج
قال الهاشمي : لا يعرج على كلام الأول إذ هو شبه مجهول عند الشافعية كما قال السيد حسن السقاف . وكلام أبي الحسن الكرجي في الأشاعرة مردود . وهذا دليلي ؟! فأين دليلكم ؟!
قال الحوالي : قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس الشافعية ما نصه: "لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرءون مما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة ...
قال الهاشمي : لا ريب أن هذا كذب يكذبه التاريخ قديما وحديثا !! فاسمعوا ..
من تبيين كذب المفتري ص113
كتب الإمام القشيري الشافعي ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم اتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رضي الله عنه كان إماما من أئمة أصحاب الحديث ومذهبه مذهب أصحاب الحديث تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين من الملة سيفا مسلولا ومن طعن فيه أو قدح أو لعنه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة. بذلنا خطوطنا طائعين بذلك … وكتبه عبد الكريم بن هوازن القشيري (الشافعي) … وكتبه عبد الله بن يوسف (أبو محمد الجويني الشافعي) … وكتبه إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (أبوعثمان الصابوني الشافعي) … وكتبه نصر بن محمد الشاشي (الشافعي) ... وغيرهم راجعه . وقال الإمام أبو محمد الجويني بعد كلام: وتقل وتعز مخالفته أصول الشافعي رضي الله عنه وربما نسب المبتدعون إليه أنه يقول ليس في المصحف قرآن ولا في القبر نبي والاستثناء في الإيمان ونفي قدرة الخلق في الأزل وتكفير العوام وإيجاب علم الدليل عليهم وقد تصفحت من كتبه وتأملت نصوصه في هذه المسائل فوجدتها كلها خلاف ما نسب إليه ولا عجب ان اعترضوا عليه واخترصوا فإنه رحمه الله فاضح القدرية وعامة المبتدعة وكاشف عوراتهم ولا خير فيمن لا يعرف حاسده اهـ
وبخط الإمام أبو إسحاق الشيرازي إمام الشافعية في وقته وصاحب كتاب المهذب الذي عليه وعلى شرحه للإمام النووي الشافعي رحمه الله تعويل الشافعية ص313: الأمر على ما ذكر من حال الشيخ الإمام الأوحد أبي نصر عبد الكريم القشيري أكثر الله في أئمة الدين مثله من عقد المجالس وذكر الله عز وجل بما يليق به من توحيده وصفاته ونفي التشبيه عنه وقمع المبتدعة من المجسمة والقدرية وغيرهم ولم أسمع منه غير مذهب أهل الحق من أهل السنة والجماعة وبه أدين الله عز وجل وإياه أعتقد وهو الذي أدركت أئمة أصحابنا عليه واهتدى به خلق كثير من المجسمة وصاروا كلهم على مذهب أهل الحق ولم يبق من المبتدعة إلا نفر يسير فحملهم الحسد والغيظ على سبه وسب الشافعي وأئمة أصحابه ونصار مذهبه .
وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي الشافعي أيضا والإمام أبوبكر الشاشي الشافعي ص332: إن الأشعرية أعيان السنة ونصار الشريعة . وهذا قول الإمام أبومحمد الجويني !!
وقال الشيخ أبو إسحق الشيرازي أيضا : فمن اعتقد غير ما أشرنا إليه من اعتقاد أهل الحق المنتسبين إلى الإمام أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه فهو كافر ومن نسب إليهم غير ذلك فقد كفرهم فيكون كافرا بتكفيره لهم لما روي عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم أنه قال ( ما كفر رجل رجلا إلا باء به أحدهما .. ) انظر شرح اللمع للإمام الشيرازي 1/111
وكان الإمام أبو عثمان الصابوني الشافعي يقول في الإمام الأستاذ أبي منصور البغدادي الشافعي الأشعري كما في تبيين كذب المفتري ص253: كان من أئمة الأصول وصدور الإسلام بإجماع أهل الفضل والتحصيل بديع التأليف غريب التأليف في التهذيب يراه الجلة صدرا مقدما ويدعوه الإئمة إماما مفخما ومن خراب نيسابور أن اضطر مثله إلى مفارقتها اهـ فهل يقال هذا في مبتدع ضال ليس من أهل السنة والجماعة يا جماعة ؟؟!!
ثم أين ذهب الحافظ المتقن أبو بكر البيهقي الشافعي الذي قال فيه أبو المعالي الجويني : ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا أحمد البيهقي فإن له على الشافعي منة لتصانيفه في نصرة مذهبه وأقاويله ؟؟!! وأين ذهب سلطان العلماء العز بن عبد السلام الشافعي رحمه الله تعالى ؟؟!! وأين إمام الحرمين أبو المعالي الجويني وحجة الإسلام الغزالي والإمام النووي وابن حجر العسقلاني والهيتمي وابن الصلاح وأبوشامة المقدسي والقشيري وابن عساكر والعراقي وغيرهم الكثير الكثير !!!

وقد نقلنا لك أخي القارئ قول الإمام الشيرازي وبه تعرف كيف ترد على الحوالي فيما نقله عن الكرجي !!

أما الإمام ابن سريج وقوله في الأشعرية فيقال للحوالي المتخصص ومن انخدع بكلامه : أن ما نقلته كذب على ابن سريج إذ لم تظهر الأشعرية بعد في عهده . وقد أحلتنا إلى اجتماع جيوش ابن القيم وفيه أن قول ابن سريج محكي حكاية عنه من قبل أبي القاسم سعد الزنجاني والحكاية من ألفاظ التضعيف والتمريض علاوة على انقطاع إسناده فبين الرجلين ثمانين عاما !!

وبعد هذا كله تعجب من افتخار الحوالي بنفسه حين يقول في مقدمة نقده : وإذا كان من حق أي قارئ مسلم أن يهتم بالموضوع وأن يدلي برأيه إن كان لديه جديد ، فكيف بمن هو متخصص في هذا الموضوع مثلي ؟!
يعني في الجرح والتعديل ؟!! فأي تخصص هذا الذي تفتخر به يا دكتور حوالي ؟!! أين هو ؟!!
ويقول هذا الحوالي أيضا متهما الشيخ الصابوني ما نصه : أما الصابوني فلا يؤسفني أن أقول إن ما كتبه عن عقيدة السلف والأشاعرة يفتقر إلى أساسيات بدائية لكل باحث في العقيدة كما أن أسلوبه بعيدا كثيرا عن المنهج العلمي الموثق وعن الأسلوب المتعقل الرصين !!!
كذا قال !! فيا سبحان الله !! يعني أسلوب حضرة جنابه علمي موثق رصين !! أقصد ترقيع موثق رصين !!
هكذا هم الوهابية مغترين بأنفسهم كثيرا ولا حول ولا قوة إلا بالله !!

المذهب الحنفي : ذكر الإمام الطحاوي وابن أبي العز .
قال الهاشمي : لا أدري ما مناسبة ذكر الطحاوي !! وأين خالف الطحاوي الأشعري !! لكن المسألة ترقيع وبس !! وأما ابن أبي العز فماذا فيه حتى يجعله ممثلا للسادة الحنفية !! وهل نسي العلامة ملا علي القاري صاحب التصانيف وشارح الفقه الأكبر للإمام الأعظم أبي حنيفة . وليست شهرة ابن أبي العز كشهرة العلامة القاري قامع البدعة ومحي السنة . نعم القاري ماتريدي وهذا لا يهم لأن الماتريدية والأشعرية كالجسد الواحد .
المذهب الحنبلي : قال الحوالي : موقف الحنابلة من الأشاعرة أشهر من أن يذكر فمنذ بدّع الإمام أحمد ابن كلاب وأمر بهجره – وهو المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري – لم يزل الحنابلة معهم في معركة طويلة .

قال الهاشمي : يشم من هذا الكلام رائحة الاعتراف بتعصب الحنابلة للإمام أحمد بن حنبل وتقديس قوله ، الأمر الذي جعل الخطيب البغدادي يتحول من المذهب الحنبلي إلى المذهب الشافعي !! فقد آذوه ورموه بميله إلى ما يسمونهم بالمبتدعة . فقد كان الخطيب ينتصر للأشاعرة (انظر المنتظم وفيات سنة 463 هـ ترجمة الخطيب) - وكذلك كان يفعل الحافظ أبو نعيم الأصبهاني الأشعري (المنتظم وفيات سنة 430 هـ ترجمة الحافظ أبو نعيم) - .
بل حتى الإبانة لإمام السنة أبي الحسن الأشعري لم يقبلوه منه ، مع أن الشيخ ابن تيمية يقول – كما نقله الحوالي- ما نصه : "أما من قال بكتاب الإبانة الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهذا يعد من أهل السنة ..."
أليس هذا يدل على تعصب الحنابلة ؟؟!! أم يدل على أن ابن تيمية وأتباعه في واد وسلفهم في واد آخر ؟!
‏لو كانت الإبانة مقبولة لدى الحنابلة فلماذا يشنعون على ذات الإمام أبي الحسن الأشعري من أمثال الأنصاري الهروي والسجزي والموفق ابن قدامة وغيرهم من الحنابلة ؟!

وعلى كل .. فإن هناك من الحنابلة من يجل ويعظم الأشاعرة . قال الحافظ ابن عساكر في التبيين ص389: وقول الأهوازي أن الحنابلة لم يقبلوا منه ما أظهره من كتاب الإبانة وهجروه ‏.‏ فلو كان الأمر كما قال لنقلوه عن أشياخهم ولم أزل أسمع ممن يوثق به أنه كان صديقا للتميميين سلف أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث ‏.‏ ‏‏وكانوا له مكرمين وقد أظهر بركة تلك الصحبة على أعقابهم حتى نسب إلى مذهبه أبو الخطاب الكلواذاني من أصحابهم وهذا تلميذ أبي الخطاب أحمد الحربي يخبر بصحة ما ذكرته وينبئ ‏.‏ وكذلك كان بينهم وبين صاحبه أبي عبد الله بن مجاهد وصاحب صاحبه أبي بكر بن الطيب من المواصلة والمواكلة ما يدل على كثرة الاختلاق من الأهوازي والتكذيب ‏.‏.. إلخ
وأبو الحسن التميمي الحنبلي الذي يصفه ابن عساكر بأنه إمام عصره كان يقول لأصحابه تمسكوا بهذا الرجل فليس للسنة عنه غنى أبدا . ويقصد بالرجل المتكلم الأشعري القاضي ابن الباقلاني !!!! وكان أبو الفضل التميمي الحنبلي ينادي يوم وفاته : هذا ناصر السنة والدين هذا إمام المسلمين ... انظر التبيين ترجمة ابن الباقلاني . فهؤلاء هم الذين قبلوا الإبانة وليس أولئك المشنعين !!

نعود لقول الحوالي السابق فلنا عليه رد آخر وهو :
أن ابن كلاب ليس مبتدعا كما يشيعه أدعياء السلفية بل سنيا فاضلا !! والإمام أحمد بن حنبل ليس بنبي معصوم بل بدع غير ابن كلاب من أفاضل العلماء كالكرابيسي مثلا . قال الفقيه المالكي ابن أبي زيد : ونسبت –يخاطب معتزليا- إلى ابن كلاب إلى البدعة ثم لم تحك عنه قولا يعرف أنه بدعة فيوسم بهذا الاسم وما علمنا من نسب إلى ابن كلاب البدعة والذي بلغنا أنه يتقلد السنة ويتولى الرد على الجهمية وغيرهم من أهل البدع يعني عبدالله بن سعيد بن كلاب ... إلخ تبيين كذب المفتري ص405

وهؤلاء ليس عندهم سوى قال أحمد قال أحمد !! لا تدري هل قاله فعلا أم يفترون عليه الكذب ؟! فكم قولوه ما لم يقله !! ولا حول ولا قوة إلا بالله !! قال الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في دفع شبه التشبيه ص101: فقد نصحت التابع والمتبوع –يقصد الحنابلة- فقلت لهم : يا أصحابنا أنتم أصحاب نقل وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل يقول وهو تحت السياط : "كيف أقول ما لم أقل" ، فإياكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس منه ... إلخ كلامه .


يتبع إن شاء الله ....

[أشعري]

بعد إذن الأخ الهاشمي، إضافة صغيرة:
هؤلاء الذين يدعون اتباع الإمام أحمد لماذا لا يتبعونه في إجازته التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، والتبرك بآثاره الشريفة؟!؟!؟!