أخي الوهاج :
لا أحد ينفي علو الله بالمعنى العام : علو القهر والعظمة .. وهي صفة كمال بلا إشكال ..
اما المعنى الخاص الذي ينفيه الإخوة فهو العلو المكاني الحسي ، وهو ليس صفة كمال بل هو من لوازم الجسمية التي اتفق العلماء على نفيها عنه تعالى ..
أما الآية ( وهو القاهر فوق عباده ) فقد فهمها السلف الصالح كما قال الطبري (وإنما قال: "فوق عباده"، لأنه وصف نفسه تعالى بقهره إياهم، ومن صفة كل قاهر شيئا أن يكون مستعليا عليه.
فمعنى الكلام إذن: والله الغالب عباده، المذل لهم، العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم، فهو فوقهم بقهره إياهم، وهم دونه)
وكما قال ابن كثير ( هو الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له والوجه، وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته على الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه)
فالله تعالى لم يرد أن نثبت له مكانا خاصا بالمعنى المادي الحسي وها قد رجعنا إلى التفاسير فوجدناها تنطق بخلافكم ..
فهل تريد المزيد مما في التفاسير ..؟؟
الشوكاني في تفسيره قال : ومعنى ( فوق عباده ) فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم ، لا فوقية المكان ، كما تقول : السلطان فوق رعيته ، أي : بالمنزلة والرفعة ..
وللمزيد عن الشوكاني اقرأ
http://www.sahab.net:81/manaber/showflat.pl?Cat=&Board=islam&Number=216293&page=0& view=collapsed&sb=5
وللمزيد عن صفة العلو أتركك مع الحافظ ابن حجر :
قال الحافظ بن حجر العسقلاني (852هـ) في فتح الباري 6/136 ما نصه:-
(( ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محالاً على الله أن لايوصف بالعلو,لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى, والمستحيل كون ذلك من جهة الحس, ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي, ولم يرد ضد ذلك وإن كان قد أحاط بكل شيء علماً جل وعز))
وقال أيضاً عند شرح حديث النزول في فتح الباري 3/30 ما نصه: ((استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو, وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز, تعالى الله عن ذلك))
وقال أيضا فتح الباري 7/124 ما نصه:-
((فمعتقد سلف الأئمه وعلماء السنة من الخلف إن الله منزه عن الحركه والتحول والحلول, ليس كمثله شيء))
وقال أيضاً عند شرح قول البخاري: ((باب: تحاج ءادم وموسى عند الله)) فتح الباري 11/505 ما نصه : ((فإن العنديه عندية اختصاص وتشريف لا عندية مكان))
وانتبه رحمك الله إلى قول الحافظ الجهبذ ابن حجر :
وأنكر ذلك الجمهور ..
الجمهور يا أخي .. ليس المبتدعة كما تتصور ..
الجمهور يعني أهل السنة والجماعة : السواد الأعظم ..
جعلني الله وإياك منهم ..