مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #2  
قديم 27-03-2007, 08:50 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

[color="Black"]( في عيدِ مولدِ الهادي)

سيدي يا رسول الله :عليك أفضل الصلاة وأتم التسليم، إنا نستقبل ذكرى ميلادك بكل مشاعر الحب والوفاء في وقت تمزقت فيه أمتنا الإسلامية التي وصفها الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه ( وكنتم خير أمة أخرجت للناس) صدق الله العظيم.

سيدي يا رسول الله : لقد أصبحت هذه الأمة شيعا ًواحزابا ًمتباعدة ًمتباغضة ً، تذكرنا بأيام ِ داحس ٍ والغبراء، وعصر ِالجاهلية ِ البغيض بوقائعه ِالتي تستبيحُ الدم العربي َالطهور

أي حبيبي : - يا رسول الله- تعود ذكرى ميلادكَ يا حبيب الله يا من وصفكَ جل وعلا في كتابه ِالعزيز ( وإنك لعلى خلق عظيم ). تعود وقد تاهت الأمة واختلطت الأمور فلم نعد نعرف أين الحقيقة ، وباتت الزعاماتُ مهددة ًمن قوى البغي ِ والكفرِ والعدوان وقد قلنا للتاريخ : قـِـف وقفة الذل والعار لتسطرَ بين صفحاتكَ أسود َالمواقعِ ِ وأحقر المواقف وأسوأ الأحداث

سيدي يا رسول الله : هذه ذكرى ميلادك تعودُ إلينا وأمتنا العربية والإسلامية تمزقها الأحقاد ُ ، والعدوُ المتربصُ يطأ الأرضَ الطهور ونحن نعيشُ في حالة ٍمن الضياع والدهشةِ أمام هول الأحداث

لقد أصبحنا كثرةً يا رسول الله ( كما تنبأت لنا ) ولكننا غثاء ًكغثاء ِ السيل يهوي إلينا الأكلةُ والطامعون من كل جانب ٍونحن والله لا نملك من الدنيا إلا الدعاء الى العلي القدير أن يأخذ بيدنا رحمة ً منه إنه نعم المولى ونعم النصير

مولاي يا رسول الله هاهم ابناؤك يدافعون عن أرض معراجك وهاهي الدنيا تصر على ضلالها وتمعن في غيِها ونحن نقف ُ وقفة َ العاجزِ الذي لايستطيع أن يهبَ لنصرة دينه أبناء أمته

وإني لمعتصم ٌ بقول الشاعر عندما قال:ا

وتبـدل المجدُ التليد ُوقد نسوا عهـــدَ الفتـــوح ِ ودالــــت الأيـــامُ

حتـى غدا مسرى النبيِ محمدٌ نهــــبَ الأبالـــس ِ يُبتلى ويُضـامُ

والقدسُ أولى القبلتينِ وثالثُ الحــرمين ِ مثوى ً للعدا ومُقــتامُ

والمسجدُ الأقصى الأجلُ قداسة ً عاثت به الدُخلاءُ والظــلامُ

من كل مهووس ٍ وكل مشرد ٍ قدموا وملءُ نفوسهم أوهــــــــامُ

البغيُ والإفسادُ من تخطيطهم والــــغدرُ والتدميرُ والإجـــرامُ

لن يهنأوا أبداً بما قد أحرزوا مسرى النبي ِعلى اليهود ِ حـــرامُ

يأبى أباة المسلمينَ ودينُهم أن يستكينوا للأذى ويناموا

م: أحمد المجالي
------------------------------------------------------------------------------------------------------


مولد الرسول صلوات الله وسلامه عليه - شارك بشئ عن مولده وحياته لمحبته ونصرته .

--------------------------------------------------------------------------------

كان صلوات الله وسلامه عليه يصوم يوم الأثنين والخميس من كل أسبوع فسأل صلوات الله وسلامه عليه عن صيام يوم الأثنين فقال ذاك يوم ولدت فيه . يصوم شكرا علي الميلاد = وسأل عن صيام يوم الخميس فقال ذاك يوم تعرض الأعمال فيه علي الله وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم .
ونحن لانقلد أحدا في محبتنا واتباعنا لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه ولكننا سنتمسك بهديه وسنته وشرعه _ قل إن كنتم بحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ). صدق الله مولانا العظيم .
مولدِ الهادي مُحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) = للشاعرة ندي الرفاعي



بمولدِ أحمدٍ سعِد الوجودُ وأورقت الأزاهرُ والورودُ

بيومٍ بالغِ الأفضالِ، ذكرى علينـا بالمآثـرِ إذ تعـودُ

رعاك اللهُ يا أزكى زمانٍ أطلَّ بـه على الدنيا وليـدُ

أهلَّ مع النسائمِ عابقاتٍ وأقبل نورُهُ الحاني الودودُ

فأشرقَ فجرُ آمالِ البرايا وحلَّ الخيرُ والعدلُ الرشيدُ

أتيتَ مباركاً يا خير بشرى بها ضاءت على الدُنيا السُعودُ

فحقَّ لنا التغنّي والتهاني وأُطلقت المواعِظُ والنشيدُ

نعطِّرُ سمعَنا بكريمِ ذِكـرٍ ونقرأُ سيـرةً عنها نـذودُ

بمولدِ مَن له أزكى المزايا ومـن بمجيئه للناسِ عيـدُ

رسولٌ باركَ الدنيا سناهُ خُطاهُ اليُمنُ والمسعى السديدُ

ورحمة خالقٍ مولى تعالى إلـهِ العالمينَ لـهُ السُجودُ

وقد هزَّ البروزُ مقامَ كِسرى وصار كمركبٍ بهِمُ يميدُ

ولِدتَ مطهّراً عَطِراً زكيّاً كريم النفسِ يرعاكَ الحميدُ

حليمةُ أرضَعَتكَ لِبانَ حُنوٍ فدَرَّ الخيرُ واخضرَّ الصعيدُ

جمعتَ مكارمَ الأخلاقِ طُرّاً شمائل شخصِكَ الحُسنُ الفريدُ

تظلِّلُكَ الغمامةُ في مسيرٍ وترعاكَ العنايةُ إذ تقودُ

صدوق القولِ والأفعالِ غيثٌ وشيمتك الأمانةُ لا تحيدُ

تعهّدكَ الإلهُ بعينِ عطفٍ تكفّلَ حفظك الصّمدُ الرشيدُ

أعَدَّكَ ربّنا لتمامِ أمرٍ وختمِ رسالةٍ فيها الخلودُ

كشفتَ لهم ضلالاتٍ توالتْ وكان الكُفْرُ في الدنيا يسودُ

حِراءُ حوَتكَ والوحيُ المُرَجّى فأُودعَ في الدُنى دينٌ جديدُ

خديجةُ نسمةُ الأطيابِ زوجٌ كأنّ حنانَها الغُصنُ النضيدُ

تدثِّرُ بالغِطاءِ الروعَ حتّى تثبّتُ ما أتاكَ به المُعيدُ

فأنتَ الحامدُ المحمودُ طه وقد أغناكَ مولاكَ المجيدُ

بُعِثتَ مُعلِّماً للناسِ جمعاً بقرآنٍ إلى الحُسنى يقودُ

جلالُ مكانةٍ وكمالُ شأنٍ جمالُ حقيقةٍ فيها الصُعودُ

عليٌّ في الفراشَ فداكَ لمّا تأذّن خالقٌ ، أمراً يريدُ

أبو بكرٍ رفيقكَ عند غارٍ وثالثُ جمعِكم ربٌّ شهيدُ

فهاجرتم لطيبةَ دارَ أمنٍ ببيعةِ أهلِها سبقتْ جهودُ

وأُرسيَ موطئٌ لعظيمِ آيٍ تُعَزُّ به المبادئُ والعهودُ

وجاء الفتحُ للإسلامِ نصراً بمكّةَ بعدما الليلُ الجَحودُ

وعُدتُم للمدينةِ حيثُ قامت لدينِ اللهِ أركانٌ تسـودُ

وصار لدولةِ الإسلامِ شأنٌ وعمَّ النورُ وانهلّت وفودُ

وسيِّرت الجيوشُ مع السرايا لنشرِ فضائلٍ أبداً تسودُ

فيا لرسالةٍ حملت بياناً ويا لمسيرةٍ خيراً تعودُ

******************************************

أبا الزهراءِ يا خيرَ البرايا ويا كنزَ العطيّةِ إذ تجودُ

بمدحك سيدي نلنا العطايا بمدحك سيدي طاب القصيدُ

شفاعتكم لنا يا خيرَ داعٍ ونلقاكمْ وقد طاب الوُرودُ

وصلّى اللهُ في الأكوانِ جمّا دواماً ما تتابعت العُقـودُ

على قمرٍ أنارَ لنا الدياجي و شعَّ سماحةً ، يُمناهُ جودُ

وآلٍ قدرُهُم عالٍ كريمٌ بجنّةِ ربّهم لهُمُ الخلودُ





--------------------------------------------------------------------------------

إلى سيدي وحبيبي وقُرّةَ عيني

محمد

(صلى الله عليه وآله وسلّم)



أضنى الفؤادَ على الهوى بُعدُ هل من سبيلٍ للِقا ، بَعدُ

جاشت بيَ الأشواقُ ليس لها سَكَنٌ يُريحُ وما لها حَدُّ

يرنو إلى مَرآهُمُ بصري ما حيلتي والنأيُ ممتدُّ

قد مَسّني بغرامِهم ألمٌ صعبُ المِراسِ وهدّني جَهدُ

وتناوب الحدَثانِ مَلْهَبَتي فكأنّما يتعاقبُ السُهْدُ

لَهَفي على قومٍ أهيمُ بهم وبعشقِهِم يتبيّنُ الجَلْدُ

إن قُلتُ في أمداحِهِم كَلِماً شَدَّ الهُيامُ وهَزّني الوَجْدُ

أطوي العَناءَ بِمُرَّ فُرقَتِهِم وَهَجُ الصَّبابةِ دمعَنا يحدو

أشكو إلى الرحمنِ مَكرُبتي والحالُ للخلاّقِ إذ يبدو

وتمرُّني في الحينِ طارقةٌ فيزيدُ منّي الوَصْبُ والوِدُّ

لأحِبَةٍ ملكوا جوارِحَنا سكنوا المدينةَ ، ذِكرُهُم شَهْدُ

أنوارُهُم سبقت مشاهِدَهم قد فاحَ مِن أطيابِهم وَرْدُ

يا سادَتي يا خيرَ مَن سجدوا مِنّي إليكم في الهوى وعْدُ

سأظلُّ رهنَ إشارةٍ أبداً منكم إلينا والهوى قيدُ

إن ترحَموني كُنتُ خادمةً أو تحرموني ، إستوى الضِدُّ

إن تلحَظوني كُنتُ خالصةً أو تهجُروني ، حُبُّكم عهدُ

اللهَ فيمن باتَ في وجعٍ رقّوا عليَّ بنظرةٍ تسدو

بجمالِكُم ينزاحُ كلَّ أسى بصلاتِكم يتوافدُ السَعْدُ

بأبي وأُمّي يا رسولَ هُدى لا تتركوني دونَكم أغدو

أنتم مُرادي يا مُنى أمَلي ما ضاءَ برقٌ أو دوى رعْدُ

لي عِنَدكم طلبٌ يُراوِدُني هل لي بقُربِ جِوارِكُم لَحْدُ

============================================
بين واديك والقُرى





"مثلٌ قد تَجسّدا وقديِمٌ تَجدّدا "*

رحمةٌ مالها مدى وجمالٌ به اقتدى

جمع النورَ وجهه يتهادى به الْهدى

عَلَمٌ أيقظ الورى والْمعاني ووحَّدا

هو أسمى مذاهبا في خُطاهُ و مقصدا

صاحب الكوثر المؤ يَّد باللهِ مُذْ غدا

خُلْقُهُ قد تَمجَّدا والعطايا لَها صدى

إسْمهُ كلَّما أتى نال خيراً وسؤددا

بات قلبي ولم يزلْ في هواهُ مقيَّدا

أول الْمُرسلين خا تَمهم كان أحمدا

من رآهُ فقد رأى كلَّ حقٍّ ، مُحمّدا

*البيت المتضمن من قصيدة "صورة " في ديوان "بين واديك والقرى " للشاعر خالد سعود الزيد رحمه الله .

==================================================

================================================== ================ COLOR]
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 27-03-2007, 08:53 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

================روض الحبيب



لابـد من يـومٍ قريبِ ألقى بـه روضَ الحبـيبِ

قد طال بي ليـل النوى يُطوى مع الدمعِ الصبـيبِ

والروح من نار الْجـوى ظمأى كما الوادي الرغيبِ

أصبحتُ من فرط الأسى من نأيهم مثل الغـريبِ

كم حار بي قلبٌ حوى أشواقَهم ، لا من طبيبِ

أنّى يـرومُ ، هواهُـمُ أدنـى إلـيه من قريبِ

وببـعدهم حالي غـدا كالطيرِ في القفص الكئيبِ

تَمـضي السنونَ بحسرةٍ تَهفو مع الريح الْهَبـوبِ

قالوا بذا قُـطـرٍ زهـا كم فيه من أُفُـقٍ رحيبِ

كم فيه من نَهـرٍ جرى كم فيه من سهلٍ خصيبِ

قلتُ الجهاتُ لو اجتمعنَ بِمُقلتي ، أُفُـقُ الحبيبِ

كلُ البـلادِ بسِـحْرها تحوي مسافات الدروبِ

وأنـا الْمتـيَّمة التـي قد شفّها أملُ الأريبِ

أُمسي بعـينٍ لاتـنامُ ومُهجةٍ تطوي لُغـوبي

فمتى الْمضيِ إليـهِمُ مع بسمةِ الصبح الرطيبِ

ومتى الصلاةُ بروضـةٍ تُطفي لظى القلبِ الوجيبِ

ومتى يصيرُ لـنا الْمُنى بلـقائهم بعـد الْمغيبِ

أنّى أمُـرُّ بطيـبة ال هادي فأشكيها كـروبي

قد آن أن ألقى الذيـ نَ هواهُمُ مِسكي وطيبـي

وبقربِـهم مـاء الحيا ة ، بذكـرهم تحيا طيوبي

أُفضي لـربي الْمُشتكى ولَخَالقي خيراً مُجيـبي

صلّى عليـك اللهُ يـا نورَ الهداية في الخُطُوبِ

والآلِ والصحب الكرا مِ خصالهم عبقُ القلوبِ

================================================== =============
شوقي





بلِّغ إلى بدرِ الديارِ تحيَّتي فقُل المُحِبَّةُ في هواكَ تحورُ

عَيني تتوقُ ومُهجتي لجمالهم غاب الكيانُ وما يغيبُ شعورُ

يا أهل طيبةَ بارك اللهُ لكم أزكى الجِوارِ ، فما عليكم جورُ

مَنْ لي بروضةِ أحمدٍ أرنو بها نحو الحقيقةِ ، يحتويني النورُ

شوقتمونا للقِبابِ جليلةً وإلى المنارِ وقد حوتها الدورُ

والقبة الخضراءِ ،عند القِبةِ الـ خضراءِ يحيا قلبيَ المأسورُ

قد أرَّقت ريحُ الصبابةِ راحتي وأتت على الوجدانِ وهو قريرُ

إن عاد من طرف المدينةِ زائرٌ أو راح ، خِلتُ الروحَ سوف تطيرُ

وغبطتُ وجهاً نال من ذاك السنا وبدت عليه معالِمٌ وسرورُ

فمتى لنا عَودٌ لأيامِ الصفا ومتى إلى البدرِ المضئِ نسيرُ

وإلى التهجُّدِ بعدما ليلٌ سجا وإلى التبتُّلِ قد جلاهُ سُحورُ

وإلى التمعّنِ والتنعُّم بالمنى وقت الأذان يضُمنا التكبيرُ

في طيبة الأطيابِ قد طاب اللِقا هُم أُسوتي هُم بهجتي وحبورُ

صلّى الإلهُ على الحبيبِ المصطفى وحباهُ ربٌّ لا ينامُ كبيرُ

والآلِ أهل الفضلِ ما بزغ السنا والصحبِ أُعطوا جنةٌ وقُصورُ

================================================== ==============
في حب طه

(صلى الله عليه وآله وسلم)



يُراوِدُني الحنينُ إلى رُباها فَأُنكِرُ كلَّ معشوقٍ سِواها

وأقضي الليلَ في حالٍ غريبٍ ولا أدري أأهلكُ في هواها

أُحَمْلِقُ في السماءِ فرُبَّ نجمٍ يَمرُّ الآن قُرباً من سَماها

وأُبصرُ في ضياءِ البدرِ شيئاً يُذَكِّرُني ببدرٍ في حِماها

أُعَدِّدُها لياليَ أو شُهوراً لعَـلَّ اللهَ يرزُقُنـي لِقاها

وألحظُ وجْهَ مَن قدِموا كأني أرى في ذاكَ ومْضاً مِن سَناها

ويمضي العامُ في ثِقَلٍ عصيبٍ ألا يا هل تُرى بغـدٍ أراهـا

ويَجني الشوقُ مني مُبْتغاهُ حصادَ محبةٍ ، عِشْنا جَواها

ألا مِن زَورَةٍ لديارِ طـه لأبحثَ عن فُؤادي حيثُ تاها

فما أبغي سِوى قربى حبيبٍ وما أبْغي كنوزَ الأرضِ جاها

عسَى الرحمنُ يَمنحُني جِواراً لأهـلِ حقيقةٍ هُـمْ مُنتَهاهـا

سلامٌ يا دياراً كَمْ تَسامتْ وربُّ الكونِ نوراً قدْ حَباها

خُذوني ، أطفِئوا ناراً تلظّى فإنّي لا يُفارِقُنـي مَداهـا

خُذوني للبقيعِ إلى قُباءٍ إلى أُحُدٍ ومَن حَمَلوا لِواها

نُصلّي ركعتينِ بدارِ تقوى نُطيّبُ في مساجدِها الجِباها

دعوني أمْتَطي رَحْلي وأمْضي فليسَ الشوقُ يفتقدُ اتجاها

ذَروني لا تلوموني فإني عَشِقتُ لأجْلهم سُكْنى ثَراها

فيا ربّاً قديراً في عُلاهُ ويا مَنْ أَوْدَعَ الدُنْيا بَهاها

ويا مَنْ رِزْقُهُ للطيرِ يَسْري تَولَّ الرُوحَ وامْنَحها مُناها

صلاةُ اللهِ لا مَوْلى سِواهُ على مَن لقّنَ الإسلامَ ، طَه

================================================== ================= رسول الله

(صلى الله عليه وآله وسلم)





تناهى العشقُ فيكم واشتياقي فعِدني باللقاءِ أيا حبيبي

ببابِك سيدي كان التلاقي فهل ليَ عَودةٌ بين الغُيُوبِ

وهل لي زَورةٌ قبل المنايا وهل لي دعوةٌ، هل من نصيبِ

بمدحِ جمالكم زَين السجايا حظينا بالأزاهر والطُيُوبِ

وبِتْـنا في هوى خيرِ البرايا فما أزكاهُ من ريحٍ رطيبِ

رسولُ اللهِ يا كنز العطايا ويا رَوح المسافرِ في الدروبِ

ملَكتُم رُوحَنا وحشى الحنايا فمـا أبقيتُمُ رمَـق الغَريـبِ

وحبُّك يا أبـا الأيتامِ سُقيـا نعيشُ بها مع النأي العصيبِ

حنانُكَ يا أبا الزهراءِ ، جَدّي وكُنْ لي شافعاً يوم الخطوبِ

وجُد لي سيدي بكريمِ وصلٍ وعِدني باللقـاءِ أيـا حبيبي
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 27-03-2007, 08:56 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

إلى المدينة المنورة



روحي الظمأى إليكم في الدروبِ

لـم تـزل تسألُ غفّارَ الذنوبِ

أن يلَـمَّ الشـمْلَ بالنورِ الحبيبِ

رغم تقصيري ، وقد بانت عيوبي



قربـكم في اللهِ أنسانـي مُرادي

فـكأني ما شقيـتُ في بـعادي

وكـأني لـم أعُـد غير فؤادي

حـينما عانـقَ أجواءَ الـودادِ



عائـدٌ قـلبي إليكم والـمصيرُ

كلما مـرَّ زمـانٌ ومسـيـرُ

شَـدّهُ الوجدانُ و الحبُّ الأثيرُ

فـمضى يتبعكم صبٌّ أسـيرُ



يا رسول اللهِ قد طـالت سنيني

بعـدكم لا غدوةٌ تشفي حنيني

أتـُراني في منامي أم يـقيـني

هانَ باللقيا انـتظاري وأنيـني



صاحب المحرابِ ، أشجاني اشتياقُ

خاطبتكَ الروحُ والدمعُ الـمُراقُ

ابتـغي وصـلاً إذا آن الفـراقُ

أبـداً أفـديكَ ، والعهدُ وثـاقُ



يا دليـلَ الناسِ في خيرِ طريـقِ

منبع الأخلاقِ والقول الصـدوقِ

في هواكم طاب لي أزكى الرحيقِ

نفحةٌ تُذهب عـنّي كلَّ ضيـقِ



يا أبـا الأيـتامِ ذا القلبِ الرحيمِ

سـيد الإحسانِ والبِـرِّ الكريـمِ

ولقد أقبلتَ بالـمسعى القويـم

تُبرئ الخَلقَ من الشركِ الذميـمِ



فلـكم عـلّمتـنا حبَ العطاءِ

ولكم أرسـيت في بـرِّ النـقاءِ

حينما أسّـسـتَ بنيانَ الوفاءِ

مُرسَلاً بالحقِّ من ربِّ السمـاءِ



أنتمُ في الدهرِ كالدُرِّ الفريـدِ

يا شفيعـاً عِندَ تـوّابٍ حميدِ

ولقد شرّف ذكراكم قصيدي

ولقد زانَ بِمرآكم وجـودي



فالهدى والعزم والطهر لديكمْ

والحصى سبّح من بين يديكمْ

وأنين الجذعِ إذ حـنَّ إليكمْ

وصلاة الله قد فاضت عليكمْ



في مزايا خَلـقكم آيُ الجمالِ

وعطايـا ربكم فـوق الخيالِ

قد تجلّت في كمالات الخِصالِ

وصـلاةُ اللـه يا طـهَ تُوالي



وسـلام الله مادام السـلامُ

كلّمـا حلَّ ضياءٌ أو ظـلامُ

ما بـدا بدرٌ وما هلَّ الغمامُ

ما شـدا طيرٌ وما مر الكرامُ
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 27-03-2007, 08:58 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

طيبةُ الهادي تجلّت



أيها القلبُ تزوّدْ من هوى الحِبِّ محمّدْ
طيبةُ الهادي تجلّتْ نحوها الأنياقُ تشتَدْ

أيّها الحادي فعجّلْ أسرعِ الخطوَ و سدّدْ

علّنا اليومَ نداوي من به الشوقُ توقّدْ

بعدما روحيَ ذابتْ في هواهم وهي أسعدْ

******************

يا إمام الْمُسلمينا أيها النّورُ المؤيدْ

جئتُكُم أشكو بِعادا ألثُم التُربَ و أشهدْ

أنّكم منّي فؤادي حُبّكم أغلى و أمْجدْ

قُربُكُم أحلى و أزكى أرضكم مِسكٌ و عسجدْ

جئتكم مِلئيَ فرحٌ أشكرُ اللهَ وأَحمدْ

حينما نفسي لاقت دوحةَ الخير الْمُمجّدْ

حيثُ واجهتُ الأحِبّة روضةً تزهو بأحمدْ

سيّد الخلقِ رسولٌ جاءَ بالحقِ المؤكَدْ

****************

سلّم الله تعالى و الورى في كلِّ مسجدْ

في الفيافي و الأقاصي كلّما النّورُ تجدّدْ

ذاكراً إسمَ حبيبي رحمةَ الباري محمّدْ

****************

سادتي



بُهِرتُ بأنوارِكُم سادتي وعافت عُيونيَ طِيبَ الْمنامْ

وعِندَ لقاكُمْ هَمَت دمعتي ولَمَّا يُفدني بديعُ الكلامْ

فقد سار قلبي بلا مِحْملٍ وصار البِعادُ عليَّ حرامْ

أحقاً وصَلنا ديارَ الهدى أمْ اغْتالَ فكري الهوى والغرامْ

نُفيتَ من الخَبثِ مثوى الرسولِ ومأوى التُقـاةِ ليـومِ القِيـامْ

قدِمنا بشوقٍ إلى حيِّكُم وملءُ الضُلوعِ أجيجُ الضِرامْ

فداووا بأنوائِكـمُ مُهجـةً بِها من فِراقٍ مريرُ السِّقامْ

لننهلَ من ريحِكم نسمـةً تُهدْهِـدُ قلباً بكـم مُستَهامْ

نجدّد في روضةٍ روحَنا ونرجو وِصالاً بخيرِ الأنامْ

نجاورُ في طيبةِ الطيّبينَ نبياً وآلاً وصحبـاً كـرامْ

نُمرِّغُ في تُربِهـا جبهـةً لعلَّ بِهـا أن ننالَ الْمـَرامْ

نزورُ الأحبّةَ أهلَ البقيعِ قُباءَ وذا القبلتين ، الْغَمامْ

وفي أُحُدٍ حيثُ ليثِ الرجالِ شهيدٌ لدى ربِهِ لا يُضامْ

وفي كل أرضٍ خطَوتُم بِها يضوعُ شذاكم كمِسكِ الكِمامْ

فزوروا منامي ، وقد زُرتُكم أيـا أنبلَ الْمُحسنين الكـرامْ

بـدأتُ بحبكـمُ رِحلتي وأنتم مرادي بحُسنِ الخِتامْ

هَبوني شفاعَتَكـم والْمُنى ولا تتركوني أسيرَ الظلامْ

وفي جنةِ الخلدِ أبغي اللِقا فلا تحرِموني قريبَ الْمَقامْ

صلاةُ الإلهِ على عبـدِه على سيدِ الْمُرسلين ، الإمامْ

على أشْرفِ الخلقِ خيرِ الورَى عليه الصلاةُ وأزكَى السلامْ

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

يا سيدَ الأبرار



لكمُ رجعتُ ومُهجَتي الهيماءُ قد قطَّعت أنْواطَها الأنواءُ

أحيا على جَمْرِ الفِراقِ كأنني ولَهيبُه وأجيجُـه رُفَقاءُ

يا أهلَ طيبةَ قد كَواني حبُكم والبُعدُ في عُرفِ الكِرامِ جَفاءُ

لا لم أطِقْ صبراً وقلبي واجِدٌ مما لقيتُ فمـا يُفيـدُ دواءُ

كيف الْمُقامُ وأين مِني راحتي تَعِبت لطولِ تصبُّري الجَوزاءُ

أبكيتُ في سَمْكِ النجومِ نواضراً قـد راعَهُنَّ تحمُّـلٌ وبَقـاءُ

حتى أتيتُ برُغمِ كلِّ عوارضٍ لم يَثنني إصرٌ ولا استِكفاءُ

كي أشتفي من عِلّتي بِهواكُمُ في رُوحِنا من طِيبكم أصداءُ

الْمِسكُ عِندَكُمُ يضوعُ وينتشي يا سيـدَ الأبـرارِ طابَ لقـاءُ

في حبِكم عاشت مسرّاتي فلا ألهى فؤادي عنكـمُ إغفـاءُ

يا قائدَ الغُرِّ الكرامِ وبدرَهم يا من بفضلِك شُرِّفُ الشرفاءُ

يا قائمَ الليلِ الطويلِ مُصلّيا تدعـو الكريمَ وللكريمِ عطاءُ

يا صائماً حرَّ الهجيرِ تقرُّباً تَطوي النَّهارَ وقد شجاكَ عَناءُ

يا شاهراً نصلَ السيوفِ مجاهداً لـم تُعنِـك الدنيـا ولا اللألاءُ

لا ليس في الأكوانِ مثلُ خِصالِكم خُلُـقٌ ، كمـا لِمحمـدٍ ، وزكاءُ

أوصيتَ رِفقاً بالقواريرِ التي جـاءت يُغالبُها أسـى و رجاءُ

فجعلتَ يوماً إذ أتينكَ لهفةً لم تلتفت إذ رامـك الضُعفاءُ

قد كان آخرُ قولكم خيراً بنا فلنا كمـا للمسلمينَ سقـاءُ

يا ربُ بارك جمعَنا واغفر لنا ولطالما جمـع القلـوبَ دعـاءُ

صلى عليك اللهُ يا بدرَ الدُجى وتعطّـرت بصلاتك الأرجـاءُ

يا رحمة الغفارِ يا نوراً بـدا في هديهِ سعِـدَ الأنامُ وفاؤوا

لك في قلوبِ العاشقين جمالَكم مِلءَ الشِّغـافِ معزّةٌ وثنـاءُ
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 27-03-2007, 09:00 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

ببابك في الْمسجدِ



أتيَـتُكَ في شَـوقيَ الْمُسهَـدِ وقد فـاض بي الحُبُّ يا سيدي

وأوصَلَني الوَجْـدُ أقصى مَـداهُ فلم أدرِ أمسي مضى أم غـدي

قدِمتُ ومِـلْء ضُلوعي حنينٌ يـشُـدُّ فـؤادي إلى أحـمدِ

و روحِيَ تَهـفو لروضةِ نـورٍ بِهـا أكرمُ الخَـلْـقِ والْمَولِـدِ

رسولي عليك زكـيَّ السـلام وأنت الإمـامُ بـه أقـتـدي

فما أهـنأ القلبَ عِند لقـاكَ أعيـشُ بـه يومِـيَ الأسْعَـدِ

و حَولَكَ طـابَ أريجٌ شذيٌّ فأنتَ الشريفُ العفـيفُ النَدي

جوارك يا خـاتَمَ الْمرسلـينَ ليَشفي قُروحَ الضَنى الْمُجْـهَدِ

زيـارتَكُـم بَلسَـمٌ للعلـيلِ فـلا من عَـنـاءٍ إلى الأمَـدِ

بأخـلاقِكم يا بشـيرَ الأنـامِ سـبقْتَ الْمُلوكَ إلى السُـؤددِ

رعيتَ الأمانـةَ حَـقّ الوفـاءِ وكُنتَ الْمُعـينَ على الْجَلَـدِ

وكنتَ الشفيقَ الوفيقَ الرفيـقَ رحيـمَ الفـؤادِ سخيَّ اليـدِ

وأنت مُـعـلِّمُ خيرِ الخِصـالِ نَـقِـيُّ الوسيلـةِ والْمَقْـصَدِ

أيـا رحـمـةَ اللهِ للعـالَمينَ ويا فيـضَ نـورٍ بـه نَهـتدي

بـودّيَ أنَّ الْمُـقـامَ يـدومُ وأبـقـى ببابِكَ في الْمسْـجِدِ

أرتِّـلُ آيـاتِ ربِّ السمـاءِ وحَـولي من الرُكَّـعِ السُجَّـدِ

شفاعَتَكُم يـومَ نلْـقى الإلـهَ فـهـلْ لي إلى ذلـك الْمَـوردِ

وهل لي إلى وصْلِكُم من سبيلٍ يكـونُ مُـعـينـي إلى الأبـدِ

صـلاةُ الإلـهِ العليِّ الكريـمِ تَهُـلُّ على الطاهِـرِ الأمْجَـدِ

لَعَـلّي بِها أن أنـالَ الْمُـرادَ أزَكّي بِهـا العُـمرَ يا سيـدي

==========================================

نسائمُ الرضوان



اللهُ ربي خالقُ الإنسانِ الله ربي مبدعُ الأكوانِ
عنت الوجوهُ لمالك السلطانِ للواحد المتكبر الديّانِ



طه نبيٌ جاء بالبرهانِ هو رحمةٌ نادى بِها الثَقَلانِ

هو فيضُ نورٍ عمّ في الأزمانِ بِمبادئٍ نزلت من الرحمنِ



بعطائها في مهبط القرآنِ نصرت خديجةُ دعوة العدنانِ

كانت تساند بذله بحنانِ عند المصاعب مصدر السلوانِ



زهراء فاطمُ نسمة الريحانِ نشأت على التقوى كما الأبوانِ

صبرٌ و زهدٌ صادقُ الوجدانِ و تهافـتٌ لإغاثـة اللهفـانِ



هي إبنةُ الصديق ذي الإيمانِ مَثَلانِ في الإخلاص منتهيانِ

روت الحديث بمنطق التبيانِ في الغارِ كان اللهُ و الإثنانِ



عُمَرُ الذي أقصى أذى الطُغيانِ وأذلّ أهلَ الشِرك والبُهتان

بالحق والقسطاس والفرقانِ في ظل عدلٍ وارفٍ وأمانِ



عثمانُ كان لنوره سببانِ والبذل شيمته مع الإخوانِ

وله بباب الهجرة السَبَقانِ من أجل ترك عبادة الأوثانِ



وعليُّ أسلمَ أول الصبيانِ وغدا عليَّ الخيرِ والإحسانِ

علمٌ زها ببصيرةٍ وبيانِ وبطولةٌ هي مطلبُ الفرسانِ



أما نظيرا الفضلِ فالحسنانِ ما من نظيرٍ إذ هما السبْطانِ

في كلِ فرضٍ يلهجُ الثَقَلانِ بصلاتهم للآلِ و العدنانِ



هم ثلةٌ قامت على الأركانِ مستبشرين بروضةٍ وجِنانِ

قومٌ أعزَهُمُ عظيمُ الشانِ لجهادهم بالمالِ والأبدانِ



صلى عليك الله في الأكوانِ واستقبلتكَ نسائمُ الرضوانِ

في كلِّ آنٍ ما بدا القمرانِ يا أيها المبعوث بالقرآنِ
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 27-03-2007, 09:04 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وعموم بركة بعثته


الحمد لله الذي هدانا للإسلام ، ومنّ علينا ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام ، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة من قال ربي الله ثم استقام ، أشهد أن محمداً نبيه ورسوله سيد الأنام ، اللهم صل على رسولك محمد وعلى آله وأصحابه البررة الكرام ، وسلم تسليماً كثيراً .

أما بعد :ـــ

فقد قال الله تعالى ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) (1) .

فأخبر سبحانه بامتنانه على عباده المؤمنين ، ببعثة هذا النبي الكريم : ( عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) (2) .

وكما قال في الآية الأخرى ( لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم ) (3) . فبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم هي ابتداء نزول الوحي عليه بنبوته حين أنزل الله عليه وهو بغار حراء ( إقرأ باسم ربك الذي خلق ) (4) فهذا هو ابتداء البعثة ، وبينها وبين المولد أربعون سنة .

بعث الله نبيه محمداً صلى عليه وسلم على حين فترة من الرسل .

________________________

(1) 2 - الجمعة .

(2) 128 - التوبة .

(3) 164 - آل عمران .

(4) العلق .



بدين كامل ، وشرع شامل ، صالح لكل زمان ومكان ، قد نظم حياة الناس أحسن نظام ، في زمان قد فشت فيه بين الناس الجهالة ، وخيمت عليهم الضلالة ، وصار لكل قوم آلهة يعبدونها من دون الله . فبصر الناس من العمي وأنقذهم من الجهالة ، وهداهم من الضلالة ، وفتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً ، وقلوباً غلفا ، فدخل الناس ببركة بعثته في دين الله أفواجاً أفواجاً ، طائعين مختارين.

والأميون هم العرب . سموا بالأميين ، لكون الأمية ــ أي عدم المعرفة للقراءة والكتابة ــ سائدة من بينهم ، ليس عندهم مدارس ، ولا كتب ، أشبه بالأعراب المتنقلة ، وإنما تعلموا العلم بعد نزول القرآن وبعد بعثة محمد عليه الصلاة والسلام .

وكان أول ما أنزل الله عليه : ( إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ) (1) . ففي هذه السورة : الإشعار بتعلم القلم ـــ أي الكتابة ــــ المستلزم لمحو الأمية وتخفيفها عن الناس . فالفضل كل الفضل هو في بعثته ، أي ابتداء نزول الوحي بنبوته ، وذلك من بعد ولادته بأربعين سنة .

وسمي الله نبيه محمداً أمياً في قوله سبحانه : ( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون . الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) (2) .

________________________

(1) 1-5 - العلق .

(2) 156-157- الأعراف .



فسمي الله نبيه أمياً من أجل أنه لا يكتب ولا يقرأ المكتوب ، صيانة للوحي النازل عليه ، حتى لا تتطرق إليه الظنون الكاذبة ، والأوهام الخاطئة ، فيقولون تعلمه من كذا ، ومن كتاب كذا .

يقول الله : ( وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ) (1).

وأمية الرسول صلى الله عليه وسلم هي معجزة من معجزات نبوته ، وليست من سنته ثم قال :
( يتلو عليهم آياته ) القرآنية ، ويفسرها لهم ويسألونه عما أشكل عليهم منها قال ابن مسعود:ــ
» كنا إذا تعلمنا عشر آيات ، لم نتجاوزهن حتى نتعلم معانيهن ، والعمل بهن « ، فهم يتعلمون القراءة والعلم والعمل معاً .
ثم قال : ( ويزكيهم ) أي بالمحافظة على الفرائض والفضائل ، والتنزه عن منكرات الأخلاق والرذائل ، لأن هذه هي التي تزكي النفوس وتشرفها ، وتنشر في العالمين فخرها .

( قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها ) (2) .

وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى



فكن طالباً للنفس أعلى المراتب




ثم قال ( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) ، فالكتاب هو » القرآن « والحكمة هي » السنة « فكان الصحابة يتعلمون السنة من النبي صلى الله عليه وسلم كما يتعلمون القرآن . والنبي صلى الله عليه وسلم قال : » ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ، ألا وإن ما حرم رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـــ

________________________

(1) 48 - العنكبوت .

(2) 9-10 – الشمس .



كما حرم الله « (1) . ( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) أي أن العرب قبل الإسلام ، وقبل بعثة محمد عليه الصلاة والسلام ، كانوا في شر وشقاء ، وضلالة عمياء ، يقتل بعضهم بعضاَ، ويسبى بعضهم نساء بعض ، يعبدون الأشجار والأحجار ، والقبور والطواغيت .

وكانوا مضطهدين بين كسرى وقيصر ، قد سادهم الغرباء في أرضهم ، وأذلهم الأجانب في عقر دارهم ، لم يستقلوا استقلالاً تاما إلا بالإسلام ، ولم تعرفهم الأمم وتخضع لهم ، وتخشى صولتهم إلا بعد الإسلام ، وبعد بعثة محمد عليه الصلاة والسلام .

وقد عاد كثير من الناس إلى حالة الجاهلية الأولى ، حتى عبدوا المقبورين من الأولياء والصالحين ، وتوسلوا بهم في قضاء حاجاتهم ، وتفريج كرباتهم ، نفس ما فعله المشركون الأولون ، وذلك حين ضعف عملهم بالإسلام ، وساء اعتقادهم فيه ، وصار منهم منافقون يدعون إلى نبذه . وإلى عدم التقيد بفرائضه ، وحدوده وحكمه ، ويدعون إلى تحكيم القوانين بدله ، من أجل القوانين تبيح لهم الربا والزنا ، وشرب الخمور .

فلأجله صاروا من أسوأ الناس حالاً ، وأبينهم ضلالاً ، وأشدهم اضطراباً وزلزالاً ، وصاروا جديرين بزوال النعم ، والإلزام بالنقم ، ففشى بينهم الفوضى والشقاء ، وقامت الفتن على قدم وساق ، يقتل بعضهم بعضاً ، ويسبى أموال بعضهم بعض بحجة الاشتراكية الشيوعية المبتدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان .

ولن يرتفع عنهم هذا التطاحن والتلاحم الواقع بينهم ، إلا بالرجوع

________________________

(1) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة عن المقدام بن معديكرب .



إلى دينهم ، الكفيل بعلاج عللهم ، وإصلاح مجتمعهم ، والذي اعتز به سلفهم ، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولهم .

فالإسلام ، أو العمل بالقرآن ، أنشأ العرب نشأة مستأنفة ، فخرجوا من جزيرتهم والقرآن بأيديهم يتلونه ، ويدعون الناس إليه ، ويفتحون ويسودون . فهو السبب الأعظم الذي به نهضوا ، وفتحوا ، وسادوا ، وبلغوا المبالغ كلها من المجد والرقي ، وتحولوا بهدايته من الفرقة واختلاف إلى الوحدة والائتلاف ، ومن الجفاء والقساوة إلى اللين والرحمة ، ومن الهمجية الجاهلية أرواحاً جديدة دينية ، صيرتهم إلى ما صاروا إليه ، من عز ومنعة ومجد وعرفان .

وقد أنجز لهم الله ما وعدهم به في القرآن في قوله : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) (1) . وصدق الله وعده ، فكانوا هم ملوك الأمصار بعد أن كانوا عالة في القرى والقفار ، يشق على أحدهم ستر عورته ، وشبع جوعته ، كما في صحيح مسلم عن عتبة ابن غزوان : إنه قال : » لقد رأيتني وأنا سابع سبعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام نأكله إلا ورقة الشجر ، حتى قرحت أشداقنا ، وإني التقطت بردة ، فشققتها بيني وبي سعد ابن أبي وقاص ، فاتزرت بنصفها ، واتزر سعد بنصفها ، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميراً على مصر من الأمصار ، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيماً ، وعند الله حقيراً « .

ومثله قال قتادة : » إن العرب قبل الإسلام ، وقبل بعثة محمد عليه الصلاة
________________________

(1) 55 – النور .



.
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م