اتقوا الله في الحجيج ....
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد ..
فإن من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح ، ومن هذه المواسم الحج إلى بيت الله الحرام
أنا شاب أبلغ من العمر 32 سنة ووالدتي عمرها 58 سنة ولنا حوالي ثلاث سنوات نحاول أن نحج بيت الله إلا أن الأبواب تقفل بوجهنا وهذا العام نوينا الحج انا ووالدتي وأخي الكبير (35 سنه) وعملنا ميزانية لهذا العام من أجل الحج وجهزنا أنفسنا للحج وأخذ أخي إجازة من عمله في أقصى جنوب الأردن (علماً أن هذه الإجازة سوف تخصم من راتبه لأنه لم يذهب إلى الحج) وتوجه إلينا لنستعد إلى أداء مناسك الحج وشراء ملابس الإحرام والتطعيم وتوديع الأهل والأصدقاء واشترينا كتب في الحج والدعاء وأخذنا نقرأ ونناقش بعضنا في ذلك حرصاً لتأدية المناسك جميعاً إبتداء من الأركان وإنتهاءً إلى الواجبات والسنن ... وكانت نفسياتنا مهيأه تماماً لذلك .. حتى حقائب السفر كانت جاهزة ...
إلا أننا لم نحصل على فيزا من القنصلية السعودية وأبواب القنصلية عليها حراسات مشددة جداً والأبواب الخارجية تليها أبواب داخلية وكلما ذهبنا إليهم يقولون لنا في الباب الخلفي وفي الباب الخلفي يقولون لنا إسألوا في الباب الأمامي وأزمة الناس التي تود الذهاب إلى الحج كبيرة وكثيرة بحمد الله ... وكنت مخطط أن أحج عام عن نفسي ثم أحج عام آخر عن رحمة والدي، علماً أن القانون لا يسمح لمن عمرهم أقل من 60 عام بالذهاب إلى الحج أو حتى تقديم طلب للحج والحج يكون لمرة واحدة فقط في حياته ... فهل يضمن الإنسان عمره أن يبلغ ذاك العمر؟؟!!!!
والطريف بالموضوع أنه وأنا واقف أنتظر على باب القنصلية السعودي من يوم 3 ذو الحجة وإذا بمجموعة كبيرة تزيد على 45 شخص أغلبهم كبار السن كانوا متجهين إلى السعودية من روسيا لأداء مناسك الحج (علماً أنه معهم فيزا من السفارة السعودية في روسيا) وتعطل الباص الذي يقلهم في الأردن تم الرفض بأن يُمنحوا فيزا لباص أردني ليقلهم إلى السعودية لأداء مناسك الحج وبقوا في الشارع العام امام القنصلية ينتظرون الفرج من الله سبحانه وتعالى وتركتهم هناك ولا أعرف ماذا حل بهم بعدها ...
والعجيب في الأمر أيضاً أنني رأيت البارحة على قناة السعودية لقاء مع حاج شاب لبناني يقول أنه يحج كل عام منذ أكثر من خمس سنوات وذرفت عيناي الدمع على والدتي وأخي ثم عليَّ ... وقلت لا حول لنا ولا قوة إلا بالله ...
فاتقوا الله أخوتي السعوديون في أداء ركن من أركان الإسلام فإننا والله بحاجة لها كثيراً لأننا ذو خطأ ونريد أن نغسل ذنوبنا ونعود كما ولدتنا أمنا فهي نعمة عظيمة نسأل الله تعالى أن لا يحرمها ممن يتمناها ...
والصلاة والسلام على أصدق وأشرف المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد
آخر تعديل بواسطة النسري ، 05-01-2006 الساعة 04:36 AM.
|