الــــشـــوق

[الحقاق]

الــــشــــــوق والمحبة ،والفرق بينهما فرق ما بين الشيء وأثره . فإن الحامل على الشوق هو المحبة ولهذا يقال :- لمحبتي له اشتقت إليه وأحببته فاشتقت إلى لقائه . ولا يقال :- لشوقي إليه أحببته ، ولا اشتقت إلى لقائه فأحببته . فالمحبة بذر في القلب ، والشوق بعض ثمرات ذلك البذر . وكذلك من ثمرات حمد المحبوب والرضى عنه وشكره وخوفه ورجاؤه والتنعم بذكره والسكون إليه والأنس به والوحشة بغيره ، وكل هذه من أحكام المحبة وثمراتها ، وهو حياتها ، فمنزلة الشوق من المحبة منزلة الهرب من البغضاء والكراهة . فإن القلب إذا أبغض الشيء وكرهه جد في الهرب منه ، وإذا أحبه جد في الهرب إليه وطلبه ، فهو حركة القلب في الظفر بمحبوبة ولشدة ارتباط الشوق بالمحبة يقع كل واحد منهما موقع صاحبه ويفهم منه ويعبر به عنه . ( أبن قيم الجوزيه )
من رسائل الشوق ، ما كتبه أبو منصور الثعالبي - المتوفى سنة 429 هجري حيث قال في رسالته :-

"""" شوقي إليك رهين قلبي وقرين صدري والزّعيم بتعليق فكري وتفريق صبري سمير ذكري ونديم فكري زادي فى سفرى . وعتادى فى حضرى لا يستقل به صدري ولا يقوى عليه صبري يكاد يكون لزاما ويعدّ غراماّ لا يرحل مقيمه ولا يصرف غريمه استخفّ نفسى واستفرحة وحرّك جوانحي وهزّها شوق أخذ بسمع خاطري وبصره وحال بين مورد قلبه ومصدره شوق قد استنفذ جلدي وملك خلدي شوق برانى برى الخلال ومحقنى محق الهلال شوق تركنى حرضا وأوسعنى مضضا أرانى الصبر حسرة والوجد يمنة ويسرة شوق يزيد على الإيام توقدا وتأججا وتضرّما وتوهجا نار الشوق حشو ضلوعى وماء الصبّابة ملء جفونى أنا من الواعج الشوق بين غمائم لا تمطر إلا صواعق وسمائم قد قدحت فى كبدى من الحرقة بهذه الفرقه ما يفوت أيسره حدّ الشكاية ويجوز لضعفه كنه الكناية . شوق الرّوض الماحل إلى الغيث الهاطل .

وقـــفــة :-


ياخلاص الأسير يا صحّة المـد **** نف يا زورة على غير وعد

يا نجاة الغريق يا فرحة الأو **** بة يا قفلة أتت بعد بعد

أرض عنّى فدتك نفسي انّي **** لك عبد أذل من كل عبد

الحقاق