على لسان طالبه من المدرسه المحترقه

[وليد الظهران]

على لسان طالبه من المدرسه المحترقه

على لسان طالبه من المدرسه المحترقه
هذه القصيده نُشِرتْ في جريدة عكاظ يوم الثلاثاء الماضي في أعقاب حريق الإثنين المشؤوم :

________________________________

شاهدتُها ...
أقدامُنا قَتلتْ صُراخَ الموتِ في نبراتِها ...
أقدامُنا داسَتْ ( على مريولِها ) ...
ظنَّتْ بأنَّ ( سعادَ ) قدْ هَرَبتْ من الشُّباكْ ...
لكنَّها كانت ( تغرغِرُ ) تطلبُ النَّجدةَ مِنَّــــا ...
غيرَ أنَّــــا مافهمنا ..
ودونَ أن ندري مَحَوناها ... وكُنَّــــــا ...
وهْيَ كانتْ ( لاحِراااااااااااااااااااااااكْ ) ...

و ( أبلتي ) كانتْ ممدَّدَةً كجِسرٍ والمشاةْ ...
فَوجٌ لآلافٍ من الفتياتْ ...
أيُّ جِسرٍ يتحمَّلُ كلَّ هذا ..
( أيُّ قلبٍ يتحمَّلُ كلُّ هذا ) ...
لمْ تمُتْ ... هِيَ قدَّمتْ نَبَضاتْ ...
و سَمَتْ عن الدُّنيا لِتَحيَ الأخرياتْ ...

كانَ يومَ الحشرِ .. والتحمَ الجميعُ امامَ بابِ المدرسهْ ...
هذي تطيحْ ... هذي تصيــــــــــــــــحْ :
( أنا تحتُكُنّْ ... أنا تحتُكُنّْ ..
أ ن ا ت ح ت ك نــــــــــــــــــ ............. ت ... ) ...
تلكَ ترمي كوعَها في قلبي المسكينْ ...
وتلكَ تبكي أختَها والدَّمعُ كالسِّكِّيـــــــنْ ...
الجوُّ نااااااااااارْ ... والحريقُ يزيدُ من لهفِ الشَّرارْ ...
والجميعُ يجَندَلونْ ...
ونحنُ إمَّا : ( ميِّتونْ ) أو ( ميِّتونْ ) ...
وصَوتُنا من موتِنا يصرخُ فينا : إنتظاااااارْ .. إنتظااااااارْ ...
والنار تأبى الإنتظارْ ...
النَّارُ تأكلُ كلَّ شيءٍ .. لاتلوموها ... وعذراً للدَّمارْ ...
...........

وأتى رجال ُ ( الإنتظارْ ) ...
بعدَ ماذا ؟؟؟؟!!!!! بعدَ أنْ كانَ القرارْ ...
بعدْ أن ماتتْ ( أماني ) وَ ( سُعادْ ) ...
بعدَ أنْ دُسنا جميعا روحَ ( أبلتِنا ) التي ليسَتْ تُعادْ ...
بعدَ ماذا ؟؟؟!!! بعدَ أنْ ذُقنا ( القِيامَهْ ) ؟؟؟!!!
بعدَ أنْ حُرِقَتْ صديقاتي على أنقاضِ مدرستي ( القمامَهْ ) ؟؟!!
حقَّــــاً ... فمدرستي قمامهْ ...
كلُّ شيءٍ في المدارسِ ليسَ فيها ...
هي هكذا ... رقمٌ يسجَّلُ في ( الرِّئاسَهْ ) ...
والأمــــــــانْ ؟؟!! والصِّيانَهْ ؟؟!!
كل ذلكَ لايهمّْ ...
المهمّْ ... أن تفتَحَ الأبوابَ في أوِّلِ أيَّامِ الدِّراسَهْ ...
آآآآآهِ نسيـــــــــتْ ...
يومُ مدرستي اللعينُ مهمَّشٌ ... أمامَ أخبارِ السِّياسَهْ ...
حريقُ ( أبلاتي ) ... صديقاتِ الصَّباحْ ...
ووأدُ أحلامي البريئاتِ الصَّغيراتِ ...
مثلَ الهشيمِ تهبُّ تذروهُ الرِّياحْ ...
يـــــــــــا أبي ... ياعينَ مكَّةَ والحَرَمْ ...
ياحافِظاً سِترَ الحُرَمْ ...
هل هانَ موتُ النَّاسِ حتَّى عادَ شيئاً من ( مزاحْ ) ؟؟؟!!!
أملي بربي .. ثمَّ فيكَ ...
بأنْ يكونَ حريقُ مدرستي خِتاماً للذي عدَّى وراحْ ...
أنَــــــا سَلمتُ من الحَريقْ ...
لكنْ هناكَ الآنَ من يبكي على زهراتِهِ ليلَ صَباحْ ...
أبتي .. رجائي أن تكفكفَ دمعَهمْ ...
لتخفِّفَ الآلامَ عنهمْ ... والجراحْ ...
ولأِستطيعَ بأنْ أزيلَ الخوفَ عنِّي ...
حينَ تهمسُ فيَّ أمِّي ... يومَ غدْ :
( جاءَ وقتُ المدرسَهْ ... حبيبتي .. جاءَ الصَّباحْ ) ...