العيـــد ،، والحـــب ..

[~~ ظايم الضد ~~]

من أهم إيحاءات شهر رمضان لنا أن نحب بعضنا بعضا لنعيش في تعاون وتعاطف ويظهر هذا الحب بشكل عملي في وجوب زكاة الفطر علينا ونحن لا بد أن نعطي الدليل على حبنا لإخواننا في الإسلام والإنسانية من العاجزين والفقراء والمساكين وأبناء السبيل ، ولا بد أن نمتعهم بما نتمتع به من خير أفاضه الله علينا .
فهم لهم حق في أموالنا ، ونحن لا شك نعطي هذا الحق استجابة لأمر ربنا الذي فرض الزكاة علينا ، واستجابة لهذا الحب الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).
ويتجلى هذا الحب الذي نخرج به من رمضان في يوم العيد أيضاً عندما نقف في صلاته صفوفاً متراصة في خشوع وحب ورهبة أمام الخالق جل وعلا .
كما يظهر كذلك واضحاً عندما نتزاور ونتبادل التحيات والتمنيات الطيبة .
وفي الحقيقة نحن لو لم نخرج من هذا الشهر الكريم وعيده إلا بهذا الحب العظيم ، لكفى .
إذ أننا بهذا الحب نعيش طوال أيام حياتنا في سعادة وهناء فبه يعطف غنينا على فقيرنا ، ويزور سليمنا مريضنا ، ويعفو بعضنا عن هفوات البعض الأخر .
وبه باختصار نعيش في صداقة وتسامح .
وإذا صح كل ذلك وهو صحيح لا شك فيه فما علينا إلا أن نستشعر هذا المعنى الكبير عندما نهنىء بعضنا بالعيد السعيد في أيامه القليلة ، ونتجاوز كلمات التمنيات الطيبة التي نزجيها لبعضنا البعض إلى ما تعنيه هذه الكلمات حقاً ، من جعل حياة الآخرين سعيدة وهانئة بالفعل لا بالقول .. أي بالحب الشامل الذي يجعلنا نفكر في صالح الآخرين كما نفكر في صالحنا ، ويربط بين قلوبنا برباط لا تنسل منه إلى قلوبنا البغضاء التي تنغص علينا حياتنا .
وإني أسأل الله في النهاية توفيقه إلى هذا الحب الذي لا يجعلنا ننشغل بمنافعنا الخاصة وإنما بالنفع العام الذي يأخذ بأيدينا جميعاً إلى النهوض والتقدم .

سلام