مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 10-10-2001, 06:04 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Thumbs up

جزاكم الله خيراً على المتابعة والاهتمام.

(مساهمات المسلمين العلمية)

ما زال الناس عالة على ما قدمه علماء المسلمين في كل ميدان من ميادين المعرفة الإنسانية. ويصعب علينا –في هذه العجالة- أن نذكر كل ما تم إنجازه خلال خمسة عشر قرناً، ولكننا نذكر طرفاً منه.

فقد أبدع جابر بن حيان (200هـ/ 816م) في الكيمياء، واستخرج حامض الكبريت وسماه (زيت الزاج). واكتشف الصودا الكاوية، واستحضر ماء الذهب والفضة بخلطهما بحامض الكبريت وحامض النتريك. واستحضر كربونات البوتاسيوم والصوديوم ويودور الزيبق والأنتموان وسواهما.
ودرس مركبات الزئبق ووضع أبحاثا في التكلس وأبحاثا في إرجاع المعدن إلى أصله بالأوكسجين في الوقت الذي كان ملوك أوروبا يلجأون إلى العرافين والسحرة لتفسير الظواهر الطبيعية.

وحلّق أبو بكر الخوارزمي (232هـ/ 847م) في الرياضيات، ووضع أسس علم الجبر والمقابلة. وشرح نظام الأعداد والأرقام الهندية مع الصفر. ووضع قاعدة حسابية ما زالت تحمل اسمه في أوروبا (الخوارزمية) أو (اللوغاريتما). ووضع زيجا (جداول فلكية) جمع فيه بين قواعد أهل الهند وفارس وبطليموس اليوناني، وجعله على السنين الفارسية.

وأوغل أبو حنيفة الدِّينَوري (252هـ/ 867م) في علم النبات، وضمّن كتابه (النبات) وصايا لإرشاد الزراع، وسمى فيه عدداً من النباتات بأسمائها الآرامية أو اليونانية أو الفارسية، وشرحها شرحا لغويا وعلميا. ومع أن المقصود من هذا الكتاب هو الجانب اللغوي فإن الأطباء والعشابين قد اعتمدوه.

وحل يعقوب الكندي (260هـ/ 874م) مسائل تتعلق بسير الكواكب عجز اليونان عن حلها. وأجرى تجارب حول قوانين الانجذاب والسقوط. كما أجرى القياس النوعي للسوائل. وعالج في الهندسة قياس الزاوية بواسطة البركار. ولعله أول من جعل الموسيقى من وسائل علاج الأمراض النفسية.

وعلّل أبو معشر الفلكي (272هـ \ 887م) نظام المد والجزر بطلوع القمر وغيابه، معتمداً قواعد العلم لا أساطير الخرافة.

ودوّن ابن خرداذبة (280هـ/ 894م) في كتابه (المسالك والممالك) الطرق البرية والبحرية التي كان يسلكها التجار والحجاج داخل العالم الإسلامي وخارجه.

ومن لم يسمع بأبي بكر الرازي (313هـ/ 925م) العالم الطبيب المبدع، فقد جمع في كتابه (الحاوي Continen) كل المعارف الطبية حتى تاريخ وفاته، وظل كتابه المرجع الأساسي في أوروبا لمدة تزيد على أربعمائة عام بعد ذلك التاريخ. وعالج الأمراض النفسية بالموسيقى. وفرّق مرض النقرس عن الروماتيزم.

=يتبع=
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
  #12  
قديم 11-10-2001, 01:04 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ صلاح الدين

موضوعك قيم يفرض نفسه في ظل الظروف والأوضاع التي خلفتها التفجيرات الأخيرة في واشنطن ونيويورك. وأود التعقيب على ما ورد فيه بما يلي :

رسم الصورة الصحيحة عن الاسلام يحتم ثلاثة أمور أولها إحسان فهم الاسلام أو فهم الاسلام فهما صحيحا، وثانيها احسان التعبير أو التعبير الدقيق عن الفهم السليم للاسلام، وثالثها إحسان تطبيق الاسلام. فإذا حصل الخطأ في واحد من هذه الأمور الثلاثة أدى ذلك إلى إعطاء صورة غير صحيحة عن الاسلام.
أما فهم الاسلام فهما صحيحا فيتطلب تحديد المصادر التي يؤخذ منها الاسلام، كما يتطلب تحديد الكيفية الشرعية التي يجب أن تتبع في فهم الاسلام من مصادره المعتبرة. وأما التعبير عن أفكار الاسلام فيحتم استعمال الألفاظ والتراكيب التي تتميز بالدقة والتحديد والاستقصاء، بحيث يتمكن المتلقي للاسلام من إدراك واقع الفكر الاسلامي كما هو إدراكا يحدده ويميزه عن غيره، ومن تصور مدلول الأفكار الاسلامية تصورا صحيحا يعطي الصورة الحقيقية عنها. وعدم استعمال الألفاظ والتراكيب التي تتميز بالدقة والتحديد والاستقصاء يؤدي إلى إعطاء صورة مشوهة عن الاسلام كما يؤدي إلى الخلط بين الاسلام وغيره من الأفكار والمبادىء . وأما تطبيق الاسلام في معترك الحياة فيتوقف على وجود الدولة التي تطبقه وتحمله الى العالم رسالة هداية ورحمة، وأما إحسان التطبيق فيعتمد على عدة أمور كحسن فهم الاسلام، وتقوى الله المتركزة في الصدور، والعقوبات التي تنفذها الدولة على المخالفين، وكذلك دور الأمة أفرادا وجماعات في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويدخل في ذلك محاسبة الحكام .
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #13  
قديم 11-10-2001, 01:06 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

بناء على المقدمة المذكورة أعلاه، أود مناقشة بعض ما أوردته في موضوعك على النحو الآتي :


استعملت كلمات الحضارة والبناء الحضاري والاسلوب الحضاري والانسان المتحضر لكنك لم توضح مفهوم الحضارة ، أي لم تضع مفهوما واضحا ومحددا للحضارة، والتحديد مهم لأجل فهم كثير من الأفكار التي وردت في موضوعك .


قلت : ( أشكر للأخ مهند مداخلته وإجابته الداعية إلى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، واستخدام الأساليب الحضارية كما في فتح أندونيسيا ).

هذا التعبير غير صحيح لأنه يفهم منه أن البلدان الأخرى التي فتحت عنوة أي بالقتال أو الجهاد لم تفتح بالأساليب الحضارية، أي قد يفهم منه أن الجهاد في سبيل الله والذي هو قتال الكفار قتالا ماديا ليس أسلوبا حضاريا في حمل الدعوة الاسلامية.

قلت : ( إن الإنسان الذي علمه الإسلام وأرشده ووجهه هو الذي بنى الأسس الأولى لما تتمتع به حضارة اليوم من معطيات إيجابية في ميدان حقوق الإنسان والقوانين الدولية، وكان موقفه متشدداً من قضية الظلم والعدالة، والحرية والاستعباد ..).

يتناقض الاسلام تناقضا تاما مع الحضارة الغربية ، الحضارة الغربية تقوم على أساس فصل الدين عن الحياة، وأما الاسلام فيقوم على أساس الايمان بالخالق عز وجل ، وعلى أساس وجوب أن تسير الحياة بأوامر الله ونواهيه، فالانسان في الحضارة الاسلامية يجب أن يتقيد في جميع شؤون حياته بأوامر الله ونواهيه. ومفاهيم الاسلام عن حقوق الانسان ، وكذلك المفاهيم المتعلقة بالقوانين الدولية تختلف عنها في الحضارة الغربية. فأساس حضارة اليوم والتي تهيمن عليها الحضارة الغربية هيمنة تامة ليس هو الاسلام، ولا صلة للاسلام بها من قريب أو من بعيد. والحضارة غير المدنية، والثقافة غير العلوم، ولا بد من تعريف واضح لهذه المصطلحات حتى نستطيع أن نتبين ما هو من الاسلام وما هو ليس من الاسلام ، وما يجوز لنا أخذه وما لا يجوز لنا أخذه من غيرنا.


قلت : ( وما من شك بأن التفرد والاستبداد كارثة على الشعوب، والاستبداد يضيق بالنقد والنصح والحسبة، والتفرّد يغتال المواهب، ويقضي على الإبداع، ويزرع الرعب حتى يصبح المواطن خائفاً من أقرب المقربين إليه، لا يأمن من نفسه على نفسه، ولهذا صار الحكم الفردي عاراً على أصحابه، ووصمة سلبية في جبين الإنسانية، وعقبة كأداء تحول بين الإنسان والبناء الحضاري، وأي حياة هذه بدون حرية واعية، وشورى ناضجة، وسلطان يحفظ للإنسان كرامته؟ والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: (إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له: إنك أنت ظالم، فقد تُودّع منها) ).


شكل الحكم في الاسلام ليس استبداديا ولا ديموقراطيا، إذ هو شكل فريد لا يشبه أي نظام ولا يشبهه أي نظام. والقيادة في الاسلام فردية وليست جماعية ، قال صلى الله عليه وسلم ( لا يحل لثلاثة بفلاة من الأرض إلا أمروا احدهم ) فالرئاسة أو الامارة أو القيادة في الاسلام فردية وليست جماعية. وكون القيادة فردية لا يعني أن الحكم في الاسلام ديكتاتوري، فالفردية لا تساوي الديكتاتورية، والذي يرفض الديموقراطية لا يعني بالضرورة أنه ينادي بالديكتاتورية، فالاسلام يتناقض مع الديموقراطية كما يتناقض مع الديكتاتورية، فهو نظام فريد .
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #14  
قديم 11-10-2001, 01:08 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

الحرية :

مسألة الحرية في الاسلام أفردت لها مساحة واسعة في موضعك، وكذلك العدالة ، ولأن الحرية وكذلك العدالة مصطلحان يختلف مفهومهما باختلاف وجهة النظر في الحياة كان لا بد من بيان وجود فرق واختلاف كبير بين مدلول الحرية التي جاء بها الاسلام وبين الحريات العامة التي جاء بها الغرب ، وكذلك وجود فرق بين العدالة في المفهوم الاسلامي والعدالة في المفهوم الغربي.

الحرية ضد العبودية، فلا حرية في الاسلام لأي كان سواء كان عبدا أم حرا ، بل الانسان عبد لله تعالى ، وله الشرف الكبير أن يكون عبدا لله ، وقد أثنى الله تعالى على رسوله أعظم ثناء بالعبودية له فقال : { سبحان الذي أسرى بعبده }، فأضاف العبودية له، وكلمة ( لا إله إلا الله ) تعني لا معبود إلا الله ، فلا حرية لأحد بل الكل عبيد لله . والعبودية لله تعالى تعني أن الانسان يجب أن يسير جميع أعماله صغيرها وكبيرها بأوامر الله تعالى ونواهيه. إلا أنه لما كان نظام الرق موجودا حين جاء الاسلام جاء نظام الاعتاق من الرق، فجاء نظام الحرية لعتق العبيد الذين كانوا. فإذا وجد العبيد يطبق نظام الحرية التي جاء بها الاسلام، وإذا لم يوجد عبيد لا يوجد حرية لأحد مطلقا، بمعنى أن الحرية التي جاء بها الاسلام توجد حين يوجد عبيد لاعتاقهم، وحين لا يوجد عبيد لا توجد .
والحريات التي جاءت بها الحضارة الغربية غير الحرية التي جاء بها الاسلام. الحرية التي ينادي بها الغرب هي الحريات العامة وهي أربع حريات: الحرية الشخصية ، حرية الرأي ، حرية التملك، حرية العقيدة . والاسلام لا يوجد فيه حرية شخصية ، ولا حرية رأي ، ولا حرية تملك ، ولا حرية عقيدة. أما أن الاسلام لا يوجد فيه حرية شخصية فذلك لأن المسلم مقيد في مأكله ومشربه وملبسه وفي جميع افعاله بالاسلام أي هو مقيد في كيفية اشباع جميع غرائزه وحاجاته العضوية بالاحكام الشرعية، ولذلك عُرِّفَ الحكم الشرعي بانه خطاب الشارع المتعلق بافعال العباد. والمسلم مأمور بتسيير جميع أفعاله بالأحكام الشرعية، والقاعدة الشرعية هي أن الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي، والأحكام الشرعية خمسة أنواع هي : الواجب أو الفرض، والمندوب، والمكروه، والحرام ، والمباح. فالمباح هو حكم شرعي أيضا، لأن المباح هو ما دل الدليل السمعي على خطاب الشارع بالتخيير فيه بين الفعل والترك. فلا يوجد حرية شخصية للمسلم لأنه لا يستطيع أن يفعل ما يشاء كيفما يشاء وقتما يشاء وإنما كل ذلك عينته الأحكام الشرعية. وأما حرية الرأي فإن المسلم ليس حرا في رأيه، إذ هو مقيد في كل رأي يقوله بما جاء به الاسلام قال تعالى : { وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد } وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم ). فالعبد محاسب على كل كلمة يتفوه بها. وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا } ، وقال : { وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن }. وقد أوجب الاسلام قول كلمة الحق في كل زمان ومكان ، ففي حديث عبادة بن الصامت في بيعتهم للرسول صلى الله عليه وسلم : ( وأن نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم )، كما أوجب مجابهة الحكام بالرأي ومحاسبتهم على أعمالهم، قال صلى الله عليه وسلم : ( سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فنصحه فقتله ). وهذا ليس حرية رأي بل هو تقيد بأحكام الشرع، ففي كل الحالات رأي المسلم مقيد بأحكام الشرع سواء في حالات الاباحة أو في حالات الوجوب. واما أن المسلم ليس حرا في عقيدته فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( من بدل دينه فاقتلوه) فالمسلم الذي يرتد يقتل إن لم يتب. وأما حرية التملك فإن الشرع قد قيد التملك باسباب محددة معلومة تعرف باسباب التملك الشرعية، فمثلا لا يحق للمسلم الكسب من الربا او من الاتجار بالمحرمات كالمخدرات او الخمر او لحم الخنزير او الدعارة .

وبناء عليه فالحريات في المفهوم الغربي تتناقض مع الاسلام، لأن الاسلام يقيد المسلم باتباع أوامر الله ونواهيه في كل شأن من شؤون الحياة ، ولا حرية مع وجود القيود، فالمسلم عبد لله تعالى، فهو مقيد بأوامر الله تعالى ونواهيه. وكل ما أسميته حرية في الاسلام باستثناء الحرية التي هي مقابل نظام الرق لا يسمى في الاسلام حرية بل هي أحكام شرعية لا تخرج عن الأحكام الشرعية الخمسة والتي هي الواجب والمندوب والمكروه والحرام والمباح . ووصف الحرية بالواعية أو بالمسؤولة أو بالبارة أو بالصحيحة الملتزمة ، وكذلك القول بالحرية ضمن الضوابط الشرعية يتناقض مع وصف الحرية لأن الحرية تنفي وجود قيود، فإذا وجدت قيود على حرية الانسان انتفت حريته.

وأما قولك ( وقمة الحرية - في التصوّر الإسلامي - قمة العبودية لله، ككفتا ميزان تعلو إحداهما لتهبط الأخرى، كلما قدمت تنازلات في خط العبودية لله كلما تنازلت عن درجة حريتك، وكلما ارتقيت في درجات عبوديتك لله كلما ارتفعت في درجات حريتك ). فيناقض بعضه بعضا ، لأن العلاقة بين الحرية والعبودية لله تعالى بحسب تشبيهك ( ككفتا ميزان تعلو إحداهما لتهبط الأخرى ) يحتم أن تقول : ( كلما قدمت تنازلات في خط العبودية لله كلما ارتفيت بدرجة حريتك، وكلما ارتقيت في درجات عبوديتك لله كلما هبطت في درجات حريتك )، وهذا هو الصحيح ، إذا ارتفعت واحدة هبطت الأخرى ، لأنك إذا تمسكت بعبوديتك لله تعالى ازددت تمسكا بأوامره ونواهيه، بمعنى أن القيود على تصرفاتك تزداد كلما ازددت طاعة لله تعالى وازياد القيود نقصان في درجة الحرية والعكس صحيح. فقولك : ( كلما قدمت تنازلات في خط العبودية لله كلما تنازلت عن درجة حريتك، وكلما ارتقيت في درجات عبوديتك لله كلما ارتفعت في درجات حريتك ) خطأ فوق أنه يتناقض مع التشبيه بكفتي الميزان.


هذا بالنسبة للحرية، أما العدالة فإن مفهوم العدالة في الاسلام يختلف عن مفهومها في الحضارة الغربية، فما يراه الاسلام عدلا ليس هو العدل من منظور الحضارة الغربية، وما تراه الحضارة الغربية عدلا لا يراه الاسلام عدلا، فمثلا الاسلام يعتبر أن تطبيق جميع الأحكام الشرعية يحقق العدل، كقطع يد السارق، وكمنع المرأة من تولي منصب الخلافة، وكاعتبار جميع جسد المرأة عورة باستثناء وجهها وكفيها، واعتبار عورة الرجل ما بين السرة والركبة فقط، وكجعل نصيب المرأة في الميراث نصف نصيب الرجل في حالات ، وكنصيب الرجل في حالات أخرى ، فهذه الأحكام على سبيل المثال لا الحصر تعتبر في منظور الحضارة الغربية ظلما لا عدلا .
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #15  
قديم 11-10-2001, 01:09 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

المساواة بين الرجل والمرأة :

قلت : ( وكرّم المرأة وساواها بالرجل في القيمة الإنسانية والتكليف الشرعي والشخصية القانونية المستقلة ).

فكرة المساواة بين الرجل والمرأة فكرة غربية، إذ أن الغرب كان يهضم المرأة حقوقها الطبيعية باعتبارها انسانا، فطالبت بهذه الحقوق واتخذ هذا الطلب بحث المساواة طريقا لنيل هذه الحقوق. وأما التشريع الاسلامي فلم يجعل مسألة المساواة بين الرجل والمرأة أو عدم المساواة محل بحث ولم يأخذ أي منها في الاعتبار في تشريع الأحكام. فالاسلام حين جعل للمرأة حقوقا، وجعل عليها واجبات ، وجعل للرجل حقوقا، وجعل عليه واجبات، إنما جعلها حقوقا وواجبات تتعلق بمصالحهما كما يراها الشارع ، ومعالجات لأفعالهما باعتبارها فعلا معينا لانسان معين. فجعلها واحدة حين تقتضي طبيعتها الانسانية جعلها واحدة، وجعلها متنوعة حين تقتضي طبيعة كل منهما التنوع. وهذه الوحدة في الحقوق والواجبات لا يطلق عليها مساواة كما لا يطلق عليها عدم مساواة ، كما ان ذلك التنوع في الحقوق والواجبات لا يراد منه عدم مساواة أو مساواة ، لأنه حين ينظر إلى الجماعة رجالا كانت أو نساء إنما ينظر إليها باعتبارها جماعة إنسانية ليس غير، ومن طبيعة هذه الجماعة الانسانية أن تحوي الرجال والنساء ، قال الله تعالى : { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء}. وعلى هذه النظرة شرع التكاليف الشرعية، وبحسب هذه النظرة جعل الحقوق والواجبات للرجال والنساء.
من هنا يتبين أيضا أن فكرة المساواة بين الرجل والمرأة بمعنى المساواة في الحقوق والواجبات فوق أنها تتناقض مع التشريع الاسلامي هي فكرة خيالية أي مستحيلة التطبيق في الواقع، إذ أن الرجل والمرأة وإن كانا مشتركين في الطبيعة الانسانية إلا أنهما مختلفان في الطبيعة الجنسية، فالرجل إنسان والمرأة إنسان لكن كل منهما من نوع يختلف عن نوع الآخر، وهذا الاختلاف يحتم إختلاف المعالجات، فمثلا المرأة تحمل وتلد وترضع وهذه تحتاج إلى احكام تنظمها ، فلأجل تحقيق المساواة بينهما فإما أن نضع للرجل نفس هذه الأحكام أوأن نمنع المرأة من الحمل والولادة والرضاعة.


وبناء عليه فإن الصورة التي حاولت رسمها للاسلام من خلال موضوعك وبالألفاظ والتراكيب التي استعملتها في التعبير عن افكارك هي صورة غامضة يمكن أن تختلط من خلالها مفاهيم الاسلام بمفاهيم الغرب عن الحياة .
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #16  
قديم 11-10-2001, 01:59 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Lightbulb

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إن تخوف الأخ (صالح عبد الرحمن) من أن يخلط -أي كاتب- بين مفاهيم الإسلام والمفاهيم الغربية، في محله، لاسيما في هذه الظروف الصعبة التي يستهدف فيها الغرب بكل قوته ورموزه كل ما يمت إلى الإسلام والمسلمين بصلة. وموضوع الخلط بين ما هو إسلامي وما هو غربي خطير ويستوجب أن يفرد له موضوع مستقل.

غير أنه أخطأ في ظنه بأنني وقعت فيما يتخوف منه، وما ناقشه –مقتطَعاً- من مشاركتي وعلق عليه في مشاركته، لا تشير إلى مذهبه لا من قريب ولا من بعيد، لاسيما وقد اعتمد على قاعدة (مفهوم المخالفة) وهي قاعدة محل خلاف بين علماء الأصول (الأصوليين)، فالقول بأن فتح أندونيسيا أسلوب حضاري لا يعني في حال من الأحوال بأن الأساليب الأخرى التي اتبعها المسلمون لم تكن حضارية، وأصل موضوعي إبراز دور الإسلام في كل خير تبنته الإنسانية لاحقاً وحتى اليوم.

وأخطأ كذلك في فهمه للحرية وللتفرد في الحكم، وما ذكره عن (المرأة) غريب عما كتبته.

أما السطرين الأخيرين من مداخلته، فأعتبرهما سبْق لسان، إذ لا يعقل أن تكون باكورة ما يكتبه مشارك تشكيكاً في موضوع محدد العنوان والسياق والهدف.

وأتابع ما بدأت به عن دورنا في إبراز دور الإسلام الحضاري، فأقول:

(شمس العرب تسطع على الغرب)

كانت أبواب العالم الإسلامي مفتوحة المصراعين أمام قوافل التجار وأفواج الرحالة والحجاج المسلمين القاصدين بيت الله الحرام, والزوّار المسيحيين القاصدين بيت المقدس.

وكانت مساجد الحواضر الإسلامية الكبرى ومدارسها (جامعاتها) محجة طلاب العلم من جميع الأجناس والبلدان والأديان، من الأندلس وإفريقية إلى مصر والشام، في بغداد والبصرة وأصفهان وبخارى وسمرقند، وغيرها، تتواصل مع مدن (بلرم) و(سالرنو) و(ومازرة) في صقلية والجنوب الإيطالي، وتتشابك مع حلقات القيروان وفاس ومراكش في إفريقية، وقرطبة وإشبيلية وبلنسية ومرسية وغرناطة في الأندلس.

ولما استولى النورمان على صقلية سنة (495هـ/ 1102م) بزعامة روجيه الأول, وامتد الغزو الإسباني بعدئذ في الأندلس وتم الاستيلاء على طليطلة وإشبيلية وبلنسية وقرطبة, بقيت شهرة هذه المدن بمدارسها وعلمائها في أوروبا كلها، وحظيت برعاية ملوك إسبانيا لاسيما ملك قشتالة ألفونسو العاشر، فقد كان محبا للعلم, وعرف بالملك الحكيم. وقد أنشأ في مرسية مدرسة للترجمة وتولى الترجمة فيها من العربية إلى اللاتينية مترجمون, من مسلمين ونصارى ويهود.
وفي صقلية احتفظ روجيه الأول بالإداريين والكتّاب المسلمين لدورهم في إدارة البلاد ورعاية شؤونها، واحتفظ بالنظام الإداري الذي أقامه المسلمون في دولهم السابقة, وسار ابنه روجيه الثاني سيرته, وفي عهده استمرت الحركة العلمية في نشاطها, وكان أبرزها ما قام به الشريف الإدريسي من أبحاث في الفلك والجغرافية وتأليفه كتابا في الفلك الجغرافي أهداه إلى (روجيه) وعرف باسم (كتاب روجيه) أو (الروجيري).

وفي سنة (601هـ/ 1205م) آلت جزيرة صقلية إلى الملك الألماني فردريك الثاني فازداد برعايته نشاط الحركة العلمية وولع بالعلماء العرب في مصر والشام فكان يتصل بهم ويستطلع منهم عما يشكل عليه, من ذلك أنه أرسل إلى صديقه (الملك الكامل) الأيوبي عدة مسائل في الهندسة والرياضة فبعث بها إلى علم الدين قيصر بن أبي القاسم الأسفوني المعروف بقيصر تعاسيف (ت650هـ) فكتب جوابها, وكان قيصر أشهر من أنجبت مصر والشام من الرياضيين.

وقد أنشأ فردريك معاهد للعلم في (بلرم) عاصمة الجزيرة وفي (سالرنو) و (نابولي) وكان يفد إليها كثير من طلاب العلم والمعرفة يتلقونها عن علماء عرب يقيمون تحت رعايته, وفيها كانت تترجم إلى اللغة اللاتينية كثير من كتب العرب. ولم يحمل بلاط ألفونسو العاشر وفردريك الثاني من الطابع المسيحي إلا الاسم, إذ غلب عليهما طابع الحضارة الإسلامية بنظامها الاجتماعي والإداري ومنهجيتها العلمية.

وفي مستهل القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) بدأ إنشاء الجامعات في أوروبا. ففي عام 1211م أنشئت جامعة باريس, وفي عام 1215م جامعة أوكسفورد, وفي عام 1221م جامعة مونبيلية بفرنسا، وفي عام 1228م جامعة (سلمنكا) بإسبانيا, وفي عام 1230م أنشئت -بمساعي الملك فردريك الثاني- جامعة في (بلرمو) و(بادوفا)، وفي عام 1232م أنشئت جامعة كمبريدج, وتوالى بعد ذلك إنشاء الجامعات الأوروبية التي ورثت علماء العرب وعلومهم.

ولئن افتخر الغربيون بسقراط وأفلاطون وأرسطو وأرخميدس وأيبوقراط وجالينوس وبطليموس وغيرهم من عباقرة اليونان، فإن البشرية تدين للرواد العرب في العلم التجريبي كالكندي والرازي والبتّاني وابن سينا والفارابي وابن الهيثم والبيروني وابن النفيس والزهراوي وابن زهر وابن رشد وابن طفيل وابن باجة وابن البيطار وغيرهم من الذين لم يكتفوا بالنقل والترجمة –كما يتهمهم الجهلة- وإنما أضافوا إلى المعرفة البشرية منهجية علمية ونتائج صحيحة ما زال عالم اليوم عالة عليها –كما تشهد على ذلك آثارهم ونتائجهم العلمية.

=يتبع=

[ 14-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: صلاح الدين ]
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
  #17  
قديم 11-10-2001, 06:28 PM
YARA YARA غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 734
Post

السلام عليكم
الأخ الفاضل صلاح الدين ،
بارك الله بك ، على هذا الموضوع القيم ،،
فنحن بحاجة إلى يقظة ولو متأخرة ، لنرفع الانسان أولا من التقصير والتجهيل ،
في ظل تحقيق الحرية وصيانتها نصا وواقعا ، والعمل على نشر العلم لانه فريضة ،
وما مساهمات المسلمين العلمية في الماضي والحاضر إلا دليل على أن شمس العرب تسطع
على الغرب والشرق وفي كل مكان ،،،، .
  #18  
قديم 11-10-2001, 08:38 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Lightbulb

السلام عليكم

أخت (YARA) شكر الله لك المتابعة والتشجيع.
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
  #19  
قديم 12-10-2001, 11:50 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ صلاح الدين

ناقشت " بفتح التاء " تعقيبي من خلال استعمال صيغة الغائب ( هو ) موجها خطابك للأعضاء وليس لي ، لكني كما فعلت في تعقيبي الأول سأخاطبك مباشرة ، فأسلوبي من جنس غايتي .

أولا- ورد في تعقيبك ما نصه : ( غير أنه أخطأ في ظنه بأنني وقعت فيما يتخوف منه، وما ناقشه –مقتطَعاً- من مشاركتي وعلق عليه في مشاركته، لا تشير إلى مذهبه لا من قريب ولا من بعيد، لاسيما وقد اعتمد على قاعدة (مفهوم المخالفة) وهي قاعدة محل خلاف بين علماء الأصول (الأصوليين)، فالقول بأن فتح أندونيسيا أسلوب حضاري لا يعني في حال من الأحوال بأن الأساليب الأخرى التي اتبعها المسلمون لم تكن حضارية، وأصل موضوعي إبراز دور الإسلام في كل خير تبنته الإنسانية لاحقاً وحتى اليوم ) .

1- تقول أن قاعدة ( مفهوم المخالفة ) محل خلاف بين علماء الأصول ، وتقول في نفس الوقت : ( فالقول بأن فتح أندونيسيا أسلوب حضاري لا يعني في حال من الأحوال بأن الأساليب الأخرى التي اتبعها المسلمون لم تكن حضارية ) فأنت لم تقل بأن العمل بمفهوم المخالفة غير صحيح أو أنه لا يعمل به وإنما قلت أنه محل خلاف، ولكنك مع ذلك قد نفيت نفيا مطلقا إمكانية أن يفهم مما قلت أن الأساليب الأخرى غير حضارية.

2- العضو المشارك مهند 2 قال في مشاركته : ( السؤال هو اين دورنا في رسم صورة صحيحة عن الاسلام الجواب نستطيع ان ناخذه( من فتح اندونيسا) فقد فتحت من غير سيف ، فمن وكيف وبما ؟ ).
وكان تعقيبك عليه هو : ( أشكر للأخ مهند مداخلته وإجابته الداعية إلى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، واستخدام الأساليب الحضارية كما في فتح أندونيسيا ).

فأنت قد وصفت الفتح بغير السيف بأنه استخدام للأساليب الحضارية ، ومفهوم المخالفة في الصفة يعمل به ، ويوجد ما يدل على أن الصحابة رضوان الله عليهم قد عملوا بمفهوم المخالفة ، ومن ذلك أنهم اتفقوا على أن قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل ) ناسخ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( الماء من الماء ) ولولا أن قوله : ( الماء من الماء ) يدل على نفي الغسل من غير انزال لما كان ناسخا له، فدل على أن مفهوم المخالفة معمول به ، إذ معنى قوله ( من الماء ) أي من إنزال الماء .

3- أما قولك ( وأصل موضوعي إبراز دور الإسلام في كل خير تبنته الإنسانية لاحقاً وحتى اليوم )

فأيضا اقول لك بأن الجهاد في سبيل الله تعالى هو من الخير الذي قدمه الاسلام للانسانية ، لأن الجهاد هو الطريقة الشرعية التي انتشر بواسطتها الاسلام في معظم المناطق التي وصلها الاسلام، ولولا الجهاد لما أصبحت بلاد الشام والعراق وفارس ومصر على سبيل المثال لا الحصر بلادا اسلامية ولما أصبح أهل هذه المناطق بغالبيتهم العظمى مسلمين، إذ أن تطبيق الاسلام تطبيقا فعليا على أهل هذه البلاد كان هو الطريقة العملية التي لمسوا من خلالها عدل الاسلام وشاهدوا من خلالها أحكام الاسلام مطبقة في معترك الحياة، فدفعهم ذلك إلى المقارنة بين حياتهم السابقة وبين حياتهم في ظل الدين الجديد فاعتنقوه عن قناعة لا بالاكراه.
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #20  
قديم 12-10-2001, 11:53 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

ثانيا- ورد في تعقيبك : ( وأخطأ كذلك في فهمه للحرية وللتفرد في الحكم، وما ذكره عن (المرأة) غريب عما كتبته ).

1- بالنسبة للحرية ما ورد في تعقيبي هو :
( مسألة الحرية في الاسلام أفردت لها مساحة واسعة في موضعك، وكذلك العدالة ، ولأن الحرية وكذلك العدالة مصطلحان يختلف مفهومهما باختلاف وجهة النظر في الحياة كان لا بد من بيان وجود فرق واختلاف كبير بين مدلول الحرية التي جاء بها الاسلام وبين الحريات العامة التي جاء بها الغرب ، وكذلك وجود فرق بين العدالة في المفهوم الاسلامي والعدالة في المفهوم الغربي ) .

فما قلته في تعقيبي هو أنه يجب بيان وجود فرق بين مفهوم الحرية في الاسلام وبين مفهومها في الحضارة الغربية ، فلم أقل ان مفهومك للحرية هو نفس المفهوم الغربي ، أنت لم تبين وجود فرق وأنا قمت ببيانه حتى لا يحصل خلط في الأذهان بين المفهومين، وهذا البيان واجب لأن المصطلح الغربي موجود ، والدعاية الواسعة التي تهدف للتأثير في الرأي العام في العالم الاسلامي إنما هو للمفهوم الغربي، فطرح الحرية والقول بأن الاسلام ينادي بالحرية من دون بيان وجود فرق بين المفهوم الغربي والمفهوم الاسلامي يؤدي إلى الخلط، والحيطة واجبة. فما هو الخطأ في أن أقوم ببيان وجود فرق واختلاف بين المفهومين ؟!

ورد في تعقيبي أيضا : ( وكل ما أسميته حرية في الاسلام باستثناء الحرية التي هي مقابل نظام الرق لا يسمى في الاسلام حرية بل هي أحكام شرعية لا تخرج عن الأحكام الشرعية الخمسة والتي هي الواجب والمندوب والمكروه والحرام والمباح . ووصف الحرية بالواعية أو بالمسؤولة أو بالبارة أو بالصحيحة الملتزمة ، وكذلك القول بالحرية ضمن الضوابط الشرعية يتناقض مع وصف الحرية لأن الحرية تنفي وجود قيود، فإذا وجدت قيود على حرية الانسان انتفت حريته ).

فأنت في موضوعك قد تحدثت عن الحرية في الاسلام، وقمت باطلاق وصف الحرية على بعض الأحكام الشرعية ، ووصفت الحرية بالواعية وبالبارة .. إلخ وقمت أنا بنقد ذلك كله فإما أن يكون انتقادي خطأ أو يكون صوابا، فإذا كان خطأ فالأولى أن تقوم ببيان وجه الخطأ حتى يتضح الصواب لا أن تكتفي بالقول بأن فهمي للحرية خطأ.

وأيضا ورد في تعقيبي ما نصه : ( وأما قولك ( وقمة الحرية - في التصوّر الإسلامي - قمة العبودية لله، ككفتا ميزان تعلو إحداهما لتهبط الأخرى، كلما قدمت تنازلات في خط العبودية لله كلما تنازلت عن درجة حريتك، وكلما ارتقيت في درجات عبوديتك لله كلما ارتفعت في درجات حريتك ). فيناقض بعضه بعضا ، لأن العلاقة بين الحرية والعبودية لله تعالى بحسب تشبيهك ( ككفتا ميزان تعلو إحداهما لتهبط الأخرى ) يحتم أن تقول : ( كلما قدمت تنازلات في خط العبودية لله كلما ارتقيت بدرجة حريتك، وكلما ارتقيت في درجات عبوديتك لله كلما هبطت في درجات حريتك )، وهذا هو الصحيح ، إذا ارتفعت واحدة هبطت الأخرى ، لأنك إذا تمسكت بعبوديتك لله تعالى ازددت تمسكا بأوامره ونواهيه، بمعنى أن القيود على تصرفاتك تزداد كلما ازددت طاعة لله تعالى وازياد القيود نقصان في درجة الحرية والعكس صحيح. فقولك : ( كلما قدمت تنازلات في خط العبودية لله كلما تنازلت عن درجة حريتك، وكلما ارتقيت في درجات عبوديتك لله كلما ارتفعت في درجات حريتك ) خطأ فوق أنه يتناقض مع التشبيه بكفتي الميزان ).

السؤال هنا هو : أين الخطأ في كل ما ورد في هذه الفقرة ؟


2- أما بالنسبة للتفرد في الحكم ، فما وردت في موضوعك هذا نصه : ( وما من شك بأن التفرد والاستبداد كارثة على الشعوب، والاستبداد يضيق بالنقد والنصح والحسبة، والتفرّد يغتال المواهب، ويقضي على الإبداع، ويزرع الرعب حتى يصبح المواطن خائفاً من أقرب المقربين إليه، لا يأمن من نفسه على نفسه، ولهذا صار الحكم الفردي عاراً على أصحابه، ووصمة سلبية في جبين الإنسانية، وعقبة كأداء تحول بين الإنسان والبناء الحضاري، وأي حياة هذه بدون حرية واعية، وشورى ناضجة، وسلطان يحفظ للإنسان كرامته؟ والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: (إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له: إنك أنت ظالم، فقد تُودّع منها) ).

فأنت هنا قد ربطت بين الحكم الفردي والاستبداد ، ثم قلت أن الحكم الفردي أصبح عارا على أصحابه ، ووصمة سلبية في جبين الإنسانية، وعقبة كأداء تحول بين الإنسان والبناء الحضاري. وهذا خطأ ، فقمت بتصويب مفهومك عن الحكم الفردي وعن الاستبداد، من حيث أن الحكم الفردي الذي تهاجمه موجود في الاسلام ، ومن حيث أن الربط بين الحكم الفردي والاستبداد خطأ، فقد ورد في تعقيبي ما نصه :

( شكل الحكم في الاسلام ليس استبداديا ولا ديموقراطيا، إذ هو شكل فريد لا يشبه أي نظام ولا يشبهه أي نظام. والقيادة في الاسلام فردية وليست جماعية ، قال صلى الله عليه وسلم ( لا يحل لثلاثة بفلاة من الأرض إلا أمروا احدهم ) فالرئاسة أو الامارة أو القيادة في الاسلام فردية وليست جماعية. وكون القيادة فردية لا يعني أن الحكم في الاسلام ديكتاتوري، فالفردية لا تساوي الديكتاتورية، والذي يرفض الديموقراطية لا يعني بالضرورة أنه ينادي بالديكتاتورية، فالاسلام يتناقض مع الديموقراطية كما يتناقض مع الديكتاتورية، فهو نظام فريد ) .

فالأولى بك ان لا تكتفي بالقول ان فهمي للحكم الفردي خطأ ، بل الصواب هو ان تبين وجه الخطأ في كل ما ورد في ردي على موضوعك بخصوص ما قلته أنت عن الحكم الفردي. فبإمكان اي واحد ان يصف افكار غيره بأنها خطأ من دون أن يبين وجه الخطأ فيها ، لكن هذا لا يكفي لنقض الفكر، وليس هو أيضا الطريقة الصحيحة في تمحيص الأفكار لأجل اخذ الصواب وترك الخطأ، والارتقاء لا يمكن أن يحصل إلا بدوام البحث والتنقيب عن الحقائق .


3- أما قولك ( وما ذكره عن (المرأة) غريب عما كتبته ).
ما ورد في تعقيبي هو نقض لفكرة المساواة بين الرجل والمرأة من حيث أنها فكرة غربية ، وخيالية غير قابلة للتطبيق، ومن حيث أن التشريع الاسلامي لم يأخذ مسألة المساواة او عدم المساواة في الاعتبار في تشريع الأحكام . وهذا داخل في صلب ما كتبته أنت ، فأنت قد قلت ما نصه : ( وكرّم المرأة وساواها بالرجل في القيمة الإنسانية والتكليف الشرعي والشخصية القانونية المستقلة ).
فهل ما ورد في تعقيبي غريب عما كتبته أنت ، ألا يفهم من منطوق ما كتبته أنت أن الاسلام ساوى بين الرجل والمرأة ؟!
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م