مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01-11-2001, 09:32 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Exclamation (بوش) مسيطر تماماً على الوضع!

(ولا يهمك، أنا مسيطر تماماً على الوضع) عبارة باتت مشهورة لكثرة ظهورها على أجهزة التلفزة في ختام دعاية ظريفة عن إحدى مستحضرات الأطفال، ولست أعرف سرّ تخيلها على ألسنة القادة الميدانيين الذين يوجهون القصف فوق القرى الأفغانية فيسقط عشرات من الإرهابيين (الأطفال) المسؤولين عن جرائم العصر ابتداء من التلاعب بأنظمة الحكم والقيام بانقلابات على الديمقراطية وانتهاء بنشر الأوبئة وحبوب الهلوسة، مروراً بابتلاع الشركات المالية الضخمة، والتلاعب بالأمن الاقتصادي بإشعال الفتن والحروب.

فهنا طفل واحد بقي من عائلة مؤلفة من أحد عشر شخصاً. وهناك أربعة أطفال سقطوا من أسرة واحدة كانوا متحلقين حول مائدة الإفطار مع أب وأم، كان آخر همهم أن يؤذوا أحداً إضافة على أكبر دول العالم المعاصر. وقائمة الشهداء الأطفال، وصور أشلاء الأطفال في كابل وقندهار ومحيطهما، لا تنتهي، ويبحث المشاهد الغربي عن صورة يتيمة لألعابهم حتى يتأكد من أن القصف قد طال أطفالاً لا إرهابيين، فلا يجد، ويصدّق رواية الإنكار الرسمية، فهو لا يعلم أن حالة التقشف التي يعيشها هؤلاء الأطفال لا تترك من آثار ألعابهم شيئاً، لأنهم ببساطة لم يتمتعوا بهذا الترف الذي تراه في أفلام الافتراء الإسرائيلي (المدبلجة) عقب كل هجوم استشهادي يطال تجمعات المجندين الإسرائيليين.

وهل رأيت صور جثث مجموعة من جنرالات الحرب الشرسين سقطوا في مستشفى عسكري تحت ضربات الصواريخ الذكية الموجهة حاسوبياً بالأقمار الصناعية! غير أنهم جنرالات محتمَلين في المستقبل، لأن أكبرهم لا يتجاوز العاشرة، ومع ذلك تصر (المصادر المسؤولة) أن المستشفى الذي دمر على رأس من فيه (مستشفى عسكري) وأن صور الأطفال القتلى مزوّرة، وكأن ضرب المستشفيات –حتى لو كانت عسكرية- أمر مستساغ إنسانياً وقانونياً.

(ولا يهمك، أنا مسيطر تماماً على الوضع) كلمة أتخيلها على أفواه القادة الميدانيين الأشاوس عندما يجيبون على أسئلة مسؤوليهم السياسيين الباحثين عن أي انتصار -مهما كان هزيلاً- على الإرهاب والإرهابيين، ولعلك تستغرب –مثلي- وأنت أمام مؤتمر صحفي لأحد كبار المسؤولين في الإدارة العتيدة وهو ينكر بأسلوب شاروني أن كل ما ينقل من صور عن مجازر طالت المدنيين أو أشلاء أطفال ما هي إلا صوراً (مفبركة) لأن دولته دولة عظمى، ودولة حضارة وقانون ولا تجيز انتهاك حقوق الإنسان.

ولعلك تستغرب –مثلي- جواب أحد الكبار الذين تزين نياشين مرحلة فيتنام صدورهم وأكتافهم وهو يبرر قصف قرية أفغانية زراعية وقتل كل سكانها، عن بكرة أبيهم: (تعلمون، في الحرب يسقط بعض الضحايا المدنيين)!

لقد اشتطت الآلة العسكرية فيما تقوم به من توجيه ضرباتها إلى المدنيين والمنشآت المدنية، وتجاوزت بكثير ما أعلنته القيادة السياسية من استهداف بؤر الإرهاب والتوتر، وما وعدت به من القضاء على النظام المتخلف وعلى التنظيم المتطرف المحتمي به، وباتت أخطاؤها أكبر من صوابها، حتى ألقت ببعض حمولتها –خطأ- على مناطق حلفائها الشماليين، وصرنا نتوقع في كل يوم مجزرة في بيت لحم تتناغم مع مجزرة شبيهة في قندهار وجوارها، وكأن جنون الشرق الأوسط أصبح داء منتشراً كجنون البقر، لا يميز بين الصديق والعدو، والمجرم والبريء.

قد لا يعنينا سقوط نظام طالبان والإمساك بضيوفها، ولكن –بالتأكيد- تعنينا معاناة الشعب الأفغاني من منطلقات إسلامية وإنسانية وحضارية، فالإنسان هو الإنسان، وحقوقه هي نفسها سواء أقام في حواضر العالم الصناعي الغربي، أم في مجاهل الأمازون، وما يجري في أفغانستان تجاوز حدود الخطأ غير المقصود، إلا إذا كانت مرحلة السلم الطويلة التي رتع بها جنرالات الحرب قد افقدتهم –مع جنودهم- مهارات القتال المطلوبة للتمييز بين العسكري والمدني، وبين مشفى الأطفال وقواعد المقاتلين.

(ولا يهمك، أنا مسيطر تماماً على الوضع) كلمة لطيفة (مهضومة خفيفة الدم) في الإعلان التجاري المتلفز، ولكنها سمجة قاسية ثقيلة في إجابات القادة الميدانيين الذين يحركون أزرار المعركة ألكترونياً، والمواقع والضحايا –في نظرهم- مجرد أرقام على لوحة الحواسيب الآلية، لا تختلف في كثير أو قليل عن ألعاب (البلاي ستايشن) في يد طفل يتبرم بالفراغ والرفاهية التي تحيط به.

ولا يضيرنا أن يستبدل الشعب الأفغاني قيادته الحالية بأية قيادة أخرى معتدلة ومقبولة من جميع الشرائح، وهذا حق الأفغان، كما هو حق أي شعب من الشعوب.

ولا يعنينا أن نحدد للدولة العظمى سياساتها الخارجية، ولكن يعنينا من مواقعنا الإسلامية والإنسانية والحضارية أن نطالب بوقف شلال الدم في أفغانستان، كما نطالب بوقف شلال الدم في فلسطين، ومصادر تغذيتها أطفال ونساء ومزارعين أبعد ما يكونون عن الإرهاب والإرهابيين.

ومن نفس الموقع نثمّن الموقف السياسي المتزن الذي أعلنته بعض الدول العربية والإسلامية بتأييد الحرب على الإرهاب والإرهابيين، ولكن مع ملاحظة الإرهاب الإسرائيلي، وبعيداً عن المساس بحقوق الإنسان، وباقتصار الحرب على من تثبت عليه الإدانة، وبالتمييز بين العابثين بأمن الأفراد والدول وبين المجاهدين في وجه الاحتلال. وإلا فإن الخشية كل الخشية ألا يتمكن أحد بعد ذلك من (السيطرة على الوضع).
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م