مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-06-2003, 09:15 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي الطريق الى الحرية من سجون العراق



الحلقة الاولى

الهروب الى الحريه


لم تكن صبيحة اليوم الرابع من كانون الاول عام 1979 تختلف عن غيرها من ايام شتاء بغداد الباردة , فبعد الاستيقاظ لصلاة الفجر ،وتناول الفطور مع العائلة ودعت زوجتى الكندية ام زهراء وابنتى الكبيره زهراء(5 سنوات) والثانيه مريم( ثلاث سنوات)، وقبلت الصغير محمدابراهيم(9شهور) وغادرت منزلى الكائن فى مدينة المنصور التى تعد من اجمل مناطق بغداد ،متجها الى مقر عملى فى مركز البحوث النوويه فى التويثه -احدى ضواحى بغداد الجميله والتى تغفو على ضفاف دجله -وبينما السياره تنهب الطريق نهبا، اخذت الشمس ترسل اشعتها الذهبيه هادئه وديعه متغنجه لتعانق صعيد العراق وهكذا وانا بالسياره راودتنى افكار وخواطر تدور فى راسى كما النبضات - الثوره ، الاسلام ، العراق, الخمينى، التغيير،حزب السلطه،الارهاب والانتصار وقد استرجعت فى مخيلتى شريط الاحداث للاشهر العشرة الماضيه فمنذ انتصار الثورة الاسلاميه فى ايران (شباط 1979) يلف المنطقه دوى هائل لا يكاد يصمت وكان الشعب العراقى من اول الشعوب التى تأثرت بهذه الثوره والتى هزت اركان السلطه فى بغداد وتخوفت من وصول هذا الاعصار الى العراق فقامت وكالعاده بسفك دماء احرار العراق فى ابشع اعمال دمويه وتصفيه جسديه لقد كان هاجس الاعتقال والمطارده يساور كل اسلامى ليس ذنبه الا انه يحب الرسول الاعظم واهل بيته الطاهرين عليهم السلام كذلك تذكرت المهندس الشهيد علاء الشهرستانى الذى صفاه النظام , وبالطريق الى مركز البحوث النوويه والذى حفظت طريقه لانى قمت بالمرور به مئات المرات وذلك منذ عام 1970 بداية عملى فى هذا المركز دخلت مكتبى مبكرا وكالعاده بدات عملى باعتبارى مستشارا علميا فى منظمة الطاقه الذريه العراقيه وهى اعلى رتبه علميه تمنح لاهل الاختصاص فى المنظمه ومرت ساعات العمل بشكل طبيعى رغم ان اجواء الوطن كانت مشحونه بالتوترات والمفاجات حيث ان وتيرة المطاردات والاعتقالات والمحاكمات الصوريه والاعدمات الجماعيه وعمليات القتل والاغتيال فى الشوارع قد ارتفعت خلال الشهورالماضيه, وعندما اشرف العمل على الانتهاء كان كل يوم نجلس انا والزميل الدكتور جعفر ضياء جعفر وهو ايضا بدرجة مستشارعلمى وكان والده يشغل وزير فى العهد الملكى فى العراق ولم يكن منتمى الى حزب السلطه وكان يتمتع بثقافه غربيه وبينما انا والدكتور جعفر نتجاذب اطراف الحديث دخل علينا مدير المركز همام عبد الخالق ويرافقه الدكتور خالد سعيد المسؤول عن تنفيذ المشروع الفرنسى وهم لم يكونا على درايه علميه كبيره بالطاقه النوويه ولاكن بسبب انتمائهم الى حزب السلطه فقد ترأسو هذه المراكز ، ولم يثر دخولهم المفاجئ اى اهتمام لدى وذلك بسبب انه يحدث كثيرا بسبب العمل ولاكنى لم اعرف مسبقا ان دخول الرجلين كان بالتنسيق مع ضابط امن المركز الذى طلب منهما العمل على الهائى ريثما يغادرالمركز جميع العاملين , وفجاه دخل ضابط الامن بالمركز وهو يقول ...... اسمحوا عندى سؤال من الدكتور حسين
تفضل اسال قلت له فاجاب لا ليس هنا تفضل معى بالخارج دقيقه وسوف تعود؟
من خلال هذه العباره قرات كل شى ...... فدقيقة رجال الامن قد تعنى انك لن تعود الا بعد سنوات وقد تعنى انك لن تعود الى اهلك أبدا ... عرفت ان الامر اعتقال فخاطبت زميلى الدكتور جعفر ... ارجو اخبار عائلتى اذا تاخرت وفور خروجنا من المكتب تغيرت تصرفات الضابط المؤدب اذ كشر عن انيابه ثم ربط يدى من الخلف وعصب عينى بعصابه سوداء لكى يرفع بذالك النقاب عن وجه نظامه الظالم المتسلط وهكذا قادانى الى سيارة الامن التى كانت تنتضرنى ودفع بى فى الحوض الخلفى للسياره وجلس احدهم على يمينى والثانى على يسارى وانطلقت السياره تسابق الريح الى مدينة الرعب والظلام

الرعب والدم
وسط عاصمة الرعب تقع (مديرية امن بغداد)هذاالعنوان الرهيب الذى لا يعنى للعراقيين غير الاعتقال .. الانقطاع .. الرعب..الضياع وانتزاع الاعترافات الوهميه.. واخيرا الموت،ويخشى العراقيون حتى النظر الى جدرانها من بعيد فهى تستقبل كل يوم افواجا من المواطنين رجالا ونساء الذين لم ينقموا منهم الا انهم قالوا ربنا الله ، ثم تودعهم الى طاحونات الموت القاسيه ادخلونى فى غرفة تقع عند الباب تشبه غرفة الاستعلامات وقالوا لى اجلس وانتظر وانتظرت طويلا ولم يحصل اى شئ .. وهذا اسلوب الانتظار الطويل من اشهر اساليب الاجهزة القمعية لتحطيم اعصاب المعتقل وتوتيرها قبل جلسة التحقيق الاولى ،وعندما لاحظت ان الشمس قد اذنت بالمغيب ،ولاننى لم اكن قد صليت الظهر والعصر فخشيت ان يفوتنى الوقت فقلت لهم اريد ان اصلى فاجابو لا داعى للصلاة ووجدت ان الجدال معهم غير نافع . فتركتهم وتيممت,ثم وقفت للصلاة بين يدين ربى ،ولاكنهم سحبونى اثناء الصلاة وقالو المديرقد وصل قادونى الى غرفة المدير ,وقبل الدخول شاهدت عند الباب ضابطا معروفا يلقب بجزار البصرة واسمه فاضل الزرقانى الذى قام بتفتيشى بحثا عن السلاح,ولما لم يجد سلاحا ادخلنى الى الغرفه , وكان فاضل البراك مدير الامن العام والذى كان يلقب ب (بريا) سفاح الكى جى بى فى عهد ستالين الدموى , وكان جالسا الى جنب مدير امن بغداد ,طلبوا منى الجلوس فجلست متوكلا على الله سبحانه وتعالى وبدأ فاضل البراك التحقيق وكان اول سؤال ؟
ماهى علاقتك بحزب الدعوه؟
انكرت ان تكون لى اية علاقه بالحزب المذكور ,ولم يكن انكارى تهربا من الاعتراف بل كان بيانا للحقيقه,اذ لم تكن فعلا لى اية علاقه تنظيميه باى حزب اسلامى بالرغم من نشاطاتى الاسلاميه السابقه فى كل من انجلترا وكندا، وبالرغم من مواقفى السياسيه من موقع التزامى الدينى ثم سالنى ما هى علاقتك ب(ج . ز) ؟
واجبت بانه احد معارفى ... فقال لى لقد اعترف عليك بان لك علاقه تنظيميه به وانه قد زودك بالسلاح فاجبت منكرا التهمه وقلت له لا تربطنى اية علاقه تنظيميه به او باى شخص اخر فقال البراك هاتو الرجل ولما اتو به لم اتعرف بالبدايه عليه فى الوهله الاولى فقد كانت ملامحه متغيره تماما نتيجة التعذيب وكان منهكا تماما وشبه مشلول علما انه لم يكن قد مضى على اعتقاله اكثر من يومين وبكلمات منهكه ومتهدجه قال الرجل انا اعرف الدكتور حسين وكنت التقى به وكان ينتقد النظام ويتكلم ضد الحزب والثوره وضد الرئيس صدام حسين , الا انه انكر تهمة العلاقه التنظيميه وكذلك تهمة تزويدى بالسلاح وهنا اخذت زمام المبادره وخاطبت البراك قائلا انا اعرف ظروف هذا الرجل ولاكن يبدو واضحا بانه لا يعى كلامه وقد يكون مرغما على الادلاء باعترفات غير واقعيه وانى انكر ما ينسبه لى باستثناء دعواه بانى انتقد النظام وانتهاكه لحقوق الانسان حيث الاعتقالات والاعدامات فى صفوف الاسلاميين فخاطبنى البراك بلهجه اكثر جفافا وشده .. انا انصحك بالاعتراف, ومن الممكن عندها ان نتساهل معك,والا نضطر ان نتبع معك اساليب اخرى وننتزع منك اعترافات التى نريدها الا انه لم يجد منى الا الاصرار على موقفى
وعندها صاح البراك خذوه .. فدفعنى الزرقانى خارج الغرفه وعصب عينى بعصابه احكم شدها بحيث لم استطع رؤية شئ ابدا ثم ربط يدى بحبل الا الخلف وقادنى عدة امتار ثم دفعنى الى على سلم يؤدى الى الطابق السفلى فتدحرجت من مرقاه الى ان وصلت الى اسفل السلم بهذه الطريقه المبتكره , حيث وجدت نفسى فى دهليز مظلم تحت الارض يضم العديد من غرف التعذيب الرهيبه التى تشتهر بها مديرية الامن

لغة الصنارة
سحبنى جلاوزة الامن الى احدى غرف الدهليز المظلم حيث تلخص تلك الغرفه كل فلسفة حزب السلطه وتمثل افضل نموذج تطبيقى لافكار صدام حسين وفلسفة وجوده على راس الحزب والسلطه كما تعكس بكل وضوح الحياة التى يعيشها الشرفاء من ابناء الوطن .. غرفة التعذيب تترجم كل الشعارات الوطنيه والقوميه لحزب البعث العراقى عبر الالات والعضلات فحيث عجزت اساليبهم ومراوغتهم الكلاميه عن انتزاع اية معلومات اواعترافات , قرروا اسلوبهم المفضل علقونى بصنارة مثبته بالسقف من يدى المربوطتين الى الخلف وتسمى هذه الطريقه بالفرانكويه لانها من ابداعات النظام الفرانكوى باسبانيا وتركونى لعدة دقائق كانت قابله للتحمل للوهله الاولى الا انه بعد مرور حوالى عشر دقائق بدات اشعر بالم رهيب فى الكتفين وكانهما تكادان تخلعان واخذ الالم يمتد شيئا فشيئا ليشمل كل الاعصاب المنتشره فى جسمى ... ثم اخذ الجلاوزه باستخدام العصى الكهربائيه وتسمى فى قاموس حزب السلطه الزنبور يضعونها فى المناطق الحساسه من الجسم بحيث كان التيار يسرى فى العروق ويهز الجسم هزا عنيفا وانا معلق بالسقف ومع كل لسعه كهربائيه كانت قهقهات المحققين تعلوا ارتياحا للخدمه التى يقدمونها لاحد ابناء الشعب ولكى يضمنو انهيار السجين
بالكامل والقضاء على معنوياته كانت السياط والكيبلات الغليظه تتلوى على بدنى الذى بدا منهكا من اثر التعذيب وكانت لسعات السياط تلدغ كل اعضاء جسمى وتحفر عليه خطوط داميه سرعان ما تتورم وكانها لحوم اضافيه نبتت كحبال ملتويه على كل انحاء الجسد وينبعث منها الم قاتل كان ثلاثة اشخاص او اربعه من الجلادين يقومون بمهمة التعذيب احدهم فاضل الزرقانى الذى كنت اعرفه من صوته لاننى واجهته قبل ذلك فى جلسة التحقيق الاولى فى غرفة مدير الامن كما كان فاضل البراك موجودا فى بداية التعذيب الا انه ترك المهمه لزملائه وذهب لمتابعة مسؤولياته الوطنيه الاخرى .. الجلاوزه يلحون على بالاسئلة المتتابعه عن التنظيم ..السلاح ..المنشورات .. التأمر .. اعضاء الخليه الحزبيه .. و .. وانا اصر على موقف النفى والانكار والسكوت .. وكلما كنت اوشك على الاغماء وفقد الاحساس , كانو ينزلوننى من الصناره ويرشون على الماء وثم بعد الافاقه يعلقوننى من جديد وكان الجلاوزه يواصلون التعذيب اثناء التعليق بمختلف الاساليب الى ان يتصبب عرق بارد من بدن السجين , وكان هذا علامه على ان الفرد معرض للموت خلال دقائق, ربما لتعرض القلب لضغط هائل واحتمال توقفه المفاجئ عن النبض لذلك كانو يسرعون الى انزال السجين من الصناره وتركه لفتره ريثما يستعيد انفاسه ثم يعلق مره اخرى وهكذا تتوالى حلقات المسلسل التعذيبى وتطبيق مبادئ الحزب والثوره بحق ابناء الشعب والوطن هذا وقد تمزقت ملابسى اثناء التعذيب التى استمدت طوال الليل ففى قاموس السلطه لا توجد مفاهيم الحياة والكرامه كانت لسعات القضبان الكهربائيه تطالبنى بالاعتراف بالاتى
اولا.. الانتماء لتنظيم معاد للنظام الحاكم
ثانيا.. امتلاك سلاح لاغراض معاديه للحزب والثورة
ثالثا.. الادلاء باسماء الاشخاص الذين اتعاون معهم وهم معادين للسلطه والرئيس صدام حسين

__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م