مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-08-2003, 03:52 PM
صقر الامارات صقر الامارات غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: الامارات العربية المتحدة .
المشاركات: 155
Cool جامع الزيتونة . . قلب تونس النابض .

# ( جـامـع الـزيتــونــة ) قلب تـونـس النـابض .



لقرون عدّة لم تكن تونس المدينة سوى قرية صغيرة ، في محيط عاصمة الحضارة قرطاج ، ولم تتحول تونس إلى مركز ومدينة إلاّ بعد الفتح الإسلامي وإعلاء صرح الزيتونة .

ويعتبر جامع الزيتونة في تونس واحداً من أهم مساجد المغرب العربي ، إن لم يكن أهمها لأسباب كثيرة ، منها عامل القدم ، فهو قديم العهد بجانب احتفاظه بعناصره المعمارية والزخرفية الأولى منذ نشأته ، ثم لشهرته كجامعة علمية قديمة ما زالت تدرّس فيها علوم اللغة العربية والتاريخ الإسلامي والفقه .

وتاريخ هذا الجامع كان يعتريه بعض الغموض ، حيث أغفل المؤرخون وصفه في سجلاتهم التاريخية . بجانب ذلك كان مغلقاً في وجه الأجانب من غير المسلمين ، الأمر الذي أدّى إلى قيام أي دراسة أثرية علمية له . وظلّ الجامع مع أهميته مجهولاً لدى مؤرخي الفن ، لا يذكرون عنه إلاّ إشارات تتعلق بوصف جدرانه الخارجية والأسواق المحيطة به .

• تاريخ البناء:
وقد اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ بناء الجامع ، فيذكر البكري أنّ حسّان بن النعمان أقام مسجداً في تونس عام 84 هـ( 732م ) . ولكن هذه العبارة المقتضبة لا تشير إلى بناء جامع الزيتونة على يدي عبيد بن الحبصان عام 14 هـ (703م ) ويختلف معه ابن عذارى في تحديد تاريخ البناء ، فيذكر أنّ أبا إبراهيم أحمد بن محمد بن الأغلب أمر ببناء المسجد الجامع في تونس ، وأنه شرع في البناء عام 248هـ ، ومات الأمير بعد ذلك بعام من دون أن يكتمل البناء ، فأتمه أخوه أبو محمد زيادة الله الذي تولّى الإمارة من بعده .

ولم تذكر المراجع التاريخية أي شئ عن جامع الزيتونة خلال القرون الأربعة التالية للتاريخ الذي حدده النويري ، كما تمّ تجاهل الإصلاحات التي أدخلت على الجامع ، فيذكر الزركشي أنه شرع في إصلاح جامع الزيتونة وتحسينه وزخرفته في عهد الواثق ، وتمت أعمال الإصلاح في 15 من شهر شعبان عام 676هـ ، ويضيف الزركشي أن السلطان يحيى زكريا أمر بصنع أبواب خشبية للجامع .

وفي دراسة أجريت على جامع الزيتونة ما بين عامي (1932 _ 1948م) جاء فيها أنّ الجامع أنشئ وجدّد وأُصلح وأُضيف إليه وزُخرف فيه خلال عصور مختلفة لو تركت لعلماء الآثار لتضاربت فيها أقوالهم ، ولكنْ ذلك كلّه مسجل في نقوش الجامع مثل تاريخ البناء المسجل في قبّة المحراب الذي جاء فيه: ( بسم الله الرحمن الرحيم ، أمر بعمله الإمام المستعين أمير المؤمنين العباسي طلب ثواب الله وابتغاء مرضاته على يدي نصير مولاه سنة خمسين ومائتين ) .

ويتميز جامع الزيتونة بظهور عنصر زخرفي يقوم على تناوب اللونين الأبيض والرمادي في كتل الحجارة التي تؤلف مداميك البناء داخل قبّة المحراب ، وقد ظهرت هذه الزخرفة في البداية في قبّة المحراب من الداخل ، ثم اتبعت في زخرفة عقود قبّة البهو وفاضت في داخلها وخارجها وغمرت كلّ بنائها ، فغطت العقود وامتدت إلى الجدران نفسها .

وازدانت دعائم الطابق الثاني من القبة بمربعات ملونة قائمة على رؤوسها ، وقد تحول اللون الرمادي خارج القبة إلى اللون الأحمر ، وهكذا اكتسبت هاتان القبّتان مظهراً زخرفياً رائعاً وانفردتا به بين قباب الإسلام جميعها .

ومن المحتمل أن يكون مهندس جامع الزيتونة قد استلهم من عقود جامع قرطبة التي تتبادل فيها قطع الحجارة البيضاء مع قطع الآجر ، فيحدث من ذلك نوع من الزخرفة المعمارية البسيطة ، وظهر هذا النوع من الزخرفة في بوابات الجامع على هيئة مربعات شطرنجية .


ويوجد في جامع الزيتونة منبر يرجع تاريخه إلى عام 250هـ يشبه إلى حد كبير منبر جامع القيروان ، ولكنّه أصغر منه حجماً ، ولم يتبق من حشواته الكثير التي كانت تؤلف كتفيه سوى 22حشوة مستطيلة في كل من الكتفين ، وتزدان هذه الحشوات بزخارف هندسية محفورة حفراً غائراً مفرغاً من مربعات ودوائر ومعينات .

*الــدور التعليمــي:
أمّا عن الدور التعليمي للزيتونة ، فقد اشتهر هذا الجامع منذ القدم بدوره في نشر العلوم الإسلامية ، لكنّه لم يتفرد بذلك عن بقية جوامع تونس ، خاصة قبل عهد الوالي أحمد باشا باي الحسين ، وقد قام هذا الوالي بإصدار أمره في 27رمضان 1258هـ ( ديسمبر / كانون الأول 1842م ) بتنظيم الدور العلمي لجامع الزيتونة بأن يكون دخل بيت المال الذي كان يستعين به على مصالح العباد ومهمات البلاد ، جعله إعانة للعلم الشريف ، حيث انتخب خمسة عشرة عالماً من المالكية ، ومثلهم من الحنفية ، وطبْقاً لهذا المرسوم ، فقد تقرر لكل عالم ريالان في اليوم الواحد ، على أن يقرئ في هذا الجامع الأعظم درسين في أي فن ، وفي أي وقت تيسر له من النهار ، وقد جعل أحمد باي الراتب يومياً ويخصم ممن لم يحضر بعدد الأيام التي غاب خلالها .

واعتبر أنّ يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع وكذلك الأعياد بمثابة عطلات رسمية يستحق عليها العلماء أجراً رغم عدم حضورهم للتدريس . أمّا الهيئة المشرفة على انتظام العملية التعليمية داخل الجامع ، فقد عهد بها المرسوم إلى شيخي الإسلام الحنفي والمالكي ، ومرتب كل واحد منهما مائة ريال في الشهر على أن يعاونهما القاضي الحنفي والقاضي المالكي نظير أجرٍ يومي قدره ثلاثة ريالات .

وتألفت النظارة العلمية الأولى من المشايخ ، محمد بيرم الثالث مفتي الحنفية وإبراهيم الرياحي كبير أهل الشورى المالكية ، ومصطفى بيرم القاضي الحنفي ، ومحمد البنا القاضي المالكي . وحدث بعد وفاة المشير أحمد باي أنْ تقاعس شيوخ التدريس عن أداء دورهم وتهاون النظّار عن متابعتهم ، وبدا الأمر وكأنّ قرار أحمد باي الذي كتب بمداد الذهب وعلّق عند مدخل ( باب الشفاء ) قد أضحى ( ذهباً على ورق ) حتى جاء المشير الثالث محمد الصادق باي فأخذ بنفسه أمر متابعة مدى التزام النظّار والمشايخ بما جاء في ( المعلقة الأحمدية ) وشجّع المدرسين على القيام بمهمتهم باالزيادة في رواتبهم .

وعندما تولّى الوزارة الكبرى ( خير الدين ) عرض على المشير محمد الصادق باي إصدار أمر بتنظيم التعليم في الجامع الأعظم ، وشكّل لجنة من علماء الزيتونة ورجال الدولة لإعداد هذا الأمر الذي صدر في عام 1292هـ ، ويتكون من 67فصلاً موزعةً على أربعة أبواب ، تناول أولها العلوم التي تدرس في الجامع الأعظم ومراتبها الثلاث ونظّم الثاني شؤون المدرسين والطلبة وتعرّض الباب الثالث لأعمال المشايخ والنظّار ، واكتفى الرابع بتحديد طريقة تنظيم الإمتحانات في آخر السنة .

وعزّز الوزير خير الدين هذا الإصلاح باستحداث ثلاث وظائف ، هي: مستشار المعارف في الوزارة الكبرى ونائبان لهذا المستشار في الجامع الأعظم ، وهكذا تدخلت الدولة في إدارة شؤون التعليم في الزيتونة بشكل مباشر مع ضبطها لدرجات التعليم ومهام المدرسين والنظّار وترتيب الإمتحانات السنوية ، وباالجملة فقد صار التعليم الزيتوني ، تحت نظر ومراقبة الباي نفسه بمساعدة الوزير .

وطبقاً لإصلاحات خير الدين الوزير فقد كان هناك 23علماً تُدْرَس في الزيتونة ، هي: علم التفسير ، علم الحديث ، التوحيد ، القراءات والتجويد ، المصطلح ، أصول الفقه ، الفرائض ، التصوف ، الميقات ، المعاني والبيان ، الصرف ، السير والتاريخ ، الرسم والخط ، العروض ، المنطق ، آداب البحث ، الحساب ، الهندسة ، الهيئة والمساحة ، وقد حددت الكتب التي يتم وفقها تدريس هذه العلوم جميعها .
__________________
جزيتم خيرا على تفضلكم الكريم بقراءة الموضوع .

( alshamsi-uae.com ) .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م