ذكرى توحيد الجزيرة
تصادف هذه الأيام الذكرى الثالثة و السبعين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد الامام عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه .
هذه الذكرى كانت تمر علينا سنوياً من دون أن نحس بها أو نعيرها الاهتمام , لكن هذه المرة الوضع تغير . هذه المرة تطل علينا الذكرى و البلد مهدد تهديد مباشر سواءً في حكامه أو شعبه . تطل علينا هذه الذكرى و البلد مهدد بالتقسيم . تطل علينا الذكرى و الأعداء الى طمس معالم ديننا و حضارتنا .
أحب أن أستغل هذه الذكرى بتوجيه نصيحتين , الأولى الى الشعب السعودي و الثانية الى الأسرة المالكة .
نصيحتي الى الشعب السعودي هي أن يعتبر من تجارب الماضي و يتذكر ما كان عليه وضع البلد قبل توحيده من اختلال للأمن و انتشار للجهل و التناحر بين القبائل . على الشعب السعودي أن يحمد الله الذي استبدل العداء بين الناس بالمحبة و استبدل ظلام الجهل المستشري في ذلك الوقت بنور العلم الذي اضاء أصقاع الجزيرة فأصبح المسلمون يأتون للبلد من أرجاء الأرض للنيل من هذا العلم . على الشعب السعودي أن ينصح حكامه و يوجهم اذا حادوا عن الطريق القويم . على الشعب السعودي التمسك بالدين الاسلامي الذي أعطانا نحن العرب و السعوديين بشكل خاص قيمتنا و مكانتنا بين المسلمين فوالله اننا بدون الاسلام لا نسوى شيئاً .
أما نصيحتي للأسرة المالكة فهي أن تسارع الى اصلاح أوضاع البلد و مؤسساته التي استشرى فيها الفساد . لن يتمكن آل سعود من ذلك الا اذا ابتدأوا بأنفسهم و نظروا الى عيوبهم و أخطائهم ( الكثيرة ) و أولها موالاة الغرب و الأمريكان و التي يدفعون ثمنها الآن . على آل سعود أن ينظفوا بيتهم الداخلي الذي امتلأ بالقاذورات المتراكمة منذ وفات الملك المؤسس . على آل سعود أن يكملوا مسيرة أبيهم الطيبة التي عطلوها هم أنفسهم بسب فسادهم و لا مبالاتهم . على آل سعود أن يبادروا بسرعة الى اصلاح البلد قبل أن تقتلعهم أمريكا و تضع كرزاي جديد في مكانهم .
أتمنى أن نستفيد من هذه الذكرى و في خضم هذه الأحداث التي تعصف بالوطن و الأمة الاسلامية في معالجة الجراح لا الاحتفال و الرقص . سنجد الوقت الكافي للاحتفال والرقص بعد أن نعالج جراحنا الغائرة .
__________________
|