مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 31-08-2005, 08:55 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي قصتى

سأنشر هذا الكتيب الذى قمت بترجمته بناء على طلب صاحب موقع "رجال ونساء أسلموا" ، وهو شاب نشط يزيد فى العمر عن السابعة عشر بقليل ، وهذا الكتيب سيضمه إلى كتاب يقوم بإعداده ، شاركت فى ترجمة بعض مقالاته ، وقد استأذنته فى نشر هذا المقال ، فأذن لى مشكورا ، وهذا هو موقعه للرجوع إليه .

كما علمت ، بأن هذا المهتدى كان بكتاباته ، سببا فى إسلام الكثيرين ، ويتضح هذا من هذا الكتيب ، ففيه من العمق وشرح خلجات نفسه طوال حياته ما يريح الباحث عن الحق .





هذه قصتى ... جاى إيتون Gai Eaton




كإبن حرب ، ولدت فى سويسرا من أبوين بريطانيين . وفى وقت ولادتى ، تم توقيع معاهدة السلام التى أنهت الحرب العالمية الأولى ، المعاهدة مع تركيا ، التى وقعت فى لوزان . العاصفة الكبرى التى غيرت وجه العالم ، ولكنها أجهضت نفسها ، غير أن آثارها واضحة المعالم فى كل مكان . تلقت الحقائق القديمة والمبادئ الأخلاقية التى اعتمدت عليها ضربة قاصمة . وتلطخت خلفية عائلتى بالدماء نتيجة هذا الصراع . أبى الذى كان عمره 67 عاما حينما ولدت ، كان من مواليد الحروب ضد نابليون بونابرت . وكلاهما كانا مجندين ......

رغم ذلك ، فمن المفروض أنه كان عندى وطن ، ولكن لم يكن عندى شئ . بالرغم من أنى ولدت بسويسرا ، إلا أنى لست سويسريا ، أمى نشأت فى فرنسا ، وأحبت الفرنسيين أكثر من أى شعب آخر ، ولكنى لم أكن فرنسيا . هل كنت إنجليزيا ؟؟؟ لم أشعر بذلك مطلقا . لم تمل أمى من تذكيرى بأن الإنجليز لديهم برود ، وغباء ، وضعف جنسى ، وليس لديهم فكر أو ثقافة . فأصبحت لا أرغب فى أن أكون مثلهم . إذا إلى أين ... وإلى أى مكان ... يمكن أن أنتمى ؟؟؟ يبدو لى عند التفكير فى وضع طفولتى ، أنها كانت لا شك تمهيدا لاعتناقى الإسلام . أينما تولد وأى جنسية تحمل فوطن المسلم هى دار الإسلام أينما وجدت ، البيت الكبير للمسلمين . جواز سفره فى الدنيا والآخرة مجرد النطق بالشهادتين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ... هو لا يَتوقّعُ - أَو يَجِبُ أَلا يَتوقّعَ - أمن أَو إستقرار في هذا العالمِ ويَجِبُ دائماً أَنْ يَتذكّرَ الحقيقة بأنّ الموتَ قَدْ يَأْخذُه غداً. هو لَيْسَ لهُ جذورُ قويّةُ هنا علي هذه الأرضِ الهشّةِ. جذوره هناك في المكان الذي يمكن أن يتحمله .

ولكن ماذا عن النصرانية ؟؟؟ لم يكن عند أبى أى اتهامات دينية ، لم يعبر عن أى شئ منها ... وهو على فراش الموت فى سن التسعون ، قال "ياترى هل هناك مكان أسعد فيه ؟؟؟" ... تركت تربيتى كاملة لأمى . بالسليقة هى لم تكن ... كما أعتفد ... غير متدينة ، فقد نشأت فى إطار الدين ، ولكنها لم تكن تحب الدين الملتزم المنظم . والشئ الوحيد الذى كانت متأكدة منه ، هو أن تترك لابنها أن يفكر لنفسه بحرية ، ولم تكن تجبره بأى شكل على قبول أفكار الآخرين . كانت حريصة كل الحرص على ألا أتلقى الدين بواسطة الملعقة . كانت تحذر أية مربية تأتى عندنا وتصحبنا إلى فرنسا فى العطلات ، بالطرد فورا ، لو ذكرت الدين لى . وأتذكر وأنا فى سن الخامسة أو السادسة ، أن تعليماتها خرقت بواسطة مربية كانت تعد نفسها للذهاب إلى البلاد العربية للتبشير ، ولتبشر أرواح هؤلاء الذين يعيشون فى الظلام ... هذا ما قالته لى ... والذين يتيهون فى الوثنية ، الذين يسمون أنفسهم بالمسلمين . هذه كانت أول مرة أسمع فيها عن العرب ، وقد أرتنى خريطة عن هذه البلاد العجيبة .

وفى أحدى المرات كنا نتنزه بالقرب من سجن "واندسورث" ، حيث كنا نسكن فى هذه المقاطعة . وربما أكون قد أسأت الأدب بعض الشئ ، لأنها قبضت بعنف على ذراعى ، وأشارت للسجن ، قائلة "هناك يوجد شخص ذو شعر أحمر فى السماء ، وسيضع الأطفال الأشقياء داخل هذا السجن" ... كانت هذه أول مرة أسمع فيها عن الله ، وكرهت ما سمعت ، فقد كنت أخاف الرجال ذوى الشعر الأحمر (كما كانت تعلم منى ذلك) ، وهذا الذى أشارت إليه بالذات . وعند عودتى للمنزل ، سألت والدتى عن هذا الرجل . لا أتذكر ما قالته لى لتطمئننى ، ولكنها طردت المربية فورا .

لاحقا ، ومتأخرا عن معظم الأطفال ، أرسلت للمدرسة ، أو بالأصح سلسة من المدارس بانجلترا وبسويسرا، وذلك قبل وصولى لسن الرابعة عشر ، والتحقت ببيوت الطلبة . ومن الطبيعى ، فإن
كانت الصلوات فى المدارس وفصول الكتاب المقدس ، فهل ألقت النصرانية ببعض الظل على ؟؟؟ ... أبدا لم أتلقى منها أى صدى ، ليس على فقط بل وعلى زملائى أيضا بالمدرسة . وهذا الوضع لم يشكل أى استغراب عندى . الدين لا يعيش ، ككل وله تأثير إذا انغلق فى منحى واحد من التعليم والحياة . الدين إما أن يكون كل شئ ، أو لا شئ ؛ إما أن يقزم كل الدراسات التكفيرية ، أو أنه هو يقزم بها . مرة أو مرتين فى الأسبوع كنا ندرس الإنجيل ، كأى درس آخر ندرسه فى الفصول الآخرى . لم تكن الدراسات الدينية تشكل الكثير فى العمود الفقرى مما كنا ندرسه . لم يتدخل الله فى الأحداث التاريخية ، لم يحدد الظواهر التى درسناها فى العلوم ، كم أنه لم يتدخل فى الأحداث الجارية ، وأن العالم يحكم بالصدفة ، وبقوة المادة ، وكنا نفهم بأن كل شئ يجرى ذاتيا ، ولا دخل لما وراء الطبيعة فى أى شئ ... الله زيادة عن إحتياجاتنا ..... ( مداخلة : أستغفر الله العظيم من هذا القول ... الذى يصور فترة كان يعيشها كاتب القصة فى مرحلة التيه ) . ولذلك ما على إلا أن أفهم معنى وجودى الآنى . أما أؤلئكم الذين يجدون أنفسهم فى فترة من حياتهم يبحثون على الحق بشغف ، لا يقارنون بأؤلئكم الذين لا هم لهم إلا شهوة البطن والفرج ( مداخلة : أولئك كالأنعام بل هم أضل أؤلئك هم الغافلون )
... لا أستطيع أن أضع قدما أمام قدم قبل أن أعرف أين أنا ذاهب ، ولماذا ؟؟؟ لا أستطيع فعل شئ ، ما لم أفهم موقع العمل الذى سأعمله فى المنظومة التى من حولى . كل ما أعرفه فى الحقيقة ، هو أنى لا أعرف شيئا ... بالأحرى ... ذو أهمية ، كما أنى مشلول بجهلى أعيش مسلوب الإرادة فى ضباب كثيف .

أين أبحث عن المعلومات ؟؟؟ حينما كنت فى الخامسة عشرة من عمرى ، علمت أنه يوجد علم اسمه"الفلسفة" ، وتعنى هذه الكلمة "حب الحكمة" . الحكمة هى التى كنت أبحث عنها ، إذا فقناعتى ستكون موجودة فى هذه الكتب التى سطرها رجال حكماء . وبشعور جارف كالمكتشف حينما تقع عينه على الأراضى المكتشفة ، أخذت أحرث فى الأعمال التى تركها كلا من ، ديكارت ، وكنت ، وهيوم ، وسبينوزا ، وشوبنهور وبرتراند رسل ، وقرأت تعليماتهم وما سطروه . ولم يمض وقت طويل ، حتى تبين لى أن هناك شئ خطأ . وأحسست أنى آكل من الرمال وأتغذى عليها ، وأنا أبحث فى هذا الجانب . هم فقط كانوا يخمنون ، ويلقون بأفكارهم التى تخرج من أذهانهم الضعيفة ، وأى شخص ، حتى الطالب فى سن الخامسة عشر ، يستطيع أن يخمن . ولكن كيف لطالب فى الخامسة عشر أو السادسة عشر ، أن تكون له الجرأة على رفض الفلسفة العلمانية الغربية ، ونعتها بأنها لا تغنى ولا تسمن من جوع ؟؟؟ لا يحتاج الإنسان لنضج كبير ، حتى يعلم أن ما جاء به القرآن الكريم من مفاهيم هى العلم الصحيح . وفى نفس الوقت ، فإن إصرار أمى على ألا ألتفت إلى ما يقوله الآخرون أو يفكرون فيه ، جعلنى هذا المنهج أعتمد على ما أقرره أنا . الثقافة الأوروبية ، عملت من هؤلاء الفلاسفة رجال عظام ، وكذلك فعل الطلاب فى الجامعات وانكبوا على دراسة أقوالهم بشغف . ولكن ما هو الموقف بالنسبة لى ؟؟؟

بعد مضى بعض الوقت ، وأنا فى السادسة عشرة ، قال لى أحد الأساتذة الذين يهتمون بى ، تعليقا غريبا لم أفهمه حينئذ ، قال " أنت الشكاك العالمى الوحيد الذى عرفته " . لم يكن يشير بالذات إلى الدين . كان يعنى أننى أشك فى كل شئ يأخذه الآخرون كمسلمة بديهية . كنت أود معرفة ، لماذا يفترض أن تكون كل إهتماماتنا هى فى البحث عن الطعام ، والمأوى والرفيق ولا نفكر فيما بعد هذا العالم الدنيوى . كنت فى حيرة من أمرى ، لماذا تمتد إحدى الوصايا " لا تقتل " ، لتطبق على غير اليهود والنصارى ، كما أنى كنت أيضا أحتار ، لماذا فى عالم ملئ بالنساء الجميلات ، تكون القاعدة المطبقة فى العالم ، هى الزواج من واحدة . كما أنى كنت أشك فى وجودى . وبعد فترة طويلة ، قرأت قصة صينية للمؤلف شوانجتزو "Chuangtzu" يقول أنه رأى وهو نائم أنه أصبح فراشة ، وحينما استيقظ اختلط عليه الأمر ، هل هو الذى رأى نفسه فراشة ، أم أن الفراشة هى التى رأت نفسها هو . لقد فهمت ما يرمى إليه . ( مداخلة : هل يمكن أن نفهم من هذا أن الإنسان بدون تكريم الله سبحانه وتعالى له ، لا يختلف عن أى مخلوق تافه آخر ؟؟؟ ) .

رغم ذلك ، حينما ذكر المدرس ملاحظته ، فقد اكتشفت مفتاحا لما يؤدى إلى المعرفة الأكيدة . وبالصدفة ... ولو أنه لا يوجد شئ اسمه الصدفة ... وقعت على كتاب اسمه "محيط البريموردايل The Primordail Ocean " ، بقلم البروفسور بيرى ، عالم الآثار المصرية . يتبنى البروفسور فكرة ثابتة ، بأن المصريين القدماء سافروا إلى أنحاء من العالم فى سفنهم المصنوعة من ورق البردى ، ناشرين دينهم ، وأساطيرهم طولا وعرضا . وليثبت هذه الفكرة ، فقد أمضى عدة سنين يدرس الأساطير القديمة ، وكذلك أيضا ، الأساطير والرموز البدائية فى عصرنا هذا . ما اكتشفه كان مدهشا حقا ، فقد اكتشف التشابه فى الإعتقاد ، ولو أنه مختلف فى صوره المعبرة عنه . لم يثبت نظريته عن مراكب البردى ، ولكنه ... كما أتصور ... أثبت شيئا مختلفا تماما رائعا . أثبت أنه من وراء المنقوشات والصور ، هناك حقائق عالمية تتعلق بالطبيعة ، وخلق العالم والإنسان ، بالإضافة إلى خبرات البشرية ، حقائق بنفس القدر ، كدمائنا وعظامنا .

إحدى الأسبابِ الرئيسيةِ لعدم الإيمانِ في العالمِ الحديثِ تعددُ الأديانِ الذي تَبْدو متناقضة فيما بينها . وبالرغم من أن الأوربيون مقتنعون بتفوقهم الحضارى ، إلا أنه ليس لهم الحق فى إعتقاد أن النصرانية التى يعتنقوها هى الإيمان الصحيح . الفكرة التى يتبنونها ، بأنهم مطورى الحضارة ، جعلتهم يعتقدون فى سذاجة الأديان الأخرى ، وأنها ليست إلا محاولات بائسة للإجابة على أسئلة مصيرية . هذه الثقة بالنفس العنصرية ، هى السبب فى تبنى هذه الفكرة . هل من الممكن لإله حكيم أن يجعل عالما من البشر يعيشون ويموتون فى ضلال ؟؟؟ ألم يأن للنصارى ألا يعتقدوا بأنهم هم فقط الذين سينقذوا ؟؟؟ آخرون أيضا يقولون عن أنفسهم ذلك ... المسلمون كمثال ... إذا كيف يعرف المرء من هو الصادق فى قوله ومن هو المخطئ ؟؟؟ وهناك الكثيرون ، وأنا منهم قبل أن أقع على كتاب "بيرى" ، كنت أعتقد ، بما أن الكل لا يمكن أن يكونوا جميعا على حق ، إذا فالجميع على خطأ . الدين وهم ، وهو ناتج من الأمنيات . آخرون وجدوا البديل الممكن وهو أن تحل "الحقائق العلمية" بدلا من الأساطير الدينية . أما أنا فلا أستطيع تبنى هذا الإفتراض ، لأن العلم مبنى على فرضيات وليس على عصمة السبب ، كما أن الحقيقة ، هى خبرة حسية ، لا يمكن إقامة الدليل عليها .

حينما قرأت كتاب "بيرى" ، لم أكن أعرف شيئا عن القرآن الكريم . هذه المعرفة جاءت متأخرة ، لقد كان ما سمعته عن الإسلام مشوها ، وهذه التشوهات متراكمة نتيجة التحامل عليه عبر مئات السنين من المواجهة . وبالرغم من ذلك ، ومعرفتى حينئذ به ، فقد أخذت خطوة تجاه هذا المنافس العظيم للنصرانية . يؤكد لنا القرآن الكريم أن ما من امة إلا خلا فيها نذير ، يكلمهم بلغتهم وينقل لهم ما أوحى إليه من ربه ، فالله سبحانه وتعالى لم يترك أمة إلا تكلم لها على لسان نبيه ، الذى يعرف أحوالهم وحاجاتهم . وحقيقة أن رسالة الرسل كانت تشوه مع مرور الزمن لا تحتاج لدليل ، ولا يتعجب أحدا من هذا التشويه من جيل إلى جيل ، بل العجب يكون إن لم تبق آثار منها مع مرور القرون . يتبين لى الآن مستندا للإسلام ، أن أعتقد بأن هذه الآثار مغلفة بالأساطير والرموز "لغة الأقوام فى العهود السحيقة" ، هى متوارثة من الحقيقة المنزلة وتؤكد صدق الرسالة الخاتمة .


يتبع

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 31-08-2005 الساعة 10:21 PM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م