مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-02-2001, 04:22 AM
Abdullah As-Shami Abdullah As-Shami غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 4
Post نداء حار إلى المسلمين في العالم من أوزبيكستان

نداء حار إلى المسلمين في العالم من أوزبيكستان

بسم الله الرحمن الرحيم

(نص كلمة شباب أوزبيكستان التي ألقيت في المؤتمر العام الذي عقده شباب «حزب التحرير» في 27/08/2000)

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، والصلاةُ والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان، وبعد ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

ننقل إليكم، في بداية هذه الكلمات، تحيات إخوانكم المسلمين، الذين زج بهم الطغاة في السجون، وتحيات عائلاتهم وعائلات الذين استُشهدوا تحت تعذيب الظالمين، وكذلك تحيات جميع المسلمين في آسيا الوسطى بمن فيهم مسلمو أوزبيكستان.

الإخوة الأعزاء المشاركين في المؤتمر ،
نسأل الله العلي القدير أن يجعل مؤتمركم هذا، ذا فاعلية على طريق استئناف الحياة الإسلامية وإعادة دولة الخلافة الراشدة.

يقول صلوات الله وسلامه عليه: «مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».

إنه لمن المؤسف أن هذه الأمة، على الرغم من كونها تحمل قاعدة فكرية واحدة، عقيدة وأحكاماً، إلا أنها، منذ ست وسبعين سنة، لا تجمعها دولة واحدة ولا يرأسها خليفة واحد، بل إنَّ جميع المسلمين في جميع أقطارهم بما فيها أوزبيكستان يُحكَمون بأنظمة الكفر. ولقد أدرك «حزب التحرير» وجوب العمل للقضاء على أنظمة الكفر، وكذلك وجوب العمل لاستئناف الحياة الإسلامية وإعادة دولة الخلافة، فقام يعمل منذ سنوات عدة، في عدد من الأقطار الإسلامية. وقد أكرم الله المسلمين في آسيا الوسطى، في السنوات الأخيرة، بأن يساهموا في أعمال الحزب العظيمة، إلا أن رئيس أوزبيكستان (كريموف) ال******الكافر، ونظامه المجرم قام خلال السنتين الأخيرتين، بشن حرب شرسة ضد أعضاء الحزب في أوزبيكستان، واعتمد تشويه السمعة والافتراء أثناء حملة الاعتقالات، فقد كان المجرمون يضعون المخدرات والأسلحة في سيارات أعضاء الحزب وبيوتهم وجيوبهم، ليظهروا للناس أن اعتقالهم هو بسبب المخدرات والأسلحة، لأنهم يخشون ذكر الحقيقة بأن اعتقالهم هو لكونهم يدعون إلى الإسلام. ثم أضافوا لهذه الافتراءات افتراءً آخر، هو زعمهم أن «حزب التحرير» كان وراء التفجيرات في طشقند بتاريخ 16/02/99، واستغلوا هذه الفرية لتبرير القسوة في الاعتقال والاضطهاد والقمع ضد أعضاء الحزب. فقد كانوا يقتحمون بيوتهم ليلاً، ويضربونهم بوحشية أمام أزواجهم وأطفالهم، وبعد الترويع الفظيع للأهالي، يقومون بنقل أعضاء الحزب المعتقلين إلى مراكز الشرطة.

لقد كان التحقيق يتم بأساليب وحشية، فيعلق المسلمون من أقدامهم، ويضربون بعنف وتقلع أظافرهم، ثم يعرَّضون للتعذيب والصدمات الكهربائية، ووسائل قاسية أخرى. وهم يفعلون ذلك مع أعضاء الحزب، ظناً من الزبانية، أن هذا التعذيب سيضعف عزيمتهم، ويجبرهم على التراجع عن حمل الدعوة الإسلامية، فيندموا على ما فعلوه، ويسألوا (كريموف) العفو والرأفة بهم.

فلما ظهر لهم فساد ظنهم، وفشلهم في تحقيق ما هدفوا إليه، وبقي أعضاء الحزب ثابتين على الحق، عندها قامت الحكومة بعقد محاكمات مغلقة تُصدر من خلالها أحكاماً على أعضاء الحزب، بالسجن مدداً طويلة تصل إلى عشرين سنة. وهم يهدفون من وراء هذه الأحكام القاسية الطويلة، أن يدخلوا الرعب في قلوب السجناء وإخوانِهم العاملين معهم، الذين لم يُعتَقلوا، وكذلك إرهاب المسلمين الآخرين الذين يفكرون بالانضمام لجماعتهم والسير في طريقهم.

فإذا صدرت الأحكام، ونُقل المحكومون إلى السجون، فإنهم يُواجهون هناك بترتيبات إجبارية جائرة، الغرض منها إخضاعهم لقواعد السجن الوحشية، التي تتضمن: منع المسلمين من الوضوء، والصلاة، والصيام، والدعوة للإسلام، وتلاوة القرآن، ويلزمونهم بدلاً من ذلك، بإنشاد نشيد الدولة، ووتمجيد (كريموف) وطلب العفو منه. فإذا رفض المسلم ذلك، تعرَّض للضرب الشديد بالعصا ساعات وساعات، ثم تُخلع عنه ملابسه ويهدَّد باللواط. إن هذه مجرد أمثلة من التعذيب الوحشي الذي يتعرض له حَمَلَة الدعوة إلى الإسلام، من الطاغية ال******(كريموف)، وعصابته المجرمة.

أما موقف أعضاء الحزب تجاه هذا العذاب القاسي العنيف، فإنه موقف عظيم مبني على عقيدة قوية ثابتة، وهو موقفُ شجاعةٍ وصبر، ودعوة وتحدٍّ. إنه موقف ينطق بمدلول حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تتمنوا لقاء العدو، ولكن إذا لقيتموه فاثبتوا» ليس هذا فحسب بل إنهم يصدعون بدعوة الإسلام، أمام معذبيهم، صارخين في وجوههم: إن العمل لاستئناف الحياة الإسلامية فرض عظيم على المسلمين أجمعين، وإنهم لن يتركوه أو يهلِكوا دونه فيصبحوا شهداء في سبيل الله، كما حدث لفرهود عثمانوف الذي أعلمناكم سابقاً عنه حيث استُشهد تحت التعذيب وهو ثابت على الحق، لا يلين.

أما أثناء المحاكمة، فقد كانت مواقفهم عظيمة كذلك، لقد كانوا يخاطبون القضاة الظالمين القساة، بالكلمات نفسها التي قالها السحرة، عندما آمنوا، لفرعون الطاغية: ((إقضِ ما أنت قاضٍ إنما تقضي هذه الحياةَ الدنيا)). وكمثال على مواقفهم العظيمة، فقد كانوا يتلون القرآن، بصوت عالٍ، أثناء محاكمة أحد عشر مسلماً في طشقند في شهر آب من هذه السنة، وكانت التلاوة بشكل جماعي وأمام القضاة الذين ثقل على مسامعهم أن يسمعوا كلام الله، فاضظروا للخروج من قاعة المحكمة. وعلى الرغم من أن الحراس كانوا يضربونهم في فترات الاستراحة بين جلسات المحكمة، إلا أن ذلك لم يمنعهم عن معاودة التلاوة لكتاب الله عند انعقاد الجلسة. لقد كان موقفاً مثيراً، لم تستطع الدولة منع وصوله لأسماع الناس، فتناقلته بعض الإذاعات مثلُ راديو الحرية في أوزبيكستان. لقد أراد حَمَلَة الدعوة أن يعيدوا موقف الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود عندما صدع بتلاوة القرآن عند الكعبة على مسامع كفار مكة، كسراً لهيبتهم وتوهيناً لشأنهم. وهكذا صنع أعضاء الحزب على مسمع القضاة في محكمة الطغاة.

وعلى الرغم من التعذيب الشديد المفضي إلى الموت والشهادة، وعلى الرغم من أحكام السجن الطويلة وقوانين السجن وقواعده التي تمنع المسلم من أداء أحكام دينه، على الرغم من كل ذلك، فإن السجناء المسلمين يقومون بأداء واجباتهم الإسلامية غير عابئين بقوانين المنع والعوائق المذكورة، وهم لا يكتفون فقط بأداء الواجب بل يؤدون ما يستطيعون من مندوبات أيضاً، ويكون أداؤهم علناً في بعض السجون وسراً في سجون أخرى. ليس هذا فحسب، بل إن الغالبية منهم، في حالات الإكراه الملجئ التي يتعرضون لها، والتي يجيز الشرع فيها الأخذ بالرخصة كأن يقول الكفر بلسانه دون قلبه، إن الغالبية منهم، يؤْثرون الأخذ بالعزيمة على الرخصة. إن أعضاء الحزب في السجون لا يكتفون بأداء الشعائر الواجبة كالصلاة وما له علاقة بالشعائر، بل يستمرون أيضاً في الدعوة للإسلام في السجن، ويدرِّسون كتب الحزب كلما أمكن ذلك. إنهم يرفضون بشجاعة الترتيبات المفروضة عليهم في أنظمة السجون التي وضعها الطغاة، فلقد حدث أن نُقل مائة عضو من حزب التحرير، بعد صدور الأحكام عليهم، إلى سجن زانجي ـ أوتا رقم 65، بعد أن كانوا في سجن طشقند. وقد نقلوا لتشديد العقوبة عليهم في السجن الجديد، حيث كان المنقولون الجدد، عند وصولهم، يضربون بشدة واحداً واحداً، وبؤمرون بتمجيد (كريموف)، وطلبِ العفو والمغفرة منه، بالإضافة إلى الإنشاد الجماعي لنشيد الدولة خمس مرات في اليوم، محاكاة للصلوات الخمس في اليوم. بهذا يأمر الطاغية، عليه لعنة الله. وعلى الرغم من شدة التعذيب، فإن جواب جميع أعضاء الحزب على ذلك كان تمجيد الله سبحانه وتسبيحه ثم صيحات التكبير: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد). لقد كادت جدران السجن تتصدع من صوت التكبير، تلك الجدران التي طالما تردد داخلها نشيد الضلال.

إن شجاعة هؤلاء الرجال تذكرنا بالصحابي الجليل بلال -رضي الله عنه- الذي كان سيده أمية يأمره: (قل هبل يا بلال قل هبل...)، وكان جواب بلال صارماً في وجه أمية: (أحد... أحد).

إن هذه المواقف العظيمة للسجناء المسلمين ورسوخ عقيدتهم وشجاعتهم في مواجهة البطش والتعذيب قد ملأت قلوب الطغاة حقداً على الإسلام والمسلمين، فازدادوا قسوة ووحشية، ما أدى إلى استشهاد عدد من الإخوة الذين ذكرناهم في نشرتنا الأخيرة المؤرخة 06/08/2000. ثم انضم إلى القافلة، الشهداء: عبد العظيم من طشقند، رضا محمد وديلمورود من فرغانة، أسكنهم الله جميعاً فسيح جناته.

ونظراً للمراقبة المستمرة لبيوت أعضاء الحزب الذين لم يُعتقلوا، ولأقربائهم، ولأماكن عملهم، ومعاهدهم التعليمية، فإن أكثر من (1000) من أعضاء الحزب أصبحوا لا يجدون مكاناً للنوم، ويعيشون في ظروف بالغة الصعوبة. لكن عزائمهم قوية وتضحياتهم مستمرة، فعلى الرغم من وضعهم على قوائم المطلوبين للشرطة المحلية، ووضع صورهم في الأماكن العامة وفي الصحف، على الرغم من كل ذلك، فإنهم يؤدون واجبهم بجرأة وشجاعة في حمل الدعوة الإسلامية، في الأمامن نفسها التي هم ملاحقون فيها. وهناك مقولة منتشرة بين ضباط الأمن (إن أعضاء حزب التحرير، لا يتركون مواقعهم التي يحملون الدعوة الإسلامية فيها، بل ينشطون في حمل الدعوة بفاعلية، في مقاطعاتهم نفسها، دون أن يعبأوا بكونهم مطلوبين للشرطة في هذه المناطق).

الإخوة الأعزاء المشاركين في المؤتمر ،
إنكم لا شك تعلمون أن إخوانكم، أعضاء الحزب في أوزبيكستان ينطلقون، في أدائهم لفرض حمل الدعوة، والعمل لاستئناف الحياة الإسلامية، وإعادة دولة الخلافة، وقول كلمة الحق في وجه الطغاة، ينطلقون في كل ذلك من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله». هذا هو سبب وقوفهم بصلابة في وجه النظام القمعي، وهذا هو سبب مواجهتهم للحاكم الطاغية بالقول في وجهه: (إنك مستبد طاغية)، دون أن يخشوْا في الله لومة لائم. كما أن هذا هو سبب الحرب الشرسة التي يقوم بها النظام المجرم ضدهم. إن مواقفهم العظيمة في حمل الدعوة، هي مواقف عظيمة لرجال عظام، فتراهم يؤدون التزاماتهم بدقة، فمثلاً عند توزيع النشرات التي تبين ظلم الحاكم وواقعه وتكشف مؤامراته، فإنهم يوصلونها إلى جميع حكام الأقاليم بما فيها طشقند ومقاطعاتها ومناطقها المختلفة. كذلك يوصلونها للمحافظين ورؤساء البلديات، وحتى لأقسام متعددة من دوائر الأجهزة الأمنية، وبشكل كفاحي في الأسواق ووسائل النقل العامة والمؤسسات العامة، وجميع الأماكن العامة الأخرى، غيرَ عابئين بالاعتقالات وأحكام السجن الطويلة. وهم عندما يسمعون أن اعتقالات تجري في فروع الحزب الأخرى في بلاد المسلمين، بسبب القضايا نفسها يدركون، وهم في أوزبيكستان، أن المسلمين أمة واحدة، وأن قضايا المسلمين في أي مكان هي قضاياهم كذلك.

وإنَّ من الأمور التي تثير النفوس وتهز القلوب، موقفهم عند توزيع النشرات في الأسواق (البازار)، إنهم يعتبرون ذلك اليوم عيداً، فتراهم يلبسون أحسن ثيابهم، وينطلقون بعد الأذان مكبرين (الله أكبر)، يضعون النشرات في أيدي البائعين والمشترين في الأسواق، لا يخشون إلا الله. ثم إنَّهم يتزاحمون على الأولوية في رفع الأذان ثم الانطلاق بعده، حتى إن أحدهم أراد أن يتشبه ببلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لينال درجته، فدهن وجهه ويديه باللون الأسود، وأدى ما عليه، ثم اعتقل بعد ذلك، وقد كان هو وإخوانه الآخرون الذين اعتُقلوا يرددون صيحات الله اكبر دونما أي خوف من الاعتقال.

إن هؤلاء الرجال، في صورتهم المشرِّفة هذه، وهم يوزعون النشرات، ويَصْدَعون بالتكبيرات، يذكّروننا بالصحابة الكرام بقيادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عندما اجتمعوا في دار الأرقم بن أبي الأرقم ثم انطلقوا منها في صفين إلى الكعبة، على رأسهما حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. هؤلاء هم الرجال، يقومون بواجباتهم في حمل الدعوة، وهم يتوقعون الاعتقال في كل لحظة، ومع ذلك لا يضعفون بل يزدادون إيماناً متذكرين قول الله تعالى: ((الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم)).

الإخوة الأعزاء المشاركين في المؤتمر ،
إن هناك آلافاً عدة من أَخَواتنا وأمهاتنا، وزوجاتٍ شاباتٍ مع أطفال على أيديهن، يقمن بالدعوة للإسلام، لإنهاض الأمة واستئناف الحياة الإسلامية، كأشد ما يقوم به الرجال. وعلى الرغم من أن أزواج الكثير منهن، وآباءهن وإخوانهن وأبناءهن، معتقلون، إلا أنهن لم يضعفن أو ييأسن، بل إن هناك من اعتُقلنَ وهن ثابتات على الحق. إن هناك إحدى الأخوات، البالغة من العمر (50) سنة، ولها ابنان معتقلان، ومع ذلك كانت ذات نشاط في الدعوة، فاعتُقلت وحُكمت ست سنوات ونصفاً لأنها ثبتت على عقيدتها أثناء اعتقالها وأثناء التحقيق معها وأثناء المحاكمة. وهناك أخرى من أخواتنا، اعتقلت، ومنعت من إرضاع طفلها حديث الولادة، كأسلوب من أساليب الظالمين للضغط عليها وجعلها تطلب العفو من (كريموف) ونظامه المجرم، إلا أنها بقيت ثابتة وصابرة. إن مواقف هذه الأخت وغيرها من أخواتها المسلمات، صورة من صور البطولة التي بدأتها سمية أم عمار رضي الله عنها التي استُشهدت تحت تعذيب رؤساء الكفر في الجاهلية.

إن أخواتكم المسلمات في أوزبيكستان يتنافسن، أثناء حملهن الدعوة، في التقرب إلى الله، بدفع أموالهن وما يملكن من حلي ومدخرات ثمينة، خالصة في سبيل الله، وهن في ذلك يُذَكِّرننا بالمؤمنات السابقات اللاتي تأثرن بموعظة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شأن الصدقة، فتصدقن بحليهن الذهبية طمعاً في رضوان الله وجنته.

الإخوة الأعزاء المشاركين في المؤتمر ،
إن هذه أمثلة واقعية لتضحيات إخوانكم وأخواتكم في أوزبيكستان، العاملين لإنهاض الأمة الإسلامية وإعادة الخلافة واتخاذ الإسلام قيادة فكرية تخرج العالم من الظلمات إلى النور، وترشده إلى الطريق المستقيم والسعادة الحقة.

إننا أيها الإخوة، لم نَبْلُغ بعدُ المكانةَ التي نقول معها إننا نفذنا ما أوجبه الله علينا من طاعته والتزام أمره تنفيذاً كاملاً، ولا إننا بذلنا كل ما هو مطلوب منا من جهد، بل إن عندنا أخطاء كثيرة وتقصيراً كذلك، نضرع إلى الله سبحانه أن يغفر لنا خطايانا وتقصيرنا، وأن يملأ قلوبنا شجاعة في الحق وإقداماً. كما نسأله سبحانه أن يتقبل أعمالنا ويجعل خيرها خواتيمها.

والآن أيها الإخوة، ما الذي يدفع إخوانكم في أوزبيكستان، وهي جزء من بلاد المسلمين غير منفصل عن الأمة الإسلامية، ما الذي يدفعهم لفعل ما فعلوه، والتضحية من أجله ؟ إن الجواب على ذلك أنهم يدركون أن العمل لاستئناف الحياة الإسلامية وإعادة دولة الخلافة، هو قضية مصيرية لجميع المسلمين، وأنها قضية حياة أو موت، تهون في سبيلها المهج والأرواح، كما بَيَّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله لعمه أبي طالب: «والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أهلِك دونه».

إننا إذا أكرمَنا اللّـهُ بإقامة دولة الخلافة، وتوحدت بلاد المسلمين تحت راية: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وطُبِّق شرع الله في جميع مجالات الحياة، وحُمِل الإسلام للعالم بالدعوة والجهاد، عندها سنهزم الغرب ال*****مع فلسفته العَفِنة وايديولوجيته ونظامه، وسيندحر كلياً، وسيعود المسلمون إلى المكانة التي ارتضاها الله لهم، يقودون العالم إلى الأمن والأمان والحضارة المستقيمة. إن الغرب، أيها الإخوة، يدرك ذلك. وعليه فإن منع عودة الخلافة هي قضية حياة او موت عند الغرب الكافر، كما أن إعادة الخلافة هي قضية حياة أو موت عند المسلمين. ولذلك فإنه من الطبيعي أن يقاوِم الكفارُ عودةَ الخلافة بكل ما أوتوا من قوة. وهذا ما نشهده اليوم بأنفسنا من مقاومة الغرب وعملائه للخلافة والعاملين لإعادتها. إنهم يستعملون كل الأساليب الوحشية في ذلك، من إعدامات وتعذيب ومؤامرات وافتراءات وتشويه سمعة… إلى آخر ما يستعملون من أساليب خبيثة شريرة في هذا المجال، وهي أساليب تضاعف الصعوبات والعوائق أمام حَمَلَة الدعوة الإسلامية. إلا أن الواجب يقضي علينا أن لا نعبأ بجميع العوائق والصعوبات التي يضعونها في الطريق، بل أن نستمر عاملين بجد وقوة لاستئناف الحياة الإسلامية وإقامة دولة الخلافة. يجب أن نحاسب أنفسنا إن قصرنا، ونتناصح فيما بيننا إن أخطأنا، ونندفع إلى الأمام في وجه الظالمين، ننكر عليهم ونغيّرهم، وبذلك ننجو من عذاب الله يوم القيامة، ومن الذل في الحياة الدنيا. روى الإمام مسلم من طريق أم سلمة رضي الله عنها (يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع»). إن هذه الأمور هي التي تجعل إخوانكم في أوزبيكستان ينطلقون عاملين لاستئناف الحياة الإسلامية، بجد وتضحية، على الرغم من الحملات الشرسة التي تُشَنُّ عليهم. إن إخوانكم يدركون أن الجنة حُفَّتْ بالمكاره، وأن النار حُفَّتْ بالشهوات، فهم يشتاقون إلى الجنة لا تقف في طريقهم إليها العوائق والصعوبات.

الإخوة الأعزاء المشاركين في المؤتمر ،
ندعوكم لمؤازرة هؤلاء المسلمين والعمل معهم لإنهاض الأمة الإسلامية وتوحيدها في دولة خلافة واحدة، مهما كانت الصعوبات التي تعترض هذه الطريق. أبذلوا أموالكم وأنفسكم في سبيل الله، كونوا أبطالاً شجعاناً، وحافظوا باستمرار على عقيدتكم قوية حيّة في نفوسكم. لقد كرسنا، أيها الإخوة، معظم حديثنا في هذا الخطاب، على هذه القضية المصيرية، وما صنعه إخوانكم في أوزبيكستان من تضحية وثبات، وذلك ليكون فيما صنعوه أمثلة حية لنا أجمعين. إننا نستصرخكم للعمل بجد من أجل هذه القضية المصيرية، ونعقد الأمل عليكم، ففيكم، من المسلمين العرب وغير العرب، ذوو خبرة ودراية، وإبداع وحسن اطّلاع، وحكمة وعلم، وحنكة سياسية ما يجعلكم محلاً لهذا الأمل المعقود والهدف المنشود. وإن تدبر آيات الله وما فيها من قصص عن المواقف العظيمة لعباد الله المخلصين، والسيرة النبوية الشريفة ومواقف الصحابة والتابعين، كل ذلك يملأ قلب المؤمن طمأنينة بنصر الله وتأييده.

الإخوة الأعزاء المشاركين في المؤتمر ،
إن الدول الكافرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، تعمل جاهدةً لوضع العوائق المختلفة في وجه الإسلام، من مكائد ومؤامرات سياسية وايديولوجية واقتصادية، بالإضافة إلى الاعتقال والتعذيب المفضي للموت وأحكام السجن الطويلة، وهي تهدف، من خلال ذلك، إلى إدخال الرعب في قلوب الذين يعملون لإعادة سلطان الإسلام إلى الحياة. إنهم يقيسون الأمور قياساً مادياً، ولا يعلمون أن المسلم يسارع إلى الجنة باذلاً نفسه وماله في سبيل الله، ولا توهن عزمه الاعتقالات والإعدامات فهو يرنو إلى ما عند الله أكثر مما يتطلع إلى الدنيا. إن مفهوم التضحية هذا غائب عن فلسفة الغرب المادية الخربة، بينما نجد هذا المفهوم في الإسلام عالي القيمة بل هو الطريق إلى رضوان الله والجنة. فلنكن أيها الإخوة أقوياء أتقياء لا نخشى إلا الله، وأن نضاعف الجهد لتحقيق قضية المسلمين المصيرية، وعندها نفوز في الدارين إن شاء الله.

ونختم كلمتنا، أيها الإخوة، بالضراعة إلى الله سبحانه المجيد المتعال، أن يفرج الكرب عن الإخوة القابعين في سجون الطغاة، وأن يكرم الأمة بالخلافة الراشدة والقضاء على حكم الطواغيت، والنصر والتأييد من لدنه سبحانه. كما نسأله سبحانه أن لا تغرنا الحياة الدنيا بزخرفها وزينتها، وأن نلقى الله بقلب سليم. ندعوك يا رب، بكل أسمائك الحسنى، ما نعلم منها وما لا نعلم، أن تجيب دعوتنا وتتقبل منا. آمين.
والســلام عليكـم ورحمـة الله وبركــاته
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م