الطــــــــــــــــــاروس الحارس

[أحمد ياسين]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد..

لست ادري ان هذه المفردة معروفة لدى السادة الاعضاء والزوار القارئين
هي مفردة معروفة في بعض البلاد المسلمة العربية
تطلق على الجرو
وهو صغير او حفيد الكلب
من نوع الاصطياد
الذي ياتي بالصائدة
لصاحبه

جائتني هذه الفكرة
بعد هذه المذابح المروعة التي يتعرض لها اشقاؤنا في فلسطين وفي كثير من البلدان
الاسلامية تحت الاحتلال
والكثير من عديمي الضمير لاهون مع اشياء تضر ولاتنفع
تاتي مواضيع وتذهب اخرى
تغلق مواضيع وتفتح اخرى
ولانصيب لاخواننا من حوراتنا
الا من القلة التي قد تكون نادرة

ان الطاروس يروضه صاحبه لياتي به الى الصيد
فيتبعه وياتمر باوامره
اينما حل واينما رحل
وتراه ان فتح الباب سيده
سارع الطاروس لتحريك ذيله
مرحبا
بولي امره
الذي يطعمه ويسقيه
ويستعبده
عندما يعصيه
وياتي لينام امامه
وعند رجليه
فهو حارس امين

اه منك ياطاروس
لقد وصل الى مسامعي
ان امراة دخلت النار في قطة حبستها لاهي اطعمتها ولاهي تركتها تاكل من خشاش الارض
ويقال ان رجلا سقى كلبا فادخله الله الجنة بسب اعطائه الماء

لقد اكرم الله بني ادم وحملهم في البر والبحر
وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا
واعطى الله حقوقا حتى للحيوان
مع التفاضل طبعا بين الحيوان والانسان
لكن فئة من بني البشر
وكانها غير راضية بقسم الله وقدره
ارتات لنفسها ان تعيش في هذا االهوان
وان تستعبد
وان تلهث كما يلهث الكلب عند لقاء سيده
اولئك هم الذين ياتون
يدافعون عن السلطان الجائر
الذي اعان المحتل لاغتصاب رضنا ومقدساتنا
وهتك اعراضنا
وسبي نسائنا
وقتل اطفالنا
وتدمير ممتلكاتنا في فلسطين وفي عدد من البلدان
اولئك
هم كالانعام بل اضل منها

شعب يئن تحت الجوع وتحت الحصار
شعب يقذف بكل اشكال السلاح
ترمل نساؤه
وتغتال براءة اطفاله
ولااحد يتحرك
وكان الامة ماتت
ولم يبقى الا انواع من انواع الطواريس
اين الغيارى واين الاحرار
اه يا احرار الامة النشامى
هاهم اخوانكم يستنجدوكم ويستصرخوكم
فهل اعنتموهم ام اعنتم عليهم
اوصل بكم الجبن والخيانة الى هذا الحد ايها الطواريس

قال تعالى

اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)
صدق الله العظيم

انت ايها الطاروس ايها المخابر ايها الذي يفرح بسجن وقتل اخيه المسلم
ويتقرب باخذ اموال الناس بالباطل بها الى الحكام
انت ايها الذي تاتي لتصب الزيت على النار
انت ايها الحقود على مقومات الامة
انت ايها العميل ايها الطاروس
الذي تاتي بمواضيع الهاء الاعضاء
عن قضايا الامة المصيرية
الم يحن الوقت لتراجع نفسك التي سولت لك
ان تذكر اخوانك وان تحزن لحزنهم وتفرح لفرحهم
متى يحين ذلك الوقت
اتعلم ان اجلك قادم
فكل يوم مضى من حياتك اجلك يقترب
ايها الطاروس
اخاطبك بهذا الخطاب لتتحرك مشاعرك التي نامت
كما تنام اعين الجبناء
ايها الطاروس اخاطبك
بهذا الخطاب لعل فيك عرقا مازال ينبض
ايها الطاروس
في النهاية
اطع الله والرسول
ثم اول الامر منكم
وليس العكس
ارجوا في الاخير انه تحرك ضميرك