بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا و أنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا.
يا رب عفوك و مغفرتك. أنا الأمة الفقيرة، المستغيثة المستجيرة، الوجلة المشفقة، أشرع في رد هذا الإفك المبين، عن صدر العلماء العاملين، سيدي عبدالله الحبشي حفظه الله، فأعني يا حي يا قيوم، يا بديع السموات و الأرض، و أمدني بأمداد سيد الأولين و الآخرين و أصحابه الطيبين الطاهرين و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين، و اجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال و لا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، و اغفر اللهم لزوجي الذي ساعدني في صياغة هذا الرد.
و بعد،
أقول ردا على افتراءات النجدي.
قولك:
"طائفة ضالة تنسب إلى عبد الله الحبشي ، ظهرت حديثاً في لبنان مستغلة ما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من الجهل والفقر والدعوة إلى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية بهدف إفساد العقيدة وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية."
أقول ردا:
هذا تهويل يقصد منه استمالة العوام بما يلمس مشكلاتهم اليومية. أما أهل الكلام فإن أريد بهم الأشعرية و الماتريدية فشيخنا رأسهم في هذا الزمان و لا ننكر ذلك و قد نشر علوم الدين في وقت غرق فيه الناس في مستنقعات الجهل. و قولك الصوفية فنحن لا ننكره أيضا فإن الشيخ صوفي حق بقوله و فعله بعيدا عن كل غلو و شطح. و قولك تفكيك وحدة المسلمين فاعلم أن كل وحدة على غير كلمة التوحيد مآلها الاضمحلال. قولك صرفهم عن قضاياهم الأساسية ينيئ عن جهلك الشديد لأن إصلاح العقائد هو أولى الأولويات، و قد سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أفضل الأعمال فقال إيمان بالله و رسوله.
قولك:
"التأسيس وابرز الشخصيات :
· عبد الله الهرري الحبشي : هو عبد الله بن محمد الشيبي العبدري نسباً الهرري موطناً نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة ، فيها ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية . ودرس في باديتها اللغة العربية والفقه الشافعي على الشيخ سعيد بن عبد الرحمن النوري والشيخ محمد يونس جامع الفنون ثم ارتحل إلى منطقة جُمة وبها درس على الشيخ الشريف وفيها نشأ شذوذه وانحرافه حيث بايع على الطريقة التيجانية . ثم ارتحل إلى منطقة داويء من مناطق أرمو ودرس صحيح البخاري وعلوم القرآن الكريم على الحاج أحمد الكبير ثم ارتحل إلى قرية قريبة من داويء فالتقى بالشيخ مفتي السراج – تلميذ الشيخ يوسف النبهاني صاحب كتاب شواه الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ودرس على يديه الحديث .ومن هنا توغل في الصوفية وبايع على الطريقة الرفاعية . ثم أتى إلى سوريا ثم إلى لبنان من بلاد الحبشة في أفريقيا عام 1969م ."
أقول ردا:
كذب و افتراء تحاسب عليه يوم القيامة، و ليس أدل على كذب ادعائك لنسبة الشيخ إلى الطريقة التيجانية من عبارته في كتابه بغية الطالب ص/356 و هذا نصها:" ومن جملة المعاصي القلبية الاستهانة بشئ من القرآن أو بشئ من علم الشرع او بشئ من علم الدين أو بالجنة أو النار و قد ذكرنا بعض الأمثلة للاستهانة بالجنة و النار، و اما الاستهانة بالقرآن فكمثل ما رواه الإمام عبدالكريم القشيري في الرسالة أن عمرو بن عثمان المكي صوفي مكة في عصره رأى الحلاج الحسين بن منصور يكتب شيئا فقال: هذا أعارض به القرآن، فمقته بعد أن كان يحسن به الظن و صار يلعنه، حتى بعد أن غادر الحلاج مكة يكتب في التحذير على الناحية التي يحل بها الحلاج، و كالذي حصل من بعض التيجانية في الحبشة من إظهار الاستغناء بصلاة الفاتح عن القرآن حتى قال قائلهم بكلامهم ما معناه: ما لكم تحملون هذا الرغيف الثقيل يعني القرآن و نحن بغنية عنه بصلاة الفاتح التي هي كلمة وجيزة و هي هذه الصيغة: اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على آله و صحبه حق قدره و مقداره العظيم، و هي في الأصل من تأليف الشيخ مصطفى البكري الصوفي ثم استعملها التيجانية و اعتبروا المرة الواحدة منها تعدل ستة آلاف ختمة من القرآن، و ادعوا أن ذلك شافه به النبي صلى الله عليه و سلم يقظة الشيخ أبا العباس التيجاني الذي تنتسب إليه التيجانية، على اننا لا نجزم بان الشيخ أبا العباس هو القائل لما يقولونه لأنه يحتمل أن يكون ما ينسبون إليه مفترى عليه." اهـ
قولك:
"وذكر أتباعه أنه قدم عام 1950م بعد أن أثار الفتن ضد المسلمين ، حيث تعاون مع حاكم إندراجي صهر هيلاسيلاسي ضد الجمعيات الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة 1367ه الموافق 1940م فيما عرف بفتنة بلاد كُلُب فصدر الحكم على مدير المدرسة إبراهيم حسن بالسجن ثلاثاً وعشرين سنة مع النفي حيث قضى نحبه في مقاطعة جوري بعد نفيه إليها وبسبب تعاون عبد الله الهرري مع هيلاسيلاسي تم تسليم الدعاة والمشايخ إليه وإذلالهم حتى فر الكثيرون إلى مصر والسعودية ، ولذلك أطلق عليه الناس هناك صفة (( الفتّان )) أو (( شيخ الفتنة ))"
أقول ردا: هذا كذب صاغته أوهامك و أوهام جماعتك الوهابية، و ما أسرعهم إلى كيل الاتهامات و نسج القصص و ليس هذا مستغربا و هم قتلة المسلمين. و للعلم فإن هذه المقالة التي تفاخر بها ليست بجديدة علينا، فإنها منشورة بالنص نفسه في كثير من مواقع و كتب الوهابية، والمقصود منها هو تأليب أهل السنة على محدث العصر و الفت في عضد الأمة بالتفريق بينها و بين علمائها تحقيقا لأطماع أعدائهم فيهم واستكمالا لرسالتكم في نفي التوسل و تعظيم الأولياء أصحاب الكرامات الظاهرة، و لو أفنيت عمرك بإثبات أي صلة بين هيلاسلاسي الظالم و الشيخ عبد الله لما استطعت، و كيف يحارب أهلَ القرآن مَن حفظه استظهارا و ترتيل و اتقانا و هو ابن سبع سنين، و تعلق قلبه به حتى أخذ القراءات الأربع عشرة عن أهل العلم كما ذكرناه في ترجمته على هذا الرابط:
http://hewar.khayma.com/Forum2/HTML/001930.html
قولك:
"- منذ أن أتى لبنان وهو يعمل على بث الأحقاد والضغائن ونشر الفتن كما فعل في بلاده من قبل من نشره لعقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذاهب : الجهمية في تأويل صفات الله ، والإرجاء والجبر والتصوف والباطنية والرفض ، وسب للصحابة ، واتهام أم المؤمنين عائشة بعصيان أمر الله ، بالإضافة إلى فتاوى شاذة "
أقول ردا: ها قد فضحت نفسك بإظهار هويتك، فالذي تسميه شركا ما هو إلا القول بجواز التوسل، و من تسميهم الجهمية ما هم إلا مئات الملايين من المسلمين من أشعرية و ماتريدية، فمن انتم إذن إلا المجسمة الوهابية. و لا أدري كيف طابت نفسك بكيل الاتهامات للشيخ و أنا أتحداك أن تأتي بدليل واحد من كتب الشيخ على ما تزعم، و هاك النصوص من كتب الشيخ:
أولا: قال الشيخ في المرجئة في كتابه الشرح القويم ص/234 ما نصه:" و أما المرجئة فهم طائفة انتسبوا للإسلام كانوا يعتقدون أن العبد المؤمن مهما عمل من الكبائر و مات بلا توبة ليس عليه عذاب. قالوا لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة، قاسوا هذه على هذه فضلوا و هلكوا، لان قولهم: لا ينفع مع الكفر طاعة صحيح لان الكافر مهما قام بصور أعمال الطاعة و هو على كفره لا ينتفع بذلك، و أما قولهم لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله فهو كفر و ضلال، لأن المؤمن ينضر بالمعاصي التي يرتكبها" اهـ
ثانيا: قال الشيخ في مسألة الجبر في كتابه الصراط المستقيم ص/57 ما نصه:"فالعباد منساقون إلى فعل ما يصدر عنهم باختيارهم لا بالإكراه و الجبر"اهـ. و قال حفظه الله في كتابه المطالب الوفية شرح العقيدة النسفية ص/103 ما نصه:"قوله- أي النسفي – "و يعاقبون عليها" يعني على المعاصي التي يفعلونها باختيارهم عدلا من الله و هو خالقها فيهم، و لا يكون ذلك منه ظلما لهم، لا كما زعمت الجبرية انه لا فعل للعبد أصلا و أن حركاته بمنزلة حركات الجمادات لا قدرة عليها و لا قصد و لا اختيار للعبد، وهذا باطل، لأننا نفرق بالضرورة بين حركة البطش و حركة الارتعاش"اهـ
ثالثا: قولك الرفض و سب الصحابة و اتهام أم المؤمنين، فقد قال الشيخ في كتابه بغية الطالب ص/ 47ما نصه:"أما أبو بكر فقد نص الله على صحبته في القرآن فقال تعالى:"إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" فقد أجمع المسلمون على أن المراد بالصاحب هنا هو أبو بكر، فمن شك في ذلك و فسر هذا الصاحب بغيره من الصحابة فقد كفر لان ذلك يتضمن تخوين أمة محمد صلى الله عليه و سلم و في ذلك هدم للدين" اهـ، و قال في الكتاب عينه ص/375 ما نصه:"من معاصي اللسان سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال الله تعالى:"و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسن رضي الله عنهم و رضوا عنه"، هؤلاء هم أولياء الصحابة و سب أحدهم أعظم إثما و اشد ذنبا من سب غيره"اهـ، وقال في الكتاب ذاته ص/347 ما نصه:"و أما الآل فإن أريد بهم مطلق أتباع النبي الأتقياء، فتجب محبتهم لأنهم أحباب الله تبارك و تعالى بما لهم من القرب إليه بطاعته الكاملة، و إن أريد به أزواجه و أقرباؤه المؤمنون فوجوب محبتهم لما خصوا به من الفضل."اهـ
قولك:
"- نجح الحبشي مؤخراً في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لايرون مسلماً إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من إرجاء في الإيمان وجبر في أفعال الله وجهمية واعتزال في صفات الله . فهم يطرقون بيوت الناس ويلحون عليهم بتعلم العقيدة الحبشية ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان".
أقول ردا: يا هذا، ما أشد اجتراءك على العلماء العاملين و طلبة العلم الصادقين. وهل تحسب الشيخ و تلامذته ممن يملكون آبار النفط لطباعة الكتب و توزيعها بين الناس، و لعل بعض طلبة العلم من هذه الخيمة لم تقع أيديهم على مصنف واحد للشيخ و ما ذلك إلا لقلة ذات اليد لولا المحسنون، ففاتهم بذلك الشيء الكثير لما في التلقي عن هذا البحر من الخير العظيم. أما من تسميهم متبجحين، فمنهم الشيخ نبيل الشريف الأزهري رئيس جمعية الأشراف في لبنان، فتأمل، و من تسميهم متبجحين قد تلقاهم الأزهر بكل قبول حين وقعت جمعيتهم جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية و جامعة الأزهر اتفاقية تعاون علمي و ثقافي في شعبان 1420هـ، و ما كان الأزهر لينأى بنفسه عن محدث العصر.
قولك:
"· نزار الحلبي : خليفة الحبشي ورئيس جمعية المشاريع الإسلامية ويطلقون عليه لقب ((سماحة الشيخ )) حيث يعدونه لمنصب دار الفتوى إذ كانوا يكتبون على جدران الطرق (( لا للمفتي حسن خالد الكافر ، نعم للمفتي نزار الحلبي )) وقد قتل مؤخرا"ً .
أقول ردا: و أنت تعلم من قتلة يا قتلة المسلمين يا خوارج هذا العصر. ألم تترصدوا لصاحب الإجازات الرفيعة يوما و معه بنوه حتى أطلقتم رصاص حقدكم عليه و على أبنائه الصبية ثم لذتم بالفرار، و كل ذلك لأنه لم يلاطفكم و يهادنكم كما فعل الكثيرون بل كان سيفا على أدعياء العلم كما تربى في مدرسة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
قولك:
· لديهم العديد من الشخصيات العامة مثل النائب البرلماني عدنان الطرابلسي ومرشحهم الآخر طه ناجي الذي حصل على 1700 صوتاً معظمهم من النصارى حيث وعدهم بالقضاء على الأصولية الإسلامية ، لكن لم يكتب له النجاح "
اقول ردا: لا ندري والله كيف عرفت أن معظم الأصوات كانت من النصارى! و أين و متى وعدهم بالقضاء على الأصولية؟ و هل دأبك مصاحبة النصارى حتى أخبروك بذلك؟ و ما هي الأصولية عندكم؟
قولك:
"وحسام قرقيرا نائب رئيس جمعية المشاريع الإسلامية ، وكمال الحوت وعماد الدين حيدر وعبد الله البارودي وهؤلاء الذين يشرفون على أكبر أجهزة الأبحاث والمخطوطات مثل المؤسسة الثقافية للخدمات ويحيلون إلى اسم غريب لايعرفه حتى طلبة العلم فمثلاً يقولون : ((قال الحافظ العبدري في دليله )) فيدلسون على الناس فيظنون أن الحافظ من مشاهير علماء المسلمين مثل الحافظ ابن حجر أو النووي وإنما هو في الحقيقة شيخهم ينقلون من كتابه الدليل القويم مثلاً ."
أقول ردا: انظر كيف افتريت فأضحكت الناس على عقلك، فإن أول ما ذكرته في ترجمة الشيخ انه الهرري نسبة على هرر، و العبدري نسبة إلى عبدالدار، و الشيبي نسبة إلى بني شيبة، و الحبشي نسبة إلى الحبشة، فأين التلبيس! ثم هلا ذكرت كم من المخطوطات السنية اخرج و حقق هؤلاء الأكابر في العقيدة و الفقه و الحديث و التاريخ و التصوف و انتهاء بشرح المناوي على ألفية السيرة للعراقي ، يتحرون في ذلك غاية الأمانة و الدقة منتفعين بما قيضه الله لهم من محدث جليل وعى تراثا جما في صدره المتواضع، فأكرم بهم من فتية آمنوا بربهم و اشتغلوا بالآخرة.
قولك:
"أهم العقائد :
· يزعم الأحباش أنهم على مذهب الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي رحمه الله . فهم يُأولون صفات الله تعالى بلا ضابط شرعي فـيُـأولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية . "
أقول ردا:
بل كذبت يا هذا، هذا كتابه بغية الطالب في معرفة العلم الديني الواجب أتحداك أن تأتي بمسالة واحدة خالف فيها المذهب بل خالف فيها الراجح من المذهب.
أما مسألة التأويل، فاقرأ ما قاله الشيخ في كتابه الصراط المستقيم ص/44 بعد ذكره المحكم و المتشابه ، قال:"فهنا مسلكان كل منهما صحيح: الأول: مسلك السلف و هم أهل القرون الثلاثة الأولى أي الغالب عليهم فإنهم يؤولونها تأويلا إجماليا بالإيمان بها و اعتقاد أن لها معنى يليق بجلال الله و عظمته بلا تعيين ، بل ردوا تلك الآيات على الآيات المحكمة" إلى أن قال:"الثاني:مسلك الخلف: وهم يؤولونها تفصيلا بتعيين معان لها مما تقتضيه لغة العرب و لا يحملونها على ظواهرها أيضا كالسلف و لا بأس بسلوكه و لا سيما عند الخوف من تزلزل العقيدة حفظا من التشبيه"اهـ
أما مسألة الاستواء فقد قال شيخنا المحدث في كتابه الصراط المستقيم ص/47 ما نصه:"يجب أن يكون تفسير هذه الآية – أي قوله تعالى"الرحمن على العرش استوى" - بغير الاستقرار و الجلوس و نحو ذلك، و يكفر من يعتقد ذلك، فيجب ترك الحمل على الظاهر، بل يحمل على محمل مستقيم في العقول، فتحمل لفظة الاستواء على القهر"اهـ، و لا يخفى أن هذا مسلك الكثيرين من الخلف.
قولك:
"· يزعم الحبشي أن جبريل هو الذي أنشأ ألفاظ القرآن الكريم وليس الله تعالى ، فالقرآن عنده ليس بكلام الله تعالى ، وإنما هو عبارة عن كلام جبريل ، كما في كتابه إظهار العقيدة السنية ص591 . "
أقول ردا: ألهذا الحد بلغ الافتراء على هذا العلم الشامخ! لا حول و لا قوة إلا بالله. و بالرجوع إلى كتابه إظهار العقيدة السنية بشرح العقيدة الطحاوية الذي قل نظيره من الشروحات عليها الصحيفة 591، فإننا لا نجد الصفحة أبدا لان آخر صفحات الكتاب الذي بين يدي هي 372. فهلا ذكرت لنا أيها النجدي النص بعينه و في أي طبعة، و لا إخالك اطلعت يوما على كتاب واحد من تصنيف الشيخ بل غاية أمرك هو القص و اللصق. واسمع ما يقوله الشيخ في الصراط المستقيم ص/32: "و القرآن له إطلاقان: يطلق على اللفظ المنزل و على الكلام الذاتي الأزلي الذي ليس هو بحرف و لا صوت ولا لغة عربية و لا غيرها" إلى أن قال:" أي أن صفة الكلام القائمة بذات الله يقال لها كلام الله، و اللفظ المنزل الذي هو عبارة عنه يقال له كلام الله" اهـ، و قال حفظه الله في كتابه المطالب الوفية شرح العقيدة النسفية ص/77-78:"و الحاصل انه يجب اعتقاد أن اللفظ المنزل حادث مخلوق لله لكنه ليس من تأليف جبريل و لا سيدنا محمد إنما هو شيء تلقفه جبريل بأن خلق الله حروفا مقطعة بنظم القرآن فتلاه على النبي"اهـ، فالشيخ لم يخرج عن قول الأشاعرة في ذلك قيد أنملة و من شاء فليطالع كلامه في كتاب إظهار العقيدة السنية و غيره فإن فيه النفع العظيم.
قولك:
· الأحباش في مسألة الإيمان من المرجئة الجهمية الذين يؤخرون العمل عن الإيمان ويبقى الرجل عندهم مؤمناً وإن ترك الصلاة وسائر الأركان ، ( انظر الدليل القويم ص7 ، بغية الطالب ص51 ) .
أقول ردا:
للأسف لا يوجد كتاب الدليل القويم بين يدي ، أما مسألة تكفير تارك الصلاة فإننا لا نكفر تاركها كسلا تبعا للجمهور و أما تاركها منكرا لفرضيتها فإننا نكفره كما هو مجمع عليه، وكذلك الصوم و الزكاة و الحج. و بالرجوع إلى بغية الطالب ص/51 لا نجد شيئا في الصلاة بل مدار الكلام في تلك الصفحة عن التوسل و معنى العبادة. فأنت مطالب يا نجدي أن تذكر لنا النص بعينه و إلا فقد احتملت بهتانا و إثما عظيما بتقولك على هذا العالم ما لم تعلم.
و سأكمل- إن شاء الله - لاحقا الرد على سائر الافتراءات و أبين جاهدة للأفاضل من رواد هذه الخيمة قدر هذا الشيخ و أنا على ثقة أن طلبة العلم لن يتوانوا عن شد الرحال إليه و النهل من معينه الصافي.
و الله من وراء القصد.