مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 23-06-2003, 05:44 PM
@ برجركنـج @ @ برجركنـج @ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: الكويت
المشاركات: 88
إفتراضي انتحار صدام حسين بقلم(كاتبه عراقية)

قبيل الحرب الأخيرة على العراق، وخلالها، نام بعض العراقين والعرب وأصبحوا على قرع هاجس واحد: سماع خبر جليل خطير، له ألف دلالة، يثير أسئلة شتى، ويوجز تاريخ ما يقرب من نصف قرن في هنيهة.
الخبر المجلجل هو إعلان انتحار صدام حسين.. مع بيان بخط يده، وفيلم بصوته وصورته يظهره متوجها للكعبة. مسبلا يديه للصلاة. بثوب أبيض كالكفن، يعلن فيه للعراقيين وللأمة العربية وللعالم أنه آثر الموت على الاستسلام، وفضل البقاء على الهرب أو الفرار، وأن مثواه في التراب العراقي لأحب إليه من مرقد في الجنة بديار الغرباء. وأنه بيده لا بيد زيد أو عمرو اختار نهايته قبل أن يرى الهزيمة بأم عينيه تحيق بالعراق وجيش العراق والدمار يلحق ببنيانه وبنيه. وأنه سيواجه الموت ببسالة قبل أن يرى العراق محتلا والعراقيين منكسة رؤوسهم، أذلاء، أسرى أو مقطعة أوصالهم منبوذين في العراق.
كذك يتضمن البيان قائمة بالممتلكات كلها القصور ومحتوياتها، الأموال والأرصدة في الداخل والخارج وأسماء القيمين عليها، والعملاء الذين زينوا له كل منكر وموبقة، والذين استدرجهم واستدرجوه، وباعوه أو ابتاعوا منه، من جندهم وجندوه.. أشخاصا ومؤسسات ودولا.
في البيان ندم على كل الذين محضوه النصيحة وأجرى في رقابهم السيف، والذين ناصبوه العداء إخلاصا لمبدأ أو عقيدة وحفاظا على وطن، فذوبهم في أحواض الأكاسيد.
وأسف على النخب التي غادرت مرغمة، وملء عيونهم دمع المحبين وعلى صدورهم غصة من يفارق صفو الحياة.
يتوج البيان فقراته بالاعتذار للشعب العراقي الذي أذاقه الويل والثبور، والشعب الكويتي على ما سببه لهم الغزو من وجع وفقدان والكشف عما ظل لغزا بشأن الأسرى والمفقودين، ثم لا ينسى الاعتذار للشعب الإيراني الذي طحنت آلته الحربية الملايين منهم دونما ذنب أو جريرة،
البيان واضح، وصريح صراحة من يعترف أمام كاهن أو توبة من هو في النزع الأخير.
وينتهي البيان بوقفة شجاعة «سابقة لا مثيل لها في التاريخ» بصوت إطلاقة على الصدغ المسدس ذاته الذي قتل به الكثير من رفاقه وصحبه، وكل من نبس ببنت شفه دون إذنه. وكل من ابتسم في حضرته دون موافقته. وكل من طالب باستقلال محاكم وسيادة قانون أو حرية صحافة أو وزارة تخطيط أو ميزانية عامة، أو حق في السفر أو الكلام، وكل من طالب بأمان وخبز وكتاب وكرامة.
مقتطفات من بيان لن يذاع:
أيها الشعب العراقي الكريم.. يا أهلي وعشيرتي..
يا أبناء الأمة العربية..النبلاء..
يا عشاق أوطانهم وشعوبهم في كل أرجاء المعمورة..
السلام عليكم..
بعد ساعة ستروني مسجى أمامكم في كفني.. مبسوطة يداي وفارغة من كل ذهب وفضة وزخرف مخلوعة عني كل شاراتي العسكرية وأسمائي ورتبي وأنواط الشجاعة التي منحتها لنفسي، أو منحها المزيفون لي، مجردا من السطوة المطلقة والسلطة المطلقة، من الخيلاء والتكبر والغرور، منزوعة عني شهاداتي وكبريائي، ليس لي إلا عفوكم وسماحكم وحكم محكمة التاريخ.
لقد حاولت أن أكون بطلا وأخفقت، حاولت أن أجمع الأمة وأخفقت، باشرت الوحدة القسرية وأخفقت، وكنت من حيث لا أدري أستدرج من موقف إلى موقف. فأمضي بالشوط حتى نهايته اضطرارا لا رضا.
لكنني أعترف الآن، لقد خدعت وغرر بي. وكنت غريرا وغير محنك وأعمالي لا تخلو من طيش وتهور. وعمالة أيضا.
لقد أقدمت على ما أقدمت عليه ظنا مني أني أفعل ذلك من أجل الأمة وأنني بدافع من وطنية مفرطة وقومية مفرطة أعلنت الحرب على إيران وقدمت على غزو الكويت، والتاريخ وحده سيكون شفيعي عندما تقام الموازين.
إن للآخرين من الحكام العرب درسا بليغا لما آل إليه حالي وحال شعبي ووطني:
الروية التي فقدتها والحلم والصبر اللذان ما عرفتهما قط والاستهانة بكل مشورة وإبعاد كل مستشار حذق وذي دراية وتمكين الجهال من الحكم. وإطلاق يد ذوي العاهات النفسية وأنصاف المثقفين وأرباع المتعلمين، وصبيان العائلة، يتحكمون برقاب الناس، وبأرزاقهم ومصائرهم، وللتمادي بالجشع والطمع الذي غلبني وغلبهم، وإغماض العيون واصطناع الصمم عما جرى من مظالم وبطش وتنكيل وتجويع وحرمان وتقييد حرية وتقنين أرزاق، ظنا مني الحفاظ على كرسي مهتز قلق لا بد أني مغادره يوما ما.
لقد رفضت المبادرة بالمغادرة، رفضي الخنوع والذل والاستسلام رفضت التسليم بالفرار، والآن أغادركم مرغما وقد ثقلت موازيني بالأخطاء والخطايا.
صفر اليدين أغادركم، ليس لي غير كفني، حاسرا إلا من إيماني بأنكم أهل للحياة المرفهة والعيش الكريم.
ليظل الوطن أمانة في أعناقكم. بعد أن فرطت به وبكم، وخنت الأمانة، وإني لأتمثل الآن قول أم عبدالله الصغير ـ آخر ملوك الأندلس:
ابك مثل النساء ملكا مضاعا
لم تحافظ عليه مثل الرجال
لقد قيل عني وقيل وقيل..
قيل انني جئت بقطار أمريكي..
لكنني لن أرتضي الرحيل بطائرة أمريكية..
ها قد اخترت خاتمتي..
أموت ويحيا الوطن.. أموت ليحيا الوطن..
والسلام
صدام حسين
ھ ھ ھ
لكن عجلة الحرب دارت بسرعة، الزمن تسرب كما الرمل بين سبابة وإبهام، والهاجس القديم الذي راود البعض، سكن واستكن والانتظار ذهب مع الريح.
فما انتحر السيد الرئيس، ولا اعتذر وما كتب وصية ولا سجل خطبة أخيرة، ولا أذاع بيانه، إنما تبخر كريح وتسرب كما دخان سيجار.
فيا ويل المخدوعين، الذين حلموا بصدام حسين رمزا.. قديسا محررا.. قائدا فذا.. بطلا.. أسطورة.
يا ويلهم يرونه مقبوضا عليه، يجرجره جندي أمريكي، يخرجه من مكمنه المزري الذي اختبأ به هلعا، مرتديا أسمال زبال، أو متلفعا عباءة امرأة متنقبة بنقاب.
ياويل الذين آمنوا به عن قناعة ودافعوا عن مواقفه بقناعة، يرونه منكس الرأس، خافض الجبين، مرتعش الأوصال مرتجف الشارب، مسفوح ماء الوجه، يستعطف سجانه أن يترفق، يمنحه فرصة للعيش أو يعيره فرسا للهرب!!
لا.. هذه مزايا فارس «إنها صفات لص»..
لماذا لم تنتحر يا سيادة الرئيس؟؟
يا سيادة الرئيس الذي كان..؟!

ھ كاتبة عراقية
__________________
اللهم أرحم شهدائنا الأبرار
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م