مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 14-03-2001, 09:28 PM
صالح زيادنة صالح زيادنة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2000
المشاركات: 128
Post شعر صالح زيادنة

……………..(1) - زَهْرَةُ الجَنُوب ………………..

ما لـلقوافي قـد أتتـنـي فجــأةً
…………………… وَطَغَتْ عَلَى القِرْطَاسِ والأوْرَاقِ
وَتَدَفَّقَتْ كالسَّيْــلِ مِن نَبْعِ الصَّفـَا
…………………… فتزعزعتْ من هَوْلـِها أعماقـي
وَهَفَتْ إلى أرضِ الجنوب بِرَكْبِهَا
…………………… مُشتاقـةً مِنْ شَاعـِرٍ مُشْتَــــاقِ
لتقولَ للأهْـلِ الذين تَجَمَّـعُـوا
…………………… إنَّـا عَلَى عَهْدِ الودادِ بَوَاقِي
تجري دِمَاءُ العُرْبِ في أَوْصَالِنَـا
…………………… مِنْ خَالِصِ الأنسـَابِ والأعراقِ
إنَّا جُبِلْنَا في الجَنُوبِ عَلَىالتُّقَى
…………………… وعَلَى سُمُوِّ الرُّوحِ وَالأخْلاقِ
أَهْلٌ وإخْوَانٌ عَلَى دَرْبِ الهُدَى
…………………… قَدْ أَخْلَصُـوا للهِ في المِيثــَـاقِ
يَتَمَسَّكُــونَ بـِكُـلِّ مَا أَوْصَى بِهِ
…………………… رَبُّ البَرِيَّـةِ بَاعِـث الأرْزَاقِ
حَتَّى يَسِيرَ النَّشْءُ في آثارِهِمْ
…………………… في حَمْلِ رَايَةِ مَجْدِنَا الخَفَّاقِ
إنَّ الشَّهَامَةَ مَنْبَعٌ ثَرّ ٌ هُنَـــا
…………………… والنَّقْبُ نَبْـعٌ لِلْكَرَامَـةِ بَاقِـي
واللهِ إنَّا عُصْبَـــــــةٌ تَسْمُو إلى
…………………… رَفْعِ الجنوبِ على ذُرَى الأعْنَاقِ
ليسيرَ في ركب الحضارة شامخاً
…………………… شَأْوَ العُلَـى في خَطْوِهِ العِمْـلاقِ
يا رهطُ إنِّي شاعـرٌ يأبى الهوى
…………………… أن تستَكِنَّ بمهجتـي أشواقي
أنا إن نظمت قصائدي في حبكم
…………………… فلأنَّ أهلكَ يـا جنوبُ رفـاقــي
أنا ما كتبت الشعر لهواً إنما
…………………… حُبُّ الجنوبِ يَفُورُ في أعماقـي
إن كنتُ أبدو بالقصائد شادياً
…………………… فَحَرَارَةُ العَبْرَاتِ في أَحْـدَاقِـي
ولتسألوا الصحراء فَهْيَ خَبِيرَةٌ
……………………عَنْ مُنْتَهَى الإخْلاصِ في أَخْلاقِي
تالله ما أنَّـتْ حشاشـةُ شاعــر
…………………… إلا وكنتم في الوَنى ترياقي
يا زهرة البيداء تلك قصيدتي
…………………… تزهو كَشَمْسِ البِيدِ في الإشْرَاقِ
إن كنت ُ قد أودعتُ حبِّي عبرها
…………………… فالنقب صَفْوَةُ إخْوَتِي ورفاقي

كُتِبَت في 7 / 2 / 1998 م .
……………………………………………………………………....

……………..(2) - دمعة على نزار ………………..

مـاذا أُحـدّثُ والأشعــارُ بــاكيـــةٌ
………………………… دمـعٌ هـتـونٌ عَلَى الخَـدّيـنِ ينسكـبُ
جَـفَّ المِـدادُ وغَـاضَتْ في مَـحَابِرِهَـا
………………………… كــلُّ الحروفِ فكيـفَ اليـومَ تـنكـتبُ
سـالَ الـوفــاءُ دمـاءً مـن مـحــاجـِرِنـَــا
………………………… فغمغمَ القلـبُ بالآهاتِ ينتحـبُ
إني أُكـابـدُ شوقـاً من لَـظَى كَبِـدي
………………………… فـلا تَلُـمْنِـي عَلـَـى العبراتِ يا نـَقَــبُ
نـزارُ يا فــارسَ الأشـعـارِ مـعـذرةً
………………………… إن جاء شِعري بجمر الحزنِ يلتهبُ
أنا كم حَبَسْتُ دموعي عند فقدِكُمُ
………………………… حتى تهــاوتْ في الآمــاقِ تصطـخبُ
رفـقـاً بقلـــبٍ عَـلـيــلٍ قـد أحبكمـو
………………………… قد أشعلَ الشعرَ ناراً ما لها حَطَــــبُ
يا شاعرَ الحبِّ قد سارتْ قصائدُكم
………………………… فـوق الثريـا وهَامِ الشَّمْسِ تـَنْـتَصِــبُ
قد كان شعرُكَ روضاً في نضارتـِـهِ
………………………… وسوفَ يبقى بذهنِ الشَّرْقِ يُكتتبُ
أينَ النساءُ اللواتي كُنْتَ تُـطْـلِـقُـهــا
………………………… من مَعْقِلِ الدَّهْرِ والتاريخُ يضـطربُ
وتـنثرُ الشمسَ تِـبـراً في ضفائرِهَـــا
………………………… حتى تراهـا بشـالِ النـُّورِ تَعتـصِـبُ
وتـنـظمُ النَّجْمَ عِقـداً كي يُزَيّنـهـا
………………………… وتعصرُ الـوردَ عِطْراً ما لـهُ حَـبَـبُ
قـد كانَ شِعْرُكَ ذَوبـاً من براءَتِـهَـا
………………………… يُدغدغُ الـفجرَ حـيـنَ الـصبح يـَقْـتَـرِبُ
خمسونَ عامـاً تـصـوغُ الشعرَ أُغـنـيــةً
………………………… حتَّى ترنـَّمَ في ساحاتِـنَا الأَدَبُ
فهل ستنسى نساءُ الشَّرقِ شاعرَهـا
………………………… إن صـارَ عنها بليلِ الغيبِ يحتـجـبُ
* * *
نـزارُ يــا شـاعراً تسـمــو مـنـاقِـبُـــهُ
………………………… ومَنْ لخـيرِ جُــذُورِ الـعُـرْبِ يَـنْـتَـسِبُ
جلَّ المُصابُ وجاءتْ في رثائِـكُمُ
………………………… كلُّ الحروفِ بلـونِ الجُرْحِ تَـخْــتَــضِبُ
قد يحمل الشعرُ بـعضاً من مشاعرنـا
………………………… أمـا القـلـوب فـلا ترقـى لها الـكُـتُــبُ

· كُتِبت في 6 / 5 / 1998 م .
……………………………………………………………………....
……………..(3) - يَا رَهْــطُ ………………………..

يا رهطُ كَمْ في القلبِ منكِ صبابةٍ
…………………… وجوىً عميقِ الغورِ في الأحشـاءِ
ولواعـجٍ في النـفسِ ساميـة الـمُنَى
……………………… تَسْري بعمقِ مشاعري ودمـائــي
عانقتُ فيكِ رُؤى الشبابِ وطُهْرَهُ
…………………… ومـلأْتُ من شَهْـدِ الودادِ سِقَائي
أنـا في هواكِ مـُتـَيَّـمٌ جـمُّ الـهَوَى
…………………… دَنـِفٌ أُصَـرِّحُ أنَّ حُـبَّـكِ دَائــي
مُـدِّي اليديـنِ ففي الـفؤادِ بقيَّـةٌ
…………………… تـَصبو إلى عـطـفٍ وصِدْقِ وفـاءِ
أنا قد عَلِقْـتُ هَـواكِ غَضـّاً يافعاً
…………………… وعرفتُ طَعْمَ الحبِّ في الصحراءِ
أنا فارسُ الأشعارِ منذُ حَدَاثتي
…………………… حَـقَّـاً وأوَّلُ مـَنْ يـَهـبُّ لِـوائـي
أطلـقتُ في أرضِ القريضِ أَعـِنَّتِي
…………………… وقَـنَصْتُ كُـلَّ خـَرِ يـدَةٍ عَصْمَـاءِ
ونظمتُ شعراً من صميمِ مشاعري
…………………… حَـيَّـاً فـصيحَ الـلـفظِ في الإنشاءِ
ورفعتُ إسـمَكِ يا بلادي عالياً
…………………… وجَعَلْتُ ذِكْرَكِ في ذُرَى الجـوزاءِ
يا رَهْطُ مَنْ أنتِ بغيرِ قَصائدي
…………………… وبغيرِ شِعري في الـهوى وغِنـائي
تـمُرِّينَ بالشُّعَراءِ مـَرَّةَ عَـابـرٍ
…………………… وعلى شِفاهِـكِ بسمةُ إستـهـزاءِ
عشرون قَرْنـاً لم يُغَـرِّدْ طـائرٌ
…………………… فوقَ الجنوب على رُبَى البيــداءِ
فأتيتُ أصدحُ في رُبوعـِكِ شادياً
…………………… فـتـُرَدِّد الصَّحـراءُ حـُلْـوَ غِنائي
وأتيتُ أَغْـرِسُ في قِفَاركِ جَنـَّةً
…………………… وزرعـتُ فـيـكِ مَحَبَّتي ووفائـي
واليومَ أَجْني مِن ثمارِكِ غُصـّةً
…………………… تبَّـاً إذا كـانَ الـجَـفَـاءُ جــزائي
بِئْسَ الجزاءُ ينالُ شاعِـرُ أُمَّـةٍ
…………………… فتـحَ الطر يـقَ لمـوكـبِ الأدبـــاءِ
* * *
يَا رَهْطُ عَفْوك إنْ تألَّمَ شاعِـرٌ
…………………… وبَكَى بـكـلِّ حَـرَارةِ الشُّـعَــرَاءِ
أنا ما حَسِبْتُ الشّعرَ قَيْداً والرؤى
…………………… حِـكْرَاً علـى الجُهَّالِ والدهماءِ
يتآمرونَ على النَّوابِغِ في الدُّجَـى
…………………… ويُـدَبِّرونَ الـكَيْدَ في الظَّلْـــمَاءِ
عفواً إذا جـاءَتْ حَـرَارَةُ خاطري
…………………… عبرَ القَرِ يضِ فَذاكَ بعضُ عَزائي
……………………………………………………………………....
……………..(4) - إلى صَدِيـق ………………………..

برَبّكَ هل نظمتَ الشعرَ يومـــاً
…………………… وجُبْتَ البيدَ في طلبِ القريـض
ولملمتَ الضلوعَ علــــى فـؤادٍ
…………………… به جُرْحٌ من الجفْنِ المريــــــض
تناجي البدرَ من عِشْقٍ قديمٍ
…………………… وتشــدو مثـل معبـد والغريــض
وتمسح دمعـةً حَيْـرى تــوارتْ
…………………… بطرف العين واللحـظ الغضيض
رمتكَ بلحظِـها ريـمُ البوادي
…………………… وسـهــم اللـحـظ ذو نَـصْلٍ عريــض
أراشَتْ رمشَها ورمتْكَ سهماً
…………………… فشَكَّ القلبَ في الركنِ الخفيض
فسالَ الشعـرُ ألحانــاً عِذابــاً
…………………… وضاءَ القلبُ من نورِ الوميـــــض
حياة العشق كتمانٌ وبوحٌ
…………………… ونظم الشعرِ في طرفي نَقيـض
فدع عنك القصائد والقوافي
…………………… فبحـر الشعْــرِ ذو مُـوجٍ بَغِيــض
وعش حراً كعصفور طليقٍ
…………………… وغرّد في فَضـا الكـونِ العريـض

· كتبت في يو م الأحد 6 شباط 2000
……………………………………………………………………....
……………..(5) - عامٌ جديد ………………………..

عامٌ جديدٌ .. وشهرٌ جديد
………………… وما زال في النَّفْسِ بعض الرَمَق
وضوءٌ شحيحٌ .. بِعُمْقِ شعوري
………………… كنورٍ ضئيلٍ بأقصى النَّفَق
فأين القصائدُ .. أختَ الجمال
………………… وكيفَ توارتْ وراءَ الشَّفَق
وكانت إذا ما .. أشرتُ إليها
………………… تسيلُ دموعاً فوق الورق
فكيف استحالتْ .. بفعل السنين
………………… بقايا خيوطٍ بثوبٍ خَلَق
وأين الشبابُ .. وعنفُ الشباب
………………… ومـاء المُحيّا ولون الحَدَق
وأين السكونُ .. وهمسُ الجفون
………………… وبوح القصائد عند الغَسَق
أجيبي فإني .. جفاني القريض
………………… وغابتْ طيوري وراء الأُفُق
أجيبي فإني .. غزاني المشيب
……………… وهبّتْ بصدري رياحُ القَلَق
قضيت زماني .. بين الحروف
………………… وكانَ الحصادُ قليل الألق
وما نحن إلا .. بعمرِ السنين
………………… كقطرةِ حبٍر بقاعِ الطَبَق
* * *
……………………………………………………………………....
……………..(6) - جمال البيد كم يغري ……………
رُبُوع النَّقْبِ لو تـدري
………………… بأني شَاعِرٌ عُـذْرِي
عَفِيـفٌ في مَحَـبَّتِـه
………………… نَقِيُّ القَلْبِ والصَّـدْرِ
أُنَاجِي البَـدْرَ مُشْتَاقَـاً
………………… وأشْكُو للسُّهَى أَمْرِي
وأشدو في الدُّجَى شِعْـرَاً
………………… يُذيبُ صَلادةَ الصَّخْرِ
أُهَدْهِـدُ فيهِ أَشْواقِـي
………………… لأَرْضِ البِيدِ والقَفْـرِ
عَشِقْتُ نَسِيمَهَا غَضَّاً
………………… وَسِحْرَ تِلاَلِهَا الصُّفْـرِ
عَشِقْتُ التينَ والزيتون
………………… وظلّ الأثْلِ والسِّـدْرِ
رَضعْتُ تُرَاثَها لَبَنَـاً
………………… فَصَارت في دَمي تَجْـرِي
كَتَمْتُ غرامها دهراً
………………… فَفَاضَ بِحُبِّهَا سِــرِّي
وجئتُ اليومَ أُعلنها
………………… كَأَوَّلِ شَاعِرٍ عُـذْرِي
يبوح بإسم مَنْ يهوى
………………… ولا يخشى من الجَهْرِ
بأني كنتُ أهواها
………………… وما زالتْ مُنى عمري
وما من حُبّها بُدّ
………………… لأنَّ جمالـها يُغـري
* * * *

ربوع النقب شاعركم
………………… حزين القلب والصدر
يهدهد حزنهُ ليلاً
………………… ويطوي الكشحَ في الفجر
ويسكب حبّه شعراً
………………… لعلّ العِتْقَ في الشعرِ
وهل في الشعر منجاة
………………… أنا والله لا أدري
……………………………………………………………………....
……………..(7) - فرّت الأشعارُ مني ………….…
أخي قد فَرَّتِ الأشعارُ مني
…………………….…… وذابَ اللحنُ في قيثارِ فنّي
وجئتُ اليومَ أستجدي القوافي
………………………… وكانت مِلء أفكاري وذهني
أخاطبها كصَبٍّ مستهامٍ
…………………….… فتنفر أو تشيح الوجهَ عني
أداعبها فتنأى في دلالٍ
……………….…… وكانتْ ترتجي عطفي وأَمْني
وكنت إذا طلبتُ القلبَ لحناً
…………….…… يسقسقُ بلبلٌ من فوق غُصني
وتصدح في الجوانب قُبّراتٌ
………………………… وتهزج في البوادي أو تغنّي
وعهدي بالقوافي في يميني
…………………………..…… أَعَجّنها قلائدَ من لُجَيْن ِ
وكان الشعرُ طوعاً في بناني
…………………..…… ولكن خابَ في الأشعارِ ظني
* * *
سُلافَ الشعر قد هيّجتَ وجداً
……………………..…… بقلبٍ شابَ في ليلِ التمني
أثرتَ بنا شجوناً كامناتٍ
…………………………… فجالَ الدمعُ في آماق عيني
أحنُّ إلى القوافي مثل طيرٍ
………………………… يقاسي الجوعَ في أعلاقِ وَكْنِ
" يكاد الشعر يجرفنا بعيداً
………………………………… إلى ما أنت تدركه وإني "
ولكن سوف نطلقها سهاماً
…………………….…… تشكّ فؤادَ من يبغي التجني
" أخي لن تغلق الأفواه منا
…………………..…… ولن يسطيع خلقٌ غلقَ ذهنِ "

*****************************************
……………..- (8) - بلاد يعرب كلها أوطاني ………

جئتُ من أرض الجنوب محمّلاً
………………………... بالحبِّ والإخلاصِ والإيمانِ
ما لي إذا حنّت إليكم مهجتي
………..……... سبقتْ حروفي الجامحاتُ بياني
ما لي إذا جاشتْ عليّ مشاعري
……………... ينسابُ مع فيضِ القريضِ حناني
إني لتجذبني إليكم رغبةٌ
…….…………... ويشدني نحو الخيامِ جَناني
إن كان بيتي في الجنوبِ وأسرتي
………..…………... فبلاد يَعْرُبَ كلُّها أوطاني

*****************************************
……………..- (9) - الشاعر المحزون……..………

الشَّاعِرُ المَحْزُونُ ..
يحملُ الحقائبَ القديمة
ويمضغُ التاريخَ
ويشحذُ القريحةَ العقيمة
مسافرٌ يسائلُ الزَّمان
عن بيتِهِ .. عن أهلِهِ ..
عن عمرِهِ ..
في رحلةِ الإحباطِ والحرمان
عن نثرِهِ ..
عن شعرِهِ المدفونِ في مَغَاوِرِ النِّسْيَان
مسافرٌ يُقَلِّب الصَّفَحَاتِ
من أَيَّامِهِ
ويمضغُ الأحداثَ من أعوامِهِ
يفتّشُ المنازلَ القديمة
يتلمّس الجدران
فلربما تأتي الحبيبةُ
ما عَادَ يَذْكُرُ إسمها
آهٍ لعلها نَجَوى ..
هُدَى ... سُوزَان
لعلها تأتي مع النساءِ في الصباح
لتملأ الجِرار
من بئرنا العميقةِ القَرَار
* * *
الشَّاعِرُ المَحْزُونُ يَسْأَلُ نَفْسَهُ
أينَ الرِّفاق ؟
ويصفعُ الجبين ..
كأنه يُخَاطِبُ الأشواقَ والحنين
لعله قد تاهَ في الصَّحراء
أو ضَاعَ في مواكبِ الأحزانِ والأشواق
* * *
الشَّاعِرُ المَحْزُونُ
يفتحُ الحقائبَ القديمة
وينثرُ الأوراقَ في عُرْضِ الطريق
وينثرُ الأشعارَ والقصائدَ اللعينة
وَيُشْعِلُ الحريق
فتضحكُ البنات
وتسخر النساء
والشاعر المحزون يذرف الدموع
ويبدأ البكاء
ويخدشُ الخدودَ بالأظافرِ الطويلة
فَتَصْرُخُ البناتُ
وتولولُ النسوان
لَكِنَّهُ يَذُوبُ
في سحائبِ الدُّخَان

*****************************************
……………..- (10) - دُمُوع عَلَى ضَرِيحِ القَلْب ……

جَنُوبُ . . يا جَنُوبُ
يَا مَرْتَعَ الظِّبَاء
يَا مَوْئِلَ الحَبِيب
يَا زَهْرَةً فَوَّاحَةً
تُحِبُّهَا القُلُوب
جَنُوبُ أَرْضُكَ كَالجنَان
مَلأَى بِأَنْوَاعِ الحَنَان
وَثَرَاكَ مِسْكٌ أذْفَرٌ
وَرُبَاكَ مِنْ حَبِّ الجُمَان
وَالنَّاسُ في صَحْرَائِكَ
كَالوَرْدِ في الرَّوْضِ المُصَان
* * *
جَنُوبُ أَنْتَ في دَمِي
وفي إِفْتِرَارَةِ مَبْسَمِي
في ضحْكَتِي . . في دَمْعَتِي
في مِسْحَةِ الحُزْنِ التي
تَغْفُو عَلَى شَاطِيء فَمِي
* * *
جَنُوبُ أُمِّي في رُبَاك
وَأَبِي هُنَاك ..
عَلَى بِسَاطٍ مِنْ ثَرَاك
وَأَنَا تَسِيلُ مَدَامِعِي
وَيَثُورُ في صَدْرِي هَوَاك
أَنْفَاسُ أُمِّي وَأَبِي
في الجَوِّ تَعْبقُ كَالعَبِير
وَحَدِيثُهُم كَحَنِينِ حَسُّونٍ حَزِين
يَذُوبُ مَعْ هَمْسِ الخَرِير
وَأَطْيَافُهُم بَيْضَاء تَبْدُو
كَالمَلائِكِ في السَّمَاء
كَدُعَاءِ قِدِّيسٍ يُرَفْرِفُ
بَيْنَ هَالاتِ الضِّيَاء
في كُلِّ شَيءٍ في الوُجُودِ أَرَاهُمَا
رَبِّي سَأَلْتُكَ أَنْ تَبِلَّ ثَرَاهُمَا
أَتَرَاهُمَا .. يَا حَسْرَتِي
يَسْمَعَانِ صَدَى النُّوَاح
وَالرِّيحُ تُعْوِلُ في المَسَاءِ
وفي الصَّبَاح
* * *
جَنُوبُ لا تَقْسُ عَلَيّ
فَأَنَا حَزِينٌ تَائِهٌ
وَهَوَاكَ أَغْلَى مَا لَدَيّ
هَذا فُؤَادِي
فَوْقَ سَطْحِ الطِّرْسِ أُهْدِيهِ لَكُم
فَتَقَبَّلُوهُ ..
فَهْوَ آخِرُ مَا تَبَقَّى في يَدَيّ

· كتبت في 7 \ 6 \ 1993م .
*****************************************
……………..- (11) - متى !!؟ ………………….…

مَتَى تَسْتَيقِظ البَسْمَهْ ؟
على شَفَتَيْك ..
وفي وجناتِك الخَجْلَى
مَتَى تتأَلَّقُ النَّجْمَهْ ؟
مَتَى تَسْتَيقِظ الألْحَانُ
في نظراتِك الوَجْلَى
وتعزفُ للهَوَى نَغْمَهْ
مَتَى تترنّم الأشعارُ في صدرك
وتزهو في الدُّجَى الكلمهْ
مَتَى يصحو ضميُر الطفلِ فِيكَ
ويتركُ للكَرَى هَمَّهْ
مَتَى تدري بأَنَّكَ شَاعِرٌ أَحْيَا
شُعُورَ الحُبِّ في الأمَّهْ
مَتَى . . ومَتَى ؟!
تعيش العُمْرَ مَحْزُونَاً
وَتُنْشِدُ للوَرَى نَغْمَهْ
تعيش العُمْرَ مَهْزُومَاً
وتزرعُ في الرُّبَى حِكْمَهْ
مَتَى تدري رُبوع النَّقْب
بأَنَّكَ شَاعِرٌ يَشْدُو
ويُخْفِي في الحَشَا سُقْمَهْ

*****************************************
……………..- (12) - عَوْدَة عَنترة العَبْسِيّ ………

يا عَنترَ العَبْسِيّ عُدْ
وأَرِحْ فُؤادَك إنَّنَا
ما زَالَ فينا الشَّرُّ
ممدودَ العَمَدْ
يأتي مَدَدْ
إنْ شَابَ جِيلٌ في الجَهَالةِ
بَعْدَهُ يأتي مَدَدْ
هذا العَدَد
لو كَانَ يَسْعَى في الصَّلاحِ
لكَانَ خَيْرَاً للبَلَد
***
جَاءَ وَلَد
وَتُزِغرد الدَّايَاتُ
تُبَشِّر في القبيلةِ والبَلَد
بِئْسَ الوَلَد
إنْ كُنْتَ تَحْمِل عنجهيةَ يَعْرُبٍ
أو كُنْتَ رمزاً للشَّرَاسَة والنَّكَد
***
يا عَنترَ العَبْسِيّ عُدْ
وأرْمِ قناتَكَ إنَّها
في القلبِ تَجْرحُ
والغُدَد
الدهرُ بَعْدَكَ واقِفٌ
ما زالَ في عَصْرِ ثَمُودٍ ولبد
الزيرُ يرفعُ سَيْفَه
وكُلَيبُ يصرُخُ في اللحد
والناسُ بعدكَ لم تزلْ
تسبي العذارى والوَلَد
والحقدُ يصهلُ بيننا
والثأْرُ يَزْأَرُ كالأسدْ
***
يا عَنترَ العَبْسِيّ عُدْ
لترى العُرُوبَةَ كلَّها
من نَسْلِ عَبْسٍ أو أَسَدْ
لترى العُرُوبَةَ كُلَّهَا
في الجهلِ تغرقُ للأَبَدْ

كُتِبَتْ في الثلاثاء 6\8\1996م .

*****************************************
……………..- (13) - أنتِ الملاذُ ………….………

دعيني أَلُوذُ إليكِ ..
فأنتِ الملاذُ
وأنتِ النسيمُ العليلُ بصدري
أنتِ الرذاذُ
وأنتِ جمالُ الطبيعة
أنتِ بهاءُ الورود
وأنتِ رَيحانةُ نفسي
وبسمةُ روحي ..
ولحني الشرود
وأنتِ مَقَرِّي ..
أعودُ إليكِ
بعدَ المشقةِ ..
وكَدْحِ النهار
وألقي همومَ الحياةِ لديكِ
وأغفو قليلاً ..
مثل الصِغَار
وأحلمُ أني أصيدُ فَرَاشاً
وأرسمُ فوقَ الرمالِ عَرُوساً
وأُحْصِي المحار
* * *
دعيني ألوذُ إليكِ
بعدَ التجارة
وصَرْفِ النهارِ تلوَ النهار
ببيعِ النفاقِ ..
بسوق الخسارة
تعبتُ أميرةَ حبّي
وكَلَّتْ يداي
وجئتُ أُجرجِرُ بقايا شبابي
وظِلَّ صِبَاي
حُطاماً أعود إليكِ ..
حينَ المساء
عليلاً أنوء بِحَمْلِ شجوني
لفرط العناء
لعلّي أشمُّ لديك
عبيرَ السكينة ..
وريحَ الوفاء
فمدي إليَّ يديكِ
لأَهْرُبَ مني إليكِ
لحضنٍ بريءٍ أتوقُ إليه
وأَلْقِي برأسي برفقٍ عليه
وأغفو قليلاً ..
مثل الصغار
وأنسى شجونَ الحياةِ جميعاً
وأنسى لديكِ همومَ النهار
****
*****************************************
……………..- (14) - الحسناء والشاعر ………….

كانت تسيرُ لِوَحْدِهَا ..
عَبْرَ الطريق
في ثوبها غاباتُ لوزٍ أخضر
وزهورُ رمانٍ رقيق
والعطرُ من أردانها
شلالُ مسكٍ ورحيق
تمشي وتغرقُ في الهموم
وكأنها تُحصي النجوم
لكنها حين أبصرته جالساً
في الرُّكْنِ يكسوه الوجوم
تغفو على شفتيه زهرةُ نرجسٍ
وعلى الجبين غلالةٌ بيضاء
من نَسْجِ الغيوم
بدأتْ تحوم
كفراشةٍ في الحقلِ يُثقلها الشَّذى
أخذتْ تحوم
الشوقُ في وجناتها جمرٌ
وفي الجفون نداءُ مكلومٍ حزين
وعلى الشفاهِ الحُمْرِ ذَوْبُ تنهدٍ
ولهاثُ حرمانٍ وزفراتُ أنين
نظرتْ إليه بلوعةٍ . .
والهَدْبُ يقطرُ بالدموع
والنفسُ تهتفُ بالهوى :
رفقاً بقلبي يا ضلوع
ترنو إليه لعلهُ
يصحو على وَقْعِ النسيم
لكنه في صَمْتِهِ
كتمثالِ صَلْصَالٍ قديم
يختالُ في ثوبِ الملائك
ويغوصُ في بحرِ السَّديم
فرَنَتْ إليه وتمتمتْ :
يا وَيْلهُ يهوى الخيال
ويهيم في طَلَبِ المحال
وتَلَفَّتَتْ وتَبَسَّمَتْ
ثم سارتْ في دَلال

*****************************************
……………..- (15) - خَمْسُ رِحْلاتٍ في عَيْنَيْهَا …

- 1 -
في عُمْقِ عَيْنَيْكِ ...
ترتبكُ الكلمات
ويزدادُ وَجِيبُ الأنَّات
وتطيرُ عصافيُر الحُبّ
لتهمسَ في أُذنِ القَلْب
لو تفهم في الشعرِ عيونك
ما تاهتْ في ليلِ ظُنونك
ولم تسألْ : ما معنى الحُبّ ؟
-2-
في عُمْقِ عَيْنَيْكِ ...
أخلعُ معطفي الشتويّ
وحيائي الأبديّ
وأسبحُ عكسَ التيار
وأشعرُ بحنانِك يغمرني
يدغدغُ جلدةَ رأسي
وأرى صياداً يصطادُ اللؤلؤ
آهٍ لو يعرفُ مثلي
معنى الغوصِ بهذا البؤبؤ
- 3 -
في عُمْقِ عَيْنَيْكِ ...
أشياءٌ تجذبني للبر
لأشجارِ النبقِ المحنية
وظلالِ السِّدْر
لصفيِر الريحِ الشرقية
ووهيجِ الحر
لقطعانِ الماعزِ في الصَّحراء
لجمالِ القسماتِ البدوية
في وجهِ الراعيةِ السمراء
لأنينِ الناي المحزون
يرددُ في صمتِ الليل
ألحانَ القلبِ المفتون
ويناجي البدر
آهٍ يا بدر
لو تبحرُ في عمقِ العينين
وتحاول أَنْ تُدْرِكَ مثلي
أسرارَ العينين السُّمْر
- 4 -
في عُمْقِ عَيْنَيْكِ ...
صحراءٌ متراميةُ الأطراف
تسرحُ فيها الغزلان
وَتُحَلِّقُ أَسْرَابُ القمري
ويغرّدُ فيها الكروان
وتهبُّ زوابعُ في الدَّرْب
كزوابعِ حُبِّكِ في القَلْب
آهٍ يا قَلْب ..
من سهمِ لحاظِ البدوية
كم تفعل برمشةِ عينيها
في قَلْبِ العَاشِقِ وَالصَّبّ
- 5 -
في عُمْقِ عَيْنَيْكِ ...
رياضٌ تزهو بالأشعار
يقرأُ فيها العُشّاق
قصائدَ من شِعْرِ الحُبّ
وفراشاتٌ تطيرُ على الأزهار
تمتصُّ رحيقَ القَلْب
وتشير بسهمِ كيوبيد
حيث تسير الدَّرْب
لَكِنْ في الزاويةِ اليمنى
شاراتٌ حمراء
عليها مكتوب :
ممنوع الحُبّ
ممنوع الحُبّ

الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 14-03-2001, 09:41 PM
صالح زيادنة صالح زيادنة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2000
المشاركات: 128
Post

……- (16)- …… دُمُوعِي وَأَشْوَاقِي

أَحَبِيبَتِي .. لا تحزني
إنْ كَانَت الأشْعَارُ
تَذْوِي في دَمِي
أَو كَانَت الكَلِمَاتُ
تَذْبلُ في فَمِي
لا تحزني ..
إنْ كَانَت البَسْمَاتُ
تَهْجُرُ مَبْسَمِي
* * *
فَأَنَا .. وَعَيْنَيْكِ اللتينِ
أَنَارَتَا دَرْبِي الطَّويلْ
أرنو لِحُبٍ دَافيءٍ
يَنْسَابُ في قَلْبي العَلِيلْ
إني لأخْشَى أن تَطُولَ كَآبَتي
ويُصِيبَ أَحْلامِي الذُّبُولْ
أَيْنَ السَّبِيلُ إليكِ ؟
إني تَائِهٌ ..
أَيْنَ السَّبِيلُ ؟!

· كُتبتْ في الثلاثاء 23 \ 10 \ 1990م
………………………………………………
……- (17)- ……أبحثُ عنكِ

حبيبتي ...
عندما تَدُقُّ أجراسُ المساء
وأرى الكواكبَ باسماتٍ في الفضاء
والبدرُ يلهو عابثاً في دربِهِ
يجترُّ أوّلَ قصّةٍ من حبِهِ
فتسيلُ من عيني الدموع
وتَثورُ في صدري الضلوع
وأسيرُ وحدي في الظلام
بعواطفي ، ومشاعري
بكلِّ أعراضِ الهِيام
لا الليلُ يثنيني ولا البردُ الشديد
أبحثُ عنكِ في الأُفق البعيد
أبحثُ عنكِ في الشَّفَقِ المُوَشَّى بالدموع
في صُراخِ القلب ...
في حُزْنِ الضلوع
أبحثُ عنكِ في صَمْتِ السُّكُون
في ضياءِ البدرِ
في الدمعِ الهتون
* * *
ويتوهُ دَرْبي ..
وتضيعُ آثارُ الطريق
ويَشبُّ في صدري لهيبٌ من حريق
وأرى خيالَكِ باسماً ...
يختالُ في الأفقِ البعيد
فأعودُ وحدي حائراً
لأبحثَ عنكِ في يومٍ جديد

· كُتبتْ يوم الأثنين 1 \ 1 \ 1990م
…………………………………………
……..-(18)-…………. لحنُ العَذَاب

رَأَيْتُكِ بَعْدَ أَنْ ضَاعَتْ ليالي العُمْر
رَأَيْتُكِ بَعْدَ أَنْ ذَابَتْ حِبَالُ الصَّبْر
رَأَيْتُكِ بَعْدَ أَعْوَامٍ ..
طِوَالٍ مثل آلامي
كما كُنْتِ بأَحْلامي
كَأَنَّ الليلَ يا دُنياي لم يَعْبُر
كَأَنَّ الشَّمْسَ نَائِمَةٌ
بوادي الجنِّ في عَبْقَر
كَأَنَّ الكَوْنَ نَشْوَانٌ ...
يَدُورُ بِنَا ولا يَشْعُر
****
رَأَيْتُكِ بَعْدَ أَعْوَامٍ ..
مِنَ الحِرْمَانِ والبُؤْسِ
كَأَنَّكِ وَرْدَةٌ بَيْضَاء
تُرَفْرِفُ فَوْقَهَا نَفْسِي
كَأَنَّكِ في حَنَايَا القَلْبِ
نَغَمٌ شَارِدُ الهَمْسِ
كَأَنَّكِ في بَرَاءَتِكِ
مَلاكٌ طَاهرُ النَّفْسِ
****
وَبَعْدَ سِنِين
مِنَ الحِرْمَانِ وَالكَدَرِ
حَمَلْتُ خِلالها أَلَمِي
وَشَابَ لهولِهَا شَعْرِي
أَرَاكِ هُنَا .. كَمَا كُنْتِ
كَأَنْ لم تَقْتُلِي قَلْبَا
كَأَنْ لم تَسْحَقِي عُمْرَا
كَأَنَّكِ في وَدَاعَتِكِ ...
تُضَاهِي الشَّمْسَ وَالقَمَرَا
وكَأَنَّ الحُبَّ مَكْتُوبٌ
على قَلبي الذي انْفَطَرَا
لِيَبْقَى مِثْلَ أَحْزَاني
قَضَاءً لي .. أَو قَدَرَا

· كتبت في الثلاثاء 23 / 3 / 1982م
…………………………………………

الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م