مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-07-2001, 11:31 AM
الغيور على دينه الغيور على دينه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 5
إرسال رسالة عبر ICQ إلى الغيور على دينه
Unhappy جهنم....رؤية من الداخل

[img]null[/img] 1- في أول الطريق: الفردوس هي الأمل:

عندما كنت في بداية الطريق، طريق الإسلام، وكان هذا بحمد الله في أول مراحل الشباب، كنت أرى أن الفردوس هو المكان الذي يجب أن تتعلق همتي بـه. وربما كان يخالجني الشعـور لا الأمل فقط بأنني جدير به!! وكنت أظن أن مسألة النار، والتفكير بالنجاة منها خـارج عن سعي مثلي ودعائه؛ فمثلي ليس من أهلها -إن شاء الله- ولا يدخلها!! وبالتالي، فهو غني عن الخوف منها، والاستعاذة بالله منها، وإن دعا الله بالنجاة منها، فإنما ذلك تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي يدعو بالنجاة من النار مع القطع أنه ليس من أهلها. وكان كثيراً ما يخالجني الشعور عند الاستغفار أنني لم أعمل ما يوجب النـدم الطويل، ولا الأسف البالغ، فإن ما وقعت فيه من الذنب قد وفقني الله للإقلاع عنه، والاعتذار منه، وهذا كاف في باب التوبة!!

وقـد استمر بي هذا الظن مرحلة من عمري في الدين. ثم لما بدأت في فقه القرآن، وعرفت حقيقة معنى الإيمـان، وحقيقة معنى المعصية، ودرست أخلاق الرسل والصالحين وأهل الإيمان، بدأ هذا الشعور يتلاشى شيئاً فشيئاً. ثم أصبح الهاجس الأول والأخير هو التفكير في كيفية النجاة من النـار، والفرار مما قبلها من أهوال وأما الجنة؛ كل الجنة؛ ولا سيماً الفردوس فلهـا حسابات أخرى!! وسعي آخر رأيت أن همتي وعزمي وعملي دونه بكثير. وأن المعاصي التي ارتكبتها والذنوب التي قارفتها لا يكفيها البكاء من يومي هذا إلى الممات، وأنني إن لم تتداركني رحمة الله بالمغفرة، أصبحت من الخاسرين. فكيف كان ذلك؟‍‍‍!
12- الرسل عليهم السلام يخافون ذنوباً لو كانت لأحدنا لعدها من الطاعات:

الرسل عليهم السلام يخافون ذنوباً لو كانت هذه الذنوب نفسها لأحدنا لعددناها من الطاعات والقربات.. فمن منـا لا يتمنى أن يكون صنع ما صنع إبراهيم عليه السلام من كذبه على قومه عباد الأصنام عندمـا قال لهم: {إني سقيم} (الصافات:289) وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} (الأنبياء:63) حتى يحطم أصنامهم، ويرجعهم إلى عقولهم ورشدهم؟! ومن منا لا يتمنى أن يقول عن زوجته هي أختي ينقذها ونفسه من جبار كافر أراد أن يقتله ويستحوذ على زوجته!! ومع ذلك يقول إبراهيم عليه السلام يوم القيامة معتذراً عن التصدر للشفاعة خائفاً من معصيته!! [وإني قد كذبت ثلاث كذبات!!] (رواه البخاري)

وهذا نبي الله موسى عليه السلام، وهو من أولي العزم والرسل، يقتل نفساً قتلاً شبه عمد وليس عمداً، ويقتله بغير قصد قتله، يقتله دفاعاً عن مظلوم، وهذا الفعل منه كان قبل الرسالة ومع ذلك يقول:{رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فغفر له إنه هو الغفور الرحيم} (القصص:16)، ومع ذلك يظل موسى خائفاً من فعلته هذه إلى يوم القيامة ويقول: [إن ربي قد غضب اليـوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله وإني قد عصيت ربي فقتلت نفساً لم أومر بقتلها]. (رواه البخاري)

ومن منا لا يتمنى أن يكون صنع ما صنع موسى في دفاعه عن مظلوم من قومه!!

]
14- ألوان وأنواع العقوبات لعصاة المؤمنين:

كل ذنب داخل في الحساب إلا ما يغفره الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} (الزلزلة:7-8)

وبعض العصاة من الموحدين قد يعذبون في النار، أو في القبر، أو في الحشر في صغائر من الذنـوب، وفي كبائـر يظنها بعض الناس صغائر، فامرأة يراها النبي في النار في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً. وقتيل مع الرسول ظنه الصحابة شهيداً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [كلا. إني رأيته في النار في بردة غلها] (رواه مسلم)، ولم تكن هذه البردة تساوي أربعة دراهم!!

والرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى، لا يلقي لها بالاً فتهوي به في النار سبعين خريفاً.

ونساءٌ كثيراتٌ كثيراتٌ من أهل التوحيد يدخلن النار لأنهن يكثرن اللعن، ويكفرن العشير!!

ورجـال يحبسون في النار في ردغة الخبال، ووسط عصارة وصديد أهل النار لأنهم تكلموا في إخوانهـم المسلمين بغير حق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه، ومن قـال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال] (رواه أبو داود)

والوعيد الشديد لعصاة أهل التوحيد يشمل المعاصي كلها صغيرها وكبيرها، فقاتل النفس عمداً يقول الله فيه: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً} (النساء:93)

وآكل الربا يقول الله فيه: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا، وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (البقرة:275)

والكنّازون مانعي الزكاة يقول الله في وعيدهم: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم* يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون} (التوبة:34)

وفي هـذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [ما من صاحب ذهب ولا فضة، لا يؤدي منها حقها إلا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه، وجبينه، وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار]. (رواه مسلم)
والذي يقتطـع حق امرئ مسلم بيمينه -ولو كان هذا المقتطع شيئاً يسيراً ولو عوداً من أراك - فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة. قال تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} (آل عمران:77)

وفي هـذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة] فقال رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال: [وإن قضيباً من أراك]. (رواه مسلم)

ورأي النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من أصحابه لبس خاتماً من ذهب، فاقتلعه النبي من أصبعه، ورمى به قائلاً: [يعمد أحدكم إلى جمرة من نار، فيجعلها في يده]!! (رواه مسلم)

وامرأة كانت من أهل النار لأنها تؤذي جيرانها بلسانها!! وفقير من فقراء المهاجرين، عذب في قبره لأنه مات وكان عليه ديناران لم يسددهما!! وظل يعـذب حتى تصدق عليه أبو قتادة وسدد عنه دينه!!

ورجل يعذب في قبره لأنه كان لا يستنزه من بوله، وآخر يعذب لأنه يمشي النميمة بين الناس، وقـال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا يدخل الجنة قتات] (نمام)، و[لا يدخل الجنة قاطع]!! و[لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر]!! و[ان الكبر بطـر الحق وغمط الناس].. وكم يقع مثل هذا!!

اللهم أني استغفرك لذنبي، وأعوذ بك من شر نفسي وسيئات عملي.

ومما قصه النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب عصاة المؤمنين قوله: [إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهمـا قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائـم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فَيَثْلَغُ رأسه، فيتهدده الحجر هاهنا، فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه، حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به كما فعل به المرة الأولى.

قال: قلت لهما سبحان الله!! ما هـذان. قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على رجل مُسْتَلقٍ لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكُلُّوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شِقَّي وجهه، فيشرشر شدقه إلى قفـاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما يفعل في المرة الأولى.

قال: قلت: سبحان الله ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق. فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، وأحسب أنه كان يقول: فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة!! وإذا هم يأتيـهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضَوْضَوْا.قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق!!

قـال: فانطلقت فأتينا على نهر حسبت أنه كان يقول: أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل سابح يسبـح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فَيَفْغَرُ له فاه، فيلقمه حجراً، فينطلق يسبح، ثم يرجع إليه، كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجراً، قال: قلت لهما: ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق!!

فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة أو كأكره ما رأيت من راءٍ رجلاً مرآة، وإذا هو عنده نار يَحُشُّها ويسعى حولها، قال: قلت لهما: ما هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على روضة معتمـة فيها من كل لون الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولاً في السماء، وإذا حول الرجل من أكثر ولدانٍ رأيتهم قط، قال: قلت لهما: ما هذا؟ ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق. فانطلقنا، فأتينا إلى روضة عظيمة لم أر روضة قط أعظـم منها، ولا أحسن. قال: قالا لي: ارْقَ فيها فارتقيت فيها، قال: فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا، فدخلناها فتلقانا رجال شطر من خَلْقِهم من أحسن ما أنت راءٍ، وشطر كأقبح ما أنت راء. قال: قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، قال: إذا هو نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة قال: قالا لي: هذه جنة عدن، وهَذَاكَ منزلك، فسما بصري صعداً، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء، قالا لي: هذاك منزلك؟

قلت لهما: بارك الله فيكما فذراني فأدخله، قالا: أما الآن فلا، وأنت داخله.

قلت لهما: فإني رأيت منذ الليلة عجباً، فما هذا الذي رأيت؟! قالا لي: أما إنا سنخبرك أما الرجـل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة.

وأما الرجل الذي أتيت عليه يُشَرْشَرُ شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ، فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق.

وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور، فهم الزناة والزواني.

وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويُلْقَمُ الحجارة فإنه آكل الربا.

وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها، فإنه مالك خازن جهنم.

وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم.

وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة.

وفي رواية البرقاني: [ولد على الفطرة]، فقال بعض المسلمين: يا رسـول الله وأولاد المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولاد المشركين!! وأما القـوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح، فإنهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، تجاوز الله عنهم]. (رواه البخاري)

16- ملائكة الله يخافون العذاب:

الملائكة قــد وصفهم الله سبحانه وتعالى بالطاعة التامة، قال تعالى عنهم: {إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عباده ويسبحونه وله يسجدون} (الأعراف:206) ،وقال تعالى: {فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون} (فصلت:38)

وقال سبحانه عن أشد الملائكة خلقاً،وأعنفهم خلقاً وهم ملائكة العذاب الموصوفون بأنهم [غلاظ شداد]، قال تعالى عنهم: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} (التحريم:6)

ومع ذلك فإنهم في خوف دائم من الله سبحانه وتعالى، وحـذر دائم من معصيته، وفرق ورعب منذ خلق الله النار. قال تعالى عنهم: {ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابـة والملائكة وهم لا يستكبرون* يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون} (النحل:49-50)

وقـد جاء في القرآن وعيدهم وتهديدهم بجهنم على المعصية. قال تعالى: {وقالوا اتخذ الرحمن ولـداً سبحانه بل عباد مكرمون* لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون* يعلم ما بين أيديهم وما خلفـهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين} (الأنبياء:26-29)

وهذا إبليس قد كان في يوم ما عابداً الله مع الملأ الأعلى من الملائكة.. فلما عصى ربه، ولم يسجد لآدم كما أمره كان من شأنه ما قص الله علينا في القـرآن... قال تعالى: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين* قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك، قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين* قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغـرين* قال انظرني إلى يوم يبعثون* قال إنك من المنظـرين* قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم* ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين* قال اخرج منها مذءوماً مدحوراً لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين} (الأعراف:11-18)

فلما أصر إبليس على كبره وعناده ولم يرجع عن معصيته، وأخذ على نفسه أن يغوي آدم وذريته... قال له الله تبارك وتعالى: {قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين} (ص:84-85)

وقال تعالى لإبليس أيضاً: {قال هذا صراط علي مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم} (الحجر:41-44)

فإذا كان إبليس قد أفسد ماضيه في العبادة، ومنزلته في الملائكة بمعصية واحدة أصر عليها، ولج في خصومته لربه، وعاند فيها.. فكان جزاؤه اللعنة أبداً، والنار سرمداً، والخذلان في الآخرة والأولى.

ثم أصبحت نهاية إبليس ما نص الله علينا في سورة إبراهيم من قوله: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم} (إبراهيم:22)

فهل بعد هذا يأمن عبـد من عباد الله أن تغشه نفسه، ويخونُه تدبيره، ويعميه غروره، وتغريره، فيكون من الهالكين بمعصية واحدة يصر عليها، ويستكبر بها عن طاعة ربه. وكم من عابد، وعالم غوته نفسه وأطاع الشيطان فتحول ليكون تابعاً ذليلاً للشيطان!!

فكم أضل الشيطان من أهل العلم والبصيرة، بل من أهل الطاعة والإنابة. قال تعالى: {واتل عليـهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين* ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآيتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون} (الأعراف:175-176)

وقال تعالى عن قوم سبأ: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين}..

وقـال تعالى عن عاد: {وعاداً وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين}

فانظر كيف أغواهم الشيطان علماً أنهم كانوا ذوي بصيرة ونظر!!

وقـال صلى الله عليه وسلم: [ليُذادَنَّ أقوام من أمتي حوضي أعرفهم ويعرفوني ويؤخذ بهم جهة النار، فأقول: أصحابي أصحابي. فيقال: ليسوا أصحابك إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول: سحقاً سحقاً].

والملائكة الذين أقامهم الله في الطاعة وألزمهم العبادة وألهمهم التقوى والمخافة هم في طاعة ربهم حيث يشاء ربهم لا حيث يريدون هم.

وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يحب جبريل، وكيف لا يحبه وهو معلمه. قال تعالى:{علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو في الأفق الأعلى} (النجم:5-7)

وكيف لا يحبه وهو ناصره ووليه. قال تعالى: {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير} (التحريم:4)

وكيف لا يحبه وقد كان في حروبه أمامه، وعلى ميمنته وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول لجبريل: [ألا تزورنا أكثر مما تزورنا!!] فنزل قول الله تبارك وتعالى: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسياً}. (رواه البخاري)

فإذا كان جبريل أمين الله على وحيه، ورسوله إلى رسله، لا يهبط إلى الأرض إلا بإذن ربه، ولا يزور محمـداً صلى الله عليه وسلم إلا برسم وأمر، فانظر كيف تكون طاعة الملائكة لربهم جل وعلا... وهذا إسرافيل قد التقم القرن وحنى جبهته وأصاغ السمع، وانتظر متى يأمـر الله بأن ينفخ في الصور!! ومنذ متى وهو على هذه الحال!! قائم في الطاعة!! ملتزم بالأمـر... وجميعهم خائف من الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: {يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون} (النحل:50)

وقد جاء أنهم في خوف دائم منذ خلق الله النار.

17- رسل الله وأنبياؤه يخافون العذاب:

وأما الرسل والأنبياء فهم أعظم البشر خوفاً من الله سبحانه وتعالى، وفرقاً من عذابه، وفراراً إليه!! مع ما كانوا عليه من الطاعة والاستقامة، والعبادة!!

فهـذا آدم منذ عصى الله بأن أكل من الشجرة التي نهاه الله أن يأكل منها وهو خائف من العذاب مع استغفاره ورجوعه إلى الله من ذنبه مع ما حدث له بعد ذلك من الابتلاء بالخروج من الجنة ومقاساة العيش على ظهر الأرض...

وعندما يلتقي أبناءه يوم القيامة يستشفع به أبناؤه إلى الله في القضاء بين العباد ودخول الجنة قائلين له: يا أدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء ألا تشفع لنا عند الله!! [فيقول لهم أبوهم آدم: وهل أخرجكم من الجنة إلا معصية أبيكم، اذهبوا إلى غيري].

وفي حديث الشفاعة الطويـل يظل كل رسول خائفاً من الله... فقد روى الإمام البخاري عن أبي هريرة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوة، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فَنَهَسَ منها نَهْسَةً، وقال: [أنا سيد الناس يوم القيامة هل تدرون مم ذاك؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيبصرهم الناظر، ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون.

فيقـول الناس: ألا ترون إلى ما أنتم فيه؟ ألا ترون إلى ما بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: أبوكم آدم، ويأتونه فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة، ألا تشفع لنا إلى ربك؟ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا؟ فقال: إن ربي غضب غضباً لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعـده مثله، وأنه نهاني عن الشجرة فعصيت، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح.

فيأتون نوحاً فيقولون: يا نوح، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وقد سماك الله عبداً شكوراً، ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما بلغنا، ألا تشفع لنا إلى ربك؟ فيقول: إن ربي غضب اليوم غضـباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم.

فيأتـون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك ألا تـرى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني كنت كذبت ثلاث كذبات. نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى.

فيأتون موسى. فيقولون: يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالاته وبكلامه على الناس، اشفـع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفساً لم أومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى.

فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمت الناس في المهد، اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر ذنباً. نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم..

فيأتوني فيقولون: يا محمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟

فأنطلق، فآتي تحت العرش، فأقع ساجداً لربي، ثم يفتح الله علي من محامده، وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه علي أحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب.

فيقـال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس، فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: [والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى]. (متفق عليه)

فإذا كان هذا هو حال الرسل يوم القيامة، فما حال غيرهم من أهل الذنوب والمعاصي.

وكـان صلى الله عليه وسلم أتقى العباد لله وأخوفهم منه، وأعلمهم به، وكان يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء..



21- النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن النار التي رآها رأى العين:

على باب النار وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى داخل النار نظر!! فقال صلى الله عليه وسلم: [اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء] (رواه البخاري)

وقال أيضـاً صلى الله عليه وسلم: [قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجـد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار، فإذا عامة من دخلها النساء] (رواه البخاري)

وفي مسند الإمام أحمد عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرون، ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه فأطال، ثم ركع فأطال الركوع ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع مثل ذلك ثم جعل يتقدم ثم جعل يتأخر، فكانت أربع ركعات، وأربع سجدات، ثم قال: [إنه عرض علي كل شيء توعدونه، فعرضت علي الجنة حتى لو تناولت منها قطفاً أخذته] أو قال: [تناولت منها قطفاً فقصرت يدي عنه] شك هشام [وعرضت علي النار فجعلت أتأخـر رهبة أن تغشاكم فرأيت امرأة حِمَيْرِيّةً سوداء طويلة تعـذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها، ولم تسقها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ورأيت أبا ثمامة عمـرو بن مالك يجر قُصْبَهُ في النار وإنهما آيتان من آيات الله عز وجل يريكموها فإذا خسفت فصلوا حتى تنجلي] (رواه أحمد)

وفي رواية مسلم: [عُرِضَت عَلَيَّ الجنة والنار آنفاً في عرض هذا الحائط فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحتكم قليلاً ولبكيتم كثيراً] (رواه مسلم)

22- عبدالله بن عمر بن الخطاب يرى النار مناماً:

وكـان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يتمنى أن يرى رؤيا ليقصها على النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يفعل كثيرٌ من أصحاب النبي ففي الصحيحين قال: رأيت في المنام أنه جاءني ملكان في يد كل واحد منهما مِقْمَعَةٌ من حديد، قالوا: لن ترع!! نِعْمَ الرجل أنت، لو كنت تكثر الصـلاة من الليل!! فانطلقوا بي حتى وقفـوا بي على شفير جهنم، فإذا هي مطوية كطي البئر، لها قرون كقرون البئر، بين كل قرنين مَلَكٌ بيده مقمعة من حديد، وإذا فيها رجال معلقون بالسلاسل رؤوسهم أسفلهم!! وعرفت رجالاً من قريش!! فانصرفوا بي عن ذات اليمين، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليـه وسلم: [إن عبدالله رجل صالح]!!

وفي رواية: [نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل]

52- قد كان الأمن السابق تغريراً:

وبعـد لقد نظرت حالي في هذه المرحلة فوجدت أنني قد عشت دهراً من عمري مغروراً، ووجدت أن الأمـن الذي كنت أشعر به كان تغريراً!! وكان الذي كشف لي هذه الحقيقة مجموعة من الأمور تجمع بعضها مع بعض، فكشفت عن العين ما كان مستوراً، وإن لم في يكن حقيقته مستوراً!! فإن القـرآن قد نطق به كثيراً، والرسول قد خطب به على منبره دهراً طويلاً، ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم النار رأي العين قال صلى الله عليه وسلم: [لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً]!! (رواه البخاري)

وكان صلى الله عليه وسلم إذا خطب عن الجنة والنار احمر وجهه كثيراً، واشتد غضبه وعلا صوته كأنه منذر جيش يقول: [صبحكم ومساكم]. (رواه مسلم)

وكـان صلى الله عليه وسلم إذا سمع كلمه يقولها صحابي من كلمات الطمأنينة والثقة والجزم بالجنة لمن عرف صلاحه... يقول: [والله ما أدري -وأنا رسول الله- ما يفعل بي]!! (رواه البخاري)

ففي البخاري أن أم العلاء امرأة من نساء الأنصار بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن عثمان بن مظعون طار لهم في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين. قالت: أم العلاء، فاشتكى عثمان عندنا، فمَرَّضْتُه حتى توفى، وجعلناه في أثوابه، فدخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: رحمـة الله عليك أبا السائب!! شهادتي عليك: لقد أكرمك الله!! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [وما يدريك أن الله أكرمه؟] قال: قلت لا أدري. بأبي وأمي يا رسول الله. فمن؟ قال: [أما هو فقد جـاءه والله اليقين!! والله إني لأرجو له الخير، وما أدري والله، وأنا رسول الله ما يفعل بي؟!] قالت: فوالله لا أزكي أحداً بعده!! قالت: فأحزنني ذلك فنمت، فرأيت لعثمان عيناً تجري، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرته. فقـال: [ذلك عمله].

وأقول: فهل بعد ذلك يطمئن مؤمن إلى عمله؟ وينام قرير العين ولما يعلم منزله في الجنة أو في النار؟

53- دعوة ومناشدة واسترحام لأخواني المسلمين:

إخواني وأحبائي المسلمين:

قـد قال صلى الله عليه وسلم: [من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال، فليتحلله اليوم، قبل أن يؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم، فإن كان له عمل صالح، أخذ بقدر مظلمته وإن لم يكن له عمل أخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه] (رواه البخاري)

وقد نظرت في صحائفي نظرة سريعة إلى الوراء فوجدت من الحقوق والديون لإخواني من المسلمين ما لا أستطيع الوفاء به، إنها سلسلة طويلة من المظالم!! وأنا راجع عنها في الدنيا قبل الآخـرة، وداع كل من له مظلمة عندي أن يسامحني في هذه الدنيا، وجزاه الله خيراً أو يطالبني الآن، وجـزاه الله خيراً إذا عجل مطالبته هنا في هذه الدنيا، وهو بذلك نعم الأخ والصديق!! وأرجو من كل أخ مشفق صديق، وأناشده الله ألا يؤخر مطالبته يوم القيامة.




__________________
قال الرسول"أفضل ما قلته أنا و النبيون من قبلي:لا أله ألا الله".

المصيبة لاتي لا تقتلني تجعلني أكثر قوة....
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م