الـــــهـــديــــــة

[الحقاق]

يخلط كثير من الناس بين الهديه والرشوه ، والفرق بينهم هو أن الراشي قصده بالرشوة التوصل إلى ابطال حق أو تحقيق باطل فهذا الراشي الملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رشا لدفع الظلم عن نفسه اختص المرتشي وحده باللعنة . أما المهدي فقصده استجلاب المودة والمعرفه والاحسان فإن قصد المكافأة فهو معاوض وأن قصد الربح فهو مستكثر .
والغريب أن الهدية في وقتنا الحاضر لا نراها إلا ونحن على فراش المرض أو في الزواجات وخصوصا في المجتمع النسوي فهي تكثر في الولادات والمرض والهدية في هذه الحاله أما ان تكون حلوى أو ورد فقط ، ونسينا او تناسينا الدعوه المشروعه ولمأثوره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الحالات ، أما في حالات العاديه فلا نرى أثر لهذه الهدايا وربما يتهمونك في عقلك إذا أهديتهم هديه من وجهة نظرك أن هذه الهديه تعبير عن حبك وتقديرك للشخص المهدا إليه وربما يقابلك بكل فتور ويقول ( وش المناسبه عسى ماشر إن شاء الله ) هذا هو واقعنا في الوقت الحاضر .

وفي هذا المجال كتب الشيخ أحمد مفتاح المتوفي سنه 1329 هجري

(((( الهدية غمرك الله بالمعروف تبسط يد المودّة وتدربها أخلاف القرب وتغرس بين المتحابين من الإئتلاف بقدر ما تقطع بينهما من شجر الخلاف وما أنا فيما أهديه إليك إلا كمستبضع تمرا إلى أرض خيبر أو كالواهب الماء للبحر والضوء للبدر والملك لسليمان والمال لقارون والحلم لأحنف والذكاء لأياس والتفسير لابن عباس وماذاك إلا كتاب كما تراه ضرب فى الإحكام بسهم ووعى من الأحكام ما خلت منه مفعمات الأسفار وموجزات الرسائل ( فهو كما قيل) كل الصيد فى جوف الفراء

تزين معانيه ألفاظه **** وألفاظه زائنات المعاني

على أنى وان تطفلت عليك وسقت لك هذا الكتاب مزدلفا إلى جنابك الرحب ومقامك الأسنى فقد أصبت كبد الصواب ووضعته حيث يعرفه أهلوه ويتقبّله من باذله عالموه علما بأنك عماد العلوم وأساس الفضائل لا تغادر شاردة الا وعيتها ولا نادرة إلا رويتها والا

لو كان يهدي على قدري وقدركمو **** لكنت أهدى لك الدنيا وما فيها

الحقاق