القرآن الكريم وأوهام احمد زكي يماني

[يتيم الشعر]

كتب أحد الناس واسمه ( عبدالله خياط ) مقالة في صحيفة عكاظ السعودية ، وفي رأيي أنه تعجَّل في كتابة المقال وربما لأغراض شخصية وظن المسكين أن فاز بصيد ثمين وجاء بالذئب من ذيله ، تعالوا نقرأ على عجالة مقال الرجل والرد عليه

المقال

القرآن الكريم وأوهام احمد زكي يماني

عبدالله عمر خياط


كان أستاذنا الكبير محمد حسين زيدان - رحمه الله - إذا روى متحدثاً عن الأموات بما لا سند له إلا عند أهل القبور قال: (لو قام الموتى من قبورهم لخر التاريخ صريعاً)!!
وعندما عدتُ من الخارج مؤخراً لفت نظري بعض الأصدقاء لما كتبه الشيخ أحمد زكي يماني بملحق صحيفة (المدينة) يوم الجمعة 20/3/1426هـ الموافق 29/4/2005م تحت عنوان: (من جعبة الذاكرة - البابا ومكتبة الفاتيكان). وأنا لا أريد ان ادحض او أُفند مرويات الشيخ اليماني فيما ذكره عن لقائه بالبابا وما دار بينهما من حديث بشأن التمر.. ثم مجيء أحد الكرادالة لمعاليه في اليوم التالي ليخبره ان الحبر الأعظم ارسله ليشعره انه وجد الأساس الديني لأكل التمر كما أخبره بذلك الشيخ اليماني, بينما المعروف لدى العامة والخاصة ان رجال الكنيسة ناهيك عن الحبر الأعظم والكرادالة يحفظون القرآن الكريم عن ظهر قلب بل ويعرفون حق المعرفة كل ما قيل في تفسيره ومدلولاته. فكيف يستغفلنا الشيخ اليماني لنصدقه بأن البابا وهو الحبر الأعظم قد كان يجهل سر التمر الذي أكلته السيدة مريم من بعدما هزّت النخلة فتساقط عليها رطباً جنياً?!
على كلٍّ ليس هذا ما شدّ قلمي لهذه السطور.. لكنها مجرد ملاحظة أعتقد أنها ذات بال, اما الذي دفعني للتعليق بل والتفنيد.. هو ما ذكره الشيخ اليماني من ان بني أمية لم يسلموا ما لديهم او بعضه من آيات الكتاب الحكيم عندما جُمع المصحف في عهد ابي بكر الصديق رضي الله عنه, وكأنه بهذا يُشايع الذين يفترون على الله الكذب ويدعون بنقص بعض آيات القرآن, إذ يقول نصاً فيما كتب:
(ومن طريف ما رأيت قطعاً من الجلد كتب عليها آيات من القرآن بحروف غير منقطة وقيل انه اجريت دراسات علمية لمعرفة عمر الجلد الذي كتبت عليه الآيات فتجاوز عمره مائتين وخمسين والف سنة ميلادية وهذا ما قادهم الى افتراض ان بعض كتاب الوحي من بني أمية لم يسلموا ما لديهم او بعضه من آيات القرآن الحكيم عندما جُمع المصحف في عهد الصديق رضي الله عنه واتلفت جميع الآيات المتفرقة التي نزلت منجمة, وانه عندما زالت دولة الأمويين في الشام وهرب عبدالرحمن الداخل الى الأندلس حيث اقام دولة الأمويين استطاع فيما بعد نقل الذخائر ومنها تلك القطع التي كتبت عليها آيات من القرآن أثناء نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الافتراض مع كل قرائنه يقرب من الصحة).
إن تعليق الشيخ اليماني الذي ختم به كلامه من ان (هذا الافتراض مع كل قرائنه يقرب من الصحة) يدفعني لمساءلة الشيخ اليماني.. أي صحة هذه التي لا صحة لها, وكل كتب الصحاح تؤكد اكتمال القرآن الكريم. يؤيد ذلك ما جاء في محكم التنزيل من قول رب العزة والجلال: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}?!
وإلى الغد نثبت للشيخ اليماني ولمن حاول ان يجاملهم او يشايعهم في مزاعمهم بخلاف ما صحّ عن جمع القرآن كاملا وفق ما نزل به الأمين جبريل عليه السلام على نبينا صلى الله عليه وسلم.



[line]

ردي

الأستاذ عبد الله خياط
السلام عليك ورحمة الله وبركاته

يا أخي ليتك ترويت وفهمت المسألة جيداً قبل أن تكتب مقالك في (السبت - 27/4/1426هـ ) ( 4 / يونيو/ 2005 - العدد 1448 ) بعنوان ( القرآن الكريم وأوهام احمد زكي يماني ) .

حيث أضحكت الناس عليك من هذا الكلام الذي جاء في مقالك ، وأشمت الأعداء بك .
أما قولك : " بينما المعروف لدى العامة والخاصة أن رجال الكنيسة ناهيك عن الحبر الأعظم والكرادالة يحفظون القرآن الكريم عن ظهر قلب بل ويعرفون حق المعرفة كل ما قيل في تفسيره ومدلولاته " . فلا والله لا أساس لكلامك من الصحة ، وكيف يعرف هذا البابا الألماني شيئاً عن القرآن وما درس العربية في حياته ، فضلاً عن أن يكون يحفظه عن ظهر قلب .

أما قولك " أما الذي دفعني للتعليق بل والتفنيد.. هو ما ذكره الشيخ اليماني من أن بني أمية لم يسلموا ما لديهم أو بعضه من آيات الكتاب الحكيم عندما جُمع المصحف في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه, وكأنه بهذا يُشايع الذين يفترون على الله الكذب ويدعون بنقص بعض آيات القرآن " . فهذا أمر لا أعرف كيف طاوعتك نفسك أن تكتبه وأن تستعجل في نشره ، ولا أعرف كيف سمحت لك الجريدة بنشره أيها المسكين ، فالمعنى الذي طرحته بعيد عن كلام الشيخ اليماني ، إذ أن ما فعله الأموييون هو بعد جمع المصحف وليس قبله يا صديقي ، فهم خالفوا أمر الصحابي الكريم عثمان بن عفان – إذا صحت الرواية – ولم يتلفوا أوراق المصحف القديمة التي كانت لديهم قبل جمع المصحف الشريف في مصحف واحد كي لا تختلف اللغات .