قرينة
"طهران تسعى لتعيين حليف لها على رأس تنظيم القاعدة "
ذكرت تقارير إخبارية بريطانية أمس ان المسؤولين الايرانيين يدفعون باتجاه تعيين ناشط موال لايران في قيادة تنظيم القاعدة.
وزعمت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية عن مسؤولين في جهاز استخبارات غربي ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يحاول اقناع قادة القاعدة باختيار سيف العادل (او سيف العدل) ليصبح الرجل الثالث في قيادة التنظيم بعد اسامة بن لادن وايمن الظواهري.
وقال احد هؤلاء المسؤولين للصحيفة "انها محاولة مهمة يقوم بها الايرانيون وفكرة اقامة تحالف وثيق بين ايران والقاعدة مخيفة فعلا"، واضاف "كانت هناك خلافات بينهما في الماضي لكن بعد ان اصبح بقاء ايران والقاعدة مهددا حاليا فقد ادركا ان مصلحة كل منهما تقضي باقامة علاقات اقوى بينهما" على حد ما نشرته الصحيفة.
وقالت الصحيفة ان العادل (46 عاما) يعيش تحت الاقامة الجبرية منذ فترة طويلة في منزل في طهران التي فر اليها منذ 2001 من افغانستان اثر غزو هذا البلد بقيادة اميركية، وكان سيف العدل عقيدا في القوات المصرية الخاصة وانضم الى تنظيم القاعدة بعد ان قاتل القوات السوفياتية في افغانستان في الثمانينيات. وهو بين 22 رجلا يلاحقهم مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) حسب لائحة صدرت بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
وقالت الصحيفة انه يعيش في احد قصور الضيافة في طهران مع اثنين من ابناء اسامة بن لادن، سعد ومحمد، واضافت - على حد زعمها - ان محاولات ايران اقامة علاقات قوية مع القاعدة تجري برعاية الرئيس احمدي نجاد، واوضح ان ايران وعدت مقابل تعيينه الرجل الثالث في القاعدة، بتقديم تسهيلات لتدريب وتجهيز التنظيم.
واكدت الصحيفة ايضا ان حرس الثورة الاسلامية يقدمون لمقاتلي القاعدة تسهيلات استخدمتها في السابق مجموعات اسلامية اخرى مثل حزب الله اللبناني، ويدربونهم لشن هجمات على القوات الغربية في الشرق الاوسط، وقال مسؤول في جهاز استخبارات غربي ان "الادلة التي لدينا تفيد ان ارتباط ايران بالقاعدة اعمق بكثير من مجرد تزويدهم بمعدات"، واضاف "انهم يسمحون لهم باستخدام تسهيلات للتدريب للتأكد من ان هجماتهم ستكون فاعلة الى ابعد الحدود" وفق ما ورد في الصحيفة.
وفي ذات السياق صرح متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن تنظيم القاعدة يريد امتلاك التكنولوجيا التي تتيح له شن هجوم نووي على بلد غربي، وقال المتحدث ان "هذا ما يأملون فيه. انه امر سنواصل حماية انفسنا منه باستمرار".
واكد ان وزارة الخارجية البريطانية لا تعتقد ان القاعدة تمتلك هذه التكنولوجيا. لكنه لم يعلق على مستوى التقدم الذي احرزه التنظيم في امتلاك هذه التكنولوجيا، وذكر تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" نقلا عن مسؤول في الوزارة لم تكشف هويته الثلاثاء ان مسؤولين بريطانيين تمكنوا من رصد "مجموعة من المشاركين في دردشات" على مواقع جهادية يعبرون عن رغبتهم في امتلاك اسلحة للدمار الشامل.
واوضح المسؤول نفسه ان الولايات المتحدة وروسيا وقعتا خلال الاسبوعين الماضيين تعبر اتفاقا لتعزيز اجراءات منع الانتشار النووي.
وتأتي هذه التصريحات بعد اسبوع من التحذيرات التي وجهتها رئيسة اجهزة الاستخبارات الداخلية البريطانية (ام آي 5) بشأن اعتداءات ارهابية مقبلة قد تستخدم فيها اسلحة دمار شامل، وقالت اليزا مانينغهام بولر الجمعة ان الاجهزة التابعة لها علمت بنحو ثلاثين مؤامرة واحبطت "خمسا منها بالغة الاهمية" منذ اعتداءات السابع من يوليو 2005، واوضحت ان "هذه المجموعات او الشبكات البالغ عددها حوالى مئتين تضم اكثر من 1600 شخص حددت هوياتهم، اضافة الى كثيرين لا نعرف شيئا عنهم"، لافتة الى "ضلوعهم في الاعداد او المساعدة في اعمال ارهابية داخل البلاد وخارجها".
منقول من جريد المدينة الأربعاء 24 شوال 1427