هذا ولم يزل علماؤنا من مختلف المذاهب يكفّرون المتوجهين بالعبادة لغير الله تعالى ، سواءٌ المتوجَّه إليه من دون الله ، ملكٌ مقربٌ ، ونبيٌّ مرسلٌ ، ووليٌ صالحٌ، حيـّاً، أوميّتـاً :
وللعلماء السادة الحنفية في ذلك اليد الطولى ،
ومن ذلك ما أفتى به الإمام أحمد الرومي الحنفي ،بأن استغاثةبعضهم بالصالحين ، والأنبياء ، أو الأولياء، شرك بالله ، وأن الشيطان يتصور بصورة هؤلاءالمشايخ ، والصالحين ، فيقضي حاجة هؤلاء المستغيثين ، ليضلهم ، ويوقعهم في الكفر . مجالس الأبرار ص24 .
وقال الشيخ صنع الله الحنفي : " هذا وإنه قد ظهر الآن فيما بين المسلمين ، جماعات يدعون أن للأولياء تضرعا في حياتهم ، وبعد الممات ، ويستغاث بهم في الشدائد والملمات ، وبهم تكشف المهمات ، فيأتون إلى قبورهم ، وينادونهم في قضاء الحاجات ، مستدلين على أن ذلك منهم كرامات ، وقالوا : منهم أبدال ، ونقباء ، وأوتاد ، ونجباء ، وسبعة وسبعون ، وأربعة وأربعون ، والقطب هو الغوث للناس ، وعليه المدار بلا التباس ... وهذا الكلام فيه تفريط وإفراط ، بل فيه الهلاك الأبدي ، والعذاب السرمدي ، لما فيه من روائح الشرك المحقق ، ومضادة الكتاب العزيز المصدق ، ومخالف لعقائد الأئمة ، وما اجتمعت عليه الأمة ".
وقد فصلنا القول في كفر المتوجه للأولياء بالعبادة في فتوى سابقة ، فلا حاجة إلى الإعادة هنـا .
كما ألقينا الضوء على علاقة الصوفية بالمحتلين لاسيما الغرب الصليبي في فتوى سابقة.
هذا ،
وقد انتشرت تحت رعاية المشروع الصهيوصليبي جماعة "أرواح الموتى" ، بداعيتها "الجوّال" الجفري ، ومرجعها الأكبر المالكي الحجازي ، وعادت تبثّ سمومها في بلاد الإسلام ، وتفسد التوحيد الذي هـو للدين قوام ، وصارت يُمَكّن لهـا بكل نظام ،
والواجب على علماء الإسلام فضحها، والتحذير من ضلالها ومكرها ، وتعيين ذلك بالإسم فهو واجب تركه من أعظم الإثم ، ومن غرّر المؤمنيــن ، بتزكية من يفسد توحيدهم الذي هو رأس مال الدين ، فهو خائن لله ولرسوله ولكتابه وعامة المسلمين ، وجوباً ينبذ ، وعنه يعرض .
و إذ قد شرع تقبيح الضلال والبدع ، وفضح عقائدهم كما أمر الله تعالى وشرع ،
فلنعرج إلــى ذكر بعض عقائد جماعة أرواح الموتي ، وعبدة القبور ، ولسنا ننسب كلّ شيء إلى من ذكرنا قبلُ في هذا المقال اسمه ، أو أشرنا إلى رسمه ، غير أن هذا المسار إذا استفحل بالأمة ، يرديها إلى ما هو أشبه بالجنون ، حتى تسمع عجائب الأخبار ، فلنذكر منها طرفـا مما فيه عبرة لأولي الأبصار ، :
قبور أولياء من الحيوانات !!
قال الشيخ الداعية البسيوني : صاحب كتاب "الألوهية في العقائد الشعبية" :
(رأيت بعيني في بنجلاديش مزارا لكلب يدعوه العامة هناك قبر كته شاه) الكلب البنغالي !! ص29
وفي ص 22 قال : (وقد حدثت عن حمير ، وكلاب ، يطاف حوله قبورهـا )
وهناك أيضا ضب ، وتمساح ، وسلحفاه، تعـدّ من الأولياء.
وذكر بعض المؤلفين العصريين أنه وجد ، مقاما ، يُدعى مقام الشيخخنزير( بالقرب من عمان ، وأصله خنـزير ، بري قتله صياد . !!
وذكر مؤلف كتاب " الانحرافات العقدية والعلمية" (ص300) : أن البلدية في مصر عزمت على نقل ضريح من إحدى الطرق ، ففوجئت أن القبر فيه عظام حمار.
وذكر غير واحد من المؤلفين العصرين أنه يوجد حية في مصر تنسب إليها المعجزات وتعبد بكل أنواع العبادات.
تحول قبور الأولياء إلى قبلة الحجيج :
قال الأديب عبد الله بن خميس ، واصفا ما يحدث عند قبر زينب بنت علي بن أبي طالب ، قال : (فلقد وجدت سوادا كثيرا من الناس ملأ قبة القبر ثم البناء المحيط بالقبة ـ وما أكبره ـ ثم الفضاء والشجر المحيط بالقرية التي فيها القبر، ووجدت المقاهي والمطاعم والسيارات تغدو وتروح على حساب الزوار، ووالله ما شبهت هذا الجمع الغفير الذي يموج بعضه في بعض إلا بالناس حول الكعبة ويا بعد ما بين المظهرين) ، كتاب : شهر في دمشق ص67
وذكر صاحب كتاب "التوحيد ومسيرة العمل الإسلامي"ص(52) قائلا : (ومن هذه القبور قبر ما يسمى (السيد الدسوقي) فقد شارك في الاحتفال السنوي الذي يقام احتفاء بذكرى مولده عام 1403هـ 1982م نحو مليون شخص).
زيارة قبر الولي أفضل من سبع حجج !!
قال الشمس الأفغاني في كتابه القيم جهود علماء الحنفية في توحيد الألوهية : (ويقول أحد المريدين لآخر ، وقد حج سبع حجج إلى بيت الله العتيق ، أتبيعني زيارة قبر الشيخ بالحجج السبع ؟ فقال له أشاور الشيخ ، فقال له أي الشيخ : لو بعت كنت مغلوبا) , ومنهم من يقول : (من طاف بقبر الشيخ سبعا كان كحجة) ومنهم من يحكي عن الشيخ الميت أنه قال : (كل خطوة إلى قبره كحجة ويوم القيامة لأبيع بحجة ) الأفغاني في جهود علماء الحنفية 2/1212
سحر وشعوذة عند عباد القبور :
قال صاحب كتاب "الانحرافات العقدية"ص(330) يقول السملالي : (فائدة أخبرني صاحبنا الفقيه أبو سرحان المغازي رحمه الله ، أن بعض الأولياء ، اجتمع بالشيخ أبي العباس البستي ،فقال له الشيخ: إذا أتيت لضريح بصدقة ، فاجعلها ذبيحة ، لأن الروحانيين من الجن ، ملازمون للضريح ، وهم ينتفعون بدم الذبيحة ، وظلفها ، دون غيرها ، فإنه لا يحصل لهم منها كبير فائدة)!!
قبر أم آدم عليه السلام !!
ذكر صاحب كتاب "المنار" 3/220 قال : (في (نبارس) في الهند قبر آدم أبي البشر وزوجه وأمه، وجميعها تعبد بالطواف حولها ، والتمسح بها ، وبذل الأموال والنذور...) اهـ بتصرف.
ولك أن تعجب : من أين جاءت أم آدم ؟!!
مستشرق يشهد بمشابهة عباد القبور لليهود :
وصدق مؤلف كتاب "المصريون المحدثون" ، إذ قال (ص167-168) : (ويحمل المسلمون ـ وبخاصية المصريون -على اختلاف مذاهبهم ، ما عدا الوهابيين ـ هكذا يقول وليس ثمة مذهب يدعى المذهب الوهابي ولم يدع المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ، إلا إلى ما دعا إليه السلف قبله ـ للأولياء المتوفين احتراما ، وتقديسا ، لا سند لهم في القرآن ، والأحاديث، أكثر مما يحملون للأحياء منهم، ويشيدون فوق أغلب قبور الأولياء المشهورين، مساجد كبيرة جميلة ، وينصبون فوق قبور ، من هُم أقل شهرة منهم ، بناءا صغيرا ، مبيضا بالكلس ومتوجا بقبة ...
ثم قال: وقد جرت العادة أن يقوم هؤلاء ، كما كان يفعل اليهود ، بتجديد بناء قبور أوليائهم ، وتبييضها ، وزخرفتها ،وتغطية التركيبة ، أو التابوت أحيانا ، بغطاء حديد, وأكثر هؤلاء يفعلون ذلك رياء كما كان يفعل اليهود). تحذير الساجد160-161