اللعبة السياسية بين امريكا والخليج
اللعبة السياسية بين امريكا ودول الخليج
ان المتابع للسياسة الأمريكية تجاه العالم العربي قد يتحسس مجموعة من الألعاب السياسية المتقنة التي قد تفرضها على شكل عقوبات معلنة او يتم التخطيط لها من وراء الكواليس …..
فنحن جميعا نعرف العقوبات الذكية التي فرضتها على العراق والتي تطلق عليها مصطلح ( النفط مقابل الغذاء ) ولا أدري لماذا أرى تشابها كبيرا بين هذه العقوبات وبين ما يسمى بلعبة القط والفأر . فبما أن امريكا تلعب مع العراق دور القط فان العراق طبعا يلعب الدور الآخر …… فالحكومة الأمريكية لاتريد القضاء على العراق مباشرة أو ربما أنها لاتريد القضاء عليه بشكل تام ولهذا تقوم باستنزاف قواه التحتية ثم تمنحه الفرصة لكي يسترد أنفاسه مرة أخرى . وهي بهذا العمل لا تقوم
بتهييج الرأي العالمي ضدها , وبهذا أيضا لا تقوم بفرض الاستقرار الذي لا تريد تحقيقه في المنطقة
لكي تتحجج بالبقاء قرب مصالحها ولا أدري كيف تجرأ على اعتبار ثرواتنا الطبيعية من مصالحها .
على العموم لا نريد أن نخرج من دائرة موضوعنا الأساسي وهي الألعاب السياسية القذرة التي تلعبها
أمريكا ضد عالمنا العربي وقد تطرقنا إلى موضع العقوبات الاستنزافية المعلنة ونريد أن ننتقل إلى لعبه
أخرى تتم غالبا من وراء الكواليس وهي لعبة استراتيجية حربية بقدر ما هي سياسية ويطلق عليها قديما اسم (فرّق تسد )فنحن نعلم أن الأمريكيون يضعون على قائمة أهدافهم الرئيسية السعي الى جلب الفرقة والتناحر بين الشعوب العربية, وسأثبت هذا بحادثة واحدة لتجنب التطويل الممل ..
وهو ما حدث أخيرا في قضية التفجير في الخبر حيث أن أمريكا لم تحتمل عودة العلاقات بين السعودية وايران فسعت الى تدميرها ولكن محاولتها بائت بالفشل , فاللعبة هذه المرة لم تكن متقنة
للحد الكافي ……وهناك أيضا الكثير من الألعاب الأمريكية الوقحة التي لسنا بصدد فرزها وتحليلها
لأنها باتت مكشوفة للجميع , لكن الهدف الأساسي من طرحي لهذا الموضوع أني أرى بنظرتي المتواضعة أن الهيمنة والقوة التي تتمتع بها أمريكا والتي هي بنظر أكثر الشعوب لا يمكن أن تقهر ليست نتاج جيشها أو شعبها أو تسليحها ….الخ ولكنها نتيجه لهذه الألعاب السياسيه المتقنة , لأنه
ان نظرنا لبعض الدول لوجدناها قد تضاهي أمريكا من ناحية العدة والعتاد مثل الاتحاد السوفيتي سابقا والعملاق الصيني حاليا ولكنها مع هذه المقومات لم تتوازن مع القوة والهيمنة الأمريكية المطلقة فلم تعد هذه المقومات في عصرنا الحالي هي السبب الرئيسي لهيمنة الدول لأن العديد غدا يملكها , وهم بالتالي أجبن من أن يفكروا في حرب نووية شاملة ……….
ومن هذا المنطلق أعتقد أنه لو تجرأت بعض الدول العربية المقتدرة كدول الخليج مثلا بقلب اللعبة السياسية على أمريكا لتوفرت لها فرص النجاح ولكن عليها البدء من نقطة الضعف الأمريكية وهي النفط , فأمريكا لا تريد رفع أسعار النفط لما قد يسبب لها من تراجع اقتصادي فدول الخليج والمملكة بالذات هي التي تستطيع تحقيق ما لا يريده الأمريكان نظرا لمكانتها الأولى في منظمة الأوبك العالمية وامتلاكها لأكبر احتياطي للنفط دون منازع , وأعتقد أن الدول النفطية ستسعد بهذه المبادرة ان لم تكن تنتظرها , وهنا نكون قد لعبنا على الوتر الحساس الأول لدى الأمريكان , وباءمكاننا أن نضع أيدينا على وتر آخر قد لا يقل حساسية عن الوتر السابق……
فنحن نعلم أن المملكة حاليا تقوم بالتخطيط لتنويع صادراتها وهذا مالا تريده أمريكا وما لا تريده أكثر أن نقوم بتنويع علاقاتنا والخروج من القوقعة الأمريكية التي فرضتها علينا وخاصة اذا كنا بصدد تكوين علاقات مع دول كبرى قد تمثل خطرا عليها كروسيا والصين مثلا فهذه الدول لن تفوت فرصة لتكوين علاقات مع المملكة , مع أننا على علم بأن هذه الدول معادية للاسلام والمسلمين ولكن الهدف أكبر (والضرورات قد تبيح المحرمات) لأننا نكون هنا قد ضغطنا على نقطة الضعف الثانية لدى الأمريكان وهم الذين قد جنّ جنونهم بعودة علاقتنا مع ايران فماذا سيفعلون عندما نكون بصدد تكوين علاقات مع ألد أعدائها ……عندها فقط قد نستطيع نحن باملاء
شروطنا وفرض عقوباتنا والتي ستكون ……
النفط مقابل السلاح……النفط مقابل جلائها من مناطقنا …..النفط مقابل رفع العقوبات عن الدول العربية ……النفط مقابل الأهم وهو تغيير مواقفها مع القضية الفلسطينية .
ألا نعتقد أونأمل أنه بهذه الطريقة قد يرضخ لنا هذا العملاق المزيف ..لم لا نحاول على الأقل..
ماذا سنخسر.. ماذا نتوقع أن يحصل ؟ هل ستشن أمريكا الحرب علينا ؟ لا أتوقع أن تقدم على هذه المغامرة لأسباب, منها أنهم يعلمون ما تحتله المملكة من مكانه بارزة في قلوب العرب والمسلمين التي تخشى امريكا توحدهم نتيجة هذه المغامرة ,بالأضافة الى أنه قد يكون حافزا لتحرك خصوم امريكا الكثيرون الذين يتحرون سقوطها على أحر من جمر وغيرها من الأسباب التي ستحسب لها الحكومة الأمريكية ألف حساب ,لهذا أعتقد أنا سننجح .. ولكن لا أظن أنه بامكاننا النجاح بمفردنا مالم تنسجم مواقفنا نحن الخليجيين والعرب ككل لأنه ان لم تنسجم مواقفنا معا فسيستطيع الأمريكان تأمين حاجاتهم النفطية من أي دولة نفطية لا تنسجم مواقفها معنا , وهنا نكون قد خسرنا عنصرا من عناصر النجاح المهمة . ولهذا يجب علينا أن نتناسق ونتكامل مع بعضنا البعض ونقوم بطي صفحات الخلاف لكي لا يجد عدونا ثغرة لاختراق صفنا .
وأخيرا فقد أكون أصبت في هذه النظرية أو أخطأت .فالنظريات قد تنجح في ظروف وتفشل في أخرى , وهذا الفرق بينها وبين الحقائق الثابتة, ولكن من الخطأ أن يعتمد السياسيون على الحقائق أو ينتظرونها لأنها نادرا ما تأتي , ولذا ان أخطأت فأرجو منكم التصحيح , لأن الاختلاف في الرأي
لا يفسد ود القضية… ودمتم
لا يعرف البعض ماذا يريد
حرية الحياة
أم حياة الحرية …. أشك أني منهم !
*أخوكم برمودا
|