مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-07-2003, 11:48 AM
الهبوب الهبوب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: عريني
المشاركات: 152
إفتراضي أسنى الهديّات إلى قاذف الحبيب علي الجفري بالضلال وبالدعوة إلى الشركيّات

يافاتح الباب يا وهاب
منقول للفائدة


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الهادي إلى أقوم طريق، الذي جعل إتبّاع نبيّه صلى الله عليه وسلّم دليل حب العبد لربّه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدّنا محمداً رسول الله، والصلاة والسلام على نبيّ الهدى والرحمة، سيدّنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، إمام المهتدين وخاتم الأنبياء والمرسلين عبد الله ورسوله، فتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صمّاً وقلوباً غلفاً، وأنقذنا به من غواية الغاوين وضلال الضاليّن، وإضلال المضلّين، وتركنا على بصيرة من الأمر وعلى هدى مستقيم، وعلى المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وعلى شريعة سمحة سهلة بيضاء نقيّة، تتسّع لكل مطالب الناس ومستلزمات الحياة في الدنيا والآخرة.

وارض اللهم عن آل بيته الطاهرين، أصحابه الهداة المهدييّن، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فالخير كل الخير في إتبّاع الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، والهلكة والضلال في الإبتداع. ولكن في تحديد المراد من قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) عصمة من التمادي في إطلاق الألسن بالتبديع والتضليل بفعل كثير من أنواع الخير، وفعل كثير من المسائل الفقهية المختلف فيها بين أرباب المذاهب الفقهية من المجتهدين الذين ما كانوا يثبتون حكماً بالرأي المحض، وإنمّا يستندون إلى مآخذ شرعيّة ضبطوها وبذلوا جهدهم فيها مع عدالتهم وسَعة إطلاعهم واستقامة أفهامهم، وتحرّيهم الصواب بتكرير النقل مرة بعد أخرى. وسار مَن بعدَهم على منوالهم فنظروا وانتقدوا واستنبطوا ورجّحوا.

وربّما توهمّ قوم في خلافهم مع سواهم أنّ اختلافهم معهم على عقيدة، فشرّكوا وضلّلوا وبدّعوا بينما لم يتفطنوا إلى أن الإختلاف إنما كان على مفاهيم متخالفة في العبادة والشرك والبدعة، فلا يوجب ذلك الإختلاف تكفيراً أو تبديعاً.

وقد روى أبو يعلى عن حذيفة رضي الله عنه: (أنّ ما أخافه عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رُؤيت بهجته عليه، وكان رداؤه الإسلام انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك. قال: يا نبي الله أيّهما أولى بالشرك المرمي أو الرامي ؟ قال: الرامي) قال ابن كثير: إسناده جيّد.

وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: (من دعا رجلاً بالكفر أو قال عدّو الله وليس كذلك إلا حارَ عليه، أي رجع عليه).

وأخرج أبو القاسم الأصفهاني في "الترغيب والترهيب"، والخطيب في "المتفق والمفترق" عن سعيد ابن المسيّب أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً".

والغلوّ في الدين وعدم الفقه والتفقّه في مقاصد الشريعة مع الإعجاب بالنفس، وعدم الإعتداد بآراء العلماء وأفهامهم، واستحلال دماء المسلمين المعصومة، وعدم المحاولة في فرض المخارج الحسنة لهم، وعدم تحمّل الخلاف في الرأي هو السبب في التبديع والتضليل والمسارعة فيها." اهـ. (بتصرّف من مقدّمة كتاب الإتبّاع والإبتداع للهاشمي)

ففي الوقت الذي تمرّ فيه الأمّة الإسلاميّة بمرحلة حرجة من تكالب أعداء الدين عليها ومحاولة شق صفوفها وتوالي الفتن عليها، وحرص ولاة الأمر والعلماء في السعودية على نبذ التطرّف والتكفير والغلو في الدين، قام الأخ الكريم ؟؟؟؟؟ بنشر رسالة في الكثير من المنتديات على الإنترنت بعنوان "كشف شركيّات الجفري " اشتملت على مقاطع صوتيه مبتورة للحبيب علي الجفري، وانهال على هذا الداعية إلى الله وعلى شيخه الحبيب عبد القادر السقاف، والعلاّمة الدكتور السيّد محمد علوي المالكي من آل البيت النبوي الطاهر – حفظهم الله تعالى حفظ الصالحين، بأقسى تهم الضلال والشركيّات والعياذ بالله.

وقد طالب الكثير من رواد منتدى ؟؟؟؟؟ وغيره، الأخ الكريم ؟؟؟؟؟ بأن يظهر التسجيل الكامل للجلسة التي دارت فيها المناقشة التي بتر منها المقاطع الصوتية لعلّها توضح ما التبس عليهم ، ولكنه ماطل وراوغ وتهرّب وبالرغم من قيام الكثير من الإخوة الأعضاء في المنتدى بتوضيح بعض جزئيات المسائل المختلف فيها وإقامة الحجة عليه وعلى أتباعه، وبنصحه بأن يرجع عن إتهاماته المنكرة في حق هؤلاء العلماء الأفاضل والسادة الكرام من أهل بيت النبوّة الطاهر، إلا أنه ومع الأسف الشديد تمادى وعاند وكابر وأصرّ على أقواله بعد تبيين الحقائق من الحبيب علي الجفري في المقابلة التلفازية على قناة الإمارات الفضائية مؤخرّاً،

فكان من الضروري بمكان جمع هذه الرسالة في الردّ على رسالته المذكورة أعلاه، مستشهداً بالأدلّة من الكتاب والسنة النبوية الشريفة وأقوال العلماء من السلف والخلف في دحض إفتراءاته وبيان بطلان مزاعمه وأوهامه التي بنى عليها قذف أقوال الحبيب علي الجفري بالشركيّات وقذفه بأنّه ضال وقذفه وشيوخه بأنهم دعاة بدعة وضلالة وشركيّات ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم، وأسميتها (أسنى الهديّات إلى قاذف الحبيب علي الجفري بالضلال وبالدعوة إلى الشركيّات)، راجياً من الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم في إظهار الحق والذبّ عن آل بيت حبيبه سيدّنا المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعن العلماء العاملين والأئمة المجتهدين من السلف والخلف الذين تعرّضوا بشكل غير مباشر في تلك الإتهامات الخطيرة من الأخ الكريم ؟؟؟؟؟؟؟، وأسأله تعالى التوفيق والسداد.



يتبع
  #2  
قديم 09-07-2003, 11:56 AM
الهبوب الهبوب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: عريني
المشاركات: 152
إفتراضي

تمهيد:


أولاً: ميزان نبوي للدلالة على الخطأ والصواب


"مَن عَجَز عن إستقصاء البحث وإدراك الصواب فإنّ الشارع لم يتركنا هملاً، بل وضع في أيدي غير المتأهليّن للبحث والحجاج ميزاناً لا يختلّ إذا اختلفت الأهواء وافترقت الأمّة تبيّن لنا أنه إذا أجمع العلماء على شيء كان ما خالفهم هوى وضلالاً، كما بيّن أنهم إذا اختلفوا كان الصواب والرشاد مع رأي الكثرة من العلماء، كما بيّن أن المخالفين لهؤلاء يكونون قلّة.

1- فروى أبو نعيم والحاكم وابن منده ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة" عن ابن عمر مرفوعاً: (لا تجتمع هذه الأمّة على ضلالة أبداً، وإنّ يد الله مع الجماعة فاتبّعوا السواد الأعظم، فإنّ من شذّ شذّ في النار).

كذا في كشف الخفاء للعجلوني ص50، وكذا هو عند الترمذي.

2- وروى عبد بن حميد وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه رفعه: (إنّ أمّتي لا تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم الإختلاف فعليكم بالسواد الأعظم).

كذا في كنز العمال ج1ص18، وكشف الخفاء ج2ص350. قال في كشف الخفاء ج2ص391: "إنّ مثل ذلك روي عن ابن عبّاس مرفوعاً كما في مستدرك الحاكم. وفي تخريج الحافظ ابن حجر لمسند الفردوس.

3- وروى الترمذي أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب بالجابية فقال: "عليكم بالجماعة وإيّاكم والفرقة فإنّ الشيطان مع الواحد وهو عن الإثنين أبعد".

4- وروى الطبراني عن عرفجة بن شريح: "يد الله مع الجماعة والشيطان مع من خالف الجماعة يركض".

وأحاديث التمسك بالجماعة في الصحيح أشهر من أن تذكر، والمراد بالسواد الأعظم في الروايات السابقة سواد علماء أمّته صلّى الله عليه وسلّم، لأنّ العلماء هم أهل الحلّ والعقد والإستنباط والإفتاء... ورأيهم بموجب هذه الروايات هو مظنّة الصواب، والتشكيك في صواب الكثرة بسرد آيات وأحاديث – إنّ أكثر من في الأرض ضالّون – فإنمّا مورد تلك النصوص هو كثرة الكفار وقلّة المؤمنين بها.

وما زعم أحد أنّ الصواب يكون في جانب الكثرة المطلقة من كفار ومؤمنين، ولكنّا ندعي كما في أحاديث التمسك بالجماعة، والتحذير عن الشذوذ عنها بعمومها، وأحاديث الدعوة إلى إتبّاع السواد الأعظم من علماء هذه الأمّة المحمدّية المؤمنة، وأنّ الباطل يكون فيمن شذّ عنهم." اهـ. (الإتبّاع والإبتداع للهاشمي ص46-48)

ثانياً: ما اختلف الفقهاء في حلّه وحرمته لا زجر فيه

"من آداب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنّ القائم بهذا الشأن ينبغي أن ينهى عن المنكرات المجمع على أنها كذلك ولا ينصرف إلى النهي عمّا اختلف فيه العلماء من المسائل الإجتهادية، فذلك اشتغال بالإنتصار لإجتهاده وشخصه، ومحاربة لما يقابلها من الإجتهادات الأخرى، وإنّ إثارة المسائل الخلافية في الفروع تفرّق ولا تجمع، وتوجب التراشق بالتبديع والتضليل.

وقد اختلف الأئمة في كثير من المسائل الإجتهادية وهم جميعاً على الهدى ما دام الإختلاف لا عن هوى أو شهوة، ولا عن مخالفة نص أو إجماع أو قياس جلّي - غير معارضة بمثلها أو أقوى منها - إذ المجتهدون قد أدّوا ما عليهم ببذل الجهد وما في الوسع.

1- قال ابن العربي في "القواصم والعواصم": إن العالم لا ينضج حتى يترفع عن العصبية المذهبية".

2- وقال سفيان الثوري: "إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي قد اختلف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه".

وقال أيضاً كما رواه عنه الخطيب البغدادي: "ما اختلف فيه الفقهاء فلا أنهي أحداً من إخواني أن يأخذ به".

3- وفي "الآداب الشرعية" لابن المفلح قال أحمد من رواية المرزوي عنه: "لا ينبغي للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه ولا يشتد عليهم".

4- وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم: "ليس للمفتي ولا للقاضي أن يفرض رأيه على من خالفه إذا لم يخالف نصاً ولا إجماعاً أو قياساً جليّاً ".

5- وفي "جامع بيان العلم" لابن عبد البر عن القاسم بن محمد في القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر به قال: "إن قرأت فلك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة، وإذا لم تقرأ فلك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة".

6- ونقل عن يحي بن سعيد أنه قال: "ما برح أولو الفتوى يفتون، فيحل هذا ويحرّم هذا، فلا يرى المحرّم أن المحلّ هلك لتحليله، ولا يرى المحلّ أن المحرّم هلك لتحريمه".

7- وفي "الإنصاف في بيان الإختلاف" لوليّ الله الدهلوي: "قد كان من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من يقرأ البسملة، ومنهم من لا يقرؤها، ومنهم من يجهر بها، ومنهم من يسّر، وكان منهم من يقنت في الفجر، ومنهم من لا يقنت، ومنهم من يتوضأ من الرعاف والحجامة والقيء، ومنهم من لا يتوضأ، ومنهم من يتوضأ من أكل لحم الإبل أو ما مستّه النار، ومنهم من لا يرى في ذلك بأساً، ومع ذلك كله لم يمنع أحد منهم من أن يصلي خلف الآخر كما كان أبو حنيفة وأصحابه والشافعي وأئمة آخرون يصلون خلف أئمة المدينة من المالكية وغيرهم، ولو لم يلتزموا بقراءة البسملة لاسرّاً ولا جهراً، وصلّى الرشيد إماماً وقد احتجم فصلى أبو يوسف خلفه ولم يعد الصلاة، مع أن الحجامة عنده تنقض الوضوء.

وكان أحمد يرى الوضوء من الرعاف والحجامة فقيل له: فإن كان الإمام قد خرج منه الدم ولم يتوضأ هل تصلي خلفه ؟ قال: كيف لا أصلي خلف مالك وسعيد بن المسيب إشارة إلى أنهما لا يريان الوضوء من خروج الدم.

8- وقال ابن قدامة في كتابه "الروضة" في أصول الفقه: "إن للمفتي إذا استفتي وكانت فتواه ليس فيها سعة للمستفتي فله أن يحيله إلى من عند سعة"

وهذا يعني أن للمفتي أن يدّله على من يخالفه في القول إذا كان في فتواه سعة، لأنه لا ضرر من الخلاف في المسائل الإجتهادية حيث أنه خلاف في أفهام الرجال.

وينبغي للمرء أن لا يقدم على تخطئة الآخرين إلا بعد نظر عميق وأناة طويلة وعلم كامل.

هذا وإن بحث المرء عن زلاّت العلماء وتتبع السقطات هو ديدن مريض الصدر سيء الطوية.

ولكن للحرص على صيانة أحكام الله يجب أن يجتنب ما زلّ فيه العالم إذا وضحت الزلّة وضوحاً بيّناً.

وكذلك يجب تتبّع من اشتهر بزلاته في أمور العقيدة وفيما أجمع عليه العلماء من أحكام إذ جاء في الحديث موقوفاً ومرفوعاً من رواية البيهقي والديلمي والطبراني وابن ماجه كما في كشف الخفاء للعجلوني: (أشدّ ما أتخوّف على أمّتي ثلاثة: زلّة عالم، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تقطّع أعناقكم فاتهموها على أنفسكم) اهـ.

وقال عمر رضي الله عنه: "زلّة العالم تهدم الإسلام".

وكم من علماء لهم مكانتهم فيما يحسنون من علوم فلما خاضوا فيما لا يحسنون جاؤوا بالقواصم." اهـ. (الإتبّاع والإبتداع للهاشمي ص40-43)




يتبع
  #3  
قديم 09-07-2003, 12:10 PM
الهبوب الهبوب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: عريني
المشاركات: 152
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


إلى الباحثين عن الحقيقة بإنصاف وتجرّد عن الهوى والنفس والشيطان:

1-يقول المُنكر القاذف: (1 – استمع إليه وهو يقول أن القاعدة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يغيث بروحه من يستغيث به، ويمكن أن يغيث أيضاً بجسده، كما أن بإمكان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغيث بروحه مليون شخص في نفس اللحظة !!)
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g1.ra
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g2.ra


فالجواب عليه مجملاً: فما المانع في ذلك؟ فهذا لا يستحيل عقلاً على قدرة الله تعالى المطلقة ولا معارض له شرعاً ونقلاً.

ولبسط الجواب، لنقرأ بتجرّد وإنصاف بعض التعريفات الضرورية ثم نستعرض الأدلّة من الكتاب والسنّة:

"ما معنى الإستغاثة والإستعانة ؟

الجواب:

1- الإستغاثة: طلب العبد الإغاثة ممّن يقدر عليها حقيقةً وهو الله تعالى أو ممّن أقدرهم الله عليها بحوله وقوّته وهم أنبياؤه وأولياؤه وعبادُه.

2- الإستعانة: طلب العبد العون ممّن هو قادر عليه بذاته وهو الله تعالى، أو ممّن خلق الله فيه القدرة على الإعانة وهم عبادُه.

هل يجوز الطلب من غير الله ؟ وما هي الأدّلة على الجواز إذا قيل به ؟

الجواب مجملاً: يجوز طلب الإغاثة والإعانة طلباً لسانيّاً من جميع الأسباب العاديّة التي جرت سنّة الله تعالى بخلق الإمداد بها وإجرائه عليها، مع اعتقاد عدم تأثيرها في شيء من المقادير، وعدم قيامها بنفسها، وعدم استقلالها بالوجود. وهذا الجواز بإجماع من يُعتَدّ بهم من علماء السلف والخلف ولم يخالف في ذلك إلا المبتدعة ولا يعتدّ بخلافهم.

الجواب مفصلاً: السبب العادي عند علماء العقيدة الإسلاميّة هو ربط أمر بأمر وجوداً وعدماً مع صحة التخلّف من غير أن يؤثرّ أحدهما في الآخر ألبتة.

وعالَم الخَلق وعالَم الأمر بجميع أفرادهما داخلان في الأسباب العاديّة التي ليس لها تأثير ذاتي في إيجادٍ أو إمدادٍ، وليس في شيء منها قوى مودَعة، وليس لشيء منها حول أو قوّة أو قول أو فعل إلا بالله تعالى، وليس لشيءٍ منها قيام بنفسه بمعنى أنّه لا يصح استغناء شيءٍ منها عن الله تعالى وإمداده طرفة عين.

فالعالَم كُلّه من عَرشه إلى فرشه قائم بقيوميّة الله تعالى وإمداده وحوله وقوّته، وهذه الأسباب العاديّة تنقسم إلى قسمين:

1- قسمٍ جرت سنّة الله تعالى أن يخلق على يديه قدَراً ما لمن هو في عالم الشهادة وذلك كالملائكة والبشر، وهذا لكمال عالَم خلقه لوجود إمدادٍ من الله تعالى له بصفات المعاني السبعة من حيث تعلّقاتها.

2- قسمٍ لم تَجر سنّة الله تعالى أن يخلق على يديه أو عليه قدراً ما لمن هو في عالم الشهادة وذلك لنقص عالمها عن إمداد الله تعالى بصفات المعاني جميعها، وإن وُجد إمداد ببعضها وذلك كالجمادوالحيوان.

وبناءً على وجود هذا الفارق المشاهد والموافق للواقع بين هذين القسمين لا يصح لنا أن نقيس الجماد والحيوان على الملائكة والبشر، ولا يصحّ لنا أن نسوّي بينهما، فلا نعتبر من توجّه بسؤاله إلى حيوان أو حجر، ولا يصح كذلك أن نعتبر الأسباب العاديّة التي يُجري الله عليها المقادير والإمداد في عالم الشهادة الظاهر كالملائكة والبشر مثل الأسباب العادية التي لا يجري الله عليها شيئاً من ذلك كالأصنام التي كان يعبدها الجاهليّون.

فيجوز شرعاً وعقلاً أن يطلب الإنسان بلسانه غَوثاً أو عوناً من سببٍ عادي جرت سنّة الله تعالى بخلق غَوث أو عون على يديه، ويكون قلبه أثناء طلبه اللساني مشاهداً ومعتقداً أنّ ذلك السبب العادي قيامه بقيوميّة الله، وحولُه وقوتُه بالله، وأنّ ما يجري على يديه إنمّا هو خلق الله وإمداده وليس للسبب تأثير ذاتي في شيء من ذلك القدر البتّة.

فاللسان يسأل الإنسان والقلب يشاهد الرّب، اللسان يسأل السبب والقلب يشهد فعل الرّب عطاءاً أو منعاً.

وقد ذكر علماء التوحيد والعقيدة: أنّ السبب واجب ونفي التأثير عنه واجب، وأنّ من نفى الأسباب فقد عطّل الحكمة ومن أثبت لها التأثير فقد أشرك بالله." اهـ. (الإسعاد في جواز التوسل والإستمداد لعبد الهادي الخرسة- ص9-12)


أدّلة جواز الإستعانة والإستغاثة من الكتاب والسنّة:


1- في سورة القصص قوله تعالى: {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدّوه}

يقصّ الله تعالى علينا قصة رجل قبطي من شيعة نبيّ الله سيدّنا موسى عليه الصلاة والسلام استغاث بالنبي فأغاثه. والأنبياء عليهم السلام كلّهم جاؤوا بالتوحيد وعدم الشرك، فلو كانت استغاثة الرجل به نوعاً من الشرك لنهاه عن ذلك ولما قصّ الله علينا ذلك مقرّراً له.

2- في سورة الكهف قوله تعالى حاكياً عن ذي القرنين وهو مسلم مؤمن {فأعينوني بقوّة أجعل بينكم وبينهم ردماً}، فقد طلب من أتباعه أن يعينوه، ولو كان طلب العون منهم نوعاً من أنواع الشرك لما أقرّه الله على ذلك ولأنكره عليه، ولما ذكره في كتابه مقرّراً له.

فإن قيل: هذا شرع مَن قَبلنا.

فالجواب: هذا ليس حكماً من أحكام الشريعة التي يجوز أن تقبل النسخ، وإنمّا هو من أمور العقائد المتعلقة بالتوحيد، وأمور العقائد لا فرق فيها بين جميع الشرائع السماوية لأنّ جميع الأنبياء والمرسلين عليه السلام عقيدتهم واحدة لا شرك فيها بوجهٍ من الوجوه.

وقد ورد في شرعنا ما يماثله وذلك في نصوص كثيرة منها قوله تعالى: {وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، فلولا وجود عون عند كل واحد منّا من الله تعالى إمداداً لما وُجد مضمون الأمر والنهي الوارد في هذا النص في الواقع امتثالاً، ويكون هذا النص حينئذ معطّلاً وهو باطل.

وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) رواه مسلم. فالله يُعينك ويُعين بك أخاك، ونسبَ ذلك إلى العبد وأضافه مجازاً، لإعتقادنا أنه لا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم.

فإذا قلتَ لعبدٍ أعني أو أغثني فالمراد من ذلك: أعنّي بعون الله تعالى الذي أمدّك به، وأغثني بحول الله تعالى وقوّته التي أيدّك بها. ومن اتقد أنّ مخلوقاً يُعين أو ينفع أو يضرّ بذاته من ذاته فهو مُشرك.

فإن قيل: قولك أعنّي أو أغثني سؤال لمخلوق فكيف جاز ذلك والنبي صلّى الله عليه وسلّم قال لابن عبّاس رضي الله عنهما ( إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله) رواه الترمذي ؟

فالجواب: قول النبي صلّى الله عليه وسلّم هذا لابن عباس رضي الله عنهما لا يعني إلغاء الأسباب، ولا ينفي سؤالها والطلب منها طلباً لسانيا، وإنمّا معناه - والله ورسوله أعلم - أنّه إذا عَرَضت لك حاجة فاسألها من الله تعالى قبل توجهك اللساني الظاهر إلى الأسباب التي ترجو أن يكون قضاء تلك الحاجة على أيديها، وبعد هذا التوجه القلبي لله أن يُيَسّر قضاء حاجتك تلك على أيدي الصالحين من عباده تتوجه بالطلب اللساني منهم.

ويصح أن يقال أيضاً: حالَ سؤالك اللساني للأسباب تحقق أنك تسأل الله تعالى، لأنه هو الذي يُجري ما يشاء من المقادير على أيدي خلقه بحوله وقوّته، وليسوا شركاء معه في شيء منها، فاشهد بعد ذلك التحقق القلبي المقرون بالسؤال اللساني للأسباب ما سيخلقه الله تعالى ويُجريه من مَنع أو عطاء.

والذي أوجب هذا التأويل قول النبي صلّى الله عليه وسلّم لربيعة بن كعبٍ الأسلمي رضي الله عنه (سلني) قال (أسألك مرافقتك في الجنّة) قال: (أو غير ذلك) قال (هو ذاك) قال (فأعنّي على نفسك بكثرة السجود) رواه مسلم.

فهل النبي صلّى الله عليه وسلّم يأمر ربيعة بالشرك عندما يقول له (سلني) ؟ حاشاه من ذلك، وعندما قال له ربيعة (أسألك مرافقتك في الجنة) لم يقل له لا أقدر على ذلك أو لم يؤذن لي فيه أو ليس هذا من اختصاصي ولا في وسعي بل عليك أن تسأل الله ذلك، وإنّما قبل منه سؤاله وأقرّه عليه وقال له (أعني على نفسك بكثرة السجود).

ولولا أنّ ربيعة كان يشهد بقلبه وحدانيّة الله تعالى وأنّ نبيّه محمداً صلّى الله عليه وسلّم ليس شريكاً مع الله تعالى في شيء وأنّ حوله وقوّته بالله وأنّ الله هو الذي يُجري ما يشاء من المقادير على يديه لما قال له) سلني).

وفي حديث ربيعة هذا رد على القائلين بأنه يُطلب منه ما يقدر عليه ولا يُطلب منه ما لا يقدر عليه، وذلك لأنّ المرافقة في الجنّة لا يقدر عليها أحد من البشر فكيف وافقه النبي صلّى الله عليه وسلّم على طلبه هذا ؟

فتبيّن أننا لا نتعامل مع النبي صلّى الله عليه وسلّم عند الطلب منه فيما هو معتاد للبشر، إنمّا نتعامل معه فيما ليس مُعتاداً لهم باعتبار خصوصيته عليه الصلاة والسلام فيما انفرد به عن الخلق جميعاً إلا الأنبياء، بوصف النبوّة والرسالة الذي شاركه فيه إخوانه الأنبياء والمرسلون عليهم السلام، وسرى إلى ورّاثهم شيء منه يسمّى عند علماء التوحيد الكرامة وهو الأمر الخارق للعادة لا الجاري على وفق العادة مما يقدر عليه البشر." اهـ.

"وفي حديث "عُتبة بن غزوان رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (إذا أضلّ أحدكم شيئاً أو أراد غوثاً وهو بأرض ليس فيها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني -وفي رواية- أعينوني، فإن لله عباداً لا ترونهم) رواه الطبراني في المعجم الكبير وقال: وقد جُرّب ذلك.

فهذا الحديث صريح في جواز الإستغاثة والنداء لمن لا نراهم من عباد الله تعالى ويدخل فيهم الأحياء حياة برزخية ممّن لهم الرَوح فيروحون حيث شاؤوا. وقد عمل بهذا الحديث الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، ففي شعب الإيمان للبيهقي، وفي كتاب المسائل قال عبد الله ابن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: "حججت خمس حجج منها اثنتين راكباً وثلاثة ماشياً أو ثنتين ماشياً وثلاثة راكباً فضللت الطريق في حجّة وكنت ماشياً، فجعلت أقول: يا عباد الله دُلّونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق" اهـ.

ونقل الإمام النووي رحمه الله تعالى في الأذكار قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا انفلتت دابة أحدكم في فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا عليّ، فإن لله حاضراً سيحبسه عليكم) رواه الطبراني في المعجم الكبير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذكره ابن القيّم رحمه الله تعالى في كتابه (الوابل الصيّب) وذكر أن شيخه ابن تيمية رحمه الله تعالى: عمل به.

وقال الإمام النووي رحمه الله بعد أن ذكر الحديث: حكى بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له دابة اظنها بغلة وكان يعرف هذا الحديث فقاله فحبسها الله عليهم في الحال وكنت أنا مرّة مع جماعة فانفلتت منها بهيمة وعجزوا عنها فقلته فوقفت في الحال بغير شيء سوى هذا الكلام" اهـ. (الإسعاد في جواز التوسل والإستمداد للخرسة)

فإذا صحّت الإستغاثة بعباد الله في غامض علم الله، خبراً منقولاً وعملاً مأثوراً، فلمَ ننكرها على خير خلق الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟

هذا وقد ناداه الصحابي الجليل حسّان بن ثابت رضي الله عنه الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم أيده بروح القدس)، - ولم يقل عنه بأنه مشرك عندما وصفه بأنّه الرُكن الذي يعتمد عليه والعصمة الذي يُلجأ إليه فقال:

يا رُكن مُعتمد وعصمة لائذ ***** وملاذ منتجع وجار مجاور
يا من تخيّره الإله لخلقه ***** فحباه بالخلق الزكيّ الطاهر
أنت النبي وخير عصبة آدم ***** يا من يجود كفيض بحر زاخر
ميكال معك وجبرئيل كلاهما ***** مدد لنصرك من عزيز مقتدر

)الإستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر)





يتبع
  #4  
قديم 09-07-2003, 12:18 PM
الهبوب الهبوب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: عريني
المشاركات: 152
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





"فإن قيل: كان هذا جائزاً في حال حياته لا بعد إنتقاله إلى الحياة البرزخية، قلنا: من اعتقد أنّ لأحد من الخلق تأثيراً في الحياة ينقطع عنه بانتقاله إلى البرزخ فهو مشرك، فليس لأحد من الخلق تأثير ذاتي ولا قيام له بنفسه، وحولهم وقوتهم بالله تعالى، والله تعالى هو يجري على أيدي خلقه ما يشاء من المقادير في حال حياتهم الدنيوية، وكذلك الأمر في حال الحياة البرزخية والأخروية.

فلو كان للنبي صلّى الله عليه وسلّم أو لغيره تأثير في حياته كما توهمّ بعض القاصرين لصحّ نفيه عنه بعد إنتقاله ولجاز حينئذ سؤاله ونداؤه في حياته فقط، أمّا ما دام لا تأثير له في حياته الدنيوية كذلك لا تأثير له بعد إنتقاله إلى الحياة البرزخية، والله تعالى الذي أجرى بحوله وقوّته على يديه الخير في حال حياته الدنيوية هو الذي يجري على يديه بعد إنتقاله، ومَن الذي يقيّد الله تعالى ويُوجب عليه أن يفتح على أيدي خلقه في حال حياتهم الدنيوية ولا يفتح على أيديهم في حال إنتقالهم إلى حياة أخرى برزخية أو أخروية ؟" اهـ. (الإسعاد في جواز التوّسل والإستمداد للخرسة)

"فالتوسل حكم مقرّر جوازه من أحكام الشريعة المطهرّة ومعمول به في عصره لا يتغيّر بإنتقاله عليه الصلاة والسلام كما لا تتغيّر بقيّة أحكام التشريع فلا يحق لإنسان أن يقول:

هل الوضوء جائز بعد موت النبي صلى الله عليه وسلّم ؟!، وهل الصلاة جائزة بعد موت النبي صلّى الله عليه وسلّم ؟!، وهكذا، ومثل ذلك قولهم: هل التوسل أوالإستغاثة جائز بعد موته صلّى الله عليه وسلّم ؟

لأنها جميعاً أحكام شرعيّة مقرّرة بأدلتها وهي معمول بها في حياته وبعد إنتقاله. ومن سأل عن ذلك أو فرّق بين الأحكام فأجاز بعضها ومنع بعضها دلّ ذلك على جهله بالشريعة وأصولها فلا يلتفتُ إليه بعد إقامة الحجة عليه.

ومن توهمّ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قد انتقص شيء من كمالاته التي كان عليها في الدنيا بالإنتقال إلى البرزخ فهو مخطيء وربّما جرّه ذلك إلى الكفر إذا قال بإنفكاك وصف النبوّة والرسالة عنه في برزخه، وذلك أن جميع الكمالات التي أثبتها الله تعالى له في كتابه أو أخبر بها هو عن نفسه ثابته له بإعتباره نبيّاً ورسولاً، ووصف النبوّة والرسالة لا ينفك عنه في برزخ من البرازخ، فجميع الكمالات الثابتة له لا يصح إنفكاكها عنه، وإنّ الرجل من أهل عصرنا عندما يسلّم يقول: (أشهد أنّ محمدّاً رسول الله) ولا يقول: أشهد أنّ محمدّاً كان رسول الله، ويقول في كل تشهد (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) ولا يقول: السلام عليك يا من كنت نبيّاً في حياتك ولست نبيّاً بعد إنتقالك، فهو محمد نبي الله ورسوله، صلّى الله عليه وسلّم، كان ولا زال رسولاً، وكل ما ثبت له من الفضائل والكمالات في حياته بإعتباره نبيّاً ورسولاً ثابت له بعد إنتقاله لأنه ما زال نبيّاً رسولاً. وقد قال ربنا سبحانه وتعالى {وللآخرة خير لك من الأولى}، وثبت عنه قوله صلّى الله عليه وسلّم: (القبر أول منزل من منازل الآخرة) رواه الترمذي.، فبهذا يتبيّن أنّ ما هو عليه في قبره خير له ممّا هو عليه في الدنيا.


وقد ثبت بالأحاديث الصحيحة وبالإجماع حياة الأنبياء وغيرهم في قبورهم، وإليك بعض النصوص:

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلّون) رواه أبو يعلى في مسنده بسند صحيح.

وعنه أيضاً أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (أتيتُ موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلّي في قبره) رواه مسلم.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (حياتي خير لكم تحدّثون ويحدّث لكم ووفاتي خير لكم تُعرض عليّ أعمالكم فما رأيت من خير حمدتُ الله عليه وما رأيت من شرّ استغفرت لكم) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. " اهـ. (الإسعاد في جواز التوسل والإستمداد للخرسة)

وعن تصرّف الأرواح بعد الموت يقول الشيخ ابن القيّم تلميذ الشيخ ابن تيمية رحمهما الله تعالى، في كتاب الروح:

"فصل ومما ينبغي أن يعلم أن ما ذكرنا من شأن الروح يختلف بحسب حال الأرواح من القوة والضعف، والكبر والصغر، فللروح العظيمة الكبيرة من ذلك ما ليس لمن هو دونها. وأنت ترى أحكام الأرواح في الدنيا كيف تتفاوت أعظم تفاوت بحسب تفارق الأرواح وكيفياتها وقواها وإبطائها وإسراعها والمعاونة لها، فللروح المطلقة من أسر البدن وعلائقه وعوائقه من التصرف والقوة والنفاذ والهمة وسرعة الصعود إلى الله والتعلق بالله ما ليس للروح المهانة المحبوسة في علائق البدن وعوائقه، فإذا كان هذا، وهي محبوسة في بدنها، فكيف إذا تجردت وفارقته، واجتمعت فيها قواها، وكانت في أصل شأنها روحاً علية زكية كبيرة ذات همة عالية؟ فهذه لها بعد مفارقة البدن شأن آخر، وفعل آخر." اهـ .

)الروح لابن القيم – المسألة الخامسة عشر )

وقال أيضاً: "...ولا يمكن جواب هذه المسألة إلا على أصول أهل السنة التي تظاهرت عليها أدلة القرآن والسنة والآثار والاعتبار والعقل، والقول إنها ذات قائمة بنفسها تصعد وتنزل وتتصل وتنفصل وتخرج وتذهب وتجيء وتتحرك وتسكن، وعلى هذا أكثر من مائة دليل قد ذكرناها في كتابنا الكبير في معرفة الروح والنفس، وبينا بطلان ما خالف هذا القول من وجوه كثيرة وأن من قال غيره لم يعرف نفسه." اهـ.

)الروح لابن القيّم – المسألة الخامسة وهي أن الأرواح بعد مفارقة الأبدان إذا تجردت بأيّ شيء يتميز بعضها من بعض حتى تتعارف وتتلاقى! وهل تشكل إذا تجردت بشكل بدنها الذي كانت فيه وتلمس صورته؟ أم كيف يكون حالها؟.)

وقال أيضاً: ""قال أبو عبد الله [القرطبي]: وقال شيخنا أحمد بن عمرو: الذي يزيح هذا الإشكال إن شاء الله تعالى أن الموت ليس بعدم محض، وإنما هو انتقال من حال إلى حال، ويدل على ذلك أن الشهداء بعد قتلهم وموتهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين مستبشرين، وهذه صفة الأحياء في الدنيا، وإذا كان هذا في الشهداء كان الأنبياء بذلك أحق وأولى، مع أنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وأنه صلى الله عليه وسلم اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس، وفي السماء، وخصوصاً بموسى، وقد أخبر بأنه ما من مسلم يسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام. إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غُيبوا عنا بحيث لا تدركهم وإن كانوا موجودين أحياء، وذلك كالحال في الملائكة، فإنهم أحياء موجودون ولا تراهم،" اهـ.
)الروح لابن القيّم – المسألة الرابعة)

وبالنسبة للقول: (ويمكن أيضاً أن يغيث أيضاً بجسده)، نقول للمدّعي المنكر: فما المانع في ذلك ؟ فهذا لا يستحيل عقلاً على قدرة الله تعالى المطلقة ولا معارض له شرعاً، بل ثبت في صحيح البخاري وغيره من حديث الشفاعة قوله صلّى الله عليه وسلّم (...إذا كان يوم القيامة ماج الناس في بعض فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم فيقول لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى. فيقول: لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيأتوني فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي!... الحديث)، (صحيح البخاري)

فإن قيل : ولكن الحبيب علي الجفري لم يقصد يوم القيامة، فنقول له: فهل قال الحبيب علي الجفري "يغيث أيضاً بجسده في هذه الدنيا التي نحن فيها" ؟ بالطبع لم يقل ذلك ودونكم المقطع الصوتي الذي استشهدتم به ! إذاً فيجب تقديم حُسن الظن وتأويل قوله بأن المقصود هو أنه صلّى الله عليه وسلّم يغيث بجسده أهل الموقف كلّهم يوم القيامة.

وبالنسبة للقول: (كما أن بإمكان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغيث بروحه مليون شخص في نفس اللحظة)، فنقول للمدّعي المنكر: فما المانع في ذلك ؟ فهذا لا يستحيل عقلاً على قدرة الله تعالى المطلقة ولا معارض له شرعاً واقرأ ما كتبه الشيخ ابن القيّم تلميذ الشيخ ابن تيمية رحمهما الله تعالى، في كتاب الروح: "وقد تواترت الرؤيا من أصناف بني آدم على فعل الأرواح بعد موتها ما لا تقدر على مثله حال اتصالها بالبدن من هزيمة الجيوش الكثيرة بالواحد والاثنين والعدد القليل ونحو ذلك، وكم قد رئي النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه أبو بكر وعمر في النوم قد هزمت أرواحهم عساكر الكفر والظلم، فإذا بجيوشهم مغلوبة مكسورة مع كثرة عددهم وعددهم وضعف المؤمنين وقلتهم." اهـ. (الروح لابن القيم – المسألة الخامسة عشر )

فإن قيل: ولكن ذلك رؤيا منام وليس في الحقيقة، نقول له: لقد ثبت في صحيح مسلم وغيره، قوله صلّى الله عليه وسلّم: «من رآني في النوم فقد رآني. إنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي».






يتبع
  #5  
قديم 09-07-2003, 12:21 PM
الهبوب الهبوب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: عريني
المشاركات: 152
إفتراضي

يافتاح يا وهاب



نكمل الباقي في الغد إن شاء الله

هذا منقول لمحب آل البيت النبوي (العبد الفقير)
نسأل الله أن يجعلها في موازين حسناته




اسلم تسلم
  #6  
قديم 09-07-2003, 12:31 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

كلٌ يؤخذ من قوله ويرد .. إلا صاحب هذا القبر
فلا تؤله الرجل ...
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #7  
قديم 09-07-2003, 03:00 PM
الهبوب الهبوب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: عريني
المشاركات: 152
Post

يافاتح الباب ياوهاب


أشكر مرورك أخي الوافي




اسلم تسلم
  #8  
قديم 09-07-2003, 03:17 PM
إسلام إسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 218
إفتراضي

تسلم أخي الهبوب

والله ان في هذا الرد كفايه لمن أراد الحق وتجرد عن العصبيات وعن أهواء نفسه
  #9  
قديم 17-07-2003, 07:51 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Question أين عباس رحيم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
__________

أخي الحبيب * الهبوب * : زادك الله نورا على نور ...و فتح عليك فتوح العارفين الكمل ...
و الله لقد كتبت ...فأفضت ... فأجدت : جعل الله ذلك لكم رفعة في درجات القرب و الوصال .

...

ولكن أين عباس رحيم ؟؟؟

اللهم أهد عباس و أرحمه يا رَحِيم يا الله
  #10  
قديم 17-07-2003, 09:27 AM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

هل الوضوء جائز بعد موت النبي صلى الله عليه وسلّم ؟!، وهل الصلاة جائزة بعد موت النبي صلّى الله عليه وسلّم ؟!، وهكذا، ومثل ذلك قولهم: هل التوسل أوالإستغاثة جائز بعد موته صلّى الله عليه وسلّم ؟


تقول ان الوضوء والاسغاثة حكم شرعي

هل الاستغاثة سنة ام واجب ام ركن ؟ وما الدليل من الكتاب والسنة ؟ ولماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم

منها حديث عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهن ذكرتا كنيسة رأياها بالحبشة فيها تصاوير [فذكرتا ذلك] لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله). أخرجه البخاري ومسلم
__________________
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م