الحمدلله على توفيقه وامتنانه وبعد :
قال النقيب : (( وهذا فاهم(!) قال بالحرف الواحد ان ربه استوى من لا مكان الى مكان فاثبت لله الانتقال والانتقال صفة الخلق والعياذ بالله من الجهل )) .
قلت هذا ليس قولي بل هو قول الامام ابن عبدالبر فان كان ثمة جاهل فهو او من خاطبه بهذا .
قال رحمه الله :
(( فإن قيل فهل يجوز عندك أن ينتقل من لا مكان في الأزل إلى مكان ؟
قيل له أما الإنتقال وتغير الحال فلا سبيل إلى إطلاق ذلك عليه لأن كونه في الأزل لا يوجب مكانا وكذلك نقله لا يوجب مكاناً ؛ وليس في ذلك كالخلق ؛ لأن كون ما كونه يوجب مكاناً من الخلق ونقلته توجب مكاناً ، ويصير منتقلاً من مكان إلى مكان ، والله عز وجل ليس كذلك لأنه في الأزل غير كائن في مكان وكذلك نقلته لا توجب مكاناً ،
وهذا ما لا تقدر العقول على دفعه ولكنا نقول استوى من لا مكان إلى مكان ، ولا نقول انتقل وإن كان المعنى في ذلك واحداً ألا ترى أنا نقول له العرش ولا نقول له سرير ومعناهما واحد ، ونقول هو الحكيم ولا نقول هو العاقل ونقول خليل إبراهيم ولا نقول صديق إبراهيم ، وإن كان المعنى في ذلك كله واحداً ، ولا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه ، لأنه دفع للقرآن ... )) .
ثانيا : قول النقيب : (( هذا تكييف والله منزه عن الكيفية لان الكيفية صفة المخلوقات )) .
قلت هذا مبنى على قول متأخرى الاشاعرة في نفي الكيف عن الله مطلقا ( مخالفين بذلك اجماع المسلمين الذين ينفون معرفة الكيفية ولا ينفون الكيفية )وحجتهم ان الله تعالى خالق الكيف ؟ ولو سألتهم اليس الله له حياة وهو خالق الحياة فانفوا عن الله الحياة أذا ؟
لم يجيبوا ؟
وهم يخالفون بذلك اجماع المسلمين اذ يقول الامام مالك رحمه الله ( الاستواء معلوم و الكيف مجهول )) .
فأثبت الكيفية لكن نفى العلم بها وهذا هو اعتقاد المسلمين جميعا
قال القرطبي رحمه الله ونقل إجماع السلف : ((ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة ، وخص العرش بذلك لأنه أعظم المخلوقات وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته (تفسير القرطبي 7/140-141) .
فانت ايه النقيب تنكر وجود الكيفية اصلا مخالفا بذلك اجماع الناس والنصوص الثابته .
فكيف تزعم هذا ؟
وكيف تنفى الكيفية عن الله وانما نفى المسلمين العلم بها ؟
__________________
اللهم ألحقنا بحبيبنا نبى الرحمه صلى الله عليه وسلم وارزقنا قفوا آثاره واتباع سنته ,,,,
هذا وأصل بلية الاسلام ** تأويل ذي التحريف والبطلان
وهو الذي فرق السبعين ** بل زادت ثلاثا قول ذي البرهان
|