صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج ( 2 ) .. يتبع
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
مقدمة المترجم :::
من بين الكتب التى وجدت فيها عمقا لأحد المسلمين الجدد ، هذا الكتاب الذى سأقوم بترجمته على حلقات . وبالرغم من طوله "الكتاب يحتوى على 250 صفحة بالبنط 14"، فإن المجهود فى ترجمته لن يذهب هباء بإذن الله ، وسيجد كثير منكم المتعة فى تتبع صفحاته ، فهو يبين لنا مدى النعمة التى أنعمها الله علينا بأن هدانا للإسلام . وستجدون كيف أن هذا الدين عظيم ، ونظرا لأنه دين الفطرة السليمة ، فما أن يقترب منه أحد بتجرد ووعى ، إلا وجد نفسه منجذبا إليه .
بالإضافة إلى أن هذا الكتاب يبين المراحل التى مر بها هذا المسلم إلى أن اعتنق الإسلام ونطق بالشهادتين ، إلا أنه يحتوى على موضوعات أخرى دعمت إيمانه بهذا الدين العظيم .
وأثناء الترجمة قد أختصر بعض الأجزاء التى أعتقد أنها لا تضيف شيئا هاما للموضوع ، وفى نفس الوقت لا تنقص من قيمته .
مقدمة المؤلف :::
"إلى ... جميلة .. سارة .. فطين"
**********************
"لماذا اعتنقت الإسلام ؟" سؤال ألقاه على أحد مستجوبى !!! ما هى الإجابة التى ستفهمها براءتهم ؟؟؟ حملق الإثنان فى وجهى بلا إنفعال ، ولكن فى شوق لتلقى الإجابة . ربما يكون السؤال فقط لمجرد السؤال ، ولمعرفة ما يدور بخلدى .
لا !!! أعتقد أن سؤالهم أكثر شخصية من ذلك .. أتذكر فى الصغر حينما سألت أبى ، "لماذا أصبحت كاثوليكيا ؟؟" . لم يكن سؤالى حبا للإستطلاع ، ولكنه كان نتيجة للبحث عن فهم ذاتى . وحينما أصبحت مسلما لم يرد بذهنى عدد الخيارات التى ستمر بى ، ليس بالنسبة لى فقط بل بأبنائى وأحفادى أيضا . من الطبيعى ، فهم يريدون معرفة سبب إتخاذى هذا الموقف ، لأنه سيؤثر عليهم حاضرا وفى مستقبلهم المعاش .
فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول "فاطمة جزء منى ، وأنا جزء منها .. سعادتها سعادتى ، وحزنها حزنى" . فالأب يجد إلتزاما بعلاقته مع بناته . فمن خلال طبيعتهن الأنثوية ، يجد الأب أنه يتعاطف معهن ، ويتخلى عن طبيعته الرجولية التى يتعامل بها فى حياته العادية . هن يتممن ويعادلن حياته ، ليس فقط كإناث ، بل أيضا كبناته ، وهو يرى تكامل شخصيته فيهن .
"لماذا أصبحت مسلما ؟؟؟" ... هذا السؤال يختلف معناه بالكلية ، حينما يصدر من بناتى ، لأنه فى هذه الحالة ينبع من داخلى . إنه صدى لى ، وهو استجواب طاهر لحقيقة مشاعرى . لقد شرحت لهن الوضع باختصار ، حسب إمكانياتى ، ولكن ليس بطريقة مفصلة لأنهى الموضوع ، فقد أردت أن يصبح الباب مفتوحا لمزيد من الإستفسار . وقد كانت أسئلتهن هى الحافز وراء هذا الكتاب ، والذى بدأ كانعكاسات ليلة على تساؤلاتهن . إذا لم تكن أمينا مع بناتك ، فأنت غير صادق مع نفسك . ولهذا السبب ، لقد بذلت جهدى لأكون مخلصا وأمينا معهن بقدر الإمكان ::: لأقص الحقيقة "كما هى بالضبط" ، معنى هذا أن أقص الإيجابيات والسلبيات التى واجهتنى ، والإكتشافات والشكوك ، إجابات وأسئلة . ولهذا فلا يعتبر هذا الكتاب ، بأنه كتاب موثق عن الإسلام بالولايات المتحدة . بناتى يعلمن أن والدهم ليس عالما مسلما ، وكذلك فالمسلمون سيكتشفون ذلك الأمر أيضا . لهذا فأنا أنوه بهذا الأمر تحذيرا لأولئكم الذين لا يعرفون كثيرا عن الإسلام . وبالنسبة للذين يريدون معرفة الحقائق عن الإسلام ، فأرشح لهم كتابات "د. جمال بدوى" ، سلسلة التعاليم الإسلامية الممتازة .
هذا العمل أمامك ، يمكن وصفه بأنه يصف خبرتى وانطباعى عن الإسلام ، أو أنه سيرتى الذاتية العقائدية ، أو جريدة شخصية ، قد تكون لها أهمية لبعض القراء . وبما أنى لا أستطيع أن أسجل كل انطباع لى ، أو سؤال سألته نفسى ، فأنا ألزم نفسى بأن أذكر الأمور العامة التى تهم المهتدين إلى الإسلام ، ويمكن نشرها فى الصحف والمجلات الإسلامية التى تنشر بالولايات المتحدة . بالإضافة إلى ذلك ، فقد حرصت على لقاء بعض الذين اعتنقوا الإسلام حديثا ، وأدرجت فى هذا الكتاب بعضا من تجاربهم فى هذا المضمار .
بعض الموضوعات "الإشارات بالنسبة للقرآن الكريم والعلم" أثارت انتباهى أثناء مراحل تحولى للإسلام ، بينما موضوعات أخرى "أسئلة حول الرحمة والعدالة الإلهية" كانت جوهرية فى بحثى عن الروحانيات . الفصل الأول ، هو لإلقاء الضوء عن كيف أصبحت مسلما ؟؟؟ والفصل الثانى ، يوضح تأثير القرآن الكريم فى توجهاتى . وبالرغم من أنى قد بذلت جهدى فى توضيح هذين الموضوعين بالنسبة لتحولى للإسلام ، إلا أنى أشعر أن هناك الكثير الذى ما زال غامضا على . الفصول الثلاثة الأخيرة ، والتى تشكل الجزء الأكبر من هذا العمل ، تعتبر فى الحقيقة ملحقات لهذا الموضوع . وتتعلق بالصعاب التى مرت بى بعد اعتناق الإسلام ، والصراع الذى واجهته للإندماج والعيش فى المجتمع الإسلامى .
عادة ما يكون من يتحول للإسلام من الأمريكيين ، هم من النصارى أو اليهود أصلا ، ومعنى ذلك أنه أو أنها ، قد رفض ديانة سماوية كانت جزءا من التاريخ ، لصالح ديانة سماوية أخرى ، وثيقة الصلة بديانته السابقة . هذا يشكل تمردا ضد العقيدة السابقة ، ولا يخفى أن المعتنقين الجدد للإسلام ، غالبا ما كانوا متشككين فى تقاليده ، خصوصا فى أحاديث وسيرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
التقاليد ، الثقافة الإسلامية ، تصرفات المسلمين ، انتقادات الغرب ، كل ذلك يشكل الحيرة والتناقض التى يقع فيها المتحول للإسلام ، وهذا هو موضوع الفصل الثالث .
المجتمعات الإسلامية بالولايات المتحدة تختلف إختلافا بينا بعضها عن بعض ، ثقافة وعادات ، ومعظمها له جذور دينية . الغالبية خرجت من مجتمعات لها تقاليد محافظة . وككل المهاجرين الآخرين ، فإنهم يصابون بصدمة حين وصولهم للبلاد مما تسبب لهم الحيرة والخوف . ونفس الشئ يواجه الذين يتحولون عن دينهم الأصلى ، لأنه / لأنها يجد نفسه فى المجتمع المسلم الجديد الذى لم يتعود عليه ، ويعتبر فيه كأقلية . هذا الشعور وهذه الصعوبات يغطيها الفصل الرابع من الكتاب ، مع التأكيد على العلاقات مع الأجناس المختلفة . والفصل الأخير يتكلم عن الصعوبات التى تواجهك كمسلم جديد ، فى أسرة ومجتمع من غير المسلمين .
لقد ترددت بينى وبين نفسى كثيرا ، فى نشر هذا الكتاب أو عدم النشر . وهذا التردد لم يكن خوفا من المناقشات والمواجهات التى سأقابلها ، ولكن لأن هذا الموضوع شخصى جدا . بلا شك فهو ترجمة أمريكية للإسلام ، وكيف لا يكون كذلك ؟؟؟
لا أستطيع "ولا أتوقع" ، أن أتخلص من السنوات الثمانية والعشرون من حياتى السابقة على الإسلام . وسأستمر فى اتباع الإستراتيجية التى كنت أتبعها حينما كنت ملحدا : وهو دراسة آراء الطرفين ، فالطرف الذى يتكلم من داخل الدين ، فقد يلمعه ، والطرف الذى يتكلم من خارجه ، فعادة يكون متحيزا ضده ، والموازنة بين الاٌثنين هى المطلوبة . وهذا يعنى ، أن تكون المقارنة حذرة بين الإتجاهين . ولهذا فإن فهمى للإسلام يتأثر بقول علماء غير مسلمين . على كل حال ، فقد شجعنى بعض الأصدقاء المسلمين أخيرا ، على نشر هذا الكتاب ، منبهين على أن الفكرة التى أتبناها ، وهى أن مواجهة الأسئلة الكثيرة التى يثيرها المسلمين الأمريكان تحتاج إلى صراحة ووضوح ، وذلك فى سبيل توحيد هذا المجتمع .
وبناء على ذلك ، فهذا الكتاب يعتبر مساهمة منى فى نمو الإسلام بالولايات المتحدة . وككل الكتاب المسلمين الأول أقول ، أن ما ورد صحيحا فى الكتاب ، فهو من رحمة الله وفضله ، وما ورد غير ذلك ، فإنى أطلب مغفرته وعفوه .
آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 26-08-2007 الساعة 07:56 AM.
|