مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-02-2003, 08:37 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي طبائع الاستبداد الحديث

طبائع الاستبداد الحديث

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله… أما بعد…. فإن الله عز وجل لما خلق الإنسان وضع له قوانين ولوائح وشرائع يسير عليها في هذه الحياة الدنيا ويستطيع المعيشة بها على الأرض، وهذه الشرائع هي الفرق بين الحياة البشرية وحياة بقية الحيوانات والمخلوقات. {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} {70} ….. وشرع سبحانه وتعالى الشرائع على مقاصد استنبطها الفقهاء وذكروها في كتب أصول الفقه الإسلامي، وهذه المقاصد هي حفظ الأديان، والنفوس، والأموال، والأعراض، والأنساب، والعقول…. وعلى أساس هذه المقاصد الأساسية يمكن تفسير الشرائع والأحكام، ومعرفة العلل من التشريع والحكم الإلهية كما هو مذكور بالتفصيل في كتب أصول الفقه والقواعد الفقهية…… وهذه المقاصد لا تختص بها الشريعة الإسلامية وحدها ولكنها عامة على جميع الشرائع السماوية منذ أن خلق الله عز وجل آدم وحتى عصر نزول القرآن….. وتنطبق هذه القواعد على جميع جوانب الحياة، الجوانب التعبدية، والجوانب الاجتماعية، والسياسية، الاقتصادية. وما يخصنا هنا هي الجوانب السياسية…. ولما كانت علاقة الحاكم بالمحكوم علاقة حساسة خطيرة كان لا بد من التوجيه السماوي المباشر أو غير المباشر لتحديد هذه العلاقات، في إطار القواعد المذكورة سابقاوهي حفظ الاعتقادات(التوحيد وعبادة الله في الأرض)، والنفوس، والأموال، والأنساب والأعراض، والعقول…..فيحدد الخالق سبحانه عن طريق الكتب السماوية أو توجيهات الأنبياء بعض الأفعال المحرمة من كلا الطرفين الحاكم والمحكوم، ويحدد بعض الأعمال الواجبة لكل طرف تجاه الآخر، وسكت عن بعض الأعمال لتدخل في حرية التصرف من كلا الطرفين تجاه الآخر…… وسبب حساسية تلك العلاقة أن الناس لا بد لهم من قيادة دنيوية تقيم نظامهم الدنيوي للمعيشة على الأرض، فلا بد من حاكم، ولا بد من قائد:
لا يصلحُ القومُ فوضى لا سراةَ لهم * ولا سراةَ إِذا جهالهُم سادُوا

وسوف نتابع معا إن شاء الله طريقة التعامل مع الملوك الظلمة والمستبدين، من خلال منهج الأنبياء في التعامل مع تلك الطائفة، وكذلك سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض نصوص الأحاديث، وكذلك من خلال التاريخ الإسلامي والحديث، لعلنا نستنبط قواعد نستطيع التعامل من خلالها مع ما يسمى بالاستبداد الحديث، أو بالضبط مع حكام عصرنا…… ولسوف نلاحظ التطابق بين المقاصد التي سبق ذكرها ومنهج الأنبياء والمرسلين، وكثيرا من النماذج الصالحة (في هذه الجانب) في مختلف العصور…..
__________________
أبو سعيد
  #2  
قديم 05-03-2003, 08:33 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي تابع

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله... أما بعد:

فنبتدئ في الكلام على قصة موسى عليه السلام مع فرعون الطاغية المستبد الجبار الظالم المجرم الكافر الزنديق السافل العاتي المفسد، الذي كان يقول ما لم يقله أحد من البشر سواه"أنا ربكم الأعلى"، الذي كان يضطهد بني إسرائيل ظلما وعدوانا، وأتاه موسى"أن أرسل معي بني إسرائيل ولا تعذبهم"……. ولم يكن هناك أبغض إلى الله عز وجل من فرعون، ولم يكن هناك أيضا في ذلك العصر أحب إلى الله من موسى عليه السلام وهو كليمه. فمن المنتظر على طريقة الفكر الحديث المعاصر أن يقال لموسى: اجمع بني إسرائيل واهجموا على فرعون وملئه، هجمة رجل واحد، احرقوا مزارعهم وبيوتهم، قوموا بمظاهرات، وانقلابات وثورات واعتصامات، لا تتقاعسوا عن نصرة الحق، لا تكونوا جبناء، لا تكونوا متخاذلين، لا تكونوا سلبيين، لا تكونوا متثاقلين إلى الأرض، هيا هبوا، استيقظوا، طالبوا بحقوقكم جاهدوا من أجل حريتكم، إما لحق وإما الدماء، ما لكم نائمين يسومونكم المصريون سوء العذاب ويقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم، ما لكم ترضون بالذل والخنوع، في خضوع وخشوع، وتسكنون للهوان والاستبداد، واستعباد العباد. إلخ……وإني أعتقد لو كان أحد منا موجودا في تلك الفترة لما قال غير هذا الكلام…. ولكننا نرى غير هذا في التاريخ والمنهج الذي أمر الله عز وجل موسى أن يسير عليه"فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى". ويشرع موسى عليه السلام لبني إسرائيل تشريعات عجيبة لا يرى الكثير فيها فائدة لمعالجة هذا الموقف السياسي "استعينوا بالله واصبروا، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين"…"وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين" "وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين"…. الصبر والتوكل والتقوى والاستعانة والصلاة والإيمان… هل يؤدي شيء من هذا إلى النصر؟…. نريد ثورات واعتصمات ومظاهرات وتفجيرات وحرائق ودماء……. فقال بني إسرائيل لموسى:إنك لم تزدنا شيئا منذ أن جئت إلينا إلا زيادة اضطهاد…" قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا، قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون"…… والسؤال الذي سوف نطرحه، هل كان لبني إسرائيل أن ينتصروا على فرعون وملائه انتصارا مثل الانتصار الذي حصل باتباعهم منهج موسى عليه السلام والوحي؟ أم ماذا يمكن أن تكون النتيجة في حالة الثورة ومقتل الآلاف من بني إسرائيل وتدمير البيوت والأموال وإهلاك النساء والأطفال؟….. وهل ستكون المفاسد أعظم أم أقل من تلك الطريقة؟؟؟؟

ولما خرج من موسى مع بني إسرائيل إلى سيناء حينئذ شرع القتال والحرب لقتال الوثنيين:"ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم"…. فلماذا لم يأمرهم الله بإعلان الحرب على فرعون قبل أن يخرجوا من مصر، ثم أمرهم بإعلان الحرب بعد أن خرجوا من مصر. إن هذا هو الفرق بين الثورة والحرب، الثورة تكثر فيها المفاسد من قتل للمدنيين النساء والأطفال والشيوخ، وأكثر في صفوف المؤمنين وأموالهم وديارهم… أما الحرب فإنها تكون بين جيوش ومقاتلين بعيدا عن إفساد الأموال والديار والخدمات التي يحتاجها البشر لمعيشتهم على تلك الأرض، وبعيدا عن قتل النساء والأطفال والضعفاء الأبرياء….. ويدخل هذا في كلامنا الأول عن المقاصد في أول المقال…..

فمن هذا الدرس نستفيد فائدتين: الأول: أنه إذا كان هناك حلان لمشكلة الاستبداد، الحل الأول طويل الأجل ثمرته بعد سنوات طوال، ولكنه قليل المفاسد أقرب لحفظ المقاصد…. والثاني: قصير الأجل ثمرته ونتيجته سريعة قريبة وإن كان كثير المفاسد أبعد عن حفظ المقاصد…. فإننا نرجح الأول ونترك الثاني.

والدرس الثاني: هو أن الله عز وجل لم يأذن لموسى بقتال عندما كان محكوما، ولكنه أمره بقتال لما أصبح حاكما على شعب غير محكوم من أحد… لأن في الأول يكون القتال ثورة، والثاني يكون القتال حربا…

وقد يكون هذا خاص بموسى عليه السلام… ولذلك سنتتبع مع بقية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هذا القانون: هل أذن لهم بثورة عندما كانوا محكومين أم لا؟؟؟

نوح وإبراهيم وهود وصالح ولوط وشعيب وبقية الأنبياء الذين لم يحكموا شعبا بل كانوا محكومين من قبل آخرين، نرى أيضا أنهم لم يؤذن لهم بقتال…. أما داود وسليمان وغيرهم من أنبياء بني إسرائيل الذي حكموا شعوبا ولم يكونوا محكومين من قبل أحد أمرهم الله عز وجل بقتال الوثنيين وحربهم…. ولذلك فإن عيسى عليه السلام كان يوصي أتباعه بالصبر والصفح عن الوثنيين، ولم يأمرهم بقتال وأعمال عنف، لأنه كان محكوما من قبل الحكام الرومان في فلسطين…
وهكذا نستخلص قاعدة عامة على منهج الأنبياء قبل نبينا صلى الله عليه وسلم: وهو أن النبي الذي كان محكوما وليس حاكما لم يؤذن له بثورة أو قتال، والنبي الذي كان حاكما ليس محكوما من قبل أحد أمر بالحرب والقتال، وأما النبي الذي كان جزء من حياته محكوما وجزء حاكما كموسى عليه السلام، فقد نهي عن القتال أثناء ما كان محكوما وأمر بالحرب عندما كان حاكما….

فما أقصده: أن الله عز وجل لم يأذن لنبي بثورة على حاكم، ولا بالخروج عليه والعمل على عزله وتعيين آخر مكانه…..

وقد يقول قائل: ما لك تكلمنا عن الأنبياء، وإن شرع من قبلنا ليس بشرع لنا عند كثير من الفقهاء؟… ولذلك فإننا سوف نفحص معا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فحصا خاصا لنرى هل تنطبق هذه القوانين على أمتنا أم لا. وكذلك سوف نتجول معا إن شاء الله تعالى في التاريخ الإسلامي والحديث جولة خاصة بهذه المسألة….
__________________
أبو سعيد
  #3  
قديم 05-03-2003, 08:56 AM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
إفتراضي

اسجل حضوري كقارئ ومتابع لما نشر حتى الآن.
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux
  #4  
قديم 15-03-2003, 01:44 PM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي

لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم في سن الأربعين، كان في مكة، وظل ثلاثة عشرة سنة في مكة يدعو إلى الإسلام، ثم هاجر إلى المدينة….طوال مدة الدعوة في مكة لم يؤمر برفع سيف، بل بالعكس، أمر هو ومن معه :"كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة"(النساء)،"قل للذين أمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون"(الجاثية). ويظل النبي صلى الله عليه يأمر أتباعه بالصبر ويقص عليهم قصص الأنبياء بما يوحي الله له من القرآن، وكذلك قصص المؤمنين الصابرين قبلهم كقصة الغلام والساحر وغيرها… ويظل القرآن يتنزل يقص على النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بقصص صبر الأنبياء، وأن عاقبة الصبر النصر، وأن الصبر والتوكل والإيمان والعمل الصالح والاستعانة، وغير ذلك من معاني الإيمان، كل ذلك هو طريق النصر…. ويأمر الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر :"واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين"(يونس)..طوال ثلاثة عشر سنة، وهي مدة ليست بالقصيرة، يربي النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، ويمنعهم من حمل السلاح، ويمنعهم من الثورة ويمنعهم من الرد على أذى المشركين. يقوم كفار قريش فيعذبون الصحابة على مرآى ومسمع من الجميع، يضعون الحجارة على بطن بلال، ويعذبون آل ياسر حتى الموت، ويرمون الحربة في بطن امرأته، ويراهم النبي صلى الله عليه وسلم فيقول لهم:" صبرا آل ياسر! فإن مصيركم إلى الجنة."….. ويشتكي الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم طول مدة التعذيب وشدته، فيقص عليهم كيف كان يعذب من كان قبلهم، ويبشرهم بالنصر، ثم يقول لهم:"ولكنكم تستعجلون" وهذه الكلمة هي مرض العصر في حياتنا السياسية، استعجال النتائج، والثمرات قبل نضجها، نريد التغيير في سرعة وبقوة وبعنف، ولو بالدماء ولو على أشلاء الأبرياء…..ولا نريد حلولا سلميا، نريد خلع أصحاب الكراسي من على كراسيهم، ولا نريد هدايتهم. ولو كانت محاولة هذا الأمر يؤدي إلى مفاسد كثيرة عظيمة، تعطل وتعوق وتهدر وتقضي على المقاصد التي ذكرت في المقالة الأولى…..لأننا نستعجل. طوال الثلاثة عشر سنة، لم يؤمر أحد برفع سيف، ولو دفاعا عن نفسه. هل يستطيع أحد اليوم أن يظل يفعل فيه وفي أصحابه كل هذه الأفاعيل دون أن يعمل عمل عنف ولو على سبيل الدفاع عن النفس؟…. لقد كانوا منهيين عن الدفاع عن أنفسهم…. أي بلاء هذا؟ وأي صبر هذا؟ وأي جيل هذا؟ وأي تربية هذه؟
ولكن ما إن خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قاصدا المدينة، نزل قوله تعالى:"أذن للذين يقاتَلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير"(الحج)… بعد ثلاثة عشرة سنة، رخص لهم بالدفاع عن أنفسهم أخيرا، وأذن لهم بالقتال.
والسؤال الآن هو: لماذا لم يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالقتال في مكة، ثم أذن له بالقتال بعد أن هاجر إلى المدينة؟؟؟ لو أجبنا على هذا السؤال، بالقاعدة التي ذكرتها من قبل في أن الله عز وجل لم يأذن لبني ولا لمن معه بثورة، لأنهم محكومون، وإنما أذن للأنبياء بالقتال إذا كانوا حاكمين لشعب… لو أجبنا هذه الإجابة واقتنعنا بها واكتفينا بها لانتهينا من الكلام على عصر النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة… أما إذا لم نقتنع وقال قائل لعل هناك حكم أخر، وعلل أخر كانت تمنع القتال في مكة، والعلة والحكمة التي تقولها ليست صحيحة، فإننا سوف نضطر إلى البحث في أحاديث النبي صلى الله عليه في مسألة الخروج على الحكام….ومنازعة الحكام كراسيهم….لنسترشد به عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الإصلاح، وفي التعامل مع المستبدين الطغاة.

في صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري
الجزء الرابع >> 96 - كتاب الفتن. >> 2 - باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (سترون بعدي أموراً تنكرونها).
6647 - حدثنا إسماعيل: حدثني ابن وهب، عن عمرو، عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن جنادة بن أبي أمية قال:
دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدَّث بحديث ينفعك الله به، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحاً، عندكم من الله فيه برهان.
[6774]
[ش أخرجه مسلم في الإمارة، باب: وجوب طاعة الأمراء في غير معصية..، رقم: 1709.
(أصلحك الله) كلمة اعتادوا أن يقولوها عند الطلب، أو المراد الدعاء له بإصلاح جسمه ليعافى من مرضه. (أخذ علينا) اشترط علينا. (على السمع والطاعة) لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. (منشطنا) حالة نشاطنا. (مكرهنا) في الأشياء التي نكرهها وتشق علينا. (أثرة علينا) استئثار الأمراء بحظوظهم واختصاصهم إياها بأنفسهم، أي ولو منعنا حقوقنا. (الأمر) الملك والإمارة. (كفراً) منكراً محققاً تعلمونه من قواعد الإسلام، فتكون المنازعة بالإنكار عليهم. أو كفراً ظاهراً، فينازعون بالقتال والخروج عليهم وخلعهم. (بواحاً) ظاهراً وبادياً. (برهان) نص آية، أو خبر صحيح لا يحتمل التأويل].انتهى كلام فتح الباري.
ومعنى الحديث: لا تنازعوا ولاة الأمور في ولايتهم، ولا تعترضوا عليهم إلاَّ أن تروا منهم منكراً محقَّقاً تعلمونه من قواعد الإسلام، فإذا رأيتم ذلك فأنكروه عليهم، وقولوا بالحقِّ حيث ما كنتم، وأمَّا الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين، وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته، وأجمع أهل السُّنَّة أنَّه لا ينعزل السُّلطان بالفسق.
وأمَّا الوجه المذكور في كتب الفقه لبعض أصحابنا: أنَّه ينعزل، وحكي عن المعتزلة أيضاً، فغلط من قائله مخالف للإجماع.
قال العلماء: وسبب عدم انعزاله وتحريم الخروج عليه ما يترتَّب على ذلك من الفتن، وإراقة الدِّماء، وفساد ذات البين، فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه".
انتهى كلام النووي ……[من موقع المحدث].

ولعل هذا أيضا من الحكم التي منع الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم القتال في الحديبية، أي لأنه لو انتظر سنتين أخريين لكان القتلى أقل عددا في الفريقين، ولكان عدد الداخلين في الإسلام أكثر، فبدلا من أن يقتلهم المسلمون في الحديبية، يدخلون في الإسلام في فتح مكة ويكونون دعاة لدين الله مجاهدين لرفع راية التوحيد، كعكرمة ابن أبي جهل…..بل وغيره من قرشيين كانوا يكتمون إيمانهم.
__________________
أبو سعيد
  #5  
قديم 15-03-2003, 01:49 PM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي

هوامش:

جميع التخريجات من موقع المحدث:
http://www.muhaddith.org/cgi-bin/a_Optns.exe?
صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري
الجزء الثاني >> 65 - كتاب المناقب >> 22 - باب: علامات النبوة في الإسلام.
3416 - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن إسماعيل: حدثنا قيس، عن خباب بن الأرت قال:
شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ قال: (كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه. ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون).
[3639، 6544]
[ش (متوسد بردة) جعلها وسادة له. (تستنصر) تطلب النصرة من الله تعالى. (ليتمن) من الإتمام والكمال. (هذا الأمر) وهو الإسلام. (تستعجلون) النتائج والثمرات].


جامع البيان عن تأويل آي القرآن. الإصدار 1.12 - للإمام الطبري
الجزء 17 >> سورة >> القول في تأويل قوله تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا}
19098 - حدثنا يحيى بن داود الواسطي، قال: ثنا إسحاق بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم، إنا لله وإنا إليه راجعون، ليهلكن! قال ابن عباس: فأنزل الله: {أذن للذين يقاتلون لأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} قال أبو بكر: فعرفت أنه سيكون قتال. وهي أول آية نزلت.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن. الإصدار 1.12 - للإمام الطبري
الجزء 17 >> سورة >> القول في تأويل قوله تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا}
19105 - حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} قال: هي أول آية أنزلت في القتال، فأذن لهم أن يقاتلوا.
وقد كان بعضهم يزعم أن الله إنما قال: أذن للذين يقاتلون بالقتال من أجل أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل الكفار إذا آذوهم واشتدوا عليهم بمكة قبل الهجرة غيلة سرا؛ فأنزل الله في ذلك: {إن الله لا يحب كل خوان كفور} فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، أطلق لهم قتلهم وقتالهم، فقالا: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا}. وهذا قول ذكر عن الضحاك بن مزاحم من وجه غير ثبت.
وقوله: {وإن الله على نصرهم لقدير} يقول جل ثناؤه: وإن الله على نصر المؤمنين الذين يقاتلون في سبيل الله لقادر، وقد نصرهم فأعزهم ورفعهم وأهلك عدوهم وأذلهم بأيديهم.
__________________
أبو سعيد
  #6  
قديم 15-03-2003, 01:51 PM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي تابع الهوامش

صحيح مسلم بشرح النووي، الإصدار 2.01 - للإمام محي الدين بن شرف النووي.
الجزء الثاني عشر >> كتاب الإِمارة >> -75- باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، وتحريمها في المعصية
1- حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَهَرُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالاَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ:
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: نَزَلَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ السَّهْمِيِّ، بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَرِيَّةٍ.
أَخْبَرَنِيهِ يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
2- حَدَّثَنَا يَحْيَىَ بْنُ يَحْيَىَ، أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِزَامِيِّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه، وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي".
3- وَحَدَّثَنِيْهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَلَمْ يَذْكُرْ: "وَمَنْ يَعْصِ الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي".
4- وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَىَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَىَ أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي".
5- وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا مَكِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمِثْلِهِ سَوَاءً.
-----------------------------------------
أجمع العلماء على وجوبها في غير معصية، وعلى تحريمها في المعصية، نقل الإجماع على هذا القاضي عياض وآخرون.
قوله: (نَزَلَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ السَّهْمِيِّ، بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَرِيَّةٍ) قال العلماء: المراد بأولي الأمر: من أوجب الله طاعته من الولاة والأمراء، هذا قول جماهير السَّلف، والخلف من المفسِّرين، والفقهاء وغيرهم.
وقيل: هم العلماء.
وقيل: الأمراء، والعلماء.
وأمَّا من قال: الصَّحابة خاصَّة فقط فقد أخطأ.
قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي). (ج/ص: 12/224)
6- وَحَدَّثَنِي أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ح، وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، ح، وَحَدَّثَنَا مُحمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ سَمِعَ أَبَا عَلْقَمَةَ:
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَ حَدِيثِهِمْ.
7- وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمِثْلِ حَدِيثِهِمْ.
8- وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ، مَوْلَىَ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِذَلِكَ.
وَقَالَ: "مَنْ أَطَاعَ الأَمِيرَ" وَلَمْ يَقُلْ: "أَمِيرِي" وَكَذَلِكَ فِي حَدِيثِ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
9- وَحَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، كِلاَهُمَا عَنْ يَعْقُوبَ، قَالَ سَعِيدٌ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عَلَيْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ، فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ، وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ".
-----------------------------------------
وقال في المعصية مثله، لأنَّ الله أمر بطاعة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأمر هو -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بطاعة الأمير، فتلازمت الطَّاعة.
قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (عَلَيْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ، فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ، وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ) قال العلماء: معناه: تجب طاعة ولاة الأمر فيما يشقُّ وتكرهه النُّفوس، وغيره ممَّا ليس بمعصية، فإن كانت لمعصية فلا سمع ولا طاعة، كما صرَّح به في الأحاديث الباقية. (ج/ص: 12/225)
10- وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَرَّادٍ الأَشْعَرِيُّ، وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:
إِنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ، وَإِنْ كَانَ عَبْداً مُجَدَّعَ الأَطْرَافِ.
11- وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ح، وَحَدَّثَنَا إِسْحَقُ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، جَمِيعاً عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
وَقَالاَ فِي الْحَدِيثِ: عَبْداً حَبَشِيَّاً، مُجَدَّعَ الأَطْرَافِ.
12- وَحَدَّثَنَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ بِهَذَا الإِسْنَادِ، كَمَا قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: عَبْداً مُجدَّعَ الأَطْرَافِ.
13- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ:
سَمِعْتُ جَدَّتِي تُحَدِّثُ: أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ يَقُولُ: "وَلَوِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا".
14- وَحَدَّثَنَاهُ ابْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَقَالَ: "عَبْداً حَبَشِيَّاً".
-----------------------------------------
فتحمل هذه الأحاديث المطلقة لوجوب طاعة ولاة الأمور على موافقة تلك الأحاديث المصرِّحة بأنَّه لا سمع ولا طاعة في المعصية.
والأَثَرة: بفتح الهمزة والثَّاء، ويقال: بضمِّ الهمزة، وإسكان الثَّاء، وبكسر الهمزة، وإسكان الثَّاء، ثلاث لغات حكاهنَّ في (المشارق) وغيره، وهي: الاستئثار والاختصاص بأمور الدُّنيا عليكم، أي: اسمعوا وأطيعوا، وإن اختصَّ الأمراء بالدُّنيا ولم يوصلوكم حقَّكم ممَّا عندهم.
وهذه الأحاديث في الحثِّ على السَّمع والطَّاعة في جميع الأحوال، وسببها اجتماع كلمة المسلمين، فإنَّ الخلاف سبب لفساد أحوالهم في دينهم ودنياهم.
قوله: (إِنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ، وَإِنْ كَانَ عَبْداً مُجَدَّعَ الأَطْرَافِ) يعني: مقطوعها، والمراد: أخسُّ العبيد، أي: أسمع وأطيع للأمير، وإن كان دنيء النَّسب، حتَّى لو كان عبداً أسود مقطوع الأطراف، فطاعته واجبة، وتتصوَّر إمارة العبد إذا ولاَّه بعض الأئمَّة، أو إذا تغلَّب على البلاد بشوكته وأتباعه، ولا يجوز ابتداء عقد الولاية له مع الاختيار، بل شرطها الحريَّة. (ج/ص: 12/226)
15- وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شُعْبَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
وَقَالَ: "عَبْداً حَبَشِيَّاً مُجَدَّعاً".
16- وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
وَلَمْ يَذْكُرْ: "حَبَشِيَّاً مُجَدَّعاً".
وَزَادَ: أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمِنىً، أَوْ بِعَرَفَاتٍ.
17- وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ يَحْيَىَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ الْحُصَيْنِ قَالَ:
سَمِعْتُهَا تَقُولُ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَجَّةَ الْوَدَاعِ.
قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَوْلاً كَثِيراً.
ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ -حَسِبْتُهَا قَالَتْ- أَسْوَدُ، يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا".
18- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ:
"عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ، فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ".
__________________
أبو سعيد
  #7  
قديم 15-03-2003, 01:53 PM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي تابع هوامش

تابع من صحيح مسلم شرح النووي

19- وَحَدَّثَنَاهُ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّىَ قَالاَ: حَدَّثَنَا يَحْيَىَ -وَهُوَ الْقَطَّانُ- ح، وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، كِلاَهُمَا عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
20- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ -وَاللَّفْظُ لابْنِ الْمُثَنَّىَ- قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ:
أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ جَيْشاً وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً، فَأَوْقَدَ نَاراً.
وَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَأَرَادَ نَاسٌ أَنْ يَدْخُلُوهَا.
وَقَالَ الآخَرُونَ: إِنَّا قَدْ فَرَرْنَا مِنْهَا.
-----------------------------------------
قوله: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ جَيْشاً وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً، فَأَوْقَدَ نَاراً.
وَقَالَ: ادْخُلُوهَا. (ج/ص: 12/227)
فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: "لَوْ دَخَلْتُمُوهَا لَمْ تَزَالُوا فِيهَا إلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
وَقَالَ لِلآخَرِينَ قَوْلاً حَسَناً.
وَقَالَ: "لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ".
21- وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَتَقَارَبُوا فِي اللَّفْظِ قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الأعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ:
بَعَثَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا، فَأَغْضَبُوهُ فِي شَيْءٍ.
فَقَالَ: اجْمَعُوا لِي حَطَباً.
فَجَمَعُوا لَهُ.
ثُمَّ قَالَ: أَوْقِدُوا نَاراً، فَأَوْقَدُوا.
ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ يَأْمُرْكُمْ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ تَسْمَعُوا لِي وَتُطِيعُوا؟
قَالُوا: بَلَىَ.
قَالَ: فَادْخُلُوهَا.
قَالَ: فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إلَىَ بَعْضٍ.
فَقَالُوا: إِنَّمَا فَرَرْنَا إلَىَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ النَّارِ.
فَكَانُوا كَذَلِكَ، وَسَكَنَ غَضَبُهُ، وَطُفِئَتِ النَّارُ.
فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَقَالَ: "لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ".
22- وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ.
-----------------------------------------
إلى قوله: (لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ) هذا موافق للأحاديث الباقية: أنَّه لا طاعة في معصية، إنَّما هي في المعروف.
وهذا الَّذي فعله هذا الأمير، قيل: أراد امتحانهم، وقيل: كان مازحاً، قيل: إنَّ هذا الرَّجل عبد اللهِ بن حذافة السَّهميُّ، وهذا ضعيف، لأنَّه قال في الرِّواية الَّتي بعدها: إنَّه رجل من الأنصار، فدلَّ على أنَّه غيره.
قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَوْ دَخَلْتُمُوهَا لَمْ تَزَالُوا فِيهَا إلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ) هذا ممَّا علمه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالوحي، وهذا التَّقييد بيوم القيامة مبيَّن للرِّواية المطلقة، بأنَّهم لا يخرجون منها لو دخلوها. (ج/ص: 12/228)
23- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَحْيَىَ بْنِ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ:
بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَعَلَىَ أَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَعَلَىَ أَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَىَ أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا، لاَ نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ.
24- وَحَدَّثَنَاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ -يَعْنِي: ابْنَ إِدْرِيسَ- حَدَّثَنَا ابْن عَجْلاَنَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَر، وَيَحْيَىَ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ فِي هَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
25- وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ -يَعْنِي: الدَّرَاوَرْدِيَّ- عَنْ يَزِيدَ -وَهُوَ: ابْنُ الْهَادِ- عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ إِدْرِيسَ.
26- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي، عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَىَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَهُوَ مَرِيضٌ.
فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا -أَصْلَحَكَ اللَّهُ- بِحَدِيثٍ يَنْفَعُ اللهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَقَالَ: دَعَانَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَايَعْنَاهُ.
فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ.
قَالَ: "إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْراً بَوَاحاً عِنْدَكُمْ، مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ".
-----------------------------------------
قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْراً بَوَاحاً عِنْدَكُمْ، مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ) هكذا هو لمعظم الرُّواة.
وفي معظم النُّسخ: بواحاً بالواو.
وفي بعضها: براحاً، والباء مفتوحة فيهما. (ج/ص: 12/229)
ومعناهما: كفراً ظاهراً، والمراد بالكفر هنا: المعاصي.
ومعنى عندكم من اللهِ فيه برهان أي: تعلمونه من دين اللهِ.
ومعنى الحديث: لا تنازعوا ولاة الأمور في ولايتهم، ولا تعترضوا عليهم إلاَّ أن تروا منهم منكراً محقَّقاً تعلمونه من قواعد الإسلام، فإذا رأيتم ذلك فأنكروه عليهم، وقولوا بالحقِّ حيث ما كنتم، وأمَّا الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين، وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته، وأجمع أهل السُّنَّة أنَّه لا ينعزل السُّلطان بالفسق.
وأمَّا الوجه المذكور في كتب الفقه لبعض أصحابنا: أنَّه ينعزل، وحكي عن المعتزلة أيضاً، فغلط من قائله مخالف للإجماع.
قال العلماء: وسبب عدم انعزاله وتحريم الخروج عليه ما يترتَّب على ذلك من الفتن، وإراقة الدِّماء، وفساد ذات البين، فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه.
قال القاضي عياض: أجمع العلماء على أنَّ الإمامة لا تنعقد لكافر، وعلى أنَّه لو طرأ عليه الكفر انعزل، قال: وكذا لو ترك إقامة الصَّلوات والدُّعاء إليها، قال: وكذلك عند جمهورهم البدعة.
قال: وقال بعض البصريِّين تنعقد له وتستدام له لأنَّه متأوِّل.
قال القاضي: فلو طرأ عليه كفر وتغيير للشَّرع، أو بدعة، خرج عن حكم الولاية، وسقطت طاعته، ووجب على المسلمين القيام عليه وخلعه، ونصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك، فإن لم يقع ذلك إلاَّ لطائفة وجب عليهم القيام بخلع الكافر، ولا يجب في المبتدع إلاَّ إذا ظنُّوا القدرة عليه، فإن تحقَّقوا العجز، لم يجب القيام، وليهاجر المسلم عن أرضه إلى غيرها، ويفرَّ بدينه.
قال: ولا تنعقد لفاسق ابتداء، فلو طرأ على الخليفة فسق، قال بعضهم: يجب خلعه إلاَّ أن تترتَّب عليه فتنة وحرب.
وقال جماهير أهل السُّنَّة من الفقهاء، والمحدِّثين، والمتكلِّمين: لا ينعزل بالفسق، والظُّلم، وتعطيل الحقوق، ولا يخلع، ولا يجوز الخروج عليه بذلك، بل يجب وعظه وتخويفه للأحاديث الواردة في ذلك.
قال القاضي: وقد ادَّعى أبو بكر بن مجاهد في هذا الإجماع.
وقد ردَّ عليه بعضهم هذا بقيام الحسن، وابن الزُّبير، وأهل المدينة على بني أميَّة، وبقيام جماعة عظيمة من التَّابعين والصَّدر الأوَّل على الحجَّاج مع ابن الأشعث.
وتأوَّل هذا القائل قوله: أن لا ننازع الأمر أهله في أئمَّة العدل.
وحجة الجمهور: أنَّ قيامهم على الحجَّاج ليس بمجرَّد الفسق، بل لما غيَّر من الشَّرع، وظاهر من الكفر.
قال القاضي: وقيل: إنَّ هذا الخلاف كان أوَّلاً، ثمَّ حصل الإجماع على منع الخروج عليهم، واللهُ أعلم.
قوله: (بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ) المراد بالمبايعة: المعاهدة، وهي مأخوذة من البيع، لأنَّ كلَّ واحد من المتبايعين كان يمدُّ يده إلى صاحبه، وكذا هذه البيعة تكون بأخذ الكفِّ. (ج/ص: 12/230)
وقيل: سمِّيت مبايعة لما فيها من المعاوضة لما وعدهم اللهُ من عظيم الجزاء.
قال اللَّهُ: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 111] الآية.
قوله: (وَعَلَىَ أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا، لاَ نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ) معناه: نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر في كلِّ زمان ومكان، الكبار والصِّغار، لا نداهن فيه أحداً، ولا نخافه هو، ولا نلتفت إلى الأئمَّة.
ففيه: القيام بالأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر.
وأجمع العلماء على أنَّه فرض كفاية، فإن خاف من ذلك على نفسه أو ماله أو على غيره سقط الإنكار بيده ولسانه، ووجبت كراهته بقلبه، هذا مذهبنا، ومذهب الجماهير.
وحكى القاضي هنا عن بعضهم: أنَّه ذهب إلى الإنكار مطلقاً في هذه الحالة وغيرها.
وقد سبق في باب الأمر بالمعروف في كتاب (الإيمان) وبسطته بسطاً شافياً.

- كنز العمال الإصدار 1.43 - للمتقي الهندي
المجلد الثالث عشر >> عمار رضي الله عنه
37367- {أيضا} لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فأخذ بيدي فانطلقت معه فمر بعمار وأم عمار وهم يعذبون بمكة فقال: صبرا آل ياسر! فإن مصيركم إلى الجنة.
الحارث والبغوي في مسند عثمان وابن منده، (حل، كر).
__________________
أبو سعيد
  #8  
قديم 15-03-2003, 01:55 PM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي

يشرفني ويسعدني أن تتابع مقالتي يا أيها السنونو المهاجر وأتمنى أن تعجبك....
__________________
أبو سعيد
  #9  
قديم 29-03-2003, 01:53 PM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي

تابع في
http://hewar.khayma.com/showthread.p...threadid=30649
حديث طبائع الاستبداد
__________________
أبو سعيد
  #10  
قديم 16-04-2003, 11:52 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي

قال صاحب العقيدة الطحاوية ص13: ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة…
وص14: والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة…..
(متن العقيدة الطحاوية للإمام أبي جعفر الطحاوي الحنفي 239-321 – مكتبة ابن تيمية الطالبية الهرم- القاهرة-مصر)
__________________
أبو سعيد
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م