الحمد لله الموجود بلا جهة ولا مكان
والصلاة والسلام على سيدنا محمد من قال عن نجد: [منها يخرج قرن الشيطان]
اما بعد
اجابات سريعة على اسئلتك:
1- نعم السلطان محمد الفاتح كان اشعريا وهذا ثابت ولو شئت راجع المقالات الكوثرية لـ [وكيل المشيخة السلطانية العلامة محمد زاهد الكوثري] وغيره وهذا مما هو معلوم لا يخفى على مطلع.
2- يدخل في اهل السنة والجماعة الاشاعرة والماتريدية وكل من لم يعارض العقيدة الحقة في شيء ولو لم يكن اسمه اشعري او ماتريدي وعلماء الاشاعرة والماتريدية بالمئات كما تعلم وبينهم من هو اشهر من نار على علم كالامام النووي صاحب كتاب رياض الصالحين والامام القشيري الذي قال: شيئان من يعذلني فيهما فهو على التحقيق مني بري، حب ابي بكر امام الهدى ثم اعتقادي مذهب الاشعري، وكذلك الامام البيهقي وغيره الكثير الكثير. ونحن نقول ان طريقة السلف في التأويل الاجمالي والتفويض طريقة فيها السلامة ولكن لا يفوتك ان بعض السلف الصالح قام بالتأويل التفصيلي كالامام البخاري رضي الله عنه، ارجو ان لا تكون ممن يضللون الامام البخاري كذلك والا فتحت فيك موضوعا جديدا.
وانا لم اتعمد حذف الصنف الثالث فاهل الحديث من اهل السنة والجماعة كانوا على العقيدة نفسها وستجد ذكرهم في كلام ابن سبكي.
ثم انت تقول لي: [ذكرت الفرق بين الاشاعرة والماتريدية فهل يحضرك بعض النصوص التى كفر فيها بعضهم بعضا] وجوابي عليك هو التالي:
[لا لم يكفروا بعضهم، الاشاعرة والماتريدية على عقيدة واحدة والخلاف فيها هو كما بيناه في الموضوع ولكن انا اعرف انهما اتفقا على تكفير من اعتقد ان الله يجلس على العرش كما يقول زعيمك لان الجلوس صفة المخلوقين والجالس يحتاج الى جزء اسفل وجزء اعلى ومن ثم ينطوي والله تعالى منزه عن كل هذه الصفات التي نسبها اليه مشايخكم يا وهابية ولمزيد فائدة اورد عليك الفرق بين الماتريدية والاشاعرة في اخر الرد.
رابعا: لاحظ ان ردودك تخلو من اقوال علماء اهل السنة لانهم منك ومن نهجك براء براء. لاحظت؟ راجع لتلاحظ]
وفي الختام انظر الى ما قاله علماء اهل السنة في الفرقتين الاشعرية والماتريدية:
الفرق بين الماتريدية والأشاعرة
فإن قيل إن بين الأشاعرة والماتريدية اختلافاً في مسائل العقيدة فكيف يكون كل منهما الفرقة التي قال الرسول: "فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة". فالجواب: أنه ليس بينهما اختلاف في أصول العقيدة إنما الخلاف بينهما في بعض فصول العقيدة وفروعها، وهذا لا يقدح في كونهما الفرقة الناجية، فإن هذا الخلاف كالخلاف الذي حصل بين الصحابة في رؤية النبي ربه ليلة المعراج، فقد نفتها عائشة وابن مسعود وأثبتها عبد الله بن عباس وأصحابه من التابعين وأبو ذر الغفاري، مع أن الصحابة متفقون في أصول العقيدة. ومن هذه الفرقة يكون المجدد الذي أخبر الرسول أنه يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة وهو من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها". رواه أبو داود وغيره.
أقوال علماء اهل السنة بالاشعرية والماتريدية
قال الشيخ محمد أمين الشهير بابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار":
"أهل السنة والجماعة وهم الأشاعرة والماتريدية".
وقال الحافظ الفقيه الحنفي مرتضى الزبيدي في "اتحاف السادة المتقين" (2/6-7)، (الفصل الثاني)
"أذا أطلق أهل والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية، قال الخيالي في حاشيته على شرح العقائد الاشاعرة هم أهل السنة والجماعة هذا هو المشهور في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الاقطار في ديار ما وراء النهر يطلق بذلك على الماتريدية أصحاب الامام أبي منصور وبين الطائفتين اختلاف في المسائل كمسئلة التكوين وغيرها ا.هــ".
وقال الكستلي في حاشيته عليه:
"المشهور من أهل السنة في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الاقطار هم الأشاعرة أصحاب أبي الحسن الأشعري أول من خالف أبا علي الجبائي ورجع عن مذهبه الى السنة أي طريق النبي صلى الله عليه وسلم والجماعة أي طريقة الصحابة رضي الله عنهم وفي ديار ما وراء النهر الماتريدية أصحاب أبي منصور الماتريدي ا.هــ.".
وقال ابن سبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب:
"اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل وان اختلفوا في الطرق والبادىء الموصلة لذلك أو في لمية ما هنالك وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف الأول أهل الحديث ومعتمد مباديهم الأدلة السمعية أعني الكتاب والسنة والإجماع الثانية أهل النظر العقلي والصناعة الفكرية وهم الأشعرية والحنفية وشيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري وشيخ الحنفية أبو منصور الماتريدي وهم متفقون في المبادىء العقلية في كل مطلب يتوقف السمع عليه وفي المبادىء السمعية فيما يدرك العقل جوازه فقط والعقلية والسمعية في غيره. ا.هــ.".
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام:
"واعتقاد الأشعري رحمه الله مشتمل على ما دلت عليه أسماء الله التسعة والتسعون" ويقول رضي الله عنه في ءاخر عقيدته "فهذا جملة من اعتقاد الأشعري رحمه الله تعالى واعتقاد السلف وأهل الطريقة والحقيقة"
ويقول تاج الدين عبد الوهاب السبكي أيضًا: وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة في العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة والجماعة يدينون لله تعالى بطريق شيخ السنّة أبي الحسن الأشعري رحمه الله. ثم يقول: وبالجملة عقيدة الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول ورضوها عقيدة.
ويقول الشيخ محمد العربي التبّان شيخ المالكية في الحرم المكي: فحول المحدثين من بعد أبي الحسن إلى عصرنا هذا أشاعرة وكتب التاريخ والطبقات ناطقة بذلك.
وقال البيهقي رحمه الله حين بعد ثناء على الاشعري: "إلى أن بلغت النوبة إلى شيخنا أبي الحسن الأشعري فلم يحدث في دين الله حدثًا ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة شرح وتبيين" ا.هــ
وكثير من علماء السنة اثنوا على الاشعري منهم ابن الحاجب شيخ المالكية، والحصيري شيخ الحنفية، وهاك نص جميل من كلام ابن عساكر حافظ هذه الأمة الثقة الثبت:
"هل من الفقهاء الحنفية، والمالكية، والشافعية، إلا موافق الأشعري، ومنتسب إليه، وراضٍ بحميد سعيه في دين الله و مثن بكثرة العلم عليه، غير شرذمة قليلة تضمر التشبيه وتعادي كل موحد يعتقد التنزيه، أو تضاهي قول المعتزلة في ذمّه، وتباهى بإظهار جهرها بقدرة سعة علمه".