شهادة موت الحلم الأمريكي المدوية والظاهرة للعيان .. خزي الدنيا

[يحى عياش]

السلام عليكم ورحمة الله ,

كمقدمه اسوق أول فقره من مقال بعنوان ( افلاس أمريكا ) لصحفي أمريكي يدعى مايك روجرز :
زيارتي الاخيره لأمريكا بعد ثلاث سنوات من الغياب أظهرت لي مدى التدهور الحاصل للدولة ومواطنيها خلال فترة وجيزه , الامريكيون مفلسون , انهم مفلسون على كافة المستويات : الروحانيه والاخلاقيه ( المعنويه ) , التعليميه والاقتصاديه .
recent trip to the United States – after a three-year absence – showed me how far the country and its people have deteriorated in a short period of time. Americans are bankrupt. They are bankrupt at every possible level: spiritually, morally, educationally. The country’s economy has deteriorated to the level of

خزي الدنيا الذي يسبق العذاب الأليم

سأتناول الان التدهور الامريكي الحاصل على المستوى المعنوي معرجا على أسباب هذا التدهور ولكن أولا أشرح باختصار بعضا من جوانب العقلية الامريكيه ...

بسبب تقدمهم العلمي وتفوقهم العسكري ظن الامريكيون بأنهم امتلكوا الأرض والسماء والبلاد والعباد , فاتصفت عقليتهم بالغرور والكبرياء وتعاملوا مع غيرهم بقدر من الاستعلاء والازدراء ومما زاد من صلفهم وغرورهم قيام الناس ( بالسجود ) لهم اتقاء شرهم !

وظنوا بأن بلادهم ستبقى بمفازة من العذاب والحروب بسبب بركات دعمهم لاسرائيل وبأن ما يصيب غيرهم لن يصيبهم لأنهم أبناء الله وأحباؤه !

ظنون ....... قال بشأنها الله تبارك وتعالى:
(( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس ))

انتهت السكره وأتت الفكره وجاء الأمر بعد مضي أثر الخمر ....

يشعر الأمريكيون الان بتبدل الحال , فالمال الذي في جيوبهم قد قل وسلطانهم وجاههم قد زل وعقلهم وقد اختل , فقد تركهم ( ربهم ) وتخلى عنهم حسن الطالع الذي لطالما رافقهم , أين بركات دعمنا لاسرائيل ؟ ما الذي يحدث ويجري ؟ هل هذه أمريكا ؟ هل من مجيب ! ؟

ان المتتبع للشأن الأمريكي الداخلي والقارئ لصحفهم والمختلط بهم يدرك مدى التدهور الحاصل في معنوياتهم , فقد لمست تراجع تصريحاتهم الرنانه , وتلاشت نبراتهم المتفائله , واختفت أقلام الكتاب المتصهينين , واصبح شبابهم يحدث نفسه بالهجره وشيوخهم تبكي على اطلال مجدهم التليد !

ومن أسباب هذا الانهيار الحاصل في معنوياتهم .....:

تنظيم القاعدة وقادته

أين أقمارنا الصناعية ... أين ال CIA .. اين جيشنا .. اين طائراتنا ... أين حلفائنا .... لقد غزونا الفضاء وسبرنا أغوار البحار والمحيطات , لماذا لم نتمكن من ابن لادن والظواهري !! . أسئلة تتردد أصدائها في قلب وعقل كل أمريكي !

ان ظهور ... مجرد ظهور قائدا أو جنديا من تنظيم القاعدة على شاشات التلفاز يمثل ضربة في الصميم لمعنويات الشعب الأمريكي , وسماع صوت الظواهري وابن لادن - حفظهم الله - يجعلهم يعضون على أناملهم من الغيظ .
ألم يعدهم بوش بقتل قادة القاعدة أو اعتقالهم ؟ أين المليارات التي أُنفقت في سبيل ذلك ؟

العراق

يتسائل الشعب الأمريكي عن مصير الخمسمائه مليار التي أنفقت في العراق وعن دماء أبنائهم التي أُهرقت على يد ( الشرذمة ) القليلة التي وعد رامسفيلد شعبه بالقضاء عليها واستئصالها .
فلا احد يتكلم الان في أمريكا عن احراز نصر في العراق , بل كلامهم يدور عن كيفية الهروب والخروج مع حفظ ماء الوجه !
يشاهد الامريكي ويقرأ عن أخبار العراق بحالة من الاندهاش والاستغراب .... لماذا لم ننتصر ؟ ما الخلل وما الخطأ ؟ , وتبقى أسئلتهم ... بدون اجابه !!!

أفغانستان

لقد ظن الشعب الأمريكي بأن أفغانستان هي مثال حي على النجاح في حربهم على الارهاب , وأعلن قادتهم موت الطالبان ....
ولكن يأبى الله .... فها هي الطالبان تنبعث من جديد ولله الحمد والفضل .

الرعب

انذار كل عشرة ايام , تارة ضد لوس انجلوس وتارة ضد فيجاس , نيويورك الان وغدا واشنطن ... مستوى التحذير يتذبذب هبوطا وصعودا , من اخضر الى برتقالي الى أصفر !
في الصباح يطل عليهم شبح الظواهري وفي المساء عزام الأمريكي !!
في التلفاز أنباء عن احتمالية هجوم بواسطة ناقلة نفط وفي الصحيفة خبر عن امتلاك القاعده لاسلحة جرثوميه , وتارة كيماويه ...ألخ

النفط

يعترف كل أمريكي في قرارة نفسه بأن النفط من أهم الاسباب التي دفعت حكومتهم الى احتلال العراق , وبنفس الوقت يتسائل كل أمريكي الان قائلا : لماذا ارتفع سعر البنزين 50% ؟ لماذا أضطر للاصطفاف طويلا لأملأ خزان سيارتي ؟
أي فائدة جنيناها من ذهابنا الى العراق اذا !؟

الأعاصير

من غم الى غم ومن نكد الى نكد .... فلا يكاد القوم يخرجون من مصيبة الا وتلتها أختها (( كلما ارادو أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ))
فتجلى لهم ضعفهم وبدى وهنهم ووقفوا عاجزين أمام قدرات الله .

فالله قد قدر الايام دولا بعدله , فتشرد الامريكي كما تشرد الفلسطيني , ونزح كما نزح الفلوجي .. فسبحان الله !

ذكاء وتصميم المجاهد الاسلامي

لطالما أقنع الأمريكيون أنفسهم بأنهم أذكى شعوب الأرض وغيرهم أغبياء , وقامت وسائل اعلامهم بترسيخ هذا المفهوم لديهم .
فتبدلت هذه الصورة أول ما تبدلت بعد هجمات نيويورك وواشنطن بفعل حسن وذكاء تنفيذ وتدبير تلك الهجمات , وازدادت قناعتهم بمهارة عدوهم ( المجاهدون ) بعد الضربات التي تلقوها وحلفائهم من قبل تنظيم القاعدة الاقليمي والعالمي ....
فعلموا الان بأن عدوهم لن يكل أو يمل , وبأنه عدو شديد المهارة والذكاء ولم يعودوا يثق بأجهزة استخباراتهم وبمهارتها بالرغم من مواردها وامكاناتها اللامحدوده !

الاقتصاد

عجز تجاري .. مديونيه كارثيه .... بطاله .... تدهور في سعر صرف الدولار ... الخ .. لن أسهب في التفاصيل بل سأعيد ارفاق هذا الجدول والذي يبين الصعود الذي بلغ ذروته خلال حقبة كلينتون والهبوط .. الهبوط المريع .. والسحيق في عجز الموازنه خلال حقبة أحمقهم المطاع بوش ابن بوش :

جهود الاعلام الجهادي الاسلامي

لا تستهينوا بحجم الدمار النفسي الذي أحدثته صور نحر العلوج وشرائط تصاوير الهجمات الجهاديه , فقد أحدثت صور قتلاهم وهي تُسحل في الشوارع وجرحاهم مبتوري الايدي والارجل ومعداتهم من طائرات ومركبات تأكلها النيران .. كل هذه الصور أحدثت صدمة نفسية عميقه في صدور القوم وضربت كبريائهم ومرغت أنفهم بالتراب .


اخوتي .....

لقد لمست في صحفهم ومنتدياتهم تشاؤما منقطع النظير بخصوص المستقبل , ( فالارهاب ) من جهه والكوارث الطبيعيه من جهة أخرى .. والضنك المعيشي المتمثل في البطاله والتضخم والاستزاف البشري والمالي في العراق وأفغانستان ... والرعب وانعدام الأمن ... كل هذه الامور اجتمعت واتحدت وساهمت في تحطيم معنويات القوم , فكثرت الاحاديث عن الهجره الى أوروبا وكندا ... والخوف من المستقبل وما الى ذلك ...
وها هي الخيبة تبدوا على وجه ذلك المأفون بوش وان حاول جاهدا بأن يبدوا بمظهر القوي الواثق وبأن يظهر بمظهر الرئيس الحديدي الذي يعي ماذا يفعل ....
ان الهزيمة المعنوية والنفسيه تسبق الهزائم العسكرية في العاده , ولا يمكن لأمة أن تخوض حربا طويلة وهي فاقدة الثقه بنفسها وبجيشها وهذا حاصل الان بالنسبه للشعب الامريكي ... فهزيمتهم النفسية أصبحت الان واقعا ملموسا ... وقريبا ان شاء الله سنشهد هزيمتهم العسكرية ..

قبل الختام ....

أشير الى قيام وسائل الاعلام الأمريكيه وبالاخص المرئيه منها وبأمر من الحكومة الامريكيه بعدم نشر صور للخسائر الامريكية البشرية والماديه ...
فقد منعت الحكومة الامريكيه عرض صور لجثث قتلى اعصار كاترينا ...
وقبلها منعت عرض صور جثث أو جنائز قتلى العراق وأفغانستان من الامريكيين ... وكل ذلك في محاولة لتفادي انهيار معنويات شعبهم ..

ولهذ أهيب بالاخوة بأن يقوموا بغزو للمنتديات الأمريكيه والاوروبيه وبأن يقوموا بنشر تصاوير العمليات الجهاديه والاصدارات الاعلاميه المناصره كاصدار توب تن وبلودي كوميدي والفلاشات وغير ذلك , فوقع هذه الاصدارات في صدور القوم أليم شديد !

هذا والله من وراء القصد

منقول

[أحمد ياسين]

جزاك الله كل خير اخي على النقل وجعلك الله من عتقاء النار في هذا الشهر الكريم