جزاك الله خيرا يا أبا رائد
وإسمح لي بإضافة هذه القصيده الرائعه
والتي نظمها الدكتور / عبدالرحمن عشماوي
ف لله دره
________________________________
فارس الكرسيِّ
عزاء إلى كل مسلم في وفاة الشيخ أحمد ياسين رحمه الله.
[poet font="Tahoma,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="double,4,black" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
هم أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا=ربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا
هم أوصلوك إلى مُنَّاكَ بغدرهم=فأذقتهم فوق الهوانِ هَوانا
إني لأرجو أن تكون بنارهم=لما رموك بها، بلغتَ جِنانا
غدروا بشيبتك الكريمةِ جَهْرةً=أَبشرْ فقد أورثتَهم خذلانا
أهل الإساءة هم، ولكنْ ما دروا=كم قدَّموا لشموخك الإِحسانا
لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تدَّخر=وُسَعَاً لتحمله فكنتَ وكانا
يا أحمدُ الياسين، كنتَ مفوَّهاً=بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا
ما كنتَ إلا همّةً وعزيمةً=وشموخَ صبرٍ أعجز العدوانا
فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتي=ببشارتي ويُخفَّف الأحزانا
وثَّقْتَ باللهِ اتصالك حينما=صلَّيْتَ فجرك تطلب الغفرانا
وتَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتّلاً=متأمِّلاً تتدبَّر القرآنا
ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً=إنَّ السجود ليرفع الإنسانا
وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا=أنَّ الفراق من الأحبة حانا
كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى=وطوى بك الآفاق والأزمانا
علَّمتَه معنى الإِباءِ، فلم يكن=مثل الكراسي الراجفاتِ هَوانا
معك استلذَّ الموتَ، صار وفاؤه=مَثَلاً، وصار إِباؤه عنوانا
أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ=عَدْلٌ يُدين الغادرَ الخوَّانا
لكأنني أبصرت في عجلاته=أَلَماً لفقدك، لوعةً وحنانا
حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُدْ=تمشي به، كالطود لا تتوانى
إني لَتَسألُني العدالةُ بعدما=لقيتْ جحود القوم، والنكرانا
هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى=أم أنَّها لا تملك الأَجفانا
وعيون أوروبا تُراها لم تزلْ=في غفلةٍ لا تُبصر الطغيانا
هل أبصروا جسداً على كرسيِّه=لما تناثَر في الصَّباح عيانا
أين الحضارة أيها الغرب الذي=جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانا
عذراً، فما هذا سؤالُ تعطُّفٍ=قد ضلَّ من يستعطف البركانا
هذا سؤالٌ لا يجيد جوابَهُ=من يعبد الأَهواءَ والشيطانا
يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا=فلقد تركت الصِّدق والإيمانا
أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على=مليارنا لمَّا غدوا قُطْعانا
أبكي على هذا الشَّتاتِ لأمتي=أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانا
أبكي ولي أمل كبيرٌ أن أرى=في أمتي من يكسر الأوثانا
يا فارس الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ=إلاَّ ربيعاً بالهدى مُزدانا
في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ=للفجر حين يبشِّر الأكوانا
فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني=بك عندهنَّ مغرِّداً جَذْلانا
قدَّمْت في الدنيا المهور وربما=بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانا
هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الذي=شيَّدتُ في قلبي له بنيانا
دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي=تسقي الجذور وتنعش الأغصانا
روَّيتَ بستانَ الإباءِ بدفقهِ=ما أجمل الأنهارَ والبستانا
ستظلُّ نجماً في سماءِ جهادنا=يا مُقْعَداً جعل العدوَّ جبانا
[/poet]
شعر: د.عبدالرحمن عشماوي
الرياض 3/2/1425هـ