وحان الرحيل
الجسد ممد على الأريكة.....
والنفس تنازع روحها و تخاطب:
أيا روح......
ما بالك تتأهبين....
هل أخالك تفارقين.......
ما بالك.....
.أنا الجسد الذي كنت بين جنباته تسكنين..
.أنا النفس التي حوتك وضمتك سنين..
.أتتركيني وتغادرين؟!
يا أيتها النفس العزيزة...
لا تلومي..
فأنا فيك لكن لا تملكين .....
.واليوم حان الرحيل بأمر رب العالمين.
فعا جلت النفس:لكنني ما زلت صبية..
ما زلت شابة أبغي الحياة ونعيمها....
...وأريد أن يمتد العمر سنين...
يا رفيقة العمر.......
قالت الروح.وصحبة السنين:
ألا تعلمين؟
!ما الأرض موطنك.ولا قرارك المكين....
.فأنت من عالم لا بد إليه ترحلين...
وما ألدنا إلا دار الغرور والآخرة قرار في جنان أو جحيم
فتعالت صرخة النفس :
لالالالالالالالالالا كيف أرحل؟!
وما حملت معي زاد الرحيل.....
.كيف أرحل؟
!وأنا التي كنت في اللهو سنين......
لا....
ماذا أقول لرب العالمين.....
فأطرقت الروح حزينة
:ألا تذكرين؟
! كم ناديتك؟
وكنت في الذنب تتوغلين......
.فزجَرتني....
.وأدارت الوجه عني....
.تعترضين
لكنني ظننت أنني في الدنا من الخالدين ...
..ما ظننت الموت الا بعد حين
.ما خلت الحياة وان طالت قصيرة
وأنَّ........
فقاطعت الروح :
وما يجدي حزنك ودمعك الغزير؟
......
وما تجدي صرخاتك وما يجدي العويل ؟
...والآن يا نفس ماذا تأمرين؟
فانهمر الدمع واستسلمت بعد اليقين
: أن كنت قد خسرت .........
فأسمعوا الدنيا حسرتي وأسمعوا الخلق ما أقول:
....(اعلموا أنما الدنيا
لعبٌ
ولهو
وزينة
وتفاخر بينكم
وتكاثر في الأموال
والأولاد
كمثل غيث أعجب الكفار نبات
ه ثم يهيج فتراه مصفرا
ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد
ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا
إلا متاع الغرور
سابقوا إلى مغفرة من ربكم
وجنة عرضها كعرض السماوات والأرض
أعدت للذين آمنوا بالله ورسوله)
وبعدها أسلمت النفس روحها..
.وأغمض الجسد عيونه عن قصة حياة العابثين
قوموا
تسارعوا
إبكوا
اللهم اجعلنا منهم ومعهم يارب العالمين