مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-04-2006, 01:09 AM
الشاطري الشاطري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 127
إفتراضي دورة الزمان وصعود طالبان 1/2

دورة الزمان وصعود طالبان 1/2
05-3-2006


أمّا "كرزاي" فإنّه حين استلم الحكم وعد بأنَّه سيزرع حقولاً للمخدرات، ولأجل هذا فقد تنامت زراعة المخدرات في عهد الحكومة الجديدة حيناً بعد حين، وقد ذكرت إحدى الإحصائيَّات أنَّه قد أنتج من الأفيون في عام 2001م ما يقارب 185طنَّاً، وازدادت الكميَّة خلال عامين حيث وصل الأفيون إلى 3600 طنا عام 2003م، واحتلَّت أفغانستان عام2003م المركز الأوَّل في زراعة الأفيون 77% من الإنتاج العالمي
بقلم خباب بن مروان الحمد

لا زالت الذاكرة الإسلاميَّة تحتضن صور ذلك اليوم الذي سقطت فيه حكومة طالبان، وأعلنت أنَّها انسحبت من جميع مواقعها الإستراتيجية، مع أنَّ كثيراً من المحلِّلين لم يكونوا يتوقعون ذلك التراجع، من قِبَل طالبان في أفغانستان.


نعم ...لقد انسحب الطالبان، وغادروا مناطق حكمهم إلى قلاع ومخابئ، وكهوف ومغارات في الجبال الشاهقة في أفغانستان والحدود المحيطة بها، وجرت الاعتقالات، والقصف الجماعي العشوائي، وبانت مساعدة المنافقين للصليبي المحتل، ومعاونتهم ضدَّ المقاومة الإسلاميَّة التي وقفت صفَّاً واحداً قبالة الغزاة المعتدين.


وأتى كرزاي بتكليف من قِبَل المحتل الصليبي؛ ليستبدل الأطلال الطالبانيَّة بأخرى كرزانيَّة، وحالفه جمع من المنتفعين والمرتزقة الأفغان، ظنَّاً منهم أنَّه سيغرس قيم العدل والمساواة والديموقراطية، بتشكيلة جديدة تجتمع عليها جميع القوى.


وما إن بدأت هذه الحكومة تحكم الشعب الأفغاني، حتَّى ظهرت المعاناة، وكثرت النزاعات، وازداد الأفغان فقراً وأميَّة، وبطالة وشتاتاً، وأدركوا أنَّ تلك الحكومة مع سابق معرفته بأنَّها صنيعة أمريكيَّة، إلاَّ أنَّها لم تضبط الأمن، ولم تحفظ المجتمع، ولم تساعده على النمو الإيماني و الحضاري، بل بقي الوضع كما كان وأسوأ ممَّا كان.


في هذه الأثناء يرقب التأريخ بداية حقيقيَّة لتجمُّع فلول طالبان، وبداية مقاومة جديدة لها، سحبت أذيالها في شتَّى الجبهات الأفغانيَّة.


وبدأنا نرى أنَّ هذه المجموعات الطالبانيَّة من المجاهدين، رتَّبوا أمورهم، وأعادوا كرَّتهم بعد فترة ليست بالطويلة، وبدأ العالم يرقب تزايد الهجمات الجهاديَّة الطالبانيَّة على الحلفاء الصليبيين، وإحراقهم بنار الموت، وفرار كثير من الصليبيين من ثكنة عسكريَّة إلى أخرى، حتَّى أذاعت وكالات الأنباء أنَّ الفلول الطالبانيَّة المجتمعة سيطرت على العديد من المدن والقرى الأفغانيَّة مرَّة أخرى.


وهنا سؤال يطرح نفسه: لماذا عادت الطالبان بعد الهجمة الصليبيَّة، وتحالفت معها بعض التكوينات الجهاديَّة، والتي كانت منشقَّة عنها إبَّان حكم طالبان للأفغان قبل ثماني سنوات؟!


يمكن الإجابة على هذا التساؤل في عدَّة نقاط:


1ـ الشعب الأفغاني شعب عتيد وعنيد يأبى الاحتلال، ويرفض الضيم والعتو، ولا يوالي أكثريَّته لمن احتلَّ أرضه، وهذا ما ذكره شكيب أرسلان بقوله عن هذا الشعب: (لا ينام على الثأر، ولا يقبل أن يطأ الأجنبي أرضه ولا بواطئ العدو على استقلال بلاده).


ولا يمكن نسيان كيف لقَّن المجاهدون الأفغان؛ التتر دروساً في الدفاع عن دينهم وعقيدتهم، بل هزموا جنكيز خان الذي كانت له اليد الطولى في سفك الدماء، واحتلال بلاد الإسلام، وكيف حطَّم الأفغان الاستعمار البريطاني الذي جثم على أرضهم 44 عاماً، وأهان المجاهدون البريطانيين في ثلاث حروب متتالية، وأمَّا الاتحاد السوفييتِّي فقد كان للمجاهدين الأفغان دورٌ كبيرٌ في تفكيكه إلى دويلات، وعدم الاستسلام له خلال حرب دامت أكثر من عشرين عاماً من الزمان، لقِّبت بعدها بلاد الأفغان بأنَّها مقبرة للغزاة.


وهكذا تمضي دورة الأيَّام ويأتي الأمريكان وحلفاؤهم من الصليبيين ليحطِّموا إمارة طالبان ويكسروا شوكتهم ويقضوا عليهم خلال فترة وجيزة، ولكن الأمل الذي كان يحدوهم، انقلب إلى ألم شديد، فقد أيقنوا أنَّ المجاهدين الأفغان كانوا غصَّة في حلوقهم، وحجر عثرة في طريقهم، حيث صمدوا في قتالهم ضدَّ المحتلِّين، وبدأت الأنظار تتلفَّت إلى أعمالهم ومواقفهم بشكل ملحوظ.


2ـ أنَّ طالبان لا تعترف بالانتخابات لإخراج المحتل، بل طريقها المؤثر والفعال هو الجهاد المسلَّح ضد القوات الغازية الأجنبيَّة، وكانت دعوة الملاَّ محمد عمر للشعب الأفغاني قبل أكثر من ثمانية أشهر، مؤثِّرة في مقاطعتهم للمشاركة في الانتخابات، حيث إنَّهم رأوا أنَّ ممارسة الحق الانتخابي فيها عمل شكلي لا طائل من ورائه، بل مسألة بلا قيمة كما عبَّر عن ذلك أحد المحلِّلين السياسيين، خاصة إذا علمنا أنَّ العرق البشتوني يمثِّل 06% من الشعب الأفغاني، ممَّا يؤدي إلى انجذابهم للاستماع لأميرهم السابق الملاَّ محمد عمر، وانصياعهم له ومؤازرة كثير منهم لجيش طالبان المقاوم، ومعاونته بعد أن رأوا أنَّ حكومة كرزاي موالية للمحتل!


3ـ إدراك الشعب الأفغاني أنَّ جميع ما ادَّعاه حامد كرزاي من نشر قيم الحريَّة والديموقراطيَّة؛ إنَّما هي فقاعات كلمات طارت في الهواء، ولم يكن لها نصيب من العمل والعطاء؛ ممَّا جعلهم يشعرون بالحنين إلى دولة الطالبان السابقة بعد فشل الحكومة الجديدة في ملء الفراغ الذي سبَّبه خروج طالبان من الحكم، مع احتفاظ الأفغان في عقولهم بمدى الأمن والاستقرار الذي هيَّأته الطالبان لهم حين حكموهم ردحاً من الزمن.


وأيقن الشعب الأفغاني أنَّ وعود "كرزاي" بأنه سيسخِّر جميع القوى والموارد المتاحة لإجراء تغييرات تقلب أفغانستان رأساً على عقب، بأنَّها وعودٌ كاذبة، وأنَّ ذلك ما هو إلاَّ لذرِّ الرماد في العيون، لامتصاص الغضب الشعبي الأفغاني على نتائج الدمار الذي خلَّفته القوى الغازية، ولهذا فإنَّ أنشطة كرزاي وتحركاته ضاعت سنين دون أن يستفيد الأفغان منها شيئاً، وفضَّل بدلاً من إعمار البلاد بالحفاظ على الوضع القائم وتعزيز نفوذه.


مع أنَّ الدول الغربية تعهدت بتقديم 5ر2 بليون دولار سنوياً على مدى أربعة أعوام قد مضت، لأجل إعادة إعمار أفغانستان، ولكنَّنا نصاب بالخيبة إذا علمنا أنَّ نصف هذا المبلغ قد وصل لأفغانستان، ولم يقم سد واحد أو محطة توليد كهرباء على مدى الأعوام الأربعة الفائتة، بل بقيت أفغانستان ثالث أفقر بلد في العالم، كما ذكر ذلك الباحث في الشؤون الآسيويَّة : الأستاذ : علي مطر في تقرير له نشره في موقع المسلم .


ولمَّا فشل كرزاي في تأمين أفغانستان وتحقيق وعوده، وظهر للعيان الفرق بين حكومته وإمارة الطالبان، اضطرَّ إلى مد يده إلى الملاَّ محمد عمر ومن حالفه مثل حكمتيار ودعوته إيَّاهم إلى المصالحة والحوار، إلاَّ أنَّ ذاك النداء لم يُلتفت إليه من قِبَل طالبان وحتَّى من حكمتيار، بل ردُّوا عليه بأن كرزاي ما هو إلا دمية أمريكية على حدِّ قول أحد مسؤولي الحركة، وطالبوا الشعب الأفغاني بمواصلة العمل القتالي ضدَّ العدو المحتل.


ولا ريب أنَّ هذه الدعوة من كرزاي إلى قادة المقاومة الجهادية في أفغانستان، ناتجة عن الوضع المتأزم الذي يعيشه نظام كرزاي، الذي فشل في توفير الأمن للمواطن الأفغاني، وهو أبسط حقوقه، وإذا كان كرزاي قد أخفق في هذا الأمر فإنه كان فيما سواه أكثر إخفاقاً .إضافة إلى بروز حالات تذمر كبيرة داخل الشعب الأفغاني ضد العمليات العسكرية الأمريكية بسبب الإصابات التي توقعها في صفوف المدنيين، وهو الشيء الذي أحرج "كرزاي" ودعاه لأن يستنجد ويطلب من الأمريكيين وقف طلعاتهم الجويَّة، وحملات التفتيش في القرى، وذلك لتهدئة المواطنين الأفغان ! إلاَّ أنَّ ذلك الاستنجاد لم يلتفت إليه الأمريكان، ولم يلقوا له بالاً!

آخر تعديل بواسطة الشاطري ، 05-04-2006 الساعة 01:16 AM.
  #2  
قديم 05-04-2006, 01:10 AM
الشاطري الشاطري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 127
إفتراضي

* دلائل الحنين لطالبان:


حين بدأ حكم حامد كرزاي انتشرت جرائم الفساد الأخلاقي، واغتصاب النساء، والتفجيرات العشوائيَّة التي تثير قلاقل أمنية في البلاد، وظهر قطَّاع الطرق والمافيات المحليّة التي تتاجر بالنساء وتفرض الدية على أصحاب المحلات والتجّار، كما انتشرت جرائم خطف الأطفال، ولعلَّ خبراً سريعاً أورده موقع الجزيرة نت 18/3/2005م يوضح مأساة خطف الأطفال وانتشارها في أفغانستان بعد حكم "كرزاي"، فقد قام رجال مجهولون بخطف أحد أبناء مقاول بنَّاء في قندهار، وتركوا له رسالة تقولنحن أناس متوحِّشون قساة، وسنقتل ابنك إن لم تدفع فدية قدرها 15ألف دولار) فما كان من ذلك الرجل إلاَّ أن جمع المال بكلِّ سرعة ممكنة وتركه في المكان الذي حدَّده له الخاطفون، لكنَّه في اليوم التالي عثر على جثَّة ابنه ممزَّقة في أحد شوارع المدينة، وبعدها بقليل ثار مئات الأهالي وخرجوا متظاهرين يهتفون: يسقط أباطرة الحرب، أعيدوا حكم طالبان...حيث عثروا على جثَّة طفل آخر مخطوف.


بل وصل التذمُّر من الوضع الأمني القلق من الممثِّل عن المجلس المحلي المنتخب بقندهار المسمَّى بـ"زارجونا كاكار" بحسب ما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، حيث صرَّح خلال اجتماع له قائلاً: "نحن في حاجة إلى الأمن، وليس الطرق والجسور والمدارس"، مضيفًا: 'يجب أن يأتي الأمن في المقدمة، ثم يمكننا بعد ذلك القيام بإعادة البناء والإعمار", وممَّا هو معلوم أنه في معظم الطرق السريعة بين القرى والمدن الأفغانية، لا يستطيع أحد أن يخرج بعد صلاة العصر خوفاً من قطاع الطرق الذين ينتمون في معظم الأحيان لفصائل الحكومة الأفغانية الائتلافية!!


وللقارئ الكريم أن يتخيَّل وهو يعيش تحت حكومة مدنيَّة ديمقراطية! يحصل أثناء حكمها هذه المآسي، ولا تفعل تلك الحكومة إلاَّ أن تقيل مسئولا وتعيِّن آخر هذا إن فعلت! ويبقى الوضع كما كان من الفوضى والجرائم.


وبالنظر إلى الاتجاه المعاكس لهذه الحكومة المتمثِّل في جماعة الطالبان وحلفائهم، فقد وجدنا أنَّ لهم دوراً كبيراً في نشر الأمن، ومحاربة أهل الفساد، وتأكيداً على ذلك فقدنشرت وكالات الأنباء مؤخَّراً ومنها موقع: "العربية نت" دور الطالبان في تأمين كثير من الأوضاع في أفغانستان، ومحاولة تأمين النَّاس، وحمايتهم من قطَّاع الطرق واللصوص الذين انتشروا بعد تسلُّم كرزاي حكم أفغانستان حيث شهدت بلدة "دريا خيل" وهي قريبة من منطقة وزيرستان الشمالية الباكستانية المتاخمة للحدود مع أفغانستان يوم الأربعاء 7- 12- 2005 اشتباكاً مسلحاً حامي الوطيس أسفر عن مقتل 2 شخصاً من بينهم 4 من أبناء القبائل المنتمين لطالبان ممَّا أدى إلى وقوع خسائر فادحة في الممتلكات.


وقد أدَّت عناصر الطالبان دوراً كان من المفترض أن تقوم به القوات الأمنية الباكستانية ضد العصابات الإجرامية، حيث إن الصدام المسلح وقع بين عصابة تخصَّصت في عمليات السطو وفرض الإتاوات على السكان المحليين، وتشتهر هذه العصابة باسم عصابة "حكيم خان" ويقودها مطلوب خطير يدعى "شــير علي", وقد دامت "عملية طالبان ضد عصابات الإجرام" نحو 10ساعات متواصلة في أحياء وحواري بلدة "بادا خان" تمكن فيها أبناء القبائل الذينيعرفون بـالطالبان) من القضاء على من أفراد العصابة، وأفاد أبناء البلدة أيضاً أن عصابة "حكيم خان" كانت تمارس عمليات السطو والقتلوفرض الإتاوات منذ سنوات عدة، وبعد اختفاء حركة "طالبان" في أفغانستان توسعت نشاطاتهذه العصابة لتشمل القرى المجاورة، ومع أن القوات الحكومية نفَّذت العديد من العملياتالأمنية ضد هذه العصابة إلا أنها لم تفلح في القضاء عليها .


ولهذا فلا عجب أن تؤكِّد صحيفة (الواشنطن بوست) بأنَّ هناك شعوراً متزايداً بالحنين إلى حقبة طالبان بين السُّكَّان المحلِّيين.


أمر آخر جعل كثيراً من الأفغان يحنُّون إلى الحكومة الطالبانيَّة، ويتذمَّرون من الحكومة الجديدة، التي ما إن وصلت لسدَّة الحكم حتَّى تزايد انتشار المخدرات التي قضى على أكثر حقولها إمارة الطالبان عندما قامت على حكم أفغانستان، وذلك بشهادة الأمريكان أنفسهم.


أمّا "كرزاي" فإنّه حين استلم الحكم وعد بأنَّه سيزرع حقولاً للمخدرات، ولأجل هذا فقد تنامت زراعة المخدرات في عهد الحكومة الجديدة حيناً بعد حين، وقد ذكرت إحدى الإحصائيَّات أنَّه قد أنتج من الأفيون في عام 2001م ما يقارب 185طنَّاً، وازدادت الكميَّة خلال عامين حيث وصل الأفيون إلى 3600 طنا عام 2003م، واحتلَّت أفغانستان عام2003م المركز الأوَّل في زراعة الأفيون 77% من الإنتاج العالمي.(انظر: التقرير الاستراتيجي الصادر عن مجلَّة البيان(الإصدار الثاني) ـ مقال بعنوان: أفغانستان ألم وأمل /صـ395) وأما في عام 2004م فقد أنتجت 495 طناً، بحسب ما ذكره جمع من الباحثين في الشؤون الآسيويَّة، وفي عام 2005 تصاعدت النسبة إلى 87% كما أوردته جريدة الحياة يوم25/11/2005م.


ولهذا، فهل يعقل أن يعجب الشعب الأفغاني المسلم بحكومة كانت زراعة المخدِّرات من أولى أولوياتها حين تولَّت حكم أفغانستان؟!


4 ـ المراقب لوضع الطالبان يلحظ تزايداً وتنامياً للمقاومة ضدَّ الأمريكان وحلفائهم، ولعلَّ تصريحاً للمتحدِّث باسم حركة طالبان مفتي لطيف الله يعطينا تصوراً لقوَّة طالبان، وبداية التمكين لها،فقد ذكر أن مقاتلي الحركة قتلوا أكثر من 1200 من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة المتمركزة في أفغانستان ـ كان أولئك القتلى مقابل استشهاد600 من الطالبان كما ذكرت بعض التقاريرـ وأضاف لطيف الله : وذلك خلال 228 هجوماً شنوها العام الماضي 2004، دمروا خلالها أيضاً 243 سيارة عسكرية بينها 46 دبابة وعربة مصفحة.


وممَّن شهد على تنامي مقاومة الطالبان للتحالف الصليبي؛ (رئيس بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان الفرنسي جان ارنوه) حيث أشار إلى تفاقم الوضع ميدانياً، وقال في مداخلة أمام مجلس الأمن في 2006 يونيو: "إن المجاهدين يملكون على ما يبدو المزيد من الوسائل ومن الأسلحة الأكثر فتكاً ولديهم وسائل دعائية أفضل، ويستخدمون تكتيكاً أكثر قوة".


وقد اعترف المتحدث باسم الجيش الأمريكي، العقيد جيمس يونتس، بأن العناصر التي شاركت في العمليات التي حدثت في مناطق الجنوب الأفغاني "مزيج من عناصر طالبان والمليشيات المعادية للتحالف"، وقال إنها مجموعات ذات "تدريبات عالية وجيدة التسليح وليست شرذمة مسلحين، لم يفروا أمامنا، بل ثبتوا وقاتلوا "، وهو ما يزيد المعارك صعوبة على القوات الأمريكية.


فلا عجَبَ إذن أن يصرِّح أحد مسئولي حركة طالبان بأنَّ القوات الأمريكيَّة لا حول لها في أرض أفغانستان، ممَّا جعل الملا محمد حسن رحماني الحاكم السابق لإقليم قندهار يبشِّرُ بأنَّ هجمات طالبان ستزيد بدرجة أكبر مع انحسار برد الشتاء، حيث إنَّ الجليد يغلق الممرَّات الجبليَّة، ممَّا يؤدِّي إلى ضعف تحرك مقاتلي الطالبان.
  #3  
قديم 05-04-2006, 01:14 AM
الشاطري الشاطري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 127
إفتراضي

دورة الزمان وصعود طالبان 2/2
06-3-2006


ومن خلال هذه المؤشِّرات الراصدة لتنامي المد القتالي لطالبان في بلاد الأفغان، فإنَّه يمكننا أن نقول: إنَّ طالبان الآن تبدو أكثر قوَّة من الجانب العسكري قبل أربع سنوات، ويكفي أن الإدارة الأمريكية اعترفت بقوَّتها، بل قالت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية: إن حركة طالبان لم تهزم أبداً في إقليم هلمند جنوب أفغانستان
بقلم خباب بن مروان الحمد


مواد ذات علاقة
دورة الزمان وصعود طالبان 1/2* كيف طورت طالبان قوتها وبدأت استعادة دورها من جديد؟


لعل من الدلالات على تنامي الهجمات القتالية لطالبان للعدو المحتل، ما يمكن رصده بالآتي:


ـ تغيير التكتيك القتالي لطالبان، والتطورات النوعيَّة في عمليَّاتها، وقد ذكر رحماني أن "طالبان تكبِّد القوات الأمريكية خسائر كبيرة في الرجال والعتاد، وأمريكا تخفض قواتها لإخفاء جبن قواتها وفشلها" من أجل هذا فقد وصلت قوات بريطانية قوامها 150 جندياً إلى مطار العاصمة الأفغانية كابول أفغانستان الأربعاء /1/1427هـ، ثم أقلتها طائرة أخرى إلى مواقعها في جنوب البلاد، في أول عملية انتشار للقوات البريطانية في البلاد ضمن بعثة قوات حفظ السلام وقد تعهدت الحكومة البريطانية بنشر 3300 جنديا في أفغانستان؛ لتحل محل القوات الأمريكية التي تتولى مهام الأمن في إقليم هلمند بجنوب البلاد.


إضافة لما تحضِّره قريباً دول حلف شمال الأطلسي بنشر 2000 جنديا كنديا وأكثر من ألف جندي هولندي، في المناطق الجنوبية خلال الأشهر القليلة القادمة، ونشر القدر الكافي منهم لإحباط ضربات مقاتلي طالبان، والمتوقع أنَّ ذلك سيعطي طالبان المزيد من الأهداف لضربها كما يصرِّح به رحماني، وكذا الملاَّ داد الله وهو القيادي البارز في حركة طالبان، حيث تحدَّث عن وصول هذه القوَّات قبل مجيئها لأفغانستان معلِّقاً على قرار إرسال المزيد من القوَّات إلى أفغانستان بلغة إيجابيَّة قائلاً: (إنَّ التوسُّع في عمليات حلف الأطلسي في أفغانستان، سيسهِّل على طالبان استهداف هذه القوَّات) كما أذاعته وكالة رويترز1/12/2005م.


* توالي إسقاط طائرات الأمريكان وفلول التحالف الصليبي، عبر استخدام حركة طالبان لمضاد الطائرات، وقد أعلنت الحركة على لسان القائد العسكري في حديث له لقناة الجزيرة أنَّ الحركة امتلكت أسلحة قادرة على إسقاط الطائرات الأمريكية والأكثر تقدماً وتعقيداً، وجاء تصريح هذا القائد بعد سلسلة من الإسقاطات الطالبانية لطائرات التحالف، والتي كان منها إسقاط طائرة شينوك الأمريكية العملاقة قبل بضعة أشهر.


*النجاح في اختراق القواعد العسكرية الأمريكية جنوب البلاد بعمليات تفجير الصهاريج التي يخزَّن فيها النفط.


* إعلان طالبان عن استعداد المئات من عناصرها لتنفيذ عمليات استشهادية ضد القوات الأمريكية وحلفائها، مع تأكيدهم أنَّ تلك العمليات تضحية بالنفس من أجل العقيدة، كما تحدَّث بذلك الملا داد الله القائد العسكري لحركة طالبان في لقاء له مع الجزيرة في أبريل 2004.


* السيارات المفخَّخة التي يستخدمها المجاهدون لتنفيذ عمليَّاتهم ضد القوات الغازية.


* الاختطاف لبعض المواطنين الذين يعملون لحساب بعض الشركات الأمريكيَّة، وكذا اختطاف منسوبي أجهزة المخابرات.


* نصب الكمائن والتي تكون عبارة عن حقول ألغام، وقنابل توضع على جانب الطريق، وتصطاد الدوريات المؤلَّفة من عدَّة سيَّارات من سيارات التحالف، وممَّن نبَّه إلى ذلك جيش الاحتلال الأمريكي ممَّا أدَّى لتصاعد الهجمات وشهدت البلاد 15 هجوماً خلال الأشهر القليلة الماضية ضدَّ أهداف سهلة.


* إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر التي تتجدد حيناً بعد حين، كلَّما سنحت فرصة كانت كميناً لمن مرَّ بها من الحلفاء الغازين.


* استهداف الشاحنات التي تنقل النفط والبترول إلى داخل أفغانستان.


* حصول الطالبان على أسلحة متطورة وجديدة، من بعض البلدان الخارجية، وخاصة من صواريخ (أرض- جو) مع الاستعانة بالصواريخ الروسية والصينية التي تعد رخيصة وليست غالية الثمن.


* استعمال الطالبان لحروب العصابات وتطويرهم لها، ولا يمر يوم لطالبان إلاَّ ويكون لهم شيء من ذلك، ولا ريب أنَّ حرب العصابات تستنزف قوَّة العدو، وتبقي المهاجم يزداد قوَّة وإثخاناً ونجاحاً، وتجنِّبُ مقاتلي الطالبان الخسائر كما يقول الملاَّ داد الله.


* قدرة الطالبان على الصمود من محاولات شقِّ صفوفها، واستيعابها لبعض الجهات التي كانت تعارضها أيام حكمها كالحزب الإسلامي الذي يتزعَّمه قلب الدين حكمتيار، ووقوف الاثنين معاً ضدَّ القوات الغازية، وقد أكَّدت ذلك وكالة الأنباء الصينيَّة في إحدى تقاريرها معتبرة ذلك العامل الرئيس وراء الارتفاع الحاد في معدَّل هجمات مقاتلي طالبان هذا العام.


* التقدم والتفوق الإعلامي، فبعد سقوط حكم طالبان إثر الغزو الصليبي المتحالف ضدَّها، خفت الإعلام الطالباني، ولم يحاول أفراد تلك الحركة لفت الأنظار المترصِّدة لها بفتح قناة إعلاميَّة لنشر أخبارها على حقيقتها، ولكن في الأيام الأخيرة فإنَّنا نسمع على الأقل شيئاً من تلكم الأخبار لهذه الحركة بعد أن خفت نجمها، ومن دلائل ذلك قيام الطالبان بإعادة بث "إذاعة الشريعة" لتغطي أقاليم وسط البلاد، كما يمكن التقاطها في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان.


ولا ريب أن هذا تطور لافت للنظر، يدل على أن طالبان بدأت تستعيد قوتها، وتنظم أمورها، كما صرح بذلك المتحدِّث باسم الحركة لطف الله حكيمي ـالناطق الجديد باسم الحركة، والمعتقل حالياً من قبل السلطات الباكستانيَّةـ حيث كان يقوم بالاتصال بوكالات الأنباء العالمية لنقل بيانات الحركة، ممَّا يفضح الأكاذيب الأمريكيَّة بانتهاء وجود طالبان في أفغانستان، وقد ابتدأت هذه الإذاعة بثَّها بإذاعة بيان للملا محمد عمر، حثّ فيه الأفغان على مواصلة القتال ضد المحتل.


* سربت بعض وسائل الإعلام بأنَّ بعض المصادر الاستخباراية الآسيوية، تناقلت أنَّ عدداً من قيادات المقاومة العراقية انتقلوا إلى أفغانستان قبل فترة قصيرة، من أجل وضع إستراتيجية تنظيمية وتكتيكية جديدة للهجمات العسكرية تجاه قوى الاحتلال، بل ذكر مصدر إخباري أنَّ هناك تهريباً للأسلحة من العراق عموماً ومن كردستان خصوصاً إلى أفغانستان، حيث تهرَّب من إيران مع بعض العوائق في ذلك، ولكنَّها تصل إلى أفغانستان متجاوزة هذه العوائق.


ومن خلال هذه المؤشِّرات الراصدة لتنامي المد القتالي لطالبان في بلاد الأفغان، فإنَّه يمكننا أن نقول: إنَّ طالبان الآن تبدو أكثر قوَّة من الجانب العسكري قبل أربع سنوات، ويكفي أن الإدارة الأمريكية اعترفت بقوَّتها، بل قالت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية: إن حركة طالبان لم تهزم أبداً في إقليم هلمند جنوب أفغانستان. ومنطقة هلمند بالذات كان للمقاومة الطالبانيَّة فيها عدَّة هجمات شملت 14 تفجيراً جنوب وشرق أفغانستان ـ سجلت خلال الأشهر الأخيرة ـ بل صرَّح حاكم ولاية "هلمند" أنه كاد أن يقع في أسر طالبان عندما أحاط 200 من مقاتلي الحركة به وحرسه البالغ عددهم 100 عنصر في أشرس قتال تشهده المنطقة.


وهذه التصريحات لا تدع مجالاً للشك بأنَّ المجاهدين بدؤوا يستعيدون دورهم من جديد، وبقوَّة شهد لهم بها الأعداء، كما صرحت صحيفة الإندبندنت بأنَّ سبب عدم قدرة القوات الأمريكية على توجيه ضربة حاسمة ضد طالبان في هلمند، هو طبيعة الإقليم, بالإضافة إلى إخفاق حكومة حامد كرزاي المدعومة من الولايات المتحدة في القيام بمزيد من الأعمال لإعادة بناء الإقليم.


* تنويهات وتحذيرات:


ومن خلال ما سبق طرحه، فإن من المرجح أن حكومة طالبان لن تستسلم للاحتلال الغازي، ولا للمزيد من القوات الآتية من دول حلف الأطلسي أو غيرها، بل المراقب لتحركاتهم يجد أنهم أشد حماساً لقتال هذه الأحلاف الصليبيَّة الغازية. خاصة إذا علمنا أنَّ البشتون إذا قالوا كلمتهم فإنَّهم لا يتراجعون عنها، ومن الأمثال الشعبيَّة الدارجة عندهم في أفغانستانإنَّ البشتوني إذا قال نعم فهو يعني نعم، وإذا قال لا فإنّه لن يتحوَّل عنها).


وإن كثيرا من وسائل الإعلام الغربية والعربية تحاول قدر الإمكان إخفاء هذه الحقائق، وتعميتها وتعتيمها على الناس، وخلق حالة من الغبش والضبابيَّة عن انتصارات المجاهدين في أفغانستان.


ومن أساليب التشويه، محاولة إلصاق التهم بهذه الحركة وتشويهها، ومن ذلك قيام المواطن الأفغاني "تيمور شاه" باحتجاز الإيطالية "كليمنتينا كأنتوني" وإبلاغه السلطات بأنه سيقتلها ما لم تلبِ الحكومة مطالبه المتمثلة في التزام الحكومة بتعاليم الشريعة الإسلامية، ووقف برامج الموسيقى في الإذاعة والتليفزيون، ومنع استيراد الخمور، وقد اتُّهمت طالبان بأنَّها وراء تلك الفعلة، ولكن بعد تحرٍ دقيق برَّأت الحكومة الأفغانية الحركة من هذه الحادثة، وقالت: إن جماعة إجرامية وراء الحادث. ومن ذلك، خطف عمال الإغاثة والعاملين التابعين للأمم المتحدة المتكرر في أنحاء البلاد، واتهام بعض قوى التحالف لطالبان بأنَّها وراء تلك الاختطافات، وطالبان ـ باعتراف الحكومة ـ لا ترتكب هذه الأعمال.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م