أخي كيمكام اشكرك على إعادة إحياء هذا الموضوع فهو بحق بداية جيدة لتحرير العقول وللبدء في الإصلاح على الصعيد الشخصي لكل من يشارك به ..
بالنسبة للنقطة الأولى .. وبالنسبة للتطور بشكل عام .. علينا أن نعي تماما أننا كمسلمين علينا واجبات تجاه الله عز وجل وتجاه المجتمع الذي نعمل على تطويره .. وماينطبق أو يصح في المجتمعات الغربية لاينطبق ولايصح أبدا علينا كمسلمين ..
كما انه لابد أن نعرف تماما ماهية التطور الذي نريده ونسعى لتحقيقه لمجتمعاتنا .. هل هو تطور يتماشى جنبا إلى جنب مع مبادئنا الإسلامية .. أم انه تطور لامبادئ له ولا حدود ويتعارض مع ما أمرنا الله به أوما نهانا عنه؟ .. هل نبتغي وجه الله من هذا التطور (أيا كان حجمه) أم نبتغي السيطرة والسلطة والنفوذ؟
أما وقد حدث التطور في الغرب فلابد أن نعترف أنه تطور اتى على حساب البشر هناك .. فكم من الامراض النفسية والعضوية والمشاكل الاجتماعية التي يعانون منها يوميا؟! .. وكم من حالات الانتحار التي تحدث يوميا لديهم وذلك كنتيجة طبيعية للتركيز على التطور دون الالتفات لآثار هذا الركض السريع تجاه القمة مخلّفا وراءه ضحايا كُثر .. وكم من الأمراض التي يعاني منها شبابهم والتي لاشفاء منها ؟ .. وكم من العيادات النفسية التي اكتظت بالمرضى؟ وكم من دور العجزة التي أصبحت منفى للآباء والامهات؟ وكم من الملاجئ المخصصة للمشردين واللقطاء لديهم؟؟؟ وكم من مراكز العلاج من الادمان التي يلتحق بها نصف الشعب الامريكي (ان لم يكن اكثر)؟! .. وكم وكم وكم ..؟؟؟
ولكن وفي المقابل علينا ان نعترف ايضا ان التطور الغربي أتى كنتيجة لانفتاح العقول على الحضارات الأخرى والرغبة في الاستفادة مما وصل إليه الآخرون ومحاولة تطويره ... فهناك دائما بيئة خصبة للمنافسة على تقديم الأفضل في كل شيئ ..
كما أن البيئة التي ينشأ بها أطفالهم هي بيئة تعودهم منذ الصغر أن الإنسان له قيمة مادام يعمل وينتج .. وأن الابداع لايتحقق إلا بالعلم والعمل معا .. وأن المستوى المعيشي الأفضل يتحقق بالوصول للمراتب العلمية العليا بل والتفوق بها ..
حتى في عائلاتهم ومجتمعاتهم ترى الأب الكادح والأم العاملة التي تسعى لتوفير لقمة العيش مهما كانت الوسائل التي تؤدي لذلك ... فلا حواجز ولا موانع ولا قيم ولا أخلاق قد تردعهم أو تمنعهم عن فعل أي شيئ .. كل شيئ مسموح .. لا عيب ولا حرام ..
انهم يحترمون العقل الانساني ويثقون بقدراته الرهيبة في الاكتشاف والاختراع والتطوير .. هنا مربط الفرس .. اعطاء الفرصة لاثبات الذات .. لايحبطونك لمجرد أنك وافد أو غير مواطن أو لاتحمل شهادة جامعية أو لاخبرة لديك أو تملك واسطة!! ..
وهناك نقطة أود الاشارة إليها .. وهي اننا في العشرين سنة الأخيرة راينا الغرب يتجه نحو التقليل من اليد العاملة البشرية والاستعاضة عنها بالآلة والتكنلوجيا .. متناسين أو متجاهلين الرغبة الكامنة لدى كل إنسان بأن يشعر بكيانه وأهميته من خلال العمل والانتاج .. أصبحت اعينهم ترى المستقبل بصورة آلية بحتة .. حتى في افلامهم بلغ بهم الأمر إلى التصور المستقبلي لأجهزة تصنع الطعام وتعده وتقدمه وتقوم بكل أعمال المنزل بصورة تقنية بحته بعيدة كل البعد عن المعاني الانسانية وعن التواصل الانساني بين أفراد الأسرة ..
التطور لديهم لاحدود له مادام يوفر عليهم المال والوقت والجهد .. لا أحد ينكر انها اهداف رائعة ومطلوبة ولكنها تؤدي للبطالة الرهيبة المنتشرة لديهم .. وتؤدي بالإنسان للعمل في مجالات لا اخلاقية كثيرة .. وتؤدي للكبت النفسي وللشعور بأنه لاهدف ولا معنى للحياة .. وتؤدي بالضرورة للتفكك الاسري الذي تعاني منه العائلة الامريكية والغربية ...
إذا فالامر ليس مقتصر على الفصل بين الدين والدولة .. التربية على مبادئ العمل والعلم هي التي تضمن التطور .. كما انني أتسائل ماهو الدين لديهم .. وما هو نصيب الأخلاق والقيم كاحترام الوالدين وحقوق الأبناء من كتبهم .. وماهي معايير الأخلاق الكريمة لديهم ؟! ..
أما بالنسبة للتقسيم الهتلري ..
من قال اننا نقبل ؟ .. إن القبول بهذا التقسيم أو بمجرد فكرة تقسيم البشر ليست واردة لدينا كمسلمين ومن يرتضي هذا التقسيم فهو يرفض أو يُنكر قول الرسول عليه افضل الصلاة والسلام .." لافرق بين عربي ولا اعجمي الا بالتقوى" .. المعيار واضح .. ولكن المشكلة أن التقوى لم يعد لها مكان بيننا .. أصبحنا نتقي البشر ونسينا رب البشر .. إن اتقاء البشر واتقاء امريكا والدول الكبرى هو ما جعلنا عبيد في نظرهم .. وسنظل كذلك مالم نرجع لاصول الدين ونتقِ الله .. الانسان بطبعه كريم النفس عزيزها .. لايقبل ان يصنف أو ان يوضع في اسفل قائمة وضعها شخص مجنون أو مريض نفسي كهتلر .. اضف إلى ذلك أن الكثير من العرب قد كسروا هذه القاعدة أو هذا المعيار .. فكم من الشعراء العرب أو العلماء أو الاطباء الذين ظهروا وبرزوا في بلاد الغرب ..!! .. لابد أن نمحو هذه الفكرة من رؤوسنا ونبدأ في احترام انسانيتنا التي احترمها الاسلام وكرّمها من قبل أن ياتي هذا الهتلر بافكاره الجهنمية!!
تحياتي وأشكرك على منحنا هذه الفرصة للاستفاضة في هذا الجانب ...