اطفالنا و(الأغاني)

[أطياف الأمل]

ان اشد ما نلاحظه في مجتمعنا اليوم .. هو تعلق اطفالنا بالمعازف والأغاني .. فلا نسمع بالسنتهم سوى الاغاني فقط ..وكلام الحب الذي ملأ عقولهم وافئدتهم.. ولو سالت احدهم عن ايه في كتاب الله ماعرفوا .. فما السبب في ذلك ... ؟؟ هل نحن الاباء؟ ؟؟ وغفلتنا عنهم وعن ابعاد تلك التيارات الجارفة عنهم؟؟ام انه المجتمع الخارجي الذي يحيط بالطفل ؟؟ والناس الذين يختلط بهم؟؟ ام انها وسائل الاعلام المختلفه التي تبث سمومها في عقول اطفالنا ؟؟ وهل لسماع الطفل للأغاني تاثير على سلوكه وتصرفاته ؟؟ وهل من الممكن ان تكون الأغاني سببا في انحراف الاطفال (لاسمح الله) وطريقا لضياعهم مستقبلا؟؟ كل هذه اسئلة اطرحها عليكم واود لو اسمع رايكم في الموضوع.. اما رايي وتجربتي الشخصيه مع ابناء عمي ساعرضها لكم بعد سماعي لكم .. بانتظاركم دلوعه

[*اليشمـــك*]

السلام عليكم

أختي دلوعة ..

هذا الموضوع يُعتبر من موضوعات الساعة الأسرية والمجتمعية

وللأسف الشديد يتساهل الآباء والأمهات في التعامل مع الموقف بجدية ..

يعتبرون الأغاني أمرً ترفيهي في حين أنها مفسدة مابعدها مفسدة ..

الشر يتطاير من هذه الأغاني ليتلقطه الأبناء ..

قد يكون هناك من الآباء من هم على وعي ولكنهم قلة .. فالأمر أصعب من أن نُراقب ابنائنا أو نمنعهم لان الأغاني لم تعد فقط في التلفاز!!

في الفترة الأخيرة ظهرت خدمة جديدة للهواتف النقالة وهي إضافة مقطع من اغنية كنغمة للهاتف .. أي ان الأغاني اصبحت مجال للمنافسة بين الشباب صغار السن ..

لو أدرك الآباء خطورة مايواجه ابنائهم لاتخذوا موقفا حاسما من تلك الأغاني ولما تساهلوا يوماً في جعلها عادة تعتاد عليها الآذان ..

اتذكر عندما كنت صغيرة وحتى وقتنا هذا أن أبي كان دائما يغلق المذياع أو يغير القناة عندما يبدأون في عرض الأغاني لأنه كان يخشى علينا أن تعتاد أنفسنا على سماع تلك المفاسد بما تحمله من كلمات بذيئة وجارحة وخارجة عن الأدب في أحيان كثيرة

خصوصا أنها كانت منتشرة في كل مكان واعتاد الناس على سماعها وقبول ماتطرحه من أفكار سيئة

وإذا أردنا التحدث عن دور الإعلام فهو يلعب أكبر دور في نشر تلك الرذائل .. هناك إحدى الأمهات تقول لي ان ابنتها المراهقة ترغب في أن يحضروا لها النايل سات حتى تتمكن من مشاهدة قناة موسيقة افتتحت مؤخرا !!

الأم قد لاتُمانع لأنها لاترى في الأمر بأسا حيث أن الفتاة تقضي إجازتها في المنزل وهي تريد توفير التسلية لها ولأخوتها ..

النية تكون طيبة ولكن الوسيلة شريرة وسيئة جدا وقد لاتتوقع الأم ما قد يحدث لابنتها من جراء الإدمان على الأغاني

المسؤولية مشتركة بين الجميع ولكن المهم أن تعرف الأم وأن يعرف الأب مادوره تجاه هذه الهجمة العنيفة على الاخلاق والقيم

لأن الطفل او الابن يواجه الكثير من المواقف التي تصور له الأغاني شيئاً راقياً ودليلاً على التطور ورمز للحياة العصرية

لذلك لابد أن يكون هناك توازن بين المنزل والمجتمع الخارجي .. لابد ان يكون الحوار مفتوح لمناقشة مفاسد الأغاني ورأي الشرع فيها

أما المنع فهو اسلوب اثبت فشله الذريع في حماية الأبناء .. خصوصا في هذا العصر الذي لايعترف بكلمة ممنوع

تحياتي واشكرك على إتاحة الفرصة لنا لمناقشة موضوع الأغاني لأن الإقبال يزيد عليهافي فترة الإجازات لما تعطيه من شعور بالفرح المؤقت والإبهار الزائف الذي تفتقده الكثير من الأسر فتصبح الأغاني ملاجئ عاطفية للفتيات خصوصا

[أطياف الأمل]

العزيزة اليشمك ..
قلتي كثيرا مما كان يجول بخاطري ..
وبصراحه فان الأغاني ليست سوا معول هادم يهدم في اخلاق أبنائنا وبناتنا..
هو ذلك المرشد الذي يرشدهم الى طريق الانحراف..الى الضلال ..
صحيح صدقتي اختي.. يجب على الآباء اتخاذ موقفا جادا بخصوص هذه المشكله..ولكن اخيتي .. ان منعتي اولادكم في هذا العصر.. فكانكم تقولون لهم افعلوا.. لذلك لابد من اقناعهم..بدل فرض المسائل عليهم..
يعتقد الاباء انهم لو منعوا اولادهم ممايضرهم وحرموهم منه..فانهم يحافظون عليهم او يبعدونهم عنه..
ولكن لا بالعكس والله .. فهم يدفعونهم الى فعله.. ولو حتى من وراء ظهورهم..
فمثلا لو قام الأب او الأم بقفل قناة في التلفزيون او مسحها..
الا يقدر الأبناء على ان يعيدوا برمجتها؟؟ او حتى ان يروا مافيها بمساعدة اصحابهم؟؟
هناك الف وسية ووسيله لذلك ..
لذلك دعوة اوجهها لكل الآباء والأمهات .. لا تمنعوا اولادكم بل اقنعوهم..
اقنعوهم واكسبوهم الى صفكم .. بدل من ان تخسروهم ..
دعوني اطرح لكم تجربتي الشخصيه مع ابناء عمي الصغار ..
لي ابنة عم عمرها 9 سنين .. ماشاء الله لها صوت جميل.. لذلك كانت دائمة الغناء.. ولكن قبل فترة.. لاحظت انها لم تعد تني.. بل بالعكس.. اصبحت تنشد بالاناشيد الاسلامية..اشتغربت لحالها..ولكني لم اسالها..لأن حالها الآن يعجبني اكثر..
وذلك اليوم كنت في منزلهم..استمع لبعض الاغاني في التلفاز..جائت بقربي وقالت: يابنة عمي الا تحبين الله ؟؟
استغربت لسؤالها ولكني جاريتها قائلة:بلى حبيبتي احبه
اردفت قائلة: اذن ألا تخافين الله ؟؟
زادت دهشتي وزاد ذهولي وقلت:بلى احبه واخافه كثيرا ..
نظرت الي وقالت بتدحي: اذا لماذا تغضبيه بسماع الأغاني ؟؟ الا تعلمين انك ان سمعتي الأغاني فان رصاصا حارا سيصب بانك يوم القيامه؟؟
لا اخفي لكم شعوري لحظتها فلكم احتقرت نفسي وخجلت من نفسي.. فاي قدوة انا ان كانت صغيرتي هذه هي من ينصحني بدل ان يكون العكس..
ومن ذلك اليوم وانا احاول عدم الاستماع الى الأغاني بل بالعكس احاول الاستماع الى الاناشيد الاسلاميه ونحوها
والله العظيم اعزائي ان ما احس به من الراحه بعد تركي هو شي لا يوصف ..فكانت الآغاني لا تزيدني الا الما وحزنا ان كنت حزينه.. وفرحه مؤقتة سرعان ماتزول..
وبعد ان قارنت حالي مع الأغاني وبدونها.. لكم اثرت تركها وان شاء الله استطيع ..
اشكر لك اختي اليشمك مشاركتك الجميله ..ويعطيك العافيه